أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد طولست - السفنج المغربي وما أدراك ما السفنج المغربي !!














المزيد.....

السفنج المغربي وما أدراك ما السفنج المغربي !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 12:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



السفنج المغربي ، من بين أشهر الوجبات الغذائية التقليدية التي كانت تلقى إقبالا كبيرا من طرف المغاربة ، وهو عجين مخمر مخفوق بشدة يقلى في الزيت على شكل حلقات ويقدم للضيوف ساخنا مع الشاي المنعنع ، وهو في واقع الحال ، عادة وتقليد شعبي ، أكثر منه طعام أو أكلة ، لارتباطه مند القدم بالمائدة المغربية وثقافة المغاربة الغذائية الشعبية ، حيث نجده متجذر في أمثالهم الشعبية كما في الأمثلة التالية : " بحال إلى ضربتني بسفنجة " تقال في الفرص المواتية ، و" لا تطلب الزيت من السفناج " لأهمية الشيء كأهمية الزيت لدى السفناج ، و" لقا سفنجة وقال عوجة " وتضرب في المحتاج الذي يقلل من قيمة ما يقدم له ..
لقد قاومت حرفة "تسفناجت" ، عاديات الزمان وقاومت مسببات الانقراض والزوال، بحلاوة وطيبة مذاق السفنج الذي كانت حوانيت "السفناجة " كما يسميهم المغاربة ، تملأ المدن المغربية وأحياءها ، وتعج بها أسواقه القروية والبدوية ، حتى أنه كان لكل حي مغربي سفناجه الذي يتباهى به ، لكن عددهم ، مع الأسف ، تقلص بصفة خطيرة أمام زحف المقشدات والمحلبات ودكادين النساء " الحرشة " و" لمسمن " و" المطلوع " ورزة القاضي " و" البغرير" ؛ ورغم أن رأسمال تسفناجت وعتاده بسيط ، فقد أصبحت حرفة "التاسفناجة" مهنة العجزة وكبار السن لامتلاكهم دون غيرهم من الشباب ، موهبة والذكاء والعزيمة والصبر على مشاق الاستيقاظ الباكر مند غبش الفجر ، الوقت الذي يبدأ فيه السفناج بإعداد زيت القلي والعجينة المهيأة سلفا والتي يملأ بها السفناج قبضته ويقوم بتدليكها وتكويرها بين راحتي يديه، ويضغط عليها بيمناه حتى يخرج منها جزء كروي يخرمها بطريقة فنية ويلقيه في مقلاة الزيت الساخن، ويكرر العملية إلى أن يأتي على العجين وتمتلئ المقلاة بالسفنج الذي يقلبه بواسطة "المخطاف المعقوف ، واحدة تلو الأخرى إلى أن تستوي كلها وتنضج وتتقرمش وتفوح الروائح المثيرة اللذيذة الأكثر عَبقاً وإغراءً من كل روائح باريس وعطورها ..
السفنج أكلة مغربية صرفة لا أحد ينكر حلاوة وطيبة مذاقها ـلها ما يشبهها في دول الجوار ، لكن النكهة المتميزة التي تجعل الغالبية العظمة من المغاربة يشتهونه مثلي ، تبقى مغربية 100% .
تتعدد أنواع الشفنج ، العادي الذي وصفت أعلاه ، وهو الذي يتعلق بعادة استهلاكه في أوقات البرد والشتاء ، وخلال وجبتي الفطور وعند العصر ، المعروفة لدى البعض بــ" العكبية " أو"اللمجة" أو "الترديدة" أو "الكوتي" عند المفرنسين ، و"الشفنج المطفي" هو شفنج يقلى مرتين ، المرة عادي والمرة الثانية بعد أن يضغط تم يعاد للمقلة "ليتكرمل "أي يصبح مقرمش ، والنوع الثالث هو "السفنج بالبيض" ويقلى هو الآخر مرة بالطريقة العادية تم يخرج ليضغط ويضاف له البيض ..
لازلت أذكر ، وكيف لي أنسى تسابقنا أيام الطفولة ، ونحن في طريقنا للجامع لصلاة الفجر وقراءة الحزب ، لالتهام تلك الشفنجات الصغيرة جدا التي كان يصطلح على تسميتها بــ" العباسية " والتي كان يمنحنا إياها ولكل الوافدين الأوائل عليه با الحاج السوسي شفناج " الكارة " -الذي كان له سر عجيب في إعداد السفنج ـبحينا فاس الجديد –لم تكن تلك الشفنحات العباسية صدقة كما كنا نعتقد ، بل كانت مجردة تجريب لعجينة السفنج ، التي جرت العادة أن يقدمها كل معلم سفناج للمحتسب أو أحد مساعديه ليختبر جودة وسلامة منتوجه قبل أن يبدأ بتسويق منتوجه .
أن أكثر ما أخاف منه على حرفة/تجارة "تشفناجة" التي تعيش مرارة الاحتضار بسبب انشغال المجتمع المغربي بجديد ومستجدات العصرنة ، أن يأتي عليها يوم ينسى فيه المغاربة أكلة " السفنج " .
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة المصرية القطرية
- في ذكرى رحيلك والدتي ..
- هدية السنة الجديدة
- شخصية عام 2014
- الشطابة -المكنسة- شعار المرحلة ا!!
- شجرة الحي المعمرة ..
- كلنا نملك نفس العين .. لكننا لا نملك نفس النظرة !!(3)
- أنا ما حبيب حد !!
- استطلاع رأي .
- كلنا نملك نفس العين .. لكننا لا نملك نفس النظرة !!(2)
- طارئ مرعب على متن الرحلة رقم MS 847 التابعة للخطوط الجوية ال ...
- كلنا نملك نفس العين..لكن لا نملك نفس النظرة !!
- هل نحن في حاجة ل “علالين” كثر لفضح الفساد الأمور ؟؟
- اسدال الستار على آخر فصول محاكمة القرن
- سوء تفاهم خاطرة واقعية.
- مراسلة من القاهرة قبيل انطلاق -مظاهرات 28 نوفمبر- بسويعات
- لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!
- في رحاب بلاد الكنانة ..
- كفانا صراعا أيها الصحفيون !!!!
- موت العظماء حياة لأممهم ..


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حميد طولست - السفنج المغربي وما أدراك ما السفنج المغربي !!