أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الفخري - الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير















المزيد.....

الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 15:40
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الشهيد عبدالكريم قاسم
حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير
هذه ما آلت اليه الامور ، البقر يتربع فوق اعمدة التلغراف ويلعب الشطرنج . هكذا يقول فاضل العزاوي في مخلوقاته . وهذا هو الذي جاء به العراقيون الى البرلمان عبر صناديق الاقتراع في اول فرصة ٍ اتيحت لهم لممارسة الديمقراطية والتعبير عن حرية الاختيار . سرّاق ولصوص ومرتشون وتُجار سياسة وجهلة واميون , وخُشُب مسنّدة , الا نفرٌ منهم قليل لا يتعدى اصابع اليدين لا يدور في فلك الطائفة والقومية والمذهب , اصواتهم لا تكاد تتجاوز حدود المنطقة الخضراء المحصنة . فزادت المتاعب وكثرت الشكوى وامتدّ ليل العراقيين طولاً , ونهارهم وجعاً وأنيناً . مفارقة غريبة تدعو للتساؤل والحيرة ! فكأن نصف قرن بقضّه وقضيضه . منذ أزاحَ في مؤامرةٍ خططت لها المخابرات الامريكية والبريطانية وموّلتها شركات النفط الاحتكارية ونفذها فرسان العروبة ورجال الحوزة الدينية والاقطاع واحزاب سياسية ودول الجوار في مشهد تراجيدي قلّ نظيره وفي يوم جمعةٍ من منتصف رمضان الحرام عن الواجهة السياسية الشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم واعدامه خلال لحظات ومن غير محاكمة , وتكليف احد الجنود بمسكه وهو ميّت من شعر رأسه والبصاق عليه , امام عدسة التلفزيون التي نقلت المشهد الى الرأي العام , وهو مشهد فيه من الخسةِ والانحطاط والرذيلة والحقد الاسود على كلّ ما هو انساني وشريف ما يغني عن القول والوصف . من هنا بدأت قصتنا نحن العراقيين , ومأساتنا . ولن ينتهي ليلنا وتبزغ شمس نهارنا لتنتهي معاناتنا . لن يرتاح لنا ضمير البته , حين تصل بنا الحال بالبصاق على جثة زعيم وطني نزيه كعبدالكريم قاسم . فالخطأ يتولد ويتساند ويصبح ظاهرة .
ان جلد الذات التي يمارسها العراقيون كطقوس قد تبدو في نظرهم للوهلة الاولى المعادل الموضوعي للحظة الخذلان الذي ركنوا اليه في وقت تطلبت الحاجة فيه التضحية بكل شيء من اجل رمزٍ لن تجود الحياة بمثله قطّ سواء اكان الحسين بن علي عليه السلام او الزعيم عبد الكريم قاسم .
نسمع الكثير عما يدور في اروقة برلمانات العالم وتحت قببها من سجال ونقاش يصب في مصلحة شعوبها , فيسحقنا الالم وتأخذ بنا الحسرة في متاهاتها ، فما بال رجالنا في البرلمان ! . لماذا لم نلتحق بركب الدول المتقدمة ؟ وقد جئنا ببرلمان ولادته شرعية وشهادة ميلاده ختم الديمقراطية عليها لم يجف حبره بعد. لماذا انتخبنا ببغاوات ونكراتٍ وامعاتٍ وخشباً مسندة , وجثثا محنطةٍ كمومياء الفراعنة . لنبدأ بعدها ضجيج الشكوى والصراخ والاحتجاج على رداءة الاداء وخذلان الناخب , ونحن وراء كل ما حدث وما يحدث وفي تجربتين ديمقراطيتين انتخابيتين حضر الدين والطائفة والمذهب والقومية والعشيرة والاقارب والعهر كله والنفاق والكذب وغاب في وعينا الوطن وهو صاحب الحضور الدائم . فمن الذي يتحمل وزر كل هذا ؟ برلمانيونا توزعوا فرقاً وجماعات بين صامتٍ لا يتحسس ما يدور حوله غير مبال للنزف الراعف كصمت أبي الهول ومن مدافع بغباء وذكاء حمار لقاء موعدةٍ عن الحكومة ورئيسها الطائفي المقيت . ومن فئة تضع الكسب غير المشروع طموحاً , مستفيدة من تردي الاداء الحكومي , وحالة اللا استقرار والصراع وانشغال الحكومة في محاولة خلق مناخ يهيء لها الارضية المناسبة للامساك بكل خيوط اللعبة السياسية . نحن اذن ازاء دكتاتورية دينية مقيتة وشرسة تستمد مرجعيتها من تسييس الدين نفاقاً . هي في واقع حالها اسوأ بكثير من دكتاتورية علمانية أياً كانت .
شيوع الرشى وسرقة المال العام بعلمٍ ودراية الحكومة والتستر على السّراق والقتلة والمجرمين لغرض كسب الولاء والتأييد لها وتوسيع قاعدة حزب الدعوة الميكافيلي والاستحواذ على بيوت المسؤولين من اعوان صدام وتوزيعها على اعضاء الحزب والسيطرة على الابنية الحكومية والمؤسسات واتخاذها مقرات لحزب الدعوة اللا اسلامي هي من بين الكثير ابرز سمات وملامح حكومة طفيلية قاعدتها النفاق وشراء الضمائر والذمم والاعتماد على الدور الصفوي والملالي الداعم لها لولاية ثالثة وكأن صدام يعود لنا عضوا وقائدا في حزب الدعوة بلباس المالكي وقناع وجهه. وكأن العراق احدى مزارع المالكي وكأن المواطنين عبيد ارض لديه حتى كأنه وبكل صفاقة ينسى أنه يمثل العراق وليس ايران الصفوية فينزع ربطة عنقه عند مقابلته الاعسم ولي الفقيه . ان الفساد الذي طال كل مرافق الحياة وغلّف كل مظاهرها , ولفّ المسؤولين في الدولة من القمة الى قاعدة الهرم بنسب تتفاوت بحسب الموقع الذي يشغله السارق والفاسد والمرتشي .صار ظاهرة اشارات اليها مرارا في تقاريرها الشهرية والسنوية منظمات المجتمع المدني داخل العراق وخارجه وهذا ما يدعو للاستغراب والدهشة . فميزانية العراق فاقت المليار دولار سنويا حسب ما هو معلن والخدمات على الورق فقط , اما على صعيد التنفيذ فليست سوى ارقام ورئيس الحكومة وبهلوانها يلفه الخرس والطرش قابع في منطقته الخضراء لا يريد مغادرتها , وربما ليس لديه ما يكفي من الوقت لرؤية حال العراقيين والاستماع لشكواهم عبر الفضائيات وهي تعرض صورا لعوائل تسكن في بيوت الصفيح , وقرى عديدة ومدن يشرب اهلها الماء من بين الاعشاب والطحالب , ولا يتطرق الى حصص العراق المائية من حوضي دجلة والفرات عند زيارته لاسياده الفرس والاتراك الذين ما زالت اثار سياطهم في ظهورنا ومعظم الاتفاقات التجارية معهم , في وقت كان فيه الزعيم عبدالكريم قاسم لا ينام ليله ابدا حيث يتجول بسيارته في معظم مناحي العاصمة ويسجل احتياجات المناطق ويتعرف عن قرب على حالة اهلها . وفي الصباح يأمر بتنفيذ ما يراه ضروريا لحياتهم وما تقدر الخزينة على الوفاء به في وقت كانت فيه ميزانية العراق لا تتجاوز 400 مليون دينار ,خصص منها مليوني دينار دعما لثورة الجزائر وحكومتها التي كانت من اوائل الذين اعترفوا بحكومة الانقلابيين من فرسان العروبة , وللمغرب حصة ولجيش منظمة التحرير الذي ساعد وساهم في تكوينه .
لم تستطع التغيرات التي اعقبت رحيل الزعيم ولا الاحزاب المختلفة التي تسلقت الى الحكم , ان تقدم اثباتا رسميا او وثيقة عن حدوث ابتزاز او اختلاس او قبض اموال , لا اثناء استيزار بعضهم ولا بعد خروجهم من الوزارات , ووفاة عدد منهم اذ شهد نصف قرن من الزمن لهؤلاء الضباط الاحرار بأنهم لم يبحثوا عن مكاسب شخصية . ولم يميلوا باتجاه الكسب الحرام , وقد تهيأت لأغلبهم فرص الثراء حين سيطروا على المراكز الرئيسة في الدولة . فلم يترك عبدالكريم قاسم دارا على الارض التي انجز تحريرها ومات ورصيده في مصرف الرافدين دينار واحد ومئتا فلس , اطلع عليها شخصيا السيد حسن العلوي - حسب قوله- في الثالث من آذار عام 1963 حين كانت جريدة الجماهير التي خصص له عمود فيها . معنية بالتنقيب عما يفيد في الاساءة او التشهير بعبد الكريم قاسم .
ولعله الانسان الوحيد الذي يموت فلا يخلّف صحناً ولا قِدراً لوارث . فلم يكن يمتلك من عَرَض الدنيا سوى بدلته العسكرية . ولو كانت لعائلة شقيقه حامد .وعي اثاري وادراك لِقيمة التاريخ لاحتفظت بسريره الحديدي وخزانة كتبه ومشجب ملابسه وجعبة عُصيّه هي كل ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة التي صدر قرار بمصادرتها يوم 8 شباط الاسود 14 رمضان 1963 .

لقد اعتقل حامد قاسم بعد مقتل اخيه مباشرة واحيل الى لجنة تحقيق - غير محايده حتما - وهي محملة بقناعات سابقة ومواقف سياسية ليست لصالح هذا المتهم فخرجت بالنتائج التالية :
1- لم تكشف التحقيقات عن وجود تجاوزات مالية او اثراء غير مشروع .
2- لم يعقد صفقات للحكومة .
3- لم يعقد صفقات خارجية مع اية دولة عربية او اجنبية .
4- لم يغلف نشاطه التجاري - كما يفعل البعض اليوم - بغلاف العمل السياسي ولم يثبت تعاطيه للسياسة .
5- لم تثبت له اية صلة بأي مسؤول حكومي طيلة عهد عبدالكريم قاسم .
6- لم يتدخل في قضية ما مقابل رشوة او صفقة تجارية .
7- ليست له سوى دار سكن واحدة ويستأجر لزوجته الثانية دارا في جانب الرصافة .
ولهذا تمّ اطلاق سراحه دون الحكم عليه بأية عقوبة . اما عبد اللطيف الاخ الاصغر فقد ظلّ في رتبته نائب ضابط قبل الثورة وبعدها ويسكن في حي تل محمد في احدى الدور الحكومية الصغيرة ولم يترك داره بعد ثورة 14 تموز .
وكانت مقادير المال والسلطة بين يدي وصفي طاهر , فأعدم مع الزعيم ولم يستطع عدو له او خصم ان يقدم وثيقة او حتى شكوى لحصول ابتزاز او كسب غير مشروع , فقد مات هو الاخر ولم يترك ارثا لاحد .
ايها السادة نحن امام اناس ليسوا من صنف ساسة اليوم عصاميين زهاداً وصوفيين . لم تغرهم المناصب ولا الرتب , ولم يخلب لبهم بريق المال ولا لونه . ظلمهم التاريخ كما ظلمناهم نحن , وبالنسيان طواهم , رحم الله عبدالكريم قاسم ومن ساهموا وخاطروا معه بأرواحهم لانارة فجر يوم الرابع عشر من تموز 1958 .وفي هذا السياق اردت ان اذكرّ المواطن بخطيئته حين ارتكب المعصية وأدار للوطن ظهره وادلى بصوته فجاءت الى البرلمان ضفادع لا تحسن سوى النقيق وضلفيات تجتر الاخضر واليابس طوال يومها حتى ليصح المأثور (( انك لا تجني من الشوك العنب )).
خليل الفخري - الناصرية



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم
- ولاية الفقيه , الوجهُ الاخرُ للاوتوقراطية !
- الحصاد المرّ
- العراق . طواحين الأزمات ما زالت تدور !
- الرهان الخاسر، مَن يلوم مَن !!!


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - خليل الفخري - الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير