أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - -شارلي ابدو- من الخاسر ومن الرابح ؟؟














المزيد.....

-شارلي ابدو- من الخاسر ومن الرابح ؟؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 12:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"شارلي ابدو" من الخاسر ومن الرابح ؟؟
مباشرة بعد الحدث الإرهابي الذي كانت باريس مسرحه قبل أسبوع وأودى بحياة 17 فرنسيا ، بدأت تطالعنا الكثير من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ببعض القراءات والنظريات المحللة لما حدث في باريس في محاولة من أصحابها لتبرئة المسلمين من الجريمة ،والتي يبدو عليها وفيها الغباء وضعف المستوى التعليمي ومؤهّلات التمييز بين حقائق الأمور واضحا وجليا ، خاصة حينما لجأ إلى تحميل الحكومة الفرنسية وإسرائيل وزر تلك جريمة بدعوى خلق ذرائع لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، وإيجاد مبررات لضرب الشعوب العربية والإسلامية، كما حدث مع واقعة 11 سبتمبر 2001، حيث أدعوا أن – في سيناريو مهترئ ومعاد- القائمين بها هم الاستخبارات الأمريكية (CIA) والإسرائيلية (موساد)، من أجل احتلال أفغانستان والعراق وإضعاف الدول الإسلامية .
ليس هذا بالغريب عنا ، فقد اعتدنا في البلاد العربية والإسلامية ، أنه كلما طرأ حادث مأساوي كالذي وقع في باريس واستهدفت صحفيين يعبرون عن رأيهم ، مهما كان ذاك الرأي -المدان طبعا والذي ليس بمقدوره أي عاقل أن يدافع عنه ولا عن صحيفة هابطة ورسوم كاريكاتيرية مستفزة وساذجة في الشكل والمضمون، سواء نفذها إرهابيون متطرفون ينتمون لـ “داعش”، أو لتنظيم “القاعدة " لا فرق -إلا ويثار الكثير من القيل والقال البعيد عن أصول وجذور المشاكل الحقيقية المنتجة لهذه الأحداث والظواهر، والتي ينطلق في معالجة معظمها من الفكر الإجرامي الناتج عن التأويل الخاطئ للدّين الإسلامي -الذي لا تقل خطورة من الإرهاب نفسه -، ومن التبرير وإلقاء اللوم على الغير.
لا أدري كيف يتقبل عقل البعض ، فرضية أن فرنسا يمكنها قتلت مواطنيها الأبرياء لتوفير ذرائع للتصدي للإرهاب ، والذرائع والمبررات موجودة ومتوفرة مسبقاً ، يوفرها الدعاة والشيوخ ورجال الدين ، أصحاب الفتاوى الجهادية المضحكة/المبكية ، والتي من أهم مرتكزاتها الأساسية ، الفكر الجهادي الانتقامي ، الذي يُظهر الإسلام كدين بدوي متخلف ، وأيديولوجية إرهاب ضد الحضارة الإنسانية ، ويشوه صورة المسلمين وإبرازهم كبرابرة معادين للحضارة البشرية ، والقيم الإنسانية النبيلة ، والحرية ، والإخاء والديمقراطية ، وحقوق الإنسان ، والمرأة وغيرها كثير؟ .
لكن وعملا بالمقولة المشهورة : "يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل به عدوه " وسيرا على منطق التاريخ ، فأن هناك دائماً نتائج غير مقصودة للأفعال المقصودة ، بالضبط كما حصل مع واقعة باريس المقصودة ، التي جاءت عواقبها غير مقصودة ، أي معاكس لما كان يريد منها الإرهابيون ومن وراءهم ، والتي حققت أغراض أعدائهم في شارلي ابدو ..
ما يدفع بنا لطرح الكثير من التساؤلات الملحة : كمن الخاسر ومن الرابح من هذه المجزرة الرهيبة ؟ وهل تمّ فعلاً الانتقام لنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هذا الذي قام به الإرهابيون أوقف "شارلي إبدو "عن نشر رّسوماتها ؟
لا وألف لا ، فإن الفاشية الدينية التي أتخذت طابعا إسلاميا خاصا يكفر بالآية الكريمة " وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ-;- ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " والتي انتشرت بشكل واضح وواسع على مستوى العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي، هي من جعل الخاسر الأول والأخير هو المسلمين عامة ومسلمي أوربا على وجه الخصوص ومحتلف الجماعات الإسلامية في أوروبا والعالم، التي سيصعب التفريق بينها ، وسيتعاظم الميل إلى الخلط بين حابلها وبنابلها، وجعل من الصحيفة المستهدفة "شارلي ابدو" وعبرها الخطاب السياسي الفرنسي المتطرف ،الرابح الكبر، بما وفرت له من فرص ذهبية للانتعاش ، وإحياء نزعته الاقصائية التحريضية ضد مسلمي أوروبا بدعوى محاربة الإرهاب ، وتحت شعارها الشهير "فرنسا للفرنسيين" المستقطب لقواعدة معتبرة من الجمهور الفرنسي ، ومن خلالهما إسرائيل ، التي استغلت وفاة أربعة يهود فرنسيين ، لتصدح بسانفونية المظلومية القديمة .
وأعود إلى "شارل إيبدو " الرابح الأكبر ، من الواقعة ، حيث أنه من مجرد صحيفة مغمورة ، غير معروفة في العالم ، ولا يطّلع عليها إلا أقلية قليلة جدا ، لا تتعدى نسخها المطبوعة 60 ألف نسخة ، غدت بفضل الأحداث الأخيرة جريدة ذائعة الصيت ، وقفزت مبيعاتها إلى خمسة ملايين نسخة ، ودفعت بكل من لم يسبق لهم أن شاهدوها للتدافع لاقتنائها، وضاعفت أعداد الحاقدين على الإسلام والمسلمين في كل بقاع الدّنيا ، فهل هذا هو فعلاً الانتقام لرسول الله ، أم هو انتقام من رسول الله وأمّته المقهورة أصلا ؟
لكن وكما يقال "رب ضارة نافعة " فإني وحسب رأيي المتواضع ، أجد أن هناك رابح آخر ، خدمته الأحداث بالصدفة ، وهي مصر التي يمكن اعتبارها المستفيد من الأحداث ، حيث أن الكثيرين عبر العالم ، اقتنعوا مؤخرا بأن سياسة المقاومة ضد الإرهاب في فرنسا ، هو نفس الإرهاب الذي يعانيه منه الشعب المصري في مصر ، وأن مصيرهما ومستقبلهما واحد ، وأن السياسات الفرنسية الحكومية كانت خاطئة بانجرافها مع الخط الأمريكي ... وتفعيلا لذلك بعثت فرنسا وفدًا من وزارة الخارجية الفرنسية، إلى القاهرة ، لتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب ، والتعرف على تجربة مصر في التصدي للعمليات الإرهابية منذ ثورة 30 يونيو، وطريقة معالجة أعمال العنف على المنشآت العامة والخاصة والتصدي للأفكار المتطرفة للجماعات الأصولية الدينية في سيناء ، ويُتنبأ بأن مراجعات كبيرة سوف تجري في قادمات الأيام، وستطال كثير من جوانب السياسات الغربية في المنطقة وستوطد علاقاتها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظامه الجديد، فلماذا لا تتهموه هو أيضا بأنه وراء تلك الجريمة مادام قد استفاد منها من حيث لم يحتسب ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملكية تاج لا يراه إلا الجمهوريون ..
- ليلة رأس السنة الأمازيغية ID N SGGAS !!
- من ذكريات الشتاء بحينا الشعبي -فاس الجديد- ..
- الإسلام لا يحتاج شهادة تبرئة من أحد !!
- السفنج المغربي وما أدراك ما السفنج المغربي !!
- المصالحة المصرية القطرية
- في ذكرى رحيلك والدتي ..
- هدية السنة الجديدة
- شخصية عام 2014
- الشطابة -المكنسة- شعار المرحلة ا!!
- شجرة الحي المعمرة ..
- كلنا نملك نفس العين .. لكننا لا نملك نفس النظرة !!(3)
- أنا ما حبيب حد !!
- استطلاع رأي .
- كلنا نملك نفس العين .. لكننا لا نملك نفس النظرة !!(2)
- طارئ مرعب على متن الرحلة رقم MS 847 التابعة للخطوط الجوية ال ...
- كلنا نملك نفس العين..لكن لا نملك نفس النظرة !!
- هل نحن في حاجة ل “علالين” كثر لفضح الفساد الأمور ؟؟
- اسدال الستار على آخر فصول محاكمة القرن
- سوء تفاهم خاطرة واقعية.


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة
- أقباط مصر يحتفلون بعيد القيامة.. إليكم نص تهنئة السيسي ونجيب ...
- إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصر ...
- مفتي رواندا: المسلمون يشاركون بفاعلية في تنمية الدولة
- هاجروا نحو -الجنة- في أوروبا... أسر تونسية تبحث عن أبنائها ب ...
- تهديدات -كاذبة- تطاول 3 معابد يهودية في نيويورك
- تهديدات -كاذبة- بوجود قنابل تستهدف معابد يهودية ومتحفا في ني ...
- الكنائس الفلسطينية: منع وصول المصلين لكنيسة القيامة انتهاك ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - -شارلي ابدو- من الخاسر ومن الرابح ؟؟