سوء تفاهم خاطرة واقعية.

حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 14:21
المحور: الادب والفن
    

سوء تفاهم
خاطرة واقعية.
قبل يومين رن محمولي ، وبمجرد أن فتحته لأستطلع هوية المتصل ، حتى سمعت الداعي في طرف الخط ، والذي كان أحد أصدقائي بالمغرب ، وبالضبط من مدينة فاس العزيزة على القلوب ، يصيح غاضبا " آآفاينك آهاذ الرجل ؟؟؟ وأش هاذ الغيبة ؟ واش فالهند ولا فالصين ؟؟ .. واستمر في تساؤله الطريف عن أحوالي دون انقطاع ، وتمادى فيتضخيمه الظريف لشوقه لي بلا توقف ودون أن يفسح لي مجال الرد ، وكأنه تلميذ في الصفوف الابتادائي يخشى ان ينسى ما حُفظ بالأمس أو كأنه "رقاس القا" وراءه شغل مؤكد أو موعد أكيد يريد الانصراف إليه بعد سرد ما حمل من رسائل ، أو كأن " الحياحة " يتعقبونه ؟ .
على العموم ، لقد انتهزت فرصة استرجاع محدثي لأنفاسه التي نفذت من صدره بفرط الانفعال والتوتر ، وقلت بعد تحية مقتضبة وسريعة : راني في "أسوان " !!!
رد بلهفة واضطراب : ما تتحركش ، ربع ساعة وهانا عندك ، راه عندي الكثير الكثير من الأخبار ، تم قفل الهاتف في وجهي !!
حاولت معاودة الاتصال به دون جدوي ، لأنه ومن دون شك قفل خطه ..
وبعد نصف الساعة ، رن هاتفي مجددا ، كان نفس الصديق من فاس بالمغرب ، وكان صوته هذه المرة أشد حدة وأشرس هجومية من المرة الأول ، حيث قال معاتبا لائما : ياك قلت ليك ماتتحركش من بلاصتك ؟ فين مشيتي يا هاذ الزغبي ؟ ضربت كل هاذ طباليا ديال الطريق من مولاي يعقوب حتى لأسوان وخويتي بيا ؟؟ فين مشيتي؟؟
حاولت أن أهدأ من روعه وأقلل من عصبيته وقلت في هدوء شارحا الأمر : أنا راني في "أسوانا" ، ودون أن يمنحني فرصة إتمام الحديث ، رد علي بحدة بقوله الحاد : وأنا فين راني؟ راني في "الأهرام" ولا في جزيرة الواقواق ؟؟ هانا آسيدي في أسوان !! أقولي فين راك ؟؟ باركا علي من القوالب ..
أنا راني في "أسوان" ديال بالصح ، أسوان اللي في مصر ، ماشي "أسوان" ديال بلعاني ، المقهى اللي في شارع بنعبد الله بفاس المغربية .. هل فهمت الآن انك وقعت في سوء فهم سببه التسرع ؟
رد بهدوء قائلا : الشكوى لله كانت روحي غادي تزهق ، وعقلي قرب يطير من راسي . إوا أسيدي الله بالصحة والراحة ، واحنا أخي فينا و الله يجيبك على خير..
وانتهت المكالمة على ضحكات زوجتي ومن كنا معنا من المصريين ..
حميد طولست [email protected]

#حميد_طولست (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل