أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الخطاب السياسي لرجال الدولة !!














المزيد.....

الخطاب السياسي لرجال الدولة !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطاب السياسي لرجل الدولة !!
مع تعدد مجالات المعرفة الإنسانية ، تعددت الخطابات وتنوعت حقول التعبير عن الآراء والمقترحات والأفكار والمواقف، واختلفت تمظهراتها ، بين الخطاب الصحفي ، والخطاب الإشهاري ، والخطاب السياسي ، والتي تهدف في مجملها إلى إقناع المخاطب وحمله على القبول والتسليم بصدقية الدعوى والطروحات التي تتبناها تلك الخطابات ، عن طريق توظيف حجج وبراهين ، تجمع بين مكونات عدة ، لغوية ، وأيقونية ، وتشكيلية ، و صوتية، وحركية ، تتميز في مجملها ببناء دلالي محكم، تتضافر فيه مختلف العناصر البلاغية ، المتعددة الوظائف الإقناعية ، الجمالية ، والقيمية ، والسيكولوجية ، التي تثير مشاعر المتلقي الذاتية وأهوائه ، وتستميله لقبول مضامين ودلائل وأهدافا بمعينها ، بلغة سياسية ليست بالرومانسية ، كما في لغة الأدب ، ولا بالدقيقة كما في لغة الاقتصاد ، لكنها لغة حمالة الأوجه والرسائل الموجهة بالهدف ، يتزاوج فيها التعبير التقريري المباشر، والتعبير الإيحائي غير المباشر الذي تغلب عليه "الميكافيلية" ، كإحدى أدوات الخطاب السياسي التي من خلالها تفرض السياسة سلطتها ..
إن هذا التعريف التقريبي للخطاب السياسي، الذي يتضح لنا منه البعد البراغماتي المتخفي دائما خلفه ، والذي يُمَكِن رجل السياسة المتمرس ، والذي لديه الدراية والقدرة على ضبطه وتطويعه تطويعا قويما ، والتحكم فيه تحكما رصينا - كوسيلة هي من بين أهم الأدوات التي توظفها القوى السياسية لسلب الألباب وسحر العقول للحصول على السلطة- من أن يصبح زعيما سياسيا أو بطلا بالمعنى الحقيقي للكلمة ، يدفعنا لطرح الكثير من الأسئلة ، منها على سبيل المثال: هل نجح السيد بنكيران كرجل سياسة وكرجل دولة ، في بلورة خطاب سياسي ذي فلسفة ورؤية وأهداف ومرجعية واضحة ومنفتحة يمكن أن يؤثر على المخاطب ضمن وضعية تواصلية ، بما يكتظ به فضاء التخاطب من معاني ودلالات قادرة وحدها على تأكيد مقولة " السياسة فن الممكن" وعبرها "السياسي فنان الممكن"، ومتعدد المواهب في الخلق والإبداع ؟ أم أنه أفلح فقط في تحويل الواقع السياسي المغربي من صراع المبادئ والمواقف إلى صراع التفاهات والاتهامات المجانية ، وانتقال به من "مأسسة الاختلاف" الى" شخصنة الخلاف ، وساهم في إضعاف السياسة ..
وحتى لا نُتهم بالتجني على رئيس حكومتنا الذي نحترمه ونقدره ، نورد بعض الأمثلة المرتبطة بخطاباته السياسية التي يغلب عليها إصرار السيد بنكيران، كرجل سياسة، وكرجل دولة على تأكيد " قوته" السياسية بها في كل المناسبات- مؤتمرات حزبية ، لقاءات صحافية ، دردشات عادية ، ولقاءات رسمية ، وعلى الخصوص خلال جلسات المساءلة البرلمانية - ما خلق نقاشات مستفيضة ومحتدمة ، أثرت سلبا على ذهنية ووجدانية المتلقي ، وبالتالي على مسارات الاستحقاقات الانتخابية التي تعد إحدى اعقد الظواهر السياسية ، وما يمكن أن ينجم عنها من مآلات وآثار، قد تكون كارتية على حزب رئيس الحكومة ، دائرة مولاي يعقوب مثالا .
ومن بين تلك التصريحات التي جرت وراءها سيلا عارما وخضما واسعا من الانتقادات اللاذعة كعبارة : " عفا الله عما سلف " وعبارة :" التبوريدة" و"مقاطعة منتجات دانون واستعمال الرايب " و ما قاله عن المرأة : "ان المصابيح انطفأت في البيوت المغربية ، يوم خرجت المرأة الى العمل " و تصريحاته في حق الوداد الرياضي والذي اعتبر زج باسم الفريق في صراعه مع أحزاب المعارضة، وهو الأمر الذي رفضه المسؤولون السابقون ، ودفع بهم وبعدد من الجمعيات، لمراسل الديوان الملكي يطالبون رئيس الحكومة بالاعتذار عما قاله : "ملي كا نسمع الوداد مشاو ليها البلطجية باش يحلو مشكل اداري شكون لي غيتراسها، كنبقا نقول هاذ البلطجية كيفاش حتى جاو لوداد " وقال أيضا “أنا يسمحو ليا الإحوان ديال الوداد أنا معمرني تكلمت بسوء عن الوداد أو جمهوره”، قبل أن يضيف “أنا أشنو بيني وبين الوداد، أنا مكنعرف لا وداد لا رجاء ولا أي فريق اخر بما فيها المغرب الفاسي”. ويأتي هذا التصريح في اطار تبادل الاتهمات بينه وبين رئيس فريق الوداد المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة حول هجوم مجموعة من البلطجية على لاعبي فريق الوداد الرياضي أثناء حصة التداريب السنة الماضية.
وتم هناك العبارة الأخيرة التي أسالت المداد الكثير: "ديالي لي كبير عليك": والتي جاء رده على منتقديه على شكل "العذر أقبح من الزلة: " عندما أجد أناسا عقلاء أمامي أرد عليهم بشكل أنيق ومتفهم، حتى أنني عبرت مرارا عن اتفاقي مع احمد الزايدي رحمه الله او مع رضا الشامي عندما كانا يعبران عن انتقادات للحكومة او اقتراحات معقولة، اما عندما اجد التهريج أمامي فكيف تريدون مني ان أتصرف؟"..
واكتفي بهذا القدر الذي ليس إلا غيضا من فيض تصريحات بنكيران التي أججت غضب الكثير من المغاربة ، بما فيها من مس خطير بالمنظومة القيمية لأخلاق المجتمع عموما وأخلاق السياسة خصوصا
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبارات حمالة للأوجه والمعاني
- -اعطيني صاكي- ، والرأي العام !!
- نعم نحن مع بناء مؤسسة برلمانية قوية ، ولكن !!
- وبينما المتقاعدون منغمسون في أحلامهم المؤجلة ؟؟
- كلنا نملك نفس العين .. لكننا لا نلك نفس النظرة !!(5)
- عندما يتاح المجال لمن يمتلك الموهبة في خدمة الوطن والمواطن ! ...
- -شارلي ابدو- من الخاسر ومن الرابح ؟؟
- الملكية تاج لا يراه إلا الجمهوريون ..
- ليلة رأس السنة الأمازيغية ID N SGGAS !!
- من ذكريات الشتاء بحينا الشعبي -فاس الجديد- ..
- الإسلام لا يحتاج شهادة تبرئة من أحد !!
- السفنج المغربي وما أدراك ما السفنج المغربي !!
- المصالحة المصرية القطرية
- في ذكرى رحيلك والدتي ..
- هدية السنة الجديدة
- شخصية عام 2014
- الشطابة -المكنسة- شعار المرحلة ا!!
- شجرة الحي المعمرة ..
- كلنا نملك نفس العين .. لكننا لا نملك نفس النظرة !!(3)
- أنا ما حبيب حد !!


المزيد.....




- متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض ...
- -عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي ...
- رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم ...
- فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق ...
- بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة ...
- لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو ...
- في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال ...
- عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم ...
- سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
- دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - الخطاب السياسي لرجال الدولة !!