أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!















المزيد.....

سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3811 - 2012 / 8 / 6 - 05:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
كلّ يوم يمرّ تزداد ايران فيه قوة و اقترابا من تحقيق برنامجها النووي الذي تحدّت بموجبه العالم و تعرّضت بسببه الى ضغوطات عالمية و عقوبات اقتصادية أضرّت كثيرا باقتصادها , و انسحقت تحت تأثيره الطبقات الفقيرة فيها , ظهرت ملامح هذه العقوبات في هبوط القوة الشرائية لعملنها الوطنية (التومان) و ارتفاع معدلات البطالة و الغلاء و انحدار شرائح من الطبقة الوسطى و انضمامها الى الفئات الفقيرة و المسحوقة التي تعيش تحت خط الفقر .
ازاء وضع مترد كهذا يرهن حكام بغداد و لصوصها و المفسدون و المنتفعون من الصراعات و الفوضى الضاربة في معظم هياكل الدولة و مفاصلها دون استثناء قدر العراق و مستقبل شعبه الذي خسر الكثير ثمنا لحريته ولم يحصل على شيىْ , حتى على رغيف يومه و قدح الماء الذي يبلّ ريقه به عند الأفطار , أو ينعم بقيلولة ما بعد الظهر في ظلّ كهرباء وفّرها له المقبور صدام , الكهرباء التي مازالت محطّاتها قيد التصنيع لأتها من خامة سماوية لم يتعرّف سكان الأرض علبها بعد , ولم يتمّ الأتفاق بعد على لونها والدولة التي ستقوم بتصنيعها لحساب لصوص العراق الجدد و كذلك مكان نصبها , رهنوا كل شيىّ لدى الصفويين .
صحيح أن ايران لاعب اقليمي له تأثير دولي في صراعات المنطقة , وان كانت هي أحد أسبابها الرئيسة , و لعبة التوازنات الدولية , لكن عملية الرهن هذه تعود على العراق بخسائر كبيرة , كما تمنح ايران بسبب وقوف العراق الى جانبها قدرا كبيرا من حرية المناورة فيما يتعلّق بملفّها النووي اولا , و تدخلهافي الشأن السوري الداعم لنظام دكتانوري استبدادي و شمولي , وكذلك دعمها غير المحدود لحزب الله في لبنان و حماس , يضاف الى كل هذا تدخلها السافر في البحرين , و زرعها خلايا للتجسس في مصر واليمن ثانيا , و تصريف ازمتها الداخلية التي أحكمت الطوق عليها , و أبرزها اضافة الى البطالة والغلاء والدعارة وانتشار مادة ( الترياق ) المخدرة والتي تعمل على تسويقها الى دول الجوار , تحرّك القوميات المقموعة و المضطهدة و مطالبتها بحق تقرير المصير كعرب الأحواز و البلوش و غيرها و ممارسة اشدّ أنواع القمع معها ثالثا .
ان ايران فرضت خيارها في العراق منذ رضخت فيه الولايات المتحدة لأيران و أحنت رأسها مجبرة للعاصفة , و قبلت بالمالكي على مضض , و تخلّت عن حليف ستراتيجي لها هو أياد علاوي مرشحها لرئاسة الوزراء , فأصيب السنّة بالأحباط و اعتبروا ذلك نكوصا يمثّل اول الغيث . أمّا بالنسبة للشيعة وان كان الصراع فيما بينهم على المواقع الأمامية في هرم السلطة يخبو تحت قشرة من الرماد حينا و يظهر على السطح اخرى , بانتظار لحظة الحريق , فاعتبروه نصرا الهيا لأحقيتهم في الحكم كورثة لآل البيت , كما أثبت الحاضر ان ايران لاعب قوي في العراق , ليس من خلال فوز الأطراف التابعة لها مذهبيا و سياسيا وان كان ذلك محض نفاق , كحزب الدعوة والتيار الصدري و حزب الفضيلة و المجلس الأعلى الأسلامي و بعض اللحاسين ممن يدعون انفسهم بالمستقلين , وانما لنجاحها في ادارة ملف العراق وفق حربها السياسية و الدبلوماسية مع الولايات المتحدة و الدول الأوربية التي للبيت الابيض تأثير عليها .فأمريكا توهمت انها أجرت انتخابات في العراق وفق مقاساتها هي وما رسمته لمستقبل المنطقة بادئة بالعراق , وان نتائج هذه الأنتخابات ستمهد لها الطريق نحو خطوة هامة في حربها ضد طهران , وهي خطوة تقليص عديد قوّاتها و عدّتها على الأرض و الأكتفاء بأعداد محدودة منها في القواعد العسكرية مع توفير الدعم اللوجستي لها و عشرات الآلاف من المرتزقة من دون ان تكون رقبتها تحت حدّ سيف الملالي .
من هنا رأى شيعة العراق ان الرهان على ايران والأرتماء بحضن الملالي قد يؤمن لهم غطاء شرعيا في خضم الصراع على السلطة فيما لو حاول السنّة التسلّق اليها . كما يرى المالكي ان اية خطوة يتخذها على طريق الأصلاحات انما تصبّ في النهاية في طاحونة خصومه السياسيين , و تمنحهم قوة و قدرا كبيرا من المناورة السياسية و سيقتنع الشارع بأن ما حصل من اصلاح انما جاء نتيجة ضغوط ضغوطات المعارضة بأتجاه تحسين الأداء الحكومي و ملّ الوزارات الأمنية التي ما يزال المالكي يديرها بنفسه وكالة رغم مرور اكثر من عامين على تشكيل حكومته الكسيحة الفاسدة رغم احتجاجات الشارع على تردّي الوضع الأمني و انهياره في احايين كثيرة .
ملاحظتان يمكن للقارئ ان يتلمّسها في التشكيلة الوزارية المترهلة , هو غياب المرأة فيها , وذلك يعني الغاء نصف المجتمع والتجاوز على استحقاقاته . صحيح اننا في مجتمع ذكوري لكن ذلك لا يعفي عدم اعطاء المرأة حقها , فللمرأة نصيب مثل ما للرجل فقد تحمّلت المرأة ابّان العهد الدكتاتوري اضعاف ما تحمل زميلها الرجل و اعطت اكثر من قدرتها على العطاء ولم تبخل او تتململ . ان اقصاء المرأة عن مراكز صنع القرار نابع من ايدلوجية الأحزاب الدينية الموسومة بالتشدد و اقصاء الآخر , و عدم الأنفتاح على مستجدات الحياة والتعامل معها بشيئ من التنوير العقلاني كواقع فرضته ظروف الحياة لا حياد عنه . والملاحظة الأخرى هي غياب التكنوقراط و بغياب هؤلاء و هم خبراء ضمن اختصاصاتهم , غير منحازين لجهة سوى رصيدهم المعرفي , لا يجد المواطن فرصة ينعم فيها بالماء و الكهرباء , وان يضمن لأطفاله حضانة و روضة و مدرسة , وان يؤمن على حياته فيما لو ذهب الى عمله ان يعود الى بيته سالما , وبدون الأمان لن تكون تنمية او اعمار ولا اعادة بناء ما دمرته الحروب العبثية و خرّبته , وقد سبق لأهمية الأمان في حياة الأنسان مقالة الأمام عليّ عليه السلام : نعمتان مجهولتان : الأمان و راحة البال .
ان حكومة حصّنت نفسها داخل اسوار المنطقة الخضراء تنعم بالدفْ والأمان والماء وكهرباء لا تعرف الأنقطاع على مدار العام لا ترى غضاضة فيما يشتكي الشعب منه وان هلك نصفه . انها ضلفيات لا تحسن سوى الأجترار , فأينها من الشهيد عبد الكريم قاسم ولم يكن يوما رجل دين يعتمر عمامة سوداء ولا بيضاء ولم يطلق لحية يرعى القمل فيها والبرغوث والعفن . او ينتعل مداسا . بل كان وطنيا مخلصا لوطنه الذي مات من اجله , صادقا في وطنيته , محبّا لشعبه غاية الحب متفانيا من اجل سعادته و مستقبل ابنائه . كان بحق يرى نفسه واحدا من العامّة . كان رحمه الله يتقاسم وقت الظهر مع المهداوي و وصفي طاهر هواء المروحة المنضدية و أرضية غرفة السطح أو الدرج وهو رئيس وزراء بلد نفطي كالعراق .
ان النفاذ الى فضاء أرحب خال من تأثيرات دول الجوار يكون بالركون الى الشعب و بالأعتماد عليه و الأستماع الى ظلامته و تلبية متطلباته لأته طوق النجاة في النأي بالديمقراطية بعيدا عن تأثيرات دول الجوار و تجنيبها الأنكسارات الموجعة , كما يساعد في لجم الصراع الأمريكي الأيراني و تدخلاته و تأثيره على مجمل العملية السياسية و الأمنية , لكن ذلك لن يتحقق الا من خلال التعبئة العامة , تعبئة الشعب للدفاع عن منجزاته , وهنا يبرز دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان واليسار بكل تلاوينه والسعي لتشكيل جبهة وطنية لا تستثني احدا مهمتها مقاومة الوجود الايراني والتدخل الاقليمي في الشأن العراقي , واعادة صياغة الواقع الجديد بما يتلاءم و المستجدات الأقليمية بما يضمن للعراق هيبته و دوره الريادي في المنطقة و ايقاف التجاوزات على ارضه و سمائه و مياهه .خاصة وان المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة , فالنظام السوري مرشح كسابقه في العراق للسقوط و بسقوطه تتقطّع اوصال الأخطبوط الصفوي و ينهار جسر التواصل الصفوي وتنهار كل رهاناته على حزب الله كقوة ضاربة في المنطقة وحركة حماس و الأحزاب الدينية في العراق في وقت يكون فيه الملالي بمسيس الحاجة للملمة اوضاع البيت الايراني من الداخل و الاستعداد لمواجهة ضربة امريكية محتملة جدا التعنّت ازاء البرنامج النووي والتدخلات القليمية .
ان سقوط نظام الأسدحليف الملالي في سوريا يعني انهيار كل احلامهم في اعادة بناء الامبراطورية الفارسية و زلزال يدكّ معاقلهم فوق جماجمهم وسوف يضخ هذا السقوط المرتقب دماء جديدة في حركة النهوض الثوري في المنطقة و سيمنح الدول اسيرة النفوذ الصفوي قدرا كبيرا من المرونة في الحركة والمناورة و حرية اتخاذ القرارات التي تتناسب مع طموحات شعوبها و تحقيق مصالحها و أمانيها في حياة حرة و كريمة .
على المواطن العراقي الاّ ينتظر التغيير من حاكم او مسؤول وانما عليه ان يسعى اليه بنفسه. ازاء ما حصل و يحصل من زلزال في المنطقة ان يتحرك لرسم معالم طريقه و تحديد مستقبله و وضعه في قائمة اولوياته و يعمل على تحقيقه كما تفعل شعوب الأرض جميعا , لا ان يظلّ كذلك الهندي الذي ينام تحت شجرة جوز الهند ينتظر الريح ان تقذف واحدة منها اليه بينما الجوع يعصر معدته و أمعاءه . الناصريه – خليل الفخري
سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
كلّ يوم يمرّ تزداد ايران فيه قوة و اقترابا من تحقيق برنامجها النووي الذي تحدّت بموجبه العالم و تعرّضت بسببه الى ضغوطات عالمية و عقوبات اقتصادية أضرّت كثيرا باقتصادها , و انسحقت تحت تأثيره الطبقات الفقيرة فيها , ظهرت ملامح هذه العقوبات في هبوط القوة الشرائية لعملنها الوطنية (التومان) و ارتفاع معدلات البطالة و الغلاء و انحدار شرائح من الطبقة الوسطى و انضمامها الى الفئات الفقيرة و المسحوقة التي تعيش تحت خط الفقر .
ازاء وضع مترد كهذا يرهن حكام بغداد و لصوصها و المفسدون و المنتفعون من الصراعات و الفوضى الضاربة في معظم هياكل الدولة و مفاصلها دون استثناء قدر العراق و مستقبل شعبه الذي خسر الكثير ثمنا لحريته ولم يحصل على شيىْ , حتى على رغيف يومه و قدح الماء الذي يبلّ ريقه به عند الأفطار , أو ينعم بقيلولة ما بعد الظهر في ظلّ كهرباء وفّرها له المقبور صدام , الكهرباء التي مازالت محطّاتها قيد التصنيع لأتها من خامة سماوية لم يتعرّف سكان الأرض علبها بعد , ولم يتمّ الأتفاق بعد على لونها والدولة التي ستقوم بتصنيعها لحساب لصوص العراق الجدد و كذلك مكان نصبها , رهنوا كل شيىّ لدى الصفويين .
صحيح أن ايران لاعب اقليمي له تأثير دولي في صراعات المنطقة , وان كانت هي أحد أسبابها الرئيسة , و لعبة التوازنات الدولية , لكن عملية الرهن هذه تعود على العراق بخسائر كبيرة , كما تمنح ايران بسبب وقوف العراق الى جانبها قدرا كبيرا من حرية المناورة فيما يتعلّق بملفّها النووي اولا , و تدخلهافي الشأن السوري الداعم لنظام دكتانوري استبدادي و شمولي , وكذلك دعمها غير المحدود لحزب الله في لبنان و حماس , يضاف الى كل هذا تدخلها السافر في البحرين , و زرعها خلايا للتجسس في مصر واليمن ثانيا , و تصريف ازمتها الداخلية التي أحكمت الطوق عليها , و أبرزها اضافة الى البطالة والغلاء والدعارة وانتشار مادة ( الترياق ) المخدرة والتي تعمل على تسويقها الى دول الجوار , تحرّك القوميات المقموعة و المضطهدة و مطالبتها بحق تقرير المصير كعرب الأحواز و البلوش و غيرها و ممارسة اشدّ أنواع القمع معها ثالثا .
ان ايران فرضت خيارها في العراق منذ رضخت فيه الولايات المتحدة لأيران و أحنت رأسها مجبرة للعاصفة , و قبلت بالمالكي على مضض , و تخلّت عن حليف ستراتيجي لها هو أياد علاوي مرشحها لرئاسة الوزراء , فأصيب السنّة بالأحباط و اعتبروا ذلك نكوصا يمثّل اول الغيث . أمّا بالنسبة للشيعة وان كان الصراع فيما بينهم على المواقع الأمامية في هرم السلطة يخبو تحت قشرة من الرماد حينا و يظهر على السطح اخرى , بانتظار لحظة الحريق , فاعتبروه نصرا الهيا لأحقيتهم في الحكم كورثة لآل البيت , كما أثبت الحاضر ان ايران لاعب قوي في العراق , ليس من خلال فوز الأطراف التابعة لها مذهبيا و سياسيا وان كان ذلك محض نفاق , كحزب الدعوة والتيار الصدري و حزب الفضيلة و المجلس الأعلى الأسلامي و بعض اللحاسين ممن يدعون انفسهم بالمستقلين , وانما لنجاحها في ادارة ملف العراق وفق حربها السياسية و الدبلوماسية مع الولايات المتحدة و الدول الأوربية التي للبيت الابيض تأثير عليها .فأمريكا توهمت انها أجرت انتخابات في العراق وفق مقاساتها هي وما رسمته لمستقبل المنطقة بادئة بالعراق , وان نتائج هذه الأنتخابات ستمهد لها الطريق نحو خطوة هامة في حربها ضد طهران , وهي خطوة تقليص عديد قوّاتها و عدّتها على الأرض و الأكتفاء بأعداد محدودة منها في القواعد العسكرية مع توفير الدعم اللوجستي لها و عشرات الآلاف من المرتزقة من دون ان تكون رقبتها تحت حدّ سيف الملالي .
من هنا رأى شيعة العراق ان الرهان على ايران والأرتماء بحضن الملالي قد يؤمن لهم غطاء شرعيا في خضم الصراع على السلطة فيما لو حاول السنّة التسلّق اليها . كما يرى المالكي ان اية خطوة يتخذها على طريق الأصلاحات انما تصبّ في النهاية في طاحونة خصومه السياسيين , و تمنحهم قوة و قدرا كبيرا من المناورة السياسية و سيقتنع الشارع بأن ما حصل من اصلاح انما جاء نتيجة ضغوط ضغوطات المعارضة بأتجاه تحسين الأداء الحكومي و ملّ الوزارات الأمنية التي ما يزال المالكي يديرها بنفسه وكالة رغم مرور اكثر من عامين على تشكيل حكومته الكسيحة الفاسدة رغم احتجاجات الشارع على تردّي الوضع الأمني و انهياره في احايين كثيرة .
ملاحظتان يمكن للقارئ ان يتلمّسها في التشكيلة الوزارية المترهلة , هو غياب المرأة فيها , وذلك يعني الغاء نصف المجتمع والتجاوز على استحقاقاته . صحيح اننا في مجتمع ذكوري لكن ذلك لا يعفي عدم اعطاء المرأة حقها , فللمرأة نصيب مثل ما للرجل فقد تحمّلت المرأة ابّان العهد الدكتاتوري اضعاف ما تحمل زميلها الرجل و اعطت اكثر من قدرتها على العطاء ولم تبخل او تتململ . ان اقصاء المرأة عن مراكز صنع القرار نابع من ايدلوجية الأحزاب الدينية الموسومة بالتشدد و اقصاء الآخر , و عدم الأنفتاح على مستجدات الحياة والتعامل معها بشيئ من التنوير العقلاني كواقع فرضته ظروف الحياة لا حياد عنه . والملاحظة الأخرى هي غياب التكنوقراط و بغياب هؤلاء و هم خبراء ضمن اختصاصاتهم , غير منحازين لجهة سوى رصيدهم المعرفي , لا يجد المواطن فرصة ينعم فيها بالماء و الكهرباء , وان يضمن لأطفاله حضانة و روضة و مدرسة , وان يؤمن على حياته فيما لو ذهب الى عمله ان يعود الى بيته سالما , وبدون الأمان لن تكون تنمية او اعمار ولا اعادة بناء ما دمرته الحروب العبثية و خرّبته , وقد سبق لأهمية الأمان في حياة الأنسان مقالة الأمام عليّ عليه السلام : نعمتان مجهولتان : الأمان و راحة البال .
ان حكومة حصّنت نفسها داخل اسوار المنطقة الخضراء تنعم بالدفْ والأمان والماء وكهرباء لا تعرف الأنقطاع على مدار العام لا ترى غضاضة فيما يشتكي الشعب منه وان هلك نصفه . انها ضلفيات لا تحسن سوى الأجترار , فأينها من الشهيد عبد الكريم قاسم ولم يكن يوما رجل دين يعتمر عمامة سوداء ولا بيضاء ولم يطلق لحية يرعى القمل فيها والبرغوث والعفن . او ينتعل مداسا . بل كان وطنيا مخلصا لوطنه الذي مات من اجله , صادقا في وطنيته , محبّا لشعبه غاية الحب متفانيا من اجل سعادته و مستقبل ابنائه . كان بحق يرى نفسه واحدا من العامّة . كان رحمه الله يتقاسم وقت الظهر مع المهداوي و وصفي طاهر هواء المروحة المنضدية و أرضية غرفة السطح أو الدرج وهو رئيس وزراء بلد نفطي كالعراق .
ان النفاذ الى فضاء أرحب خال من تأثيرات دول الجوار يكون بالركون الى الشعب و بالأعتماد عليه و الأستماع الى ظلامته و تلبية متطلباته لأته طوق النجاة في النأي بالديمقراطية بعيدا عن تأثيرات دول الجوار و تجنيبها الأنكسارات الموجعة , كما يساعد في لجم الصراع الأمريكي الأيراني و تدخلاته و تأثيره على مجمل العملية السياسية و الأمنية , لكن ذلك لن يتحقق الا من خلال التعبئة العامة , تعبئة الشعب للدفاع عن منجزاته , وهنا يبرز دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان واليسار بكل تلاوينه والسعي لتشكيل جبهة وطنية لا تستثني احدا مهمتها مقاومة الوجود الايراني والتدخل الاقليمي في الشأن العراقي , واعادة صياغة الواقع الجديد بما يتلاءم و المستجدات الأقليمية بما يضمن للعراق هيبته و دوره الريادي في المنطقة و ايقاف التجاوزات على ارضه و سمائه و مياهه .خاصة وان المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة , فالنظام السوري مرشح كسابقه في العراق للسقوط و بسقوطه تتقطّع اوصال الأخطبوط الصفوي و ينهار جسر التواصل الصفوي وتنهار كل رهاناته على حزب الله كقوة ضاربة في المنطقة وحركة حماس و الأحزاب الدينية في العراق في وقت يكون فيه الملالي بمسيس الحاجة للملمة اوضاع البيت الايراني من الداخل و الاستعداد لمواجهة ضربة امريكية محتملة جدا التعنّت ازاء البرنامج النووي والتدخلات القليمية .
ان سقوط نظام الأسدحليف الملالي في سوريا يعني انهيار كل احلامهم في اعادة بناء الامبراطورية الفارسية و زلزال يدكّ معاقلهم فوق جماجمهم وسوف يضخ هذا السقوط المرتقب دماء جديدة في حركة النهوض الثوري في المنطقة و سيمنح الدول اسيرة النفوذ الصفوي قدرا كبيرا من المرونة في الحركة والمناورة و حرية اتخاذ القرارات التي تتناسب مع طموحات شعوبها و تحقيق مصالحها و أمانيها في حياة حرة و كريمة .
على المواطن العراقي الاّ ينتظر التغيير من حاكم او مسؤول وانما عليه ان يسعى اليه بنفسه. ازاء ما حصل و يحصل من زلزال في المنطقة ان يتحرك لرسم معالم طريقه و تحديد مستقبله و وضعه في قائمة اولوياته و يعمل على تحقيقه كما تفعل شعوب الأرض جميعا , لا ان يظلّ كذلك الهندي الذي ينام تحت شجرة جوز الهند ينتظر الريح ان تقذف واحدة منها اليه بينما الجوع يعصر معدته و أمعاءه .
الناصريه – خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز ألق في عيون الشعب وعمى بعيون الحكام
- وهب الأمير بما لا يملك !!!!!
- عبد الكريم قاسم , حرر العراق فأطلقنا الرصاص على صدره .
- وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!
- أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
- كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
- تراجيدية جسر الناصرية الخشبي
- المقاومة ...! لا الحداد
- لكي لا نحرث في البحر .!
- لم يعد التاريخ مطيّة نركبها !!!
- أيها الجهلةُ والاميون ! أعيدوا للعراق وجهه الحضاري
- الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير
- العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم
- ولاية الفقيه , الوجهُ الاخرُ للاوتوقراطية !
- الحصاد المرّ
- العراق . طواحين الأزمات ما زالت تدور !
- الرهان الخاسر، مَن يلوم مَن !!!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!