|
الأنفجار السكاني و نقص الغذاء (1) !!!
خليل الفخري
الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 17:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأنفجار السكاني و نقص الغذاء في ظل المعطيات المتوفرة بين أيدي الباحثين ، يبدو القرن الحالي أشدّ قتامة و أكثر دموية و ابتعادا عن الأستقرار ، قرن يسوده الأنفلات و تتحكّم في مفاصله القوة ، و ينسحق الأنسان فيه و يتغيّب .
منذ ان، وضع ( خوزيه دو كاسترو ) كتابه المعروف ( الكتاب الأسود للجوع ) في اوائل الستينيات من القرن الماضي ، مرورا بلجنة فيلي برانت الدولية و انتهاء بتقاريرالمنظمات المختلفة التابعة للأمم المتحدة في بداية الثمانينيات و قضية الجوع و نقص التغذية التي تعصف بأرواح ملايين البشر كل عام ، هي قضية تتداولها المحافل المختصّة و التقارير الموثّقة ، لكنها تظلّ حبيسة الأدراج و ينظر اليها على انها قضية انسانية فحسب ، ليس من المحتمل ان تصيبنا نحن في الوطن العربي برذاذها . يقول الزعيم البريطاني العمالي السابق هارولد ولسون ، بداية الستينيات : ( ان المشكلة الملحة لغالبية البشر ، ليست مشكلة الحرب ولا مشكلة المعيشة او الضرائب ، انها مشكلة الجوع ) . ان البؤس والجوع الذي يفترس قسما كبيرا من سكان الأرض ، أشدّ خطرا على مستقبل الأنسانية . واذا كانت الحروب النووية غير متوقعة ، فالفقر و الجوع هو الواقع الماثل على الأرض ، و ان نتائجه تذكرنا بحوادث اخيرة وقعت في بعض الأقطار العربية . ففي الوطن العربي نجد انه لا غياب الديمقراطية ، ولا فرض الأحكام العرفية ، دفع الشارع الى الهيجان كما فعلت قرارات رفع اسعار بعض المواد الغذائية الأساسية ، و احتجاجات الشارع العراقي اليوم على رفضه الغاء البطاقة التموينية التي تؤمن له مستوى ادنى من العيش يحفظ له ديمومته و استمراريته في الحياة و يتحدّى بها شبح الجوع ، و استبدالها بمبلغ تافه و زهيد لا لسبب الاّ لأنها احد اوجه الخوف من المجاعة و الموت جوعا ، فظاهرة الجوع قنبلة تنفجر دون انذار ، و لكن من المسؤول عن الجوع في العالم ؟ هناك نظريتان لتفسير اسباب الجوع ، و تحديد العوامل المسببة له ! النظرية الأولى ، تقول : ان الجفاف و احتباس الأمطار في بعض المناطق ، و تآكل التربة ، و الأنفجارات البركانية و الزلازل و الأعاصير ، و تكاثر السكان خاصة في دول العالم الثالث ، و تدفّق السكان من الريف الى الحواضر ، كل ذلك يؤدي الى تدهور الزراعة ، يضاف الى ذلك السياسات غير الحكيمة – الزراعية و الأقتصادية – التي تتبعها دول العالم الثالث تؤدي الى انهيار الزراعة ، كما تؤثّر الخلافات الأقليمية الحادّة والنزاعات على الحدود والمياه ، و تجفيف منابع الأنهار الصغيرة كما فعلت دولة الملالي الصفوية في ايران ( الأسلامية ) حين جففت منابع واحد وأربعين نهرا ، و حوّلت مجاري بعضها نحو اراضيها كنهر الكارون جزءا من سياسة العقاب على الحرب العراقية الأيرانية ، في ظل صمت عراقي رسمي يقود الى الشك بمباركتهم على ذلك ، فلولا الأعسم في ايران لما فاز المالكي بولايتيه الأولى والثانية ، وينطبق القول نفسه على الأتراك فلم يفعل النظام في بغداد ما يتوجب عليه ان يفعله ، بفضح سياسة الأتراك المائية و تجاوزهم على حصة العراق من حوضي دجلة والفرات و مقاضاتهم في المحاكم الدولية و منعهم من اقامة السدود و الخزانات على نهري دجلة و الفرات ، والضغط عليهم في مجال الأستثمار و الأستيراد كذلك ، والأمر نفسه ينطبق على الجارة المسلمة سوريا العروبة والمقاومة و التصدّي ، فالعراق لم يعترض و كأن الأمر لا يعني مزارعينا ولا يمسّ اقتصادنا ، حتى اضطر صمت سيد المنطقة الخضراء المطبق الى دفع المزارعين نحو الهجرة و حرمان الريف من الخدمات الأساسية التي تؤدي الى ان يصبح الريف فقيرا و تتناقص انتاجيته الى الحضيض مما يجعل الريفي يعتقد انّ خلاصه في المدينة ، فيزيد بذلك المشكلة تعقيدا . ان المشكلة من وجهة القائلين بهذه النظرية تنحصر في الأنحطاط الزراعي المرتبط بالمؤثرات الطبيعيه . أمّا النظرية الثانية فتضع اللوم على سياسات النظام الأقتصادي العالمي ، فهو يفرض على الدول النامية والفقيرة حدودا لا يمكن تخطّيها ، فأن حاولت هذه الدول تنمية نفسها زراعيا تصطدم بعقبات مثل توفير مستلزمات الأنتاج الزراعي كالأسمدة و المبيدات و البذور و وسائل النقل والتخزين و المعرفة العلمية و تلك مصنوعات و خدمات تملكها البلدان المتقدّمة و يتطلّب الحصول عليها عملات صعبة لا يمكن توفيرها الاّ بمساعدة الدول المتقدمة نفسها . و كأن الدائرة مقفلة على نفسها . في الوقت نفسه تفرض الدول المتقدمة الأسعار التي تناسبها للمنتجات الخام المتوفرة في البلدان النامية ، وتغلق أسواقها من جهة أخرى - الاّ فيما ندر – لأي شكل من أشكال المصنوعات و المنتوجات الزراعية التي يمكن ان تدرّ نقدا أجنبيا . و باختصار تضع هذه النظرية اللوم كل اللوم في مظهر الفاقة والجوع في العالم على سياسات الدول المتقدمة المحتكرة للنظام الأقتصادي الدولي . ... فأيّ النظريتين على خطأ ؟ و أيهما على صواب ؟ . الناصريه – خليل الفخري
#خليل_الفخري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عالم غابريل غارسيا ماركيز ومناخاته
-
الثابت و المتغيّر
-
مظفر النواب ، نجم على عاتق الليل يضيئ !!!!!
-
انك لا تجني من الشوك العنب !!!
-
دور الضيافة الحكومية, وفنادق الدرجة الأولى
-
من اين نبدأ !!! واي اصلاح يريد شعبنا ؟
-
في اغتيال ثورة 14 تموز دروس ،فاتّعظوا ايها الحكام !!!
-
تجريف بساتين النخيل في كربلاء: اغتيال للبيئة والأنسان ..!!!
-
بلا عنوان ... !!!
-
سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
-
ثورة 14 تموز ألق في عيون الشعب وعمى بعيون الحكام
-
وهب الأمير بما لا يملك !!!!!
-
عبد الكريم قاسم , حرر العراق فأطلقنا الرصاص على صدره .
-
وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!
-
أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
-
كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
-
تراجيدية جسر الناصرية الخشبي
-
المقاومة ...! لا الحداد
-
لكي لا نحرث في البحر .!
-
لم يعد التاريخ مطيّة نركبها !!!
المزيد.....
-
مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق
...
-
فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم
...
-
مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره
...
-
السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية
...
-
جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
-
الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين
...
-
الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر
...
-
كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
-
الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
-
الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|