منابع الإرهاب الحديث

جريس الهامس

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 23:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لعبت بريطانيا قهرمانة الإستعمار القديم ومستشارة الأمبريالية الحديثة الدور الأول في بناء أولى التشكيلات العصبوية الدينية باسم الإسلام أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية لتحقيق عدة أهداف رجعية تدميرية لوحدة المجتمعات المدنية في البلدان الإسلامية عموما وفي الوطن العربي بشكل خاص .. خدمة لمصالحها الإستعمارية ونفوذها في تنفيذ المشروع الأستيطاني الصهيوني في فلسطين الذي رعته منذ وعد بلفور حتى قيام دولة إسرائيل ولست هنا بصدد توضيح علاقة موْسسي هذه التشكيلات الأولى ببريطانيا بدءا بالباكستاني المودودي صاحب كتاب ( الخلافة والملك ) الذي يعتبر الأب الروحي للشيخين : حسن البنّا وسيد قطب كما لست بصدد إهداء السفير البريطاني في القاهرة للشيخ البنا طائرة خاصة تقديرا لجهوده في محاربة اليسار المصري الذي كان يقود النضال الوطني الديمقراطي ضد الملكية الفاسدة وضد الإحتلال البريطاني في معارك مشهودة سلمية ومسلحة ضد معسكرات الإحتلال قبل إنقلاب 23 تموز 1952 بسنوات ... وكان من أبرز أهداف هذا التشكيل السياسي الديني مايلي : ..؟
-1
إهدار البعد التاريخي الذي كتب به القراّن والسنة واعتبارالحاكمية فوق العقل بل نقيضه في العصر الحديث وهذه الحاكمية حق موروث من السماء لزعماء التشكيل الإسلامي الحديث (الإخوان المسلمون ) الذين يمثلون الحاكمية الإلهية و( السلطة الوحيدة القادرة على القيام بهذه المهمة بموضوعية مطلقة - بعيدا عن الأهواء والإيديولوجيات -هي السلطة التي يمثلها رجال الدين . كلما انحرف المجتمع عن نهج الأسلام في الماضي والحاضر والمستقبل على السواء -) - سيد قطب - معالم في الطريق ص 167 - ونسي السيد قطب أن الحاكمية التي يزعم أنها لله وحده تنتهي كما قال العلاّمة نصر حامد أبو زيد ( تنتهي إلى حاكمية رجال الدين . وهم في النهاية ليسو سوى بشر لهم أهواوْهم ومصالحهم وإيديولوجياتهم لكن السيد قطب يجفل من هذه النتيجة المنطقية فيلجأ إلى التعمية الإيديولوجية - نقد الخطاب الديني ص 56
-2
نتيجة لما سبق عمل هوْلاء ورثة حاكمية السماء المزعومة لإلغاء العقل الإنساني بإعدام المشروع النهضوي العربي الإسلامي الذي يحترم الاّخر ويضع الدين في مكانه الطبيعي كعلاقة شخصية بين الأرض والسماء ...؟ تاركا للإنسان حرية الإختيار تبعاّ للاّية ( من شاء فليوْمن ومن شاء فليكفر - و لكم دينكم ولي ديني .) وتاركا للإنسان حرية اختيار النظم السياسية والإجتماعية القائمة على العدالة الإجتماعية والمساواة والمساواة وحقوق الإنسان أي بعبارة أخرى فصل الدين عن الدولة ولو لم يصرحوا بذلك علنا روّاد المشروع النهضوي الإسلامي أمثال : الكواكبي - والطهطاوي - والحافظ - ومحمد عبدة - والأفغاني - والشميّل - وقاسم أمين وطه حسين وروز اليوسف وغيرهم .....؟
- 3
قطع الطريق أمام النهوض الوطني والقومي الديمقراطي ونضالاته الشعبية لبناء وحدة عربية ديمقراطية بإرادة شعبية حرّة لابمراسيم عسكرية فوقية فاشلة .. هدف هذه الوحدة الأول مواجهة الغزو الأمبريالي الصهيوني العسكري والإقتصادي والثقافي .. وتحويل النضال الشعبي إلى أنفاق الإرهاب والجريمة المنظمة التي توجه النضال نحو قتل الأبرياء وتشويه النضال والمقاومة المشروعة المماثلة لثورات الشعوب التحررية عبر التاريخ
-4
قطع الطريق أمام النضال الطبقي المشروع محرك التاريخ نحو الحرية وتحرير العمل من عبودية الرأسمال وتحرير الإنسان من استغلال الإنسان كما قطع الطريق أمام النضال القومي الديمقراطي للشعوب المضطهدة في بلدان العالم الثالث وحقها في تقرير مصيرها وحول نضالات الشعوب في البلدان الإسلامية إلى صراعات قبلية وعشائرية وطائفية ملتقيا شاء أم أبى زعماء التيارات الإسلامية مع أنظمة القمع والإرهاب القائمة على العشائرية والطائفية والطائفية العنصرية في النهاية لاتخدم تحرير الشعوب بل تزيدها عبودية وتخلفا ومثال نظامي طالبان أو ملالي طهران أو النظام الكائفي الأسدي الذي دمّر كل شيْ زاحفا مستجديا رضى سيدته أمريكا لبقائه متربعا على رقاب الناس .. كله ماثل أمامنا ... قطع طريق التطور الطبيعي للنظام الجمهوري البرلماني الديمقراطي الذي اختاره شعبنا رغم كل نواقصه وأخطائه المعروفة لكنه يبقى متقدماّ عن النظام الأسدي اللصوصي والدموي القذر خمسين عاما على الأقل ...؟

يتبع - لاهاي 10 - 7

#جريس_الهامس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل