أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الموْ سسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 3















المزيد.....

الموْ سسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 3


جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 10:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كانت خيانة 1948 التي حققتها بريطانيا بواسطة الأنظمة العربية ذات شقين :؟
الأول تصفية المقاومة الفلسطينية والعربية المتمثلة في جيش الإنقاذ والفصائل الأخرى وإبعادها عن المعركة . وإقامة دولة العدوان الصهيوني المستمر حتى اليوم ..؟
الثاني تشريد الشعب الفلسطيني من أرضه إلى مخيمات الشتات بعد أن وعدتهم قيادات الجيوش العربية بالعودة إلى منازلهم بعد أيام قليلة فقط بعد تحرير فلسطين وإلقاء اليهود بالبحر .. علما أن معظم قادة الأنظمة العربية كانوا من روْوس الحركة الماسونية يجمعهم ( الأستاذ الأعظم ) للمحفل الماسوني البريطاني وكانت المحافل الماسونية اّنذاك علنية في العواصم العربية قبل أن تتحول إلى السرية بعد أن فضحتها حكومة عبد الكريم قاسم ومحاكمات روْوس حلف بغداد عام 1959وقد شمل كتاب - حنا أبي راشد تحت عنوان ( أعمدة الماسونية في الشرق ) جميع أسمائهم من الملوك والروْساء وروْساء الحكومات وقادة الجيوش مع صورهم
ولاتزر وازرة وزر أخرى - لئلا نظلم أحداّ - ؟
نعود للإنقلاب العسكري الأول : بعد كارثة الحرب و أقامة دولة اسرائيل استقال وزير الدفاع أحمد الشراباتي وتبعته استقالة قائد الجيش الجنرال عبدالله عطفة ثم سقطت الحكومة كلها التي كان يرأسها جميل مردم بعد أن وضعتها التظاهرات الشعبية والصحافة الحرة في قفص الإتهام
وشكل السيد خالد العظم الحكومة الجديدة وعين الجنرال حسني الزعيم قائدا للجيش ... بعدها بدأ الصراع في البرلمان بين قيادة الجيش التي طالبت بزيادة موازنة وزارة الدفاع والنائب فيصل العسلى التابع للرئيس القوتلي والذي شكل حزبا نازياّ صغيرا أطلق عليه : ( الحزب التعاوني ) ضم مجموعة من المراهقين الذين كانوا يقلدون زعيم الحزب في تسريحة شعره ويرفعون أيديهم للتحية كالنازيين . وكان بين أعضاء هذا الحزب الكثير من الناصريين اليوم الذين يتصدرون معارضة النظام الأسدي في دمشق
كما اتهم الزعيم بالفساد بعد زيارة قام بها الرئيس القوتلي ورئيس وزرائه العظم إلى مطار المزة واطلعا على طعام الجنود ومستودعات التموين ووجدا كميات فاسدة منها وقررا إقالة قائد الجيش حسني الزعيم ومدير التموين في الجيش العقيد البستاني . لكن الرئيس القوتلي تردد في الإقالة ولم يسمع نصيحة السيد خالد العظم الذي قال له : ( خلينا نتغدى فيهم قبل ما يتعشوا بنا )
كاانت المخابرات المركزية الأمريكية قد اتصلت بالزعيم وأقنعته بضرورة الإستيلاء على السلطة بواسطة الملحق العسكري في السفارة الأمريكية ( مايلز كوبلاند ) الذي اعترف بصراحة بصنع هذا الإنقلاب في كتابه لعبة الأمم -
استيقظ سكان دمشق صبيحة 30 اّذار 1949 على صوت الموسيقا العسكرية من الإذاعة والبيانات المعتادة ضد الفساد والمتاّمرين على الوطن وقيام الجيش بواجبة لحماية الوطن والشعب ....الخ دون أن ينسى تحرير فلسطين طبعا _ التي كانت عنوانا لجميع البلاغات العسكرية رقم واحد في الوطن العربي
نلخص ما فعله هذا الإنقلاب الذي فتح بابا لم يغلق حتى الاّن حسب تعبير السيد - فارس الخوري - رئيس وزراء سورية السابق كما سيأتي
من نتائج هذا الإنقلاب :" ؟
-1
إعتقال رئيس الجمهورية السيد القوتلى ورئيس وزرائه السيد خالد العظم واعتقال النائب فيصل العسلي وتنظيم حملة اعتقالات واسعة للشيوعيين واعتقال ميشيل عفلق بعد إصدار حزب البعث بيانا ضد الإنقلاب .... مصير المعتقلين ...؟؟
بعد أقل من أسبوع على الإعتقال في سجن المزة قدّم - القوتلي والعظم استقالتيهما
كما كتب السيد عفلق رسالته الخالدة إلى حسني الزعيم يطلب منه العفو والمغفرة واعتباره في عداد الجنود البنّائين لعهد الزعيم العظيم _ نشرت هذه الرسالة المخزية في جميع صحف دمشق اّنذاك كما نشرت في مذكرات أكرم الحوراني كاملة
ولم يبق في سجن المزة وأقبية الشرطة العسكرية سوى المناضلين الشيوعيين الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب حتى أشرف الطالب الجامعي البطل ( يوسف نحلاوي ) على الموت لولا رصاصات الإنقلاب الثانى التي قضت على الديكتاتور ليحل مكانه اّخر ويطلق سراح المعتقلين
-2
حل البرلمان ورفض التفاوض مع النواب واجتمع النواب في فندق الشرق وأيدوا الإنقلاب حتى أن بعضهم دعا الزعيم ليعلن نفسه ملكا على سورية وانضم لهذا الطرح المعادي لإبسط مبادئ الجمهورية أقرب المقربين لشكري القوتلي والحزب الوطني السيدين ( نصوح بابيل صاحب جريدة الأيام ونجيب الريس صاحب القبس
اللذين دعيا الزعيم لإعلان نفسه ملكاّ ) وكان صبري العسلي رئيس الحزب الوطني قد دعا للملكية أيضا مع الأسف أن جذور الجمهورية البرلمانية كانت وما زالت هشّة لهذه الدرجة في نظام تهيمن عليه عقلية الإقطاع العقاري والتجاري والديني والعشائري وأخيراّ الطائفي الذي زرعه حافظ الأسد
-3
أيد تجار دمشق وفتوات الأحياء الذين كانوا يرفعون صور القوتلي وصحبه أيد هوْلاء زعيم الإنقلاب وأقاموا له الحفلات في فندق بلوذان الكبير وأقامو المزاد السخي لشراء قلم حبر الزعيم أو زر من بزته العسكرية .. كما أهدته فرانسا عصا الماريشالية التي كان يتأبطها في الإستقبال الرسمي
-4
رفض السيد فارس الخوري رئيس الوزراء السابق التعاون مع الديكتاتور عندما عرض عليه رئاسة الوزارة قائلاّ: : لايا حسني ماذا فعلت ؟ لقد فتحت باباّ من الصعب إغلقه بعد الاّن ) كما رفض نواب حلب الذين انشقوا عن الحزب الوطني وشكلوا حزب الشعب التعاون مع الديكتاتور ودعوا الجيش للعودة إلى ثكناته وكان من أبرزهم : رشدي الكيخيا - ناظم القدسي - رشاد برمدا - رزق الله إنطاكي - عبد الوهاب حومد .... خصوصا بأن حزب الشعب هذا كانت عواطفه مع حلف بغداد وبريطانيا وليس حبا بالنظام البرلماني
-5
في منتصف أيار وقّع الديكتاتور إتفاقية التابلاين - الاّرامكو - مع الأمريكان والسعوديين وقبض عمولته .. كما وقّع اتفاقية الهدنة الدائمة مع العدو الصهيوني التي تنازل فيها من مستعمرتي _ مشمار هاردن . وكعوش ومزرعة الخوري التي دفع جنودنا دماء هم اتحريرها كما منح في اتفاقية الهدنة عشرة أمتار من الضفة الشرقية لبحيرة طبريا إلى إسرائيل
-6
شكّل هذا الديكتاتور أول حكومة برئاسته ضمت الوزراء التالية أسماوْهم : عادل أرسلان - أكرم الحوراني - فيضي اللأتاسي - حسن جبارة - فتح الله صقّال - نوري الإيبش _ ثم عين محسن البرازي رئيسا للوزراء بعد إجرائه الإستفتاء على امبراطوريته في مطلع حزيران
- 7
كان من الموْسف أن يوْيد أكرم الحوراني هذا الإنقلاب رغم اعترافه بخطأه بشجاعته المعهودة في مذكراته الهامة - ج 2 ص 932
كما كان من الموْسف أن يتراجع فارس الخوري عن موقفه الأول ويصرح لصحيفة النهار اللبنانية بتاريخ 2 -4- 1940 بما يلي : ( لاشكّ أن الحركة الإنقلابية غير دستورية ولكنها وقعت ... سواء كانت حركة حق أو باطل لايصح الوقوف في وجهها ...لئلا تصبح البلاد في حالة فوضى . أما الدستور والحياة الدستورية فحياة الأمة فوق الدستور و أشكاله ..) ..؟
-8
عقد الزعيم صفقة مع حكومة رياض الصلح في لبنان بتسليمه ( أنطون سعادة ) زعيم الحزب السوري القومي مقابل وقف الحملات الصحفية في لبنان ضد ديكتاتورية الزعيم - وكان سعادة قد لجاأ إلى الزعيم لحمايته بعد محاولته الفاشلة في قلب الحكومة اللبنانية بالسلاح وقتله عددا من رجال الدرك اللبناني وأهداه الزعيم مسدسه ثم سلّمه إلى المشنقة في بيروت ... لذلك كان القوميون السوريون مع صناع الإنقلاب الثاني مع بريطانيا ونظام نوري السعيد في العراق
- 9
في مطلع حزيران أجرى حسني الزعيم استفتاءا لمبايعته لأول مرة في تاريخ سورية لم يشترك في هذه المهزلة أكثر من عشرة بالمئة لكن الصناديق كانت ملأى في نهاية النهار والنتيجة كانت في قريتنا أثناء العطلة الصيفية يومها قد تجاوزت ال 120 بالمئة
لم تستطع بريطانيا الإستسلام لهذا الشوط الأمريكى الذي سيحمل النفط السعودي إلى شاطئ المتوسط لينافس بترول شركاتها في العراق .. ولم يكن أمامها سوى صنع إنقلاب اّخر يوقف تنفيذ اتفاقية التابلاين بل يلغيها وهذا ماكان في 15 اّب من نفس العام 1949 كما سنرى
يتبع - لاهاي - 14 -9






#جريس_الهامس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموْسسة العسكرية بين الأمس واليوم ...2
- الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم
- ماذا وراء زيارة ميليس لدمشق...؟
- هل أينعت روْوس نظام القتلة واللصوص في دمشق ..؟؟؟
- من غزة المحرّرة .. إلى الجولان المحتل
- منابع الإرهاب الحديث ...12 - شوري الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين
- شورى الراشدين - عمر بن الخطاب بين خطين متصارعين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 - شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث ... 8 شورى الراشدين
- منابع الإرهاب الحديث .. بين الديمقراطية العلمانية والشورى ال ...
- منابع الإرهاب .. الحديث ... 6
- منابع الإرهاب الحديث ....5
- ويلاه من قحط الرجال .. ياوطني ..؟
- لن تنقذ نظام الجلاّدين الأكاذيب والوقاحة .... ؟
- منابع الإرهاب الحديث ...- 4
- العاصفة قادمة والنظام الأرعن يخبط خبط عشواء...؟
- منابع الإرهاب .. الحديث ....- 3
- ....2 منا بع الإرهاب الحديث
- منابع الإرهاب الحديث


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جريس الهامس - الموْ سسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 3