أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟















المزيد.....

أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
في كتابه (( عند قدمي غاندي )) يروي البانديت جواهر لال نهرو احد تلامذته , ومن اقرب المقربين اليه سيرته , والطريق النضالي الصعب الذي اختطه وهو العاري , في معركة الصراع مع امبراطورية في اوج عظمتها . من اجل التحرر والخلاص , وبعضا من آرائه , فيذكر له قوله : (( لا اريد لبيتي ان يكون مسوراً من جميع الجهات , اريد ان تهُبّ عليه ثقافات جميع الامم .)) .
تلك ثقافة التسامح والمحبة والحاجة دوما الى المعرفة والتعاون ومدّ جسور التواصل , والاستفادة من خبر وتجارب الشعوب الاخرى . انها دعوة لهدم اسوار العزلة التي تمنع تواصل المعارف والثقافة بين شعوب الارض وتعميم تجاربها الناجحة والاشارة الى اخفاقاتها واسبابها , وكيفية تجاوزها والتعاطي معها .
يظلّ المهاتما غاندي في آرائه كما هو في حياته الانسان العادي البسيط , والصوفي الزاهد والفقير الى معارف الاخرين يغني بها تجربته ويزيد معارفه , بأشارة الى ان الثقافة والمعرفة انما هي دليل الانسان يكتنز خبرة بالتواصل معها , ويجف نبعه بالانقطاع عن ريادتها .
كيف فكر غاندي بمستقبل الهند ؟ وكيف اراد لبلاده الفقيرة بعد تحررها , ان تكون ؟ وأي افق رآه الاصوب لقيادة هذا التعدد الاثني والذهبي والطائفي فيها والذي يتجاوز الالف ؟ اضافة الى قوميات واصول لم يسمع بها احد من قبل !!وكيف يوفر حياة تليق بشعب خرج للنور توّا وهو بعديد النمل ؟ والهند دولة فقيرة .
بدأ غاندي برنامجه الاصلاحي من داخل الهند , حين تناول اقتصادها فأعلن أن لا عافية للهند ما دامت تستورد حاجاتها من الخارج لذلك ركن الى شعار الاكتفاء الذاتي لفترة من الوقت ووقف الاستيراد !
لم تكن لغاندي ولا الذين جاءوا بعده , منطقة خضراء او حمراء محصنة !!ولم يعرف ما هي الحمايات !حتى كان من السهولة اغتياله من قبل اعداء الحرية والتحرر .كان ينتقل من مكان الى آخر على ساقين هما اقرب الى العصا لجوعه وهزاله ولم يعرف سيارات الصالون السوداء الفاخرة ينتقل بها هو وحمايته التي استغنى عنها . فأين يقف سيد المنطقة الخضراء والبرلمانيون وقادة الكتل والاحزاب ورجال الدين ذوو الاوداج المنتفخة والكروش من غاندي العصامي غير المسلم .
من المغالطات وعدم الانصاف المقارنة بين غاندي المناضل الصلب العنيد ,والعقلية التي يشغل التسامح فيها حيّزا اكثر , لم يعرف العداء ولا الحقد , بهذه الروحية حرر الهند , ونأى بها بعيدا الى مصاف الدول ذات الشأن ,وبين ساستنا وغالبيتهم ذوو اصول ايرانية وممن يدينون لها بالولاء واخرين غير معروفة اصولهم فهذه الالقاب التي لحقت اسماءهم لم تتشنف بسماعها اذاننا من قبل .جاءوا الى السلطة على ظهر دبابة امريكية , وحماية خوذة بريطانية . لم يعرفوا النضال يوما , او يتعرفوا عليه لعقدين من السنوات او ثلاث سبقت سقوط النظام . فقد ضمنت دول اللجوء الحماية والعيش لهم , ورصدت في ميزانيتها 95 مليونا من الدولارات سنويا تذهب الى صندوق دعم المعارضة العراقية , فذهبت الملايين الى جيوب (( المناضلين ورجال الدين )) ولم تسقط المعارضة النظام . لكنها ساهمت مع (( بريمر )) لدى عودتها برسم مستقبل غامض للعراق مهزوزٍ ومتأرجح كي تستمر في تواجدها المقيت على سدّة الحكم , وتستمر في نهب وسرقة المال العام .
تسعة اعوام مرّت على التغيير , وحال العراقيين تزداد سوءاً. فالخدمات تتردى يوما بعد آخر . والمجاعة وجدت طريقها سهلاً لتفتك بالاطفال والفقراء . البطالة مخيفة ارقامها , فقد تخطّت حاجز 11% , ومستوى خط الفقر تجاوز 16% . اما الحديث عن الامية فمدعاة للرثاء فقد تخطى الرقم حاجز 25% بين النساء اما بين الرجال فليس هناك من يرصد ذلك . وثروة العراق عرفت طريقها الى جيوب المسؤلين والبرلمانيين والمحسوبين على الاحزاب الدينية ,تلك هي الكارثة التي نزلت بساحة العراقيين . فما الذي حصل للعراق ؟ وما هي الحصيلة لكل ما يحدث ؟
عاد العراق الى ايام المغول والتتار خراب ودمار شمل مرافق الحياة وعطّلها جميعا ,ولفّ برحمته وبركاته كلّ شيئ , وذلك ليس غريبا على عقول لا تفهم سوى ثقافة واحدة , ولا تنظر الا باتجاه واحد , ولا تسمع سوى صوت واحدٍ.
على دفة قيادة السلطة في العراق اليوم , توجد عقول ((تفكر بلغة الخوذ)). انها طابور خامس حقيقي , تابع الى اجهزة القمع , وقد مارست القمع الوحشي فعلا , في احتجاجات ساحة التحرير ضد تردّي الخدمات والبطالة وانعدام الكهرباء والماء ومارست مع المحتجين ما كان المقبور صدام يفعله ضد معارضيه والمحتجين على سياسته فهل يصدق معتوه , أن هولاء دعاة حرية وديمقراطية ؟ في الوقت الذي دعا فيه غاندي الى هدم اسوار العزلة امام ثقافات الشعوب ومعارفها لانه وبدون عملية التلاقح الحضاري والثقافي والمعرفي , لا تتقدم الشعوب ابدا, بل تظل اسيرة تخلفها . انها دعوة للانفتاح على العالم بتلاوين شعوبه , وتعدد ثقافاته , من دون تحديد المسارات , ووضع القيود كما ترك غاندي الباب مفتوحا لاختيار نمط الحياة التي يريدها شعبه والاقتصاد والثقافة التي يرى المواطن انها تلبي طموحه واحتياجاته . اما في وطن اقدم الحضارات الانسانية على وجه الارض , واكثرها رقياً, الوطن الذي اهدى البشرية ابجدية اللغة والحياة , وصاغ القوانين التي تنظم حياة البشر في مسلة حمورابي , فيحدث العكس بسبب تخلف القائمين على تسيير دفة الامور , وجهلهم , وأميتهم في العراق فيمنعون الموسيقى والغناء ويكممون افواه صبية المدارس , ويعلمونهم طقوس الهمجية والتخلف من خلال المناهج التدريسية التي تكرس طقوس البداوة والقبلية والعشيرة . انها كبوة الى الوراء . كما يغلقون المسارح . فبغداد الحضارة ضمّت اثنى عشر مسرحا وقاعة للعرض , لم يبق منها اليوم سوى قاعة المسرح الوطني , وهو محدودة عروضه , بسبب فقره , وحاجته الى الدعم . اما دور السينما ! فقد حرّمها اصحاب العمائم والمداس واللحى العفنة , وتحولت بفضل شعوذتهم الى ورش ومحلات لبيع الملابس وسوى ذلك . حتى معاهد الفنون الجميلة امتدت اليها رياح السموم والتجريد , فمنعوا الرسم والموسيقى والرقص والتمثيل وفي بابل الغي عرض لانه تضمن فاصلا للرقص . لقد منع (( وعاظ السلاطين )) كل ما يمت للحياة بصلةٍ من قريب او بعيد , واشاعوا بدلا عن ذلك ثقافة التخلف التي هي وحدها وبمقدورها ان تعيدنا الى عصور ما قبل التاريخ . اشاعوا فينا مخلفات الفرس التي هجروها , القامة والزنجيل واللطم على الصدور العارية , ثم اضافوا لها لاحقا ومن ابتكار احدهم , اضافوا موظة الزحف على البطون , انه نوع من جلد الذات والشعور بالذنب , وكأن الحسين عليه السلام بعد ان قتلوه ومثّلوا بجسده الطاهر , وسبوا عياله , طلب هذه الفروض منهم غفرانا لهم انه عذاب الضمير يا سادة .
فأين يقف المهاتما غاندي , الذي لم يكن متعصبا لدين او مذهب يوما سوى انه انسان ! واين يقف اقزام ونكرات وخراف ابتلينا بها ! .
ان ما يحدث اليوم في العراق انما هو هدر لكرامة الفرد , واهراق دمٍ وقتل خلسة وفي العلن .
لقد حان الوقت لانتزاع شأفة العرق الطائفي والمذهبي من تراب العراق الطاهر المترع بركة وخصبا ونضجاً. لقد حان ان يتطهر جو العراق ومياهه من الصفويين وجيش اللاقدس وفحيح الملالي وسمومها , خاصة الأعسم وليّ الفقيه .
في محنتنا لا نحتاج الى الحداد والتعزيات , انما نحن بأمس الحاجة الى العزيمة والوضوح .
الناصرية - خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
- تراجيدية جسر الناصرية الخشبي
- المقاومة ...! لا الحداد
- لكي لا نحرث في البحر .!
- لم يعد التاريخ مطيّة نركبها !!!
- أيها الجهلةُ والاميون ! أعيدوا للعراق وجهه الحضاري
- الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير
- العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم
- ولاية الفقيه , الوجهُ الاخرُ للاوتوقراطية !
- الحصاد المرّ
- العراق . طواحين الأزمات ما زالت تدور !
- الرهان الخاسر، مَن يلوم مَن !!!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟