أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - ذاك الطّاس و ذاك الحمّام ؛ عدنا كما بدأنا أول مرّة . ّّّّ!!!















المزيد.....

ذاك الطّاس و ذاك الحمّام ؛ عدنا كما بدأنا أول مرّة . ّّّّ!!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اك الطّاس و ذاك الحمّام ؛ عدنا كما بدأنا أول مرّة . !!!
يمكن القول بأنّ العقود الثلاثة الأخيرة من حكم الطاغية صدّام ؛ بما رافقها من زيف الشعارات و التضليل و الخداع ، كالحملة الأيمانية كانت كافية لأن حوّلت حياة العراقيين الى ركام و رماد و موت ؛ توحّدت فيها ألوان ملبوساتهم ؛ وما عاد سوى لون السواد يجمعهم . كما لجأ النظام ومن خلال أبواقه و مرتزقته الى غسل أدمغة العراقيين ، و ترسيخ أفكار طوطمية و خرافية و لاهوتية أبعدتهم مراحل عن حضارتهم ، و غيّبت فيهم وعيهم ، و بدّلت في داخلهم ألق الحياة و بهاءها ، و حوّلتهم – الاّ قلّة منهم – الى شخوص تعاني من انكسارات في داخلها ، و هزائم مرّة ، شخوص استكانت لواقعها المؤلم المرّ و ارتضت به قدرا في مصالحة مع الذات و اقناعها بقبوله ؛ لذلك لم تنتفض عليه في محاولة لتغييره ، بسبب حالة الأحباط التي تعاني بسببها و تشظّي قراراتها ، و بعثرة مواقفها . وفي حالة كهذه ؛ وجدت التيارات الدينية بمختلف تلاوينها و الأحزاب المتأسلمة التي ركبت موجة التغيير عبر بوّابة الدين أنّ تلك فرصتها و عليها وحدها استثمارها . لقد رأت في حالة عدم الأستقرار و غياب القانون و ضعف سلطة الدولة ؛ وغيابها في حالات كثيرة ؛ و الفوضى التي غلّفت حياة العراقيين ؛ يساهم في ذلك غياب وعي الأفراد وهو حجر الزاوية في كل تغيير وهو الأهم في تلك الخلطة غير المتجانسة ؛ فأفردت حجريها لذلك ؛ فنهبت و سرقت و سطت على ماهو للدولة و الأفراد فتوسعت و امتدّت كالطحالب في الماء ، بعد ان نزعت عنها حياءها ، و تجرّدت من انسانيتها ، يساعدها في ذلك على اتمام قضمها و زيادة أرصدتها حقا و باطلا من المال السحت و الأراضي و العقارات ؛ المواطن ذاته الذي لا يملك شروى نقير ، و لا ما يستر به عورته . هذا المواطن الذي غيّب وعيه صدام و حوّله الى روبوت يلهث كل يومه وراء تأمين رغيف عياله ، لا يمتلك الفرصة للتفكير في يومه و غده . فالأنتخابات من وجهة نظر الكثيرين غير مهمّة ولا و باق يراوح في مكانه ان لم ينحدر نحو الأسوأ ، لذلك و بحسب قراءته الخاطئة ليس من ضرورة ولا من حاجة للمشاركة في انتخابات محسومة نتائجها مسبقا . فالمشاركة ليست سوى صرخة في واد . في وقت وجد فيها آخرون بأنّ التصويت للجماعات المتأسلمة و أصحاب الكروش و العمائم و المداس و اللحى ، انما هو ارضاء لله و اقتراب خطوة من جنته ؛ لأن هؤلاء المتأسلمين هم ورثة الرسول و أحفاده ؛ جاهلين قراءة التاريخ ، فأن أبا لهب و العباس بن عبد المطلب وهو من أكبر المرابين في مكة ، و عبد الله بن العباس ؛ الحبر الأعظم ، و راوية أحاديث الرسول و الناقل عنه ، ليس سوى لصّ و سارق . فقد كنس بيت مال المسلمين عندما كان أبو الأسود الدؤلي واليا على البصرة من قبل الأمام علي عليه السلام ، و هرب بالجمل بما حمل الى معاوية بن أبي سفيان وفي معيته ستة ملايين درهم هي كل رصيد بيت مال المسلمين ، و رفض ردّها حين طالبه الخليفة بأعادتها الى بيت المال ؛ قائلا بلغة التهديد ؛ أنه سيدفعها الى معاوية بن أبي سفيان يقاتله فيها ان لم يسكت . فتجرّع الأمام المرارة و الحيف . ليس من عصمة لأحد ؛ فللمال بريقه الذي يخلب العقول و الأبصار ؛ انما العصمة لله وحده . فمابالكم ايها العراقيون و بيننا وبين النبي اربعةعشر قرنا من الزمان تغير فيها طعم الحياة و لونها ، و حلّت ثقافة النهب و القتل و الأثراء غير المشروع محل رغيف خبز الذرة أو الشعير التي فطر وصام عليها الأوائل .
نحن في زمن الوعي ، و تحكيم العقل و البصيرة ، و تقبل الرأي الآخر ان كان يصب في خانة الفائدة و مصلحة الجميع ، و سماع صوت أصحاب التجربة و أولي الخبرة ، و المرجعية الدينية الشريفة ، انما هو ارضاء لله و الضمير ، كما يحول عن الوقوف أمام الكاميرات لأستجداء الخدمات التي هي حق كفله الدستور و نصّ عليه من حقوق المواطن . و رضي لنفسه النوم مفترشا أرض الله و ملتحفا سماءه ؛ في وقت وجدت فيه فئة أخرى ضالّتها في أطنان النفايات التي تختنق الأحياء بها و الشوارع بحثا عمّا يسد الرمق ، و الحاجة لشراء دواء أو ما يستر . يحدث كل هذا فيما ينعم البرلمانيون و أصحاب الأظلاف بحياة ليست موجودة حتى في قصص الخيال و ألف ليلة و ليله ، حيث المرتبات الخيالية و المخصصات و الحمايات و السكن المجاني في المنطقة السوداء خلف جدار الفصل العنصري . هذه الشريحة من البرلمانيين التي أقعدها المواطن فوق صدره و صدورنا و ظل يستجير بنا منها ؛ هو الذي جاء بها . هذه الشريحة التي – والعراق يعيش أزمة مالية بسبب انخفاض عائدات بيع نفوطه – لا تفكّر سوى بما ينفعها ، و كيف تزيد من معدلات ثرائها ! و تمتدّ يدها الى رغيف الفقراء فتقضمه .و اعتمادا على كل الذي مرّ رأت تلك الوجوه الحجرية القميئة ان فرصتها في الأثراء تتطلب و قبل كل شيئ ابقاء الحال كما هي عليه اليوم ، و احباط مساعي الدولة و شلّها في كل عملية اصلاح فيما لو حاولت تجاوز البعد الطائفي و المذهبي و القومي ؛ صوب بناء دولة عصرية مدنية . دولة يتساوى المواطن فيها مع الحاكم أمام القانون و يخضعان سويّة لأحكامه . باتجاه بناء امة و ليس دولة ؛ لأن الأمة هي التي تبني الدولة و تحميها وليس العكس ؛ كما تعمل على وضع القوانين التي تثبّت ركائزها و تكون لها سندا .
الفرد العراقي ونحن بصدد تحديد المسؤولية عن كل هذا الدمار و الركام الذي يعصف بالعراق و يدفع به صوب التشظي و ضياع ثروته ، و فقدان هيبته ، و سطو الجيران بسبب حالة الضعف و الوهن التي يمرّ بها و استمرار حالة الأنقسام بسبب البعد الطائفي بين مكوناته و انعدام الثقة بينها الى سرقة ارضه و مياهه و نفطه ؛ و الأتعس من كل هذا ؛ هو التدخلّ المباشر في رسم أبعاد سياسته ؛ انما هو المواطن نفسه و ليس غيره . المواطن الذي رهن ضميره و غيرته و انسانيته و باع هذا الكم الأخلاقي ، بأرض لا وجود لها على أرض الواقع ولا يعلم موقها سوى مانحوها ؛ فقد تكون على الكوكب الأحمر أو القمر ؛ ففاض به الجذل و راح يدلي لحفنة من السرّاق و ناهبي المال العام بصوته ؛ ناسيا ان هؤلاء هم وراء معاناته و سبب شقائه و حرمان أطفاله من التمتع بطفولتهم .
انّ هذا الأنعطاف الحادّ صوب تشكيل السلطة وفقا للأعتبار الطائفي و المذهبي و العشائري و الأقليمي ، و ظهور الحق العرقي للسلطة و السيادة بعيدا عن المعايير الأخلاقية التي تضع في أولويات حساباتها مصلحة المواطن و هيبة الدولة و سمعة الوطن قبل كل شيئ ، و هامشا عريضا و واسعا من الحريات الديمقراطية التي تشرّع بقانون ينظّمها ، و يعطي للطفولة المساحة التي تحتاجها في ظل نمّوها بعيدا عن المشاكل و العقد و يعيدها الى مقاعد الدرس . كما ينأى بالمرأة بعيدا عن العنف الجسدي الأسري و لعنة الأغتصاب . ان تخضع المرأة لحماية القانون بعيدا عن تأثير الرجل و سلطته و سطوته . ان تعاد رقما في معادلة التوازن و الحسابات ؛ لا صفرا على يسار العدد لا يساوي شيئا . قوانين تضع ثروة الوطن و اقتصاده بين يدي أمناء و ليس سرّاقا تحت عباءة الدين و المذهب و العمامة . ان يحرر منظمات المجتمع المدني من الظلّ و التأثير القاسي لقوانين الرقابة و الملاحقة و المنع . كما يعطي للسلطة الرابعة مساحة أوسع و يهدّ أمامها كل القلاع و الجدران و يعبّد دربها ، و يقدم التسهيلات لها ؛ فالأمم انما تتقدم بعلوّ منبرها الحرّ و صوتها المعارض الذي يصب في خانة مصالح الفقراء . أن يجد العاطل عملا يسدّ جوع عياله و حاجة أطفاله . أن نري العالم أننا أمة تبني غدها ، و تدفع بأبنائها صوب العلا ؛ حيث يقف الفرد العراقي مزهوا الى جانب الفرد في أية دولة أخرى ، و يتباهى بوطن نهض من بين الخراب و الموت و الركام ، و فارق لغة الرصاص و الأغتيال بكواتم الصوت وعلى الهوية ، فاستعاد حياته و بثّها في جسد أهله و مواطنيه .
و بدون أن ننزع لبوس الدين ، و نفتح كوّة للنور في جدار العزلة و الظلمة . أن ننأى بالروح و بالعقل عن لغة المنابر و تسييس الدين . أن ننفتح على تجارب الشعوب التي مرّت بتجربتنا و تجاوزتها ففي هذا اكتناز للخبرة و اختصار للطريق . بدون ذلك ؛ بدون ان يتخلّص العراقي من لغة الطائفة المقيتة و يجنح صوب فضاء رحب يتساوى الجميع فيه أمام القانون في الواجبات و الحقوق . أن يفتح نافذة في قحفته للتنوير ؛ سنظل نراوح في مكاننا ، ان لم نكن قد عدنا القهقرى ؛ و العراق نحو منزلق الضياع و التقسيم و التشرذم و الحرب الطائفية و يهرب كما هرب سابقون بثروة الشعب المسروقة الى دول اخرى يتمتّعون فيها بجنسيتهم و حماية تلك الدول لمواطنيها وان ىكانوا سرّاقا و تجار سلاح و مافيات فساد فذلك لا يمنع من الحماية ؛ و بذلك يكون المواطن هو الخاسر الأول ولا خاسر غيره ؛ وهو المسؤول أولا و أخيرا عن الفاجعة و النهاية الدراماتيكية التي ستعصف بالأجيال القادمة و ترهن مستقبل العراق و أبنائه الى المجهول .

الناصريه - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز ؛ وجع الحلاّج و أغنيته . !!!
- هل نجد في التراث دواء لعلّتنا ؟ !!!
- للّه العزّة في الأعالي ، وفي النّاس المسرّة ، و على الأرض ال ...
- حكم الطائفة طريق يفضي الى العدم .!!!
- صناعة الأصنام في العراق !!!
- حكم الطائفة البغيض ؛ هو المسؤول عن الدم العراقي المراق !!!.
- البطاقة التموينية هي الدّاء و العلّة . !!!
- قصّة قصيره - في ىحم الليل يولد تاريخ البشرية
- في رحم الليل يكتب الشجعان تاريخ أوطانهم
- هل يقتفي العراقيون خطى الشعب التونسي ؟ !!!
- حكايات من التراث
- ماذا سيقول الأجداد في الأحفاد لو عادوا إإإ
- لن يبقى من العراق سوى الحجارة ، ان استمرّ الحال !!!
- فيروز !!! تداعيات أعياد الميلاد 2013 و العراق ينأى !!!
- حريق العراق ؛ سوف يلتهم الجميع . !!!
- سيندم الجميع و لات ساعة مندم !!!
- فيروز ليل الترقب و الصمت بين الرغبة و التشهي
- العراقيون أمام خيارين ، انتظار المهدي المنتظر أو العمل من أج ...
- العراق ، خطوتان الى الوراء و خطوة ثالثة الى الوراء كذلك !!!
- ابو سميه ، عينه على الدالنوب و قلبه في العراق .


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - ذاك الطّاس و ذاك الحمّام ؛ عدنا كما بدأنا أول مرّة . ّّّّ!!!