أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - نجيب محفوظ وصدام حسين














المزيد.....

نجيب محفوظ وصدام حسين


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المقارنه بين الروائي المصري الكبيرنجيب محفوظ والدكتاتور العراقي صدام حسين هي مقارنة بين المثقف والمبدع والذي إمتلك المعرفه وكرس كل إبداعه لصالح شعبه وللعرب والمسلمين وللإنسانيه كونه درس التأريخ وحلله ، وصدقه الثقافي هو من أملى عليه تبصير القراء بما توصل اليه من حقائق تأريخيه . وبين السياسي والذي درس التأريخ أيضاً لكنه وظف كل طاقاته بتعزيز الرؤية القومية والمخالفه للمنطق من أجل تمرير مصالحه وأنانيته في تحقيق مطامحه في الحكم والتسلط حتى ولو على خراب البلاد والعباد .
الكاتب والروائي نجيب محفوظ وهو خريج الفلسفه والذي تعلم الكثير حتى نما إبداعه فغطى كل مساحة العرب وقد حصل على تقدير العالم لروايته أولاد حارتنا على جائزة نوبل ، وكاتبنا المبدع ومن خلال ثقافته النيره توصل الى قناعة حول الأديان الكتابيه في منطقتنا وقد جسدها في هذه الروايه واثقاً ان النبوة كانت عبارة عن هيمنة لفتوة ذلك الزمن وهدفها صناعة قوة وسلطة حكم بأسم الدين الذي صنعوه وبأسم القوميه وهذا ما تجسد عند موسى ومحمد ، ولأنه يدرك مدى هيمنة الفكر المتخلف والسلفي الديني على عقول المجتمعات العربيه والمجتمع المصري والذي يعيش فيه فقد لجأ الى الرمز في إيصال فكرته للقارئ حتى يتحاشى ظلامية القوى الدينيه والمهيمنه على الواقع المعاش .
وما دفعه للإفصاح عن فكره فيما توصل اليه شعوره بمسؤلية المثقف في عملية التنوير وتحدي المخاطر، ورغم وجود الرموز في الروايه والتي أضعفت من بنيتها في توضيح الفكره الا ان رجال الدين فهموا مقاصده فكفروه ولم يفلت من غضب فتيان التخلف الديني في محاولة لإغتياله وقد نجى من الموت بعد ان جرح بسكاكين التخلف .
في هذا الإنجاز وضع نجيب محفوظ إيصال فكرته كهدف وأمانة للمساهمه في رفع الغمه عن العقل العربي والذي يدور ضمن مفاهيم وقصص يؤمن بقدسيتها ولا يريد تجاوز حدودها مما عوق هذا العقل عن مسايرة الفكر المعاصر .
قدر كل مثقف أمين لضميره البوح بما يراه مفيداً لعملية التطور في حياة شعبه وتحريك الوعي لدى القراء والناس من أجل التطور والتقدم للشعب وللوطن ..
صدام حسين كزعيم سياسي قرأ الكثير وربما توصل لنفس الفكره والرؤيه لكنه إستغلها وتقمص دور النبي في تثبيت الغمه على العقل العراقي والعربي فقد إدعى إنه من أصل هاشمي ويعود نسبه للحسين وللنبي ورسم له خاله شجرة العائله وهي تنتهي بعدي وقصي وإدعى إنه يناضل من أجل بعث تأريخ الأمة المجيد حتى قال شاعر الحزب وهو يمثل المثقف ناقص الضمير صالح مهدي عماش : لولا وجود الله لقلت ان البعث ربي .
ولأن صدام قارئ جيد للتأريخ فقد حاول ان يقلد كل خطوات النبي السياسيه في جمع أعوانه والمحيطين به وفي صراعه مع من يعارضه على السلطه من بقية الأحزاب العراقيه وقد مارس شتى الطرق في إغتيال معارضيه وشتى انواع التعذيب قبل تصفيتهم اوقتلهم وكان ينظر للأقوام الإخرى كما فعل النبي مع اليهود وهذا ما جسده في حربه مع الفرس الإيرانيين حسب تعبيره ومع الأكراد عندما قصفهم بالكيماوي وحتى مع عراقي الأهوار في تجفيفها وقطع أشجار النخيل في البصره والتي فاقت على المليون نخله .
ربما يبقى القاسم المشترك بين المثقف والسياسي هو الضمير الحي والذي عندما يتواجد يعمل ويحقق الكثير من التقدم والرقي واذا مات فأنه ينتج الخراب والدمار للشعب وللأمه ويبقيها تدور في فكر الماضي وتهرول اليه بكل تناقضاته بدل الأيمان بالحاضر والتخطيط للمستقبل كما هي شعوب الأرض المتقدمه والتي أكرمت الدين وأعادته الى المعبد كونه غاية بين المواطن وما يؤمن به وحررت السياسه من قيود الدين الثابته وجعلتها علم حي ينمو ويتغير مع الزمن بعيداً عن الدين والوهم والغيب المقدس .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوشيه وداعش
- الله والفيل
- بصمة الإحتلال
- الخمر والإسلام
- مشاهد
- الإنتظار
- مبدأ الجبريه والخراب
- شباط الأسود وخيانة الموصل
- الشر وصناعة الشيطان
- عصافير
- الله واليله الأخيره
- من يدمر بالعراق؟
- النبل والخسه
- إكتشاف إمام قديم
- الحاجز المنيع
- فنتازيا الطوائف والعلم
- أبن ربيّه
- الثوب الأبيض
- إرثنا ومسلسل القتل
- الرئيس مسعود البرزاني والتناقض


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - نجيب محفوظ وصدام حسين