أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الفخري - لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!














المزيد.....

لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 01:22
المحور: الادب والفن
    


الكرم سجيّة في الانسان وطبع فيه بخلاف التطبع وهو جزء من شخصيته ، كما انه وفي علم الوراثة ارث يتناقله الابناء عن آبائهم بالفطرة بعيدا عن التفكير بالحاجة مستقبلا . وكذلك البخل الذي هو دليل حرص شديد وفسادٍ في النفس وقسوة عليها ، مع عدم مراعاة لاحتياجات الطبيعة البشرية وتنميتها . وبقدر ما تكون الاولى مدعاة للفخر والاعتزاز بأصحابها , حيث تمنحهم قدرا من الرمزية بين اقرانهم وفي عشيرتهم , تكون الثانية سَوْءَةً في صاحبها ودالّة تعود عليه بالشتيمة والذم .
ان صنيعة الاول في عشيرته وابناء جيله تدخل في باب الموروث الاجتماعي والثقافي لتلك الامة . ويظلّ مدار حديث تتناقله الاجيال , كظاهرة للفخر والتباهي , بعكس الثانية. وفي ادبنا العربي وتاريخنا رموز قدّمت الكثير الكثير حتى افتقرت ولم تنقطع عن العطاء برغم فقرها هي وحاجتها , ثم تواصلت بعد غناها . لم تسلط عليها الاضواء ولم يرد عليها ذكر , ربما لاسباب تتعلق بمواقف سياسية لم تكن تنسجم مع طبيعة القائمين على السلطة خاصة بعد وفاة الرسول الاعظم , ولان الخلافة آلت لهؤلاء نتيجة عملية سطو عليها بعيدة عن الاقتراع المباشر الذي يشكل خطوة على طريق الديمقراطية . وكان في حسابات الكثيرين , ان اولئك الذين آزروا الرسول في دعوته وساعدوه , اي جماعة الانصار هم أحق بالخلافة ممن آلت اليهم . حتى شكلّ اغتيال سعد بن عباده , صاحب السقيفة وزعيم الانصار اول ظاهرة اغتيال سياسي في مسيرة الخلافة الراشدية . وللتستر على طبيعة الجريمة , ومخافة انقسام الامة , اشاعوا ان الجن هي التي قتلت سعد بن عباده , حيث قالوا : اننا سمعنا الجن تقول:
اننا اليوم قتلنا --- سعد بن عباده
ورميناه بسهمين --- فلم تخطئ فؤاده .
لحق ب قيس بن سعد بن عباده من الحيف ما لحق بأبيه من ظلم , فطمست اخباره مع كثرتها , واهمل ذكره , مع ان أياً من مصادرنا القديمة لم تكن تخلو من سردها . وقيس بن سعد هو من كرماء العرب وأجودهم وقد كان صاحب تجارة وغنى .
روى ابو العباس المبرد ج 1 ص 309 : ان عجوزا شكت الى قيس ان ليس في بيتها جرذان . فقال : ما احسن ما سألتْ . اما والله لاكثرن من جرذان بيتك . فملأ بيتها ودكاً وطعاما و اداما وقال : ابن عبد البر هذه القصة مشهورة .
ومن اخباره , ما ذكره الزمخشري في ربيع الابرار . وصاحب البداية والنهاية ج 8 ص 100 والاستيعاب ج2 ص 526 انه كان له مال كثير ديونا على الناس فمرض واستبطأ عوّاده فقيل له : انهم يستحيون من اجل دينك : فقال اخزى الله مالاً يمنع الاخوان من العيادة . فأمر مناديا ينادي : مَن كان لقيس عليه مال فهو في حلّ . فأتاه الناس حتى هدموا دكّة كانوا يصعدون عليها اليه , وفي لفظ : فما امسى حتى كسرت عتبة بابه من كثرة العوّاد .
ذكر صاحب ( اسد الغابة ج 4 ص 415 ) كان قيس في سرية فيها ابو بكر وعمر فكان يستدين ويُطعم الناس . فقال ابو بكر وعمر : ان تركنا هذا الفتى اهلك مال ابيه فمشيا في الناس , فلما سمع ابوه سعد قام خلف النبيّ فقال : مَن يعذرني من ابن قحافة وابن الخطاب يبخّلان عليّ ابني وفي لفظ آخر اورده صاحب ( الدرجات الرفيعة ) نقلا عن كتاب الغارات لابراهيم بن سعيد الثقفي : كان قيس مع ابي بكر وعمر في سفر في حياة رسول الله (ص) فكان قيس ينفق عليها وعلى غيرها ويفضل . فقال له ابو بكر : انّ هذا لا يقوم به مال ابيك فامسك يدك . فلما قدموا من سفرهم قال سعد بن عباده لابي بكر : اردت ان تبخّل ابني . انّا لقوم لا نستطيع البخل .
وحكى ابن كثير في تاريخه ج 8 ص 99 : انه كان لقيس صحفة يُدار بها حيث داروا كان ينادي له منادٍ : هلمّوا اللحم والثريد . وكان جدّه وأبوه من قبله يفعلان كفعله .
ورد في الاستيعاب ج2 ص 525 والأصابه ج5 ص 254 ... روى عبدالله بن المبارك عن جُوبره قال : كتب معاويه الى مروان : ان اشتر دار كثير بن ابي الصلت منه. فأبى عليه فكتب معاوية الى مروان ثانية : ان خذه بالمال الذي عليه , اي الدَيْن . فان جاء به والاّ بع عليه داره . فأرسل اليه مروان فأخبره . قال : اني اؤجلّك ثلاثاً فان جئت بالمال والا بعت عليك دارك . قال : فجمعها , اي الدَيْن , الاّ ثلاثين الفاً , فقال : من لي بها , ثم ذكر قيس بن سعد فأتاه فطلبها منه , فأقرضه . فجاء بها الى مروان . فلما رآه قد جاء بها ردّها اليه , و ردّ عليه داره . فردّ كُثير بن ابي الصلت الثلاثين الفا على قيس فأبى ان يقبلها .
ماذا عند اثرياء عرب اليوم واغنياءهم يفخرون به ويبزون اقرانهم , وينتشر كالطيب صيتهم ويعلوا ذكرهم , ويتمارى به الابناء بعد رحيلهم , ليس سوى حسك يقضّ مضاجعهم و نهم للمال يفسد عليهم حياتهم وثوب من البخل لعنة يرتدونه وعارا . كل شيء يا عرب اليوم فانٍ وما يبقى على الارض هو ما يخدم الحياة والانسان .



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز !!! وجع التقاليد ، و النوم زوايا !!!!!!
- كان اللقاء الصدفة ، ثم سال الوجع مرايا !!!
- بسام فرج ، رسام الكاريكاتير !!! فنٌ في خدمة الانسان والحياة ...
- حدّثها عن جسدها ، فقاطعته ، وغيرّت هاتفها !!!
- رسالة مفتوحة !!! الى السيد وزير الكهرباء ومجموعة الكذابين!!! ...
- عين على البصرة
- عيناك سحر في أجفاني
- المالكي و هشام بن عبد الملك !!! واقع و رؤيتان ! الظلامة واحد ...
- المجاز المرسل و علاقاته
- بعض ...... بضع
- ما أشبه الليلة بالبارحة !!! العراق في ظلّ حزب الدعوة ، الى أ ...
- مقهى وحكاية مدينة !!!
- بعد رحيل القذافي !!! ما الذي تغير ؟؟؟ مدرسة الوحدة العربية ف ...
- تداعيات ليلة أعياد الميلاد
- هدى بن عامر ونجاة ابراهيم الهوني , لغة التهديد الى أين ؟
- .هدى بن عامر ، ونجاة ابراهيم الهوني !!!. الحقّ من خاصرة البا ...
- هدى بن عامر !!! ماضٍ يتبرأ الحاضر منه ، ويبصق المستقبل عليه ...
- الانفجار السكاني -2 -
- هدى بن عامر مرّة اخرى في مدرسة الوحدة العربية في بودابست !!!
- الأنفجار السكاني و نقص الغذاء (1) !!!


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الفخري - لا ينام الكريم على وجع جاره !!!!!!!