أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!















المزيد.....

سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3811 - 2012 / 8 / 6 - 05:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
كلّ يوم يمرّ تزداد ايران فيه قوة و اقترابا من تحقيق برنامجها النووي الذي تحدّت بموجبه العالم و تعرّضت بسببه الى ضغوطات عالمية و عقوبات اقتصادية أضرّت كثيرا باقتصادها , و انسحقت تحت تأثيره الطبقات الفقيرة فيها , ظهرت ملامح هذه العقوبات في هبوط القوة الشرائية لعملنها الوطنية (التومان) و ارتفاع معدلات البطالة و الغلاء و انحدار شرائح من الطبقة الوسطى و انضمامها الى الفئات الفقيرة و المسحوقة التي تعيش تحت خط الفقر .
ازاء وضع مترد كهذا يرهن حكام بغداد و لصوصها و المفسدون و المنتفعون من الصراعات و الفوضى الضاربة في معظم هياكل الدولة و مفاصلها دون استثناء قدر العراق و مستقبل شعبه الذي خسر الكثير ثمنا لحريته ولم يحصل على شيىْ , حتى على رغيف يومه و قدح الماء الذي يبلّ ريقه به عند الأفطار , أو ينعم بقيلولة ما بعد الظهر في ظلّ كهرباء وفّرها له المقبور صدام , الكهرباء التي مازالت محطّاتها قيد التصنيع لأتها من خامة سماوية لم يتعرّف سكان الأرض علبها بعد , ولم يتمّ الأتفاق بعد على لونها والدولة التي ستقوم بتصنيعها لحساب لصوص العراق الجدد و كذلك مكان نصبها , رهنوا كل شيىّ لدى الصفويين .
صحيح أن ايران لاعب اقليمي له تأثير دولي في صراعات المنطقة , وان كانت هي أحد أسبابها الرئيسة , و لعبة التوازنات الدولية , لكن عملية الرهن هذه تعود على العراق بخسائر كبيرة , كما تمنح ايران بسبب وقوف العراق الى جانبها قدرا كبيرا من حرية المناورة فيما يتعلّق بملفّها النووي اولا , و تدخلهافي الشأن السوري الداعم لنظام دكتانوري استبدادي و شمولي , وكذلك دعمها غير المحدود لحزب الله في لبنان و حماس , يضاف الى كل هذا تدخلها السافر في البحرين , و زرعها خلايا للتجسس في مصر واليمن ثانيا , و تصريف ازمتها الداخلية التي أحكمت الطوق عليها , و أبرزها اضافة الى البطالة والغلاء والدعارة وانتشار مادة ( الترياق ) المخدرة والتي تعمل على تسويقها الى دول الجوار , تحرّك القوميات المقموعة و المضطهدة و مطالبتها بحق تقرير المصير كعرب الأحواز و البلوش و غيرها و ممارسة اشدّ أنواع القمع معها ثالثا .
ان ايران فرضت خيارها في العراق منذ رضخت فيه الولايات المتحدة لأيران و أحنت رأسها مجبرة للعاصفة , و قبلت بالمالكي على مضض , و تخلّت عن حليف ستراتيجي لها هو أياد علاوي مرشحها لرئاسة الوزراء , فأصيب السنّة بالأحباط و اعتبروا ذلك نكوصا يمثّل اول الغيث . أمّا بالنسبة للشيعة وان كان الصراع فيما بينهم على المواقع الأمامية في هرم السلطة يخبو تحت قشرة من الرماد حينا و يظهر على السطح اخرى , بانتظار لحظة الحريق , فاعتبروه نصرا الهيا لأحقيتهم في الحكم كورثة لآل البيت , كما أثبت الحاضر ان ايران لاعب قوي في العراق , ليس من خلال فوز الأطراف التابعة لها مذهبيا و سياسيا وان كان ذلك محض نفاق , كحزب الدعوة والتيار الصدري و حزب الفضيلة و المجلس الأعلى الأسلامي و بعض اللحاسين ممن يدعون انفسهم بالمستقلين , وانما لنجاحها في ادارة ملف العراق وفق حربها السياسية و الدبلوماسية مع الولايات المتحدة و الدول الأوربية التي للبيت الابيض تأثير عليها .فأمريكا توهمت انها أجرت انتخابات في العراق وفق مقاساتها هي وما رسمته لمستقبل المنطقة بادئة بالعراق , وان نتائج هذه الأنتخابات ستمهد لها الطريق نحو خطوة هامة في حربها ضد طهران , وهي خطوة تقليص عديد قوّاتها و عدّتها على الأرض و الأكتفاء بأعداد محدودة منها في القواعد العسكرية مع توفير الدعم اللوجستي لها و عشرات الآلاف من المرتزقة من دون ان تكون رقبتها تحت حدّ سيف الملالي .
من هنا رأى شيعة العراق ان الرهان على ايران والأرتماء بحضن الملالي قد يؤمن لهم غطاء شرعيا في خضم الصراع على السلطة فيما لو حاول السنّة التسلّق اليها . كما يرى المالكي ان اية خطوة يتخذها على طريق الأصلاحات انما تصبّ في النهاية في طاحونة خصومه السياسيين , و تمنحهم قوة و قدرا كبيرا من المناورة السياسية و سيقتنع الشارع بأن ما حصل من اصلاح انما جاء نتيجة ضغوط ضغوطات المعارضة بأتجاه تحسين الأداء الحكومي و ملّ الوزارات الأمنية التي ما يزال المالكي يديرها بنفسه وكالة رغم مرور اكثر من عامين على تشكيل حكومته الكسيحة الفاسدة رغم احتجاجات الشارع على تردّي الوضع الأمني و انهياره في احايين كثيرة .
ملاحظتان يمكن للقارئ ان يتلمّسها في التشكيلة الوزارية المترهلة , هو غياب المرأة فيها , وذلك يعني الغاء نصف المجتمع والتجاوز على استحقاقاته . صحيح اننا في مجتمع ذكوري لكن ذلك لا يعفي عدم اعطاء المرأة حقها , فللمرأة نصيب مثل ما للرجل فقد تحمّلت المرأة ابّان العهد الدكتاتوري اضعاف ما تحمل زميلها الرجل و اعطت اكثر من قدرتها على العطاء ولم تبخل او تتململ . ان اقصاء المرأة عن مراكز صنع القرار نابع من ايدلوجية الأحزاب الدينية الموسومة بالتشدد و اقصاء الآخر , و عدم الأنفتاح على مستجدات الحياة والتعامل معها بشيئ من التنوير العقلاني كواقع فرضته ظروف الحياة لا حياد عنه . والملاحظة الأخرى هي غياب التكنوقراط و بغياب هؤلاء و هم خبراء ضمن اختصاصاتهم , غير منحازين لجهة سوى رصيدهم المعرفي , لا يجد المواطن فرصة ينعم فيها بالماء و الكهرباء , وان يضمن لأطفاله حضانة و روضة و مدرسة , وان يؤمن على حياته فيما لو ذهب الى عمله ان يعود الى بيته سالما , وبدون الأمان لن تكون تنمية او اعمار ولا اعادة بناء ما دمرته الحروب العبثية و خرّبته , وقد سبق لأهمية الأمان في حياة الأنسان مقالة الأمام عليّ عليه السلام : نعمتان مجهولتان : الأمان و راحة البال .
ان حكومة حصّنت نفسها داخل اسوار المنطقة الخضراء تنعم بالدفْ والأمان والماء وكهرباء لا تعرف الأنقطاع على مدار العام لا ترى غضاضة فيما يشتكي الشعب منه وان هلك نصفه . انها ضلفيات لا تحسن سوى الأجترار , فأينها من الشهيد عبد الكريم قاسم ولم يكن يوما رجل دين يعتمر عمامة سوداء ولا بيضاء ولم يطلق لحية يرعى القمل فيها والبرغوث والعفن . او ينتعل مداسا . بل كان وطنيا مخلصا لوطنه الذي مات من اجله , صادقا في وطنيته , محبّا لشعبه غاية الحب متفانيا من اجل سعادته و مستقبل ابنائه . كان بحق يرى نفسه واحدا من العامّة . كان رحمه الله يتقاسم وقت الظهر مع المهداوي و وصفي طاهر هواء المروحة المنضدية و أرضية غرفة السطح أو الدرج وهو رئيس وزراء بلد نفطي كالعراق .
ان النفاذ الى فضاء أرحب خال من تأثيرات دول الجوار يكون بالركون الى الشعب و بالأعتماد عليه و الأستماع الى ظلامته و تلبية متطلباته لأته طوق النجاة في النأي بالديمقراطية بعيدا عن تأثيرات دول الجوار و تجنيبها الأنكسارات الموجعة , كما يساعد في لجم الصراع الأمريكي الأيراني و تدخلاته و تأثيره على مجمل العملية السياسية و الأمنية , لكن ذلك لن يتحقق الا من خلال التعبئة العامة , تعبئة الشعب للدفاع عن منجزاته , وهنا يبرز دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان واليسار بكل تلاوينه والسعي لتشكيل جبهة وطنية لا تستثني احدا مهمتها مقاومة الوجود الايراني والتدخل الاقليمي في الشأن العراقي , واعادة صياغة الواقع الجديد بما يتلاءم و المستجدات الأقليمية بما يضمن للعراق هيبته و دوره الريادي في المنطقة و ايقاف التجاوزات على ارضه و سمائه و مياهه .خاصة وان المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة , فالنظام السوري مرشح كسابقه في العراق للسقوط و بسقوطه تتقطّع اوصال الأخطبوط الصفوي و ينهار جسر التواصل الصفوي وتنهار كل رهاناته على حزب الله كقوة ضاربة في المنطقة وحركة حماس و الأحزاب الدينية في العراق في وقت يكون فيه الملالي بمسيس الحاجة للملمة اوضاع البيت الايراني من الداخل و الاستعداد لمواجهة ضربة امريكية محتملة جدا التعنّت ازاء البرنامج النووي والتدخلات القليمية .
ان سقوط نظام الأسدحليف الملالي في سوريا يعني انهيار كل احلامهم في اعادة بناء الامبراطورية الفارسية و زلزال يدكّ معاقلهم فوق جماجمهم وسوف يضخ هذا السقوط المرتقب دماء جديدة في حركة النهوض الثوري في المنطقة و سيمنح الدول اسيرة النفوذ الصفوي قدرا كبيرا من المرونة في الحركة والمناورة و حرية اتخاذ القرارات التي تتناسب مع طموحات شعوبها و تحقيق مصالحها و أمانيها في حياة حرة و كريمة .
على المواطن العراقي الاّ ينتظر التغيير من حاكم او مسؤول وانما عليه ان يسعى اليه بنفسه. ازاء ما حصل و يحصل من زلزال في المنطقة ان يتحرك لرسم معالم طريقه و تحديد مستقبله و وضعه في قائمة اولوياته و يعمل على تحقيقه كما تفعل شعوب الأرض جميعا , لا ان يظلّ كذلك الهندي الذي ينام تحت شجرة جوز الهند ينتظر الريح ان تقذف واحدة منها اليه بينما الجوع يعصر معدته و أمعاءه . الناصريه – خليل الفخري
سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!
كلّ يوم يمرّ تزداد ايران فيه قوة و اقترابا من تحقيق برنامجها النووي الذي تحدّت بموجبه العالم و تعرّضت بسببه الى ضغوطات عالمية و عقوبات اقتصادية أضرّت كثيرا باقتصادها , و انسحقت تحت تأثيره الطبقات الفقيرة فيها , ظهرت ملامح هذه العقوبات في هبوط القوة الشرائية لعملنها الوطنية (التومان) و ارتفاع معدلات البطالة و الغلاء و انحدار شرائح من الطبقة الوسطى و انضمامها الى الفئات الفقيرة و المسحوقة التي تعيش تحت خط الفقر .
ازاء وضع مترد كهذا يرهن حكام بغداد و لصوصها و المفسدون و المنتفعون من الصراعات و الفوضى الضاربة في معظم هياكل الدولة و مفاصلها دون استثناء قدر العراق و مستقبل شعبه الذي خسر الكثير ثمنا لحريته ولم يحصل على شيىْ , حتى على رغيف يومه و قدح الماء الذي يبلّ ريقه به عند الأفطار , أو ينعم بقيلولة ما بعد الظهر في ظلّ كهرباء وفّرها له المقبور صدام , الكهرباء التي مازالت محطّاتها قيد التصنيع لأتها من خامة سماوية لم يتعرّف سكان الأرض علبها بعد , ولم يتمّ الأتفاق بعد على لونها والدولة التي ستقوم بتصنيعها لحساب لصوص العراق الجدد و كذلك مكان نصبها , رهنوا كل شيىّ لدى الصفويين .
صحيح أن ايران لاعب اقليمي له تأثير دولي في صراعات المنطقة , وان كانت هي أحد أسبابها الرئيسة , و لعبة التوازنات الدولية , لكن عملية الرهن هذه تعود على العراق بخسائر كبيرة , كما تمنح ايران بسبب وقوف العراق الى جانبها قدرا كبيرا من حرية المناورة فيما يتعلّق بملفّها النووي اولا , و تدخلهافي الشأن السوري الداعم لنظام دكتانوري استبدادي و شمولي , وكذلك دعمها غير المحدود لحزب الله في لبنان و حماس , يضاف الى كل هذا تدخلها السافر في البحرين , و زرعها خلايا للتجسس في مصر واليمن ثانيا , و تصريف ازمتها الداخلية التي أحكمت الطوق عليها , و أبرزها اضافة الى البطالة والغلاء والدعارة وانتشار مادة ( الترياق ) المخدرة والتي تعمل على تسويقها الى دول الجوار , تحرّك القوميات المقموعة و المضطهدة و مطالبتها بحق تقرير المصير كعرب الأحواز و البلوش و غيرها و ممارسة اشدّ أنواع القمع معها ثالثا .
ان ايران فرضت خيارها في العراق منذ رضخت فيه الولايات المتحدة لأيران و أحنت رأسها مجبرة للعاصفة , و قبلت بالمالكي على مضض , و تخلّت عن حليف ستراتيجي لها هو أياد علاوي مرشحها لرئاسة الوزراء , فأصيب السنّة بالأحباط و اعتبروا ذلك نكوصا يمثّل اول الغيث . أمّا بالنسبة للشيعة وان كان الصراع فيما بينهم على المواقع الأمامية في هرم السلطة يخبو تحت قشرة من الرماد حينا و يظهر على السطح اخرى , بانتظار لحظة الحريق , فاعتبروه نصرا الهيا لأحقيتهم في الحكم كورثة لآل البيت , كما أثبت الحاضر ان ايران لاعب قوي في العراق , ليس من خلال فوز الأطراف التابعة لها مذهبيا و سياسيا وان كان ذلك محض نفاق , كحزب الدعوة والتيار الصدري و حزب الفضيلة و المجلس الأعلى الأسلامي و بعض اللحاسين ممن يدعون انفسهم بالمستقلين , وانما لنجاحها في ادارة ملف العراق وفق حربها السياسية و الدبلوماسية مع الولايات المتحدة و الدول الأوربية التي للبيت الابيض تأثير عليها .فأمريكا توهمت انها أجرت انتخابات في العراق وفق مقاساتها هي وما رسمته لمستقبل المنطقة بادئة بالعراق , وان نتائج هذه الأنتخابات ستمهد لها الطريق نحو خطوة هامة في حربها ضد طهران , وهي خطوة تقليص عديد قوّاتها و عدّتها على الأرض و الأكتفاء بأعداد محدودة منها في القواعد العسكرية مع توفير الدعم اللوجستي لها و عشرات الآلاف من المرتزقة من دون ان تكون رقبتها تحت حدّ سيف الملالي .
من هنا رأى شيعة العراق ان الرهان على ايران والأرتماء بحضن الملالي قد يؤمن لهم غطاء شرعيا في خضم الصراع على السلطة فيما لو حاول السنّة التسلّق اليها . كما يرى المالكي ان اية خطوة يتخذها على طريق الأصلاحات انما تصبّ في النهاية في طاحونة خصومه السياسيين , و تمنحهم قوة و قدرا كبيرا من المناورة السياسية و سيقتنع الشارع بأن ما حصل من اصلاح انما جاء نتيجة ضغوط ضغوطات المعارضة بأتجاه تحسين الأداء الحكومي و ملّ الوزارات الأمنية التي ما يزال المالكي يديرها بنفسه وكالة رغم مرور اكثر من عامين على تشكيل حكومته الكسيحة الفاسدة رغم احتجاجات الشارع على تردّي الوضع الأمني و انهياره في احايين كثيرة .
ملاحظتان يمكن للقارئ ان يتلمّسها في التشكيلة الوزارية المترهلة , هو غياب المرأة فيها , وذلك يعني الغاء نصف المجتمع والتجاوز على استحقاقاته . صحيح اننا في مجتمع ذكوري لكن ذلك لا يعفي عدم اعطاء المرأة حقها , فللمرأة نصيب مثل ما للرجل فقد تحمّلت المرأة ابّان العهد الدكتاتوري اضعاف ما تحمل زميلها الرجل و اعطت اكثر من قدرتها على العطاء ولم تبخل او تتململ . ان اقصاء المرأة عن مراكز صنع القرار نابع من ايدلوجية الأحزاب الدينية الموسومة بالتشدد و اقصاء الآخر , و عدم الأنفتاح على مستجدات الحياة والتعامل معها بشيئ من التنوير العقلاني كواقع فرضته ظروف الحياة لا حياد عنه . والملاحظة الأخرى هي غياب التكنوقراط و بغياب هؤلاء و هم خبراء ضمن اختصاصاتهم , غير منحازين لجهة سوى رصيدهم المعرفي , لا يجد المواطن فرصة ينعم فيها بالماء و الكهرباء , وان يضمن لأطفاله حضانة و روضة و مدرسة , وان يؤمن على حياته فيما لو ذهب الى عمله ان يعود الى بيته سالما , وبدون الأمان لن تكون تنمية او اعمار ولا اعادة بناء ما دمرته الحروب العبثية و خرّبته , وقد سبق لأهمية الأمان في حياة الأنسان مقالة الأمام عليّ عليه السلام : نعمتان مجهولتان : الأمان و راحة البال .
ان حكومة حصّنت نفسها داخل اسوار المنطقة الخضراء تنعم بالدفْ والأمان والماء وكهرباء لا تعرف الأنقطاع على مدار العام لا ترى غضاضة فيما يشتكي الشعب منه وان هلك نصفه . انها ضلفيات لا تحسن سوى الأجترار , فأينها من الشهيد عبد الكريم قاسم ولم يكن يوما رجل دين يعتمر عمامة سوداء ولا بيضاء ولم يطلق لحية يرعى القمل فيها والبرغوث والعفن . او ينتعل مداسا . بل كان وطنيا مخلصا لوطنه الذي مات من اجله , صادقا في وطنيته , محبّا لشعبه غاية الحب متفانيا من اجل سعادته و مستقبل ابنائه . كان بحق يرى نفسه واحدا من العامّة . كان رحمه الله يتقاسم وقت الظهر مع المهداوي و وصفي طاهر هواء المروحة المنضدية و أرضية غرفة السطح أو الدرج وهو رئيس وزراء بلد نفطي كالعراق .
ان النفاذ الى فضاء أرحب خال من تأثيرات دول الجوار يكون بالركون الى الشعب و بالأعتماد عليه و الأستماع الى ظلامته و تلبية متطلباته لأته طوق النجاة في النأي بالديمقراطية بعيدا عن تأثيرات دول الجوار و تجنيبها الأنكسارات الموجعة , كما يساعد في لجم الصراع الأمريكي الأيراني و تدخلاته و تأثيره على مجمل العملية السياسية و الأمنية , لكن ذلك لن يتحقق الا من خلال التعبئة العامة , تعبئة الشعب للدفاع عن منجزاته , وهنا يبرز دور منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان واليسار بكل تلاوينه والسعي لتشكيل جبهة وطنية لا تستثني احدا مهمتها مقاومة الوجود الايراني والتدخل الاقليمي في الشأن العراقي , واعادة صياغة الواقع الجديد بما يتلاءم و المستجدات الأقليمية بما يضمن للعراق هيبته و دوره الريادي في المنطقة و ايقاف التجاوزات على ارضه و سمائه و مياهه .خاصة وان المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة , فالنظام السوري مرشح كسابقه في العراق للسقوط و بسقوطه تتقطّع اوصال الأخطبوط الصفوي و ينهار جسر التواصل الصفوي وتنهار كل رهاناته على حزب الله كقوة ضاربة في المنطقة وحركة حماس و الأحزاب الدينية في العراق في وقت يكون فيه الملالي بمسيس الحاجة للملمة اوضاع البيت الايراني من الداخل و الاستعداد لمواجهة ضربة امريكية محتملة جدا التعنّت ازاء البرنامج النووي والتدخلات القليمية .
ان سقوط نظام الأسدحليف الملالي في سوريا يعني انهيار كل احلامهم في اعادة بناء الامبراطورية الفارسية و زلزال يدكّ معاقلهم فوق جماجمهم وسوف يضخ هذا السقوط المرتقب دماء جديدة في حركة النهوض الثوري في المنطقة و سيمنح الدول اسيرة النفوذ الصفوي قدرا كبيرا من المرونة في الحركة والمناورة و حرية اتخاذ القرارات التي تتناسب مع طموحات شعوبها و تحقيق مصالحها و أمانيها في حياة حرة و كريمة .
على المواطن العراقي الاّ ينتظر التغيير من حاكم او مسؤول وانما عليه ان يسعى اليه بنفسه. ازاء ما حصل و يحصل من زلزال في المنطقة ان يتحرك لرسم معالم طريقه و تحديد مستقبله و وضعه في قائمة اولوياته و يعمل على تحقيقه كما تفعل شعوب الأرض جميعا , لا ان يظلّ كذلك الهندي الذي ينام تحت شجرة جوز الهند ينتظر الريح ان تقذف واحدة منها اليه بينما الجوع يعصر معدته و أمعاءه .
الناصريه – خليل الفخري



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز ألق في عيون الشعب وعمى بعيون الحكام
- وهب الأمير بما لا يملك !!!!!
- عبد الكريم قاسم , حرر العراق فأطلقنا الرصاص على صدره .
- وزيرة المرأة: رجل في ثياب امرأة!!!
- أيّةُ ثقافة نريد ؟؟؟
- كفى نقيقاً ايها الضفادع !!!
- تراجيدية جسر الناصرية الخشبي
- المقاومة ...! لا الحداد
- لكي لا نحرث في البحر .!
- لم يعد التاريخ مطيّة نركبها !!!
- أيها الجهلةُ والاميون ! أعيدوا للعراق وجهه الحضاري
- الشهيد عبدالكريم قاسم حضور دائم في الذاكرة وفي الضمير
- العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم
- ولاية الفقيه , الوجهُ الاخرُ للاوتوقراطية !
- الحصاد المرّ
- العراق . طواحين الأزمات ما زالت تدور !
- الرهان الخاسر، مَن يلوم مَن !!!


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - سقوط الأحزاب الدينية سبب الأزمات رهن بيد الناخب ليس غير !!