منابع الإرهاب الحديث .. 11 - شورى الراشدين

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عمر والحجر الأسود
---------------
وقف عمر أمام الحجر الأسود مترددا في تقبيله وقال : ( والله إنك حجر لاتضر ولا تنفع . و لو لم أر رسول الله يقبلك لما قبلتك ) وهكذا خضع عمر لإرهاب الأسطورة الممتدة إلى مئات السنين قبل الإسلام .. وقد نقلالقرامطة بقيادة ( أبو طاهر القرمطي ) هذا الحجر إلى الكوفة ورماه في مياه الخليج بعد أن إحتل الكعبة مستشهدا بقول عمر كما نهب الكعبة وحطم ما فيها عام 317 للهجرة - نص النويري ص596 - القرامطة بين الإلتزام والإنكار - د. عارف ثامر ص 139
د . سهيل زكّار - أخبار القرامطة ص 223 وما بعدها -
وما يمكن أن نسأله اليوم ماهو مصير أي مسلم لو ردد قول عمر ولم يقبل هذا الحجر ولو كان أحد أمراء النفط ألم تقم قيامة الأصوليين ليصدروا فتوى بقتله كمرتد يراق دمه ولماذا قامت قيامتهم في مصر ضد الأديبة والمفكرة المناضلة الدكتورة نوال السعداوي التي قالت ماقاله عمر في هذا الحجر حتى طالبوا بمحاكمتها وتطليقها من زوجها الفاضل
ثم إذا كان الإسلام ( يجب ما قبله ) أي يقطع وينفي ماقبله الذي يسمونه جاهلية و- مشركين - ألم يشترك محمد مع زعماء القبائل في رفع هذ الحجر يوم كان يافعا يوم اختلفوا على صدارة رفعه الذي نتج عنه ( حلف الفضول ) قبل نبوة محمد بحمس وعشرين عاما وإذا كان ماقبل الإسلام جاهلية قطعها الإسلام فالحج وجميع مناسكه من ابتكار القبائل قبل الإسلام وحتى قواعد الوضوء . فلماذا أخذا الإسلام دون أن يغير فيها حرفاّ وقرنها باّيات بيّنات ... إلى متى تبقى العقول المسطحة تتحكم في الشعوب والتقدم ...؟
حول عدالة عمربن الخطاب
------------------
كتب الإخباريون العرب الكثير عن عدالة عمر ونظموا القصائد الطوال حوله ومنها قول مندوب كسرى الذي زاره في المدينة فوجده نائما تحت شجرة مرتديا بردة -- كاد طول العهد يبليها - وقال قولته : ( عدلت فنمت ) كما زعموا أنه صاحب النداء العظيم والإنساني الكبير : ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) ولايزال هذا الشعار الجميل يزركش الخطب الرنانة والفضائيات العتيدة ... وعدنا للأمانة التاريخية والعلمية نفتش عن الزمان والمكان والمناسبة التي أنتجت هذا الشعار الرائع الذي يتصدر بيانات المدافعين عن حقوق الإنسان ...؟ فكانت المناسبة التاريخية بإجماع الرواة .. ( بعد أن أسلم جبلة بن الأيهم اّ خر أمراء الغساسنة ذهب إلى الحج وأثناء طوافه بصحبة عمر بن الخطّاب في الكعبة لطم أعرابيا لأنه داس طرف ردائه خطأ . عندها أمر عمر الأعرابي أن يلطم جبلة وصاح قائلاّ : ؟ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) وبعدها فرّ جبلة من مكة والتحق بالروم ... كما زعموا أن عمر لمّا علم بذلك قال لحسّان بن ثابت : يا أبا الوليد أما علمت أن صديقك جبلة إرتد نصرانياّ ؟ قال حسّان وحقّ له .. فقام إليه عمر وضربه بالدرة ( الدرة إسم خاص لكربج عمر ) - إبن سعد - الطبقات الكبرى
ج1 ص265 .. لكن إبن قتيبة يروي قصة معاكسة _ ومضمونها أن أحدهم اعتدى على جبلة في أحد أسواق دمشق وكان فيها أبو عبيدة فعاقب المعتدي أشد من اللطمة فخرج بعدها جبلة إلى أرض الروم وتنصر ( الغساسنة اعتنقوا المسيحية منذ القرن الثالث الميلادي ) قبل أن تتنصر الدولة البيزنطية لكن إبن قتيبة يرى المسيحية عند الروم فقط ..- ابن قتيبة - المعارف ص 217 - الأصفهاني - الأغاني - ج2 ص276 أما جواد على الذي يطلق على كتبة التاريخ العربي والإسلامي إسم الإخباريين العرب - وليس الموْرخين - وهو على حق فقد قال في موسوعته ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ) ج3 ص 437 ما يلي : ( إن جبلة لم يدخل الإسلام أبداّ بل قاتل المسلمين وانتقل مع جماعته الذين ظلوا على دينهم إلى بلاد الروم ومات هناك . ودفن فيها .. أما الذي روي عن إسلامه وزيارته لمكة ويثرب ماهي إلا من نسج خيال القصّاصين وضعوها فيما بعد . - عن البرقوقي ص 308 أيضا ....؟
وروى إبن البكّار .. أنه لما ولي معاوية الخلافة بعث إلى جبلة يدعوه لدخول الإسلام ووعده إقطاع الغوطة بأسرها فأبى ولم يقبل ..- كما زاره القائد العربي ( جثامة) في قصره -- الأغاني ج2 ص 276 -- 281
كما ذكر الإخباريون : عندما توفي عمر دفن واقفاّ لئلا تموت العدالة على الأرض ..؟
يخبرنا اليعقوبي أن عمر عندما فرض العطاء لم يساو بين المهاجرين والأنصار بتفضيله المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين الذين وقع عليهم عبء القتال والتضحية . كما فضّل المهاجرين على الأنصار. كما فضّل العرب على العجم والصريح ( الحر ) على المولى - العبد - كما فضّل مضر على ربيعة فرض لمضر ثلاثمئة ولربيعة مئتين . كما فضّل الأوس على الخزرج .. - تاريخ اليعقوبي ج2 ص106 فتوح البلدان للبلاذري ص 437
ومن عدالة عمر أيضاّ تهجيره لسكان مدينة نجران ولجميع المسيحيين واليهود العرب من الجزيرة العربية كلها علما أن محمد عقد مع أهل نجران عهدا جدّده أبو بكر عام ( 634) ببقائهم على دينهم مقابل دفع الجزية لكن عمر نقض عهد محمد وأمربإجلائهم زاعما أن محمد قال : لايترك في جزيرة العرب دينان - وشهدت عائشة ( أم الموْمنين بذلك) - ...؟ وللبحث بقية
يتبع
المحامي : جريس الهامس - لاهاي - 20-8

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات