أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الفخري - ماذا سيقول الأجداد في الأحفاد لو عادوا إإإ














المزيد.....

ماذا سيقول الأجداد في الأحفاد لو عادوا إإإ


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 18:24
المحور: الادب والفن
    


................
تجار الخليج و أثرياؤه هم يهود التاريخ و مرابوه و بائعوا الذمّة في سوق المال رخيصة ؛ ماتت ضمائرهم و تحنّطت نفوسهم و كراماتهم فنافسوا الأموات في الحسّ و في الشعور .
عجبت من أحد هؤلاء وهو يقاضي احدى الفضائيات لمجافاتها الحقيقة بحسب ادعائه لأنها ذكرت بأن رصيده 24 مليار دولار وليس 36 مليارا حسب ما أورده في اعتراضه وهو يغلي من الغضب و الأنزعاج . ثمّة سؤال أتوجه به الى هذا الدعيّ الذي يتنقلّ بطائرته الخاصة يتعشى في دولة و يتناول فطوره في أخرى ، و يحجز طابقا كاملا في أرقى فنادق العالم لمبيت ليلة واحدة ، و أطفال السودان و غزّة و سوريا يبحثون بين الموتى عمّا ينفع و يدفع غائلة الجوع عنهم . لم يقل أحد لي هذا او يذكره ، لأنني مطّلع عليه مصادفة و قريب منه . ان دعيّا كهذا و كثيرون غيره ممن يكنزون الذهب و الفضة ومال السحت لا يخجلون و يعرق لهم جبين عندما يسمعون بالملايين تموت جوعا ؛ لأن جلدة الفيل ليست كجلدة الأنسان في احساسها . انني اتساءل ؛ ماذا يقول هؤلاء لأجدادهم الأوائل و بماذا يجيبون لو سئلوا ؛ لماذا لم يتصدّقوا على من هم بحاجة للعون و ينفقوا مما أنعم الله به عليهم و به امتحنهم ؟ لن يجدوا جوابا ! سينكس هؤلاء بذلّة رؤوسهم حتى تخالها أقدام . ان ادعاء هؤلاء باْنهم ورثة الأجداد مثار سخرية و ضحك ، فليس التبر كالترب . ان الجوع يحصد ارواح الملايين و الموسرون من اصحاب الملايين يسفحون المال على موائد الخمرة و القمار و اللواط ، في وقت كان الأجداد فيه يسعون وراء من هو اسير الحاجة لمساعدته ، و تحفظ لنا كتب التاريخ الكثير من هؤلاء الذين افقرهم الكرم وما عاد لديهم مما يقدمونه لمن يحتاج .
قال الهيثم بن عدي : اختلف ثلاثة عند الكعبة في اكرم اهل زمانهم فقال احدهم : عبد الله بن جعفر . وقال الآخر : قيس بن سعد . و قال الآخر : عرابة الأوسي . فتماروا في ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة فقال لهم رجل : فليذهب كلّ رجل منكم الى صاحبه الذي يزعم انه أكرم من غيره ، فلينظر ما يعطيه و ليحكم على العيان . فذهب صاحب عبدالله بن جعفر اليه فوجده قد وضع رجله في الغرز 1 ليذهب الى ضيعة له فقال له : يابن عمّ رسول الله ؛ ابن سبيل و منقطع به قال : فأخرج رجله من الغرز و قال : ضع رجلك و استو عليها ، فهي لك بما عليها ، و خذ ما في الحقيبة 2 ولا تخدعنّ في السيف فأنه من سيوف علي بن ابي طالب ، فرجع الى أصحابه ب ناقة عظيمة و اذا في الحقيبة اربعة آلاف دينار ، و مطارف من خزّ 3 و غير ذلك و أجلّ ذلك سيف علي بن ابي طالب .
و مضى صاحب قيس اليه فوجده نائما ، فقالت له الجارية : ما حاجتك اليه ؟ قال ابن سبيل و منقطع به . قالت : فحاجتك أيسر من ايقاظه ، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس مال غيره اليوم ، و اذهب الى مولانا في معاطن 4 الأبل فخذ لك ناقة و عبدا ، و اذهب راشدا . فلمّا استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك ، وقال : هلاّ أيقظتني ، حتى أعطيه ما يكفيه أبدا 5 فلعل الذي أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته .
و ذهب صاحب عرابة الأوسي اليه فوجده و قد خرج من منزله يريد الصلاة وهويتوكأ على عبدين له – وكان قد كفّ بصره – فقال له : يا عرابة ! فقال : قل : فقال : ابن سبيل و منقطع به . قال : فخلي عن العبدين ثمّ صفق بيديه اليمنى على اليسرى ثمّ قال : أوه أوه و الله ما أصبحت و لا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا و لكن خذ هذين العبدين . قال : ما كنت لأفعل . فقال : ان لم تأخذهما فهما حرّان ، فأن شئت فأعتق ، وان شئت ف خذ . و أقبل يلتمس الحائط بيده ، قال : فأخذهما و جاء بهما الى صاحبيه . قال : فحكم الناس على انّ عبد الله بن جعفر قد جاد ب مال عظيم و أن ذلك ليس بمستنكر له ، الاّ أن السيف أجلّه . و ان قيسا أحد الأجواد حكمت مملوكته في ماله بغير علمه و استحسن فعلها و عتقها شكرا لها على مافعلت . و أجمعوا على أنّ أسخى الثلاثة عرابة الأوسي ، لأنه جاد بجميع ما يملكه ، و ذلك جهد من مقل .
ان الذي ذكّرني بهذا و دفعني للتذكير به هو حالة البؤس و الفاقة و الجوع التي يعاني منها الأطفال و الشيوخ و النساء ، والموت الذي يترصد الجياع فيحصد ارواحهم كل يوم و اثرياء الجزيرة والخليج سارقوا رغيف الجياع يرفلون بالنعيم دون ان تحركهم ضمائرهم لو كانوا يملكون ضمائر .


1-الغرز بالفتح ثمّ بالسكون : ركاب من جلد
2-الحقيبه بالفتح المهمله .ما يحمل على الفرس خلف الراكب
3-مطارف من خز . الثياب المصنوعة من الحرير
4- معاطن الأبل . مواطن رعي الأبل و أماكن عيشها و تواجدها فيه
5-حتى اعطيه ما يكفيه أبدا . اي ما يكفيه كلّ العمر و طول حياته


الناصريه – خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يبقى من العراق سوى الحجارة ، ان استمرّ الحال !!!
- فيروز !!! تداعيات أعياد الميلاد 2013 و العراق ينأى !!!
- حريق العراق ؛ سوف يلتهم الجميع . !!!
- سيندم الجميع و لات ساعة مندم !!!
- فيروز ليل الترقب و الصمت بين الرغبة و التشهي
- العراقيون أمام خيارين ، انتظار المهدي المنتظر أو العمل من أج ...
- العراق ، خطوتان الى الوراء و خطوة ثالثة الى الوراء كذلك !!!
- ابو سميه ، عينه على الدالنوب و قلبه في العراق .
- أمّي
- حتى لا ننفخ في رماد ... !!!
- حتى لا ننفخ في رماد
- قيسُ بن سعد بن عبادةَ الانصاري !!!
- فيروز ، مع الرعاة جئتُ أغنيك !!!
- فيروز -;- عند شُبّاكها يسهرُ الليلُ !!!
- فيروز ، شقائق النعمان و حاوية العسل !!!
- لقد سُرقنا مرتين .!!!! حذارِ من القادم !!!!!
- صائد جرذان مستشاراً للمالكي .!!! العراق الى اين؟.
- نوري المالكي و عبدالسلام عارف وجهان لعملة واحدة !!!
- فيروز ...!! ساقية الورد والنبع الذي لن يجفّ !!!
- الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الفخري - ماذا سيقول الأجداد في الأحفاد لو عادوا إإإ