أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - نوري المالكي و عبدالسلام عارف وجهان لعملة واحدة !!!















المزيد.....

نوري المالكي و عبدالسلام عارف وجهان لعملة واحدة !!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما يجري اليوم في العراق من صراعات سياسية واصطفاف طائفي ومذهبي وقومي مقيت ، اضرّت كثيرا بالواقع المعيشي للفرد العراقي ، واوقفت معها عجلة التنمية والتقدم ،واعادة بناء العراق ،كما اسهمت بتدمير ما كان موجوداً منها على الارض ، هي المسؤولة اولا واخيرا عن استمرار نزف الدم العراقي الطاهر في تراجيديا يومية أشبه ما تكون بالملهاة لدى السًاسة والبرلمانيين ومن بيدهم القرار . وبسبب عملية الشدّ والجذب هذه اتسعت رقعة الاغتيالات وتفنن في رسمها وتنفيذها اصحاب اللحى المتأسلمين ، وبسبب من حقدهم الذي يتآكل قلوبهم ما عادوا يميزون بين طفل ورضيع وأمراة ورجل . انها ايدلوجية متشدّدي القاعدة المتخلفين وهم يحملون كتاب الله بيدٍ وبالاخرى كاتم الصوت والعبوة اللاصقة والمفخخة ، ساعد في تنفيذ اجنداتهم هذه حالة الاحتراب بين سياسيينا ، والجدل المنصب حول المنافع والامتيازات وانسياق المواطنين بحسب نيّة خلف شعارات متهالكة يراد بها الألهاء وصرف الانظار عن الواقع المزري الذي آلت اليه حياتهم كألغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين ، وبأمكان السيد رئيس الوزراء وبيده الحلّ والصرّ حلّ البرلمان مع بقاء الحكومة لتصريف الاعمال حتى الانتخابات القادمة التي لم يبق على موعدها غير خمسة أشهر . امور تدعو للسخرية والضحك .
اعود فأقول ان هذا الاصطفاف الديني والمذهبي والقومي والمناطقي المقيت لم يكن معروفاً في العراق ولم نسمع به قبل مجئ البعث للسلطة في عملية سطوٍ عليها اختير رمضان وقتا لتنفيذها ، حيث انشغال الناس والزعيم بقدسية هذا الشهر ومكانته الدينية في قلوب المسلمين والعراقيين خاصة .
ان الذي يحدث اليوم ليس بجديد على الساحة العراقية ، لكنه لم يكن بهذا الانتشار والتوسع والشمول . فهو يعود في احد أسبابه الرئيسه الى مرحلة ما بعد اغتيال الزعيم الشهيد عبدالكريم قاسم ، حيث شكّل رحيله ، وسقوط الجمهورية الاولى نتيجة تحالف الرجعية بكل تلاوينها والاحزاب القومية والاسلامية التي رأت في قانون الاحوال المدنية الذي اصدره الزعيم وساوى فيه بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات ، رأت فيه خروجا على الدين ومروقا عليه . وبسببه شاركت مؤيدة في عملية اغتياله ، كما أسهم التجار والقوميون ورجال الاقطاع الذين جرّدهم الزعيم الراحل حين شرَّع قانون الاصلاح الزراعي واستحدث وزارة لاصلاح الزراعي من اراضيهم و وزّعها على فقراء الفلاحين مجاناً ، اسهم كلّ هؤلاء بدفع الاموال وتمويل الانقلاب الى جانب حزب البعث سيء الصيت الساعي والحالم بامبراطورية قومية من المحيط الى الخليج يرأسها عفلق والبيطار واكرم الحوراني بالتعاون مع المخابرات المركزية والبريطانية .
شكلّ ذلك بداية انعطافة حادة باتجاه تشكيل السلطة وفقا للاعتبار الطائفي والعشائري والمذهبي والاقليمي ، وظهور الحق العرفي للسلطة والسيادة الطائفية الذي أسست له حكومة الانقلابيين الأولى ، بعيدا عن المعايير الاخلاقية التي تضع في اولويات حساباتها مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء ، وهامشاً عريضاً و واسًعاً من الحريات الديمقراطية التي تُشرع بقانون يلزم الجميع احترامه والالتزام بمواده والتقيّد بنصوصه وفقراته .
فقد كان عبد السلام عارف ، وهذا منبع الخلاف بينه وبين الشهيد عبدالكريم قاسم طائفيا حدّ النخاع ، منغلقا على المذاهب ، متشدداً متحجّر العقلية ، في الوقت الذي كان فيه الزعيم ديمقراطيا متنوّراً ، منفتحاً على جميع الاديان والمذاهب ، يمتلك روحاً من التسامح والعفو ونسيان الاساءة قلّ نظيرها بين سياسيّ العالم أجمع .
وقد عمل عبدالسلام منذ استلامه لرئاسة الجمهورية ، والبكر لرئاسة الوزراء على تكريس مبدأين ؛ هما الولاء للطائفة والمذهب والولاء للعشيرة . وبرحيل الاول في حادث مدبر وسقوط طائرته المروحية في النخيلة جنوب البصرة في العام 1965 وتشير كل الدلائل والقرائن التي توفرت آنذاك الى دور حزب البعث في عملية الاغتيال تلك ، والتي مهّدت مرة اخرى لمجئ فرسان العروبة والبعثيين بانقلاب 17تموز 1968 خططت له المخابرتان البريطانية والعراقية في شخص رئيسها عبدالرزاق النايف الذي اصبح رئيسا لوزراءّ العراق لمدة اسبوعين اطاح به انقلاب آخر في 30 تموز 1968 وظلّ البعثيون يلاحقونه وهو في منفاه في لندن . حتى تمّت تصفيته بمسدس كاتم للصوت وقد سبّب اغتياله وقتها ازمة بين العراق وحكومة مارجريت تاتشر.
من هنا بدأ دور العشيرة في الظهور الى العلن كما جرى تقديمه على الطائفة بحيث اصبح الدور القيادي في عملية الصراع للعشيرة . ولغرض لملمة الفضائح وتحجيم اللغط حول دور العشيرة في ادارة منظومة الحكم الشمولي ، أصدر صدام حسين حينها قراراً جمهوريا منع فيه تداول الالقاب منعا باتاً تستّراً وتحوطاً .
ما اشبه الليلة بالبارحة ، اليوم ، وبعد مرور نصف قرن بالتمام يعود السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق يقتفي خطى عبدالسلام عارف ويعيد تمثيل دوره في عملية الشدّ الطائفي والمذهبي والانغلاق على المذاهب ، يعيد لأرض العراق المترعة بركة وخصبا ونماء ذلك الطاعون الاسود- الطائفية البغيضة- الذي اراد عبدالسلام زرعه في ارض السواد ، واجتثه العراقيون من ارضه بعد رحيله وداسوه بارجلهم الحافية .
ظل العراقيون لعقود يحلمون بالفجر الازرق افقا طيّبا صافيا لحياتهم ،وبالديمقراطية التي ناظلوا في سبيلها ودفعوا من اجلها اثمانا باهضة دليلا وممارسة تنهي حقب الموت والظلام وتطوي حياة السجون والتغييب لأسباب ملفقة .
الديمقراطية التي تتسع للجميع ، ويتساوي فيها الجميع . ظل العراقيون اسارى بانتظار التغيير الذي لا بد سيأتي ، وحين حلّ المنتظر ، ركب الغلاة من الشيعة ورجال الدين موجة الطائفة والمذهب بوجهها البشع المقيت ، تلك التي اطلّ بها علينا عبدالسلام اول مرّة ونسيناها برحيله . الغلاة الذين امسكوا بدفّة السلطة ونسوا هموم المواطن وما عاهدوه عليه سوى همّ واحد ، هو البقاء مشدودين الى كرسي الحكم والسلطة اطول فترة ممكنة .
عشرة اعوام مضت على التغيير وحال العراقيين من سيء الى اسوأ . لم يتغير شيء ، وان حصل تغيير فنحو الاسوأ . لم يجنِ العراقيون من التغيير سوى زيادة مجنونة في ارقام ضحايا القتل بكواتم الصوت والمفخخات ونسبة الفقر التي وصلت حدودا مخيفة 24% والمرض والبطالة وتسرب اطفال المدارس طلبا للعمل من اجل لقمة العيش .
جاء السيد المالكي بعد عملية التفاف على نتائج الانتخابات ببرلمان كسيح وعاجز لم يقدم للمواطن شيئاً بل أخذ منه كل شيء ، الجمل بما حمل . قوانين معطلة وفساد وسرقات ورشى ، الكل يرى ويسمع وكأنه مومياء لا حياة فيها .
الطائفية البغيضة والمحاصصة والصراع حول حجم الغنائم آل بنا الى هذا الواقع المزري ، وان اللوم والعتب والاسى يتحمله المواطن نفسه اولا وآخراً قبل غيره ، فهو الذي جاء بهذه الدمى والاصنام من الجهلة والأميين الذين تنبوا النواظر عن رؤيتهم يملأون جيوبهم من موارد وطنه وهو محروم منها ، و معدهم مما لذّ وطاب من شراب وطعام ، ويظل هو جائعا يبيتُ على الطوى ، لانه أدلى بصوته للدين والطائفة والعشيرة والقومية والقرابة ونسى الوطن بتاريخه وعمقه الاستراتيجي ودوره وتأثيره في صنع الاحداث . تلك مأساة وجريمة ارتضاها العراقي لنفسه ، فلينعم بما اراده .
خلاصة ما اودّ التركيز عليه وبعبارة قصيرة ؛ هو انه لن يتغير شيء على الارض مما هو موجود اليوم فستعود الدمى ثانية ويشتدّ التجاذب ، اذا نسينا الوطن مرة اخرى ولم نصوّت وننتخب من هو اهلا للثقة يخدم الوطن والمواطن سواء أكان مجوسيا ، زنديقا ، مارقاً ، .. المهم هو بناء الوطن ، فالخبرة والتجربة والاخلاص ليس في الطائفة والمذهب والعشيرة ، انما في مصداقية من نثق به .فالطائفة عمرها لن تبني وطنا ولن تهتم حتى بابنائها .
علينا اولا وقبل اي خطوة اخرى ان نناظل كلّ من موقعه لتغيير قانون الانتخابات مصدر البلوى وام المشاكل واستبداله بآخر يعتمد القائمة المفتوحة تماما وليس مواربة وان يكون العراق دائرة انتخابية واحدة ، كي لا تضيع اصوات الاحزاب الصغيرة وتبتلعها الاحزاب الكبيرة .

الناصرية - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز ...!! ساقية الورد والنبع الذي لن يجفّ !!!
- الشعوب هي وحدها التي تصنع المستقبل !!!
- ....... و ضبابُ الليل يحجبُ الأسرار
- بيتها في البترا ، مزارٌ وطقوس !!!
- بيتها في آخر الدنيا ، مزارُ وطقوس !!!
- الليل والعشق والماء !!!ُ
- لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!
- فيروز !!! وجع التقاليد ، و النوم زوايا !!!!!!
- كان اللقاء الصدفة ، ثم سال الوجع مرايا !!!
- بسام فرج ، رسام الكاريكاتير !!! فنٌ في خدمة الانسان والحياة ...
- حدّثها عن جسدها ، فقاطعته ، وغيرّت هاتفها !!!
- رسالة مفتوحة !!! الى السيد وزير الكهرباء ومجموعة الكذابين!!! ...
- عين على البصرة
- عيناك سحر في أجفاني
- المالكي و هشام بن عبد الملك !!! واقع و رؤيتان ! الظلامة واحد ...
- المجاز المرسل و علاقاته
- بعض ...... بضع
- ما أشبه الليلة بالبارحة !!! العراق في ظلّ حزب الدعوة ، الى أ ...
- مقهى وحكاية مدينة !!!
- بعد رحيل القذافي !!! ما الذي تغير ؟؟؟ مدرسة الوحدة العربية ف ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - نوري المالكي و عبدالسلام عارف وجهان لعملة واحدة !!!