أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل جاسم - 8 شباط العراق ... ذاكرة سوداء














المزيد.....

8 شباط العراق ... ذاكرة سوداء


اسماعيل جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


8 شباط العراق ... ذاكرة سوداء
حينما كنتُ صبيا في الصف الرابع الابتدائي كان شقيقي الذي يكبرني بأعوام قلائل كان احد اعضاء الحزب الشيوعي العراقي آنذاك ومن الناشطين ومن الذين اشتركوا في التظاهرات ايام العهد الملكي كما كان يحكي لي فيما بعد وبعد قراءتي لكتاباته ومذكراته ، ولكن ما رأيته في صبيحة 8 شباط الاسود 1963 لا تنسيني اعوامه ولا يمكن مغادرة ذاكرتي لهذا التأريخ ، ففي ليلة 8 شباط ( 14 رمضان ) شعرت أن هناك حركة غير طبيعية من قبل شقيقي في هذه الليلة الليلاء كان الجو ممطرا والارض طينية بحكم موقع بيتنا في صرائف السدة الشرقية فاذا بأحد رفاق الحزب دخل الى بيتنا من بابه الرئيسي المصنوع من بليت برميل نفط كبير فحينما يدخله انسان ما تسمع صريره الملفت للانتباه استيقظت على صوته فوجدت شخصا منزويا بأحد اركان صريفتنا متأبطا خنجر ، الرفيق ذو شوارب كبيرة سوداء لن اتحدث اليه وعندما انفلق فجر 8شباط هرب مسرعا الى جهة مجهولة ، من المعلوم سكان الصرائف جميعهم من عشائر ذات علاقات متينة والواحد منا يعرف الآخر، في تلك الليلة ذهب اخي لمواجهة البعثيين الانقلابيين بمسدس قديم وهم يملكون اسلحة البور سعيد وعند صباح الانقلاب قال لنا ان احد رفاقه قُتلَ ونقلوه الى بيته الواقع في منطقة " الميزرة " المجزرة قاموا بتسليمه الى عائلته وبعدها ذهبتُ معه ومع جمع غفير من الجماهير المدافعة عن الجمهورية ولكن بدون اي سلاح سوى الغضب العارم كان الجيش بدباباته يقف على مقربة منا فأحد المحتشدين معنا جاءته اطلاقة فأردته قتيلا وفيما بعد تفرقنا لأننا لا نستطيع مقاومة دبابات واسلحة ونحن بصدور عارية . ففي نهار الانقلاب ذهب اخي الى مبنى الاذاعة والتلفزيون وبعدها رجع يحمل الالم والحسرة لما حدث ولما حدث من قبل عصابة البعث برفعهم صور الزعيم عبد الكريم على الدبابات فأوهموا المدافعين وعندما اقتربوا اليهم فإذا بهم يرشقوهم بالرصاص فسقط من سقط وتفرق من تفرق وفعلا وقع ما كان نتوقعه ، بدأت حملات المداهمات والاعتقالات والاعدامات ، في اليوم الثاني توجه الحرس القومي الى مداهمة بيتنا من قبل اشخاص نعرفهم ومن بينهم كان ابن خالتنا ، كان في البيت كيس من العتاد الفاسد بيدي القيته في بئر عميق في وسط باحة الدار ولم يعثروا الا على مسدس واحد كان ملقى في البيت وكان لأحد الرفاق فلما سألوا اخي عنه قال لهم هذا لي وعلى اساسه اقتادوه الى التوقيف وحكم لمدة عام بسبب هذا المسدس . لكنه في الحقيقة كان من الناشطين قبل وبعد سقوط الزعيم واعدامه ولا ننسى قيادة الحزب الشيوعي الذين كانوا في طليعة من اعدم وكان الحزب الشيوعي العراقي آنذاك الخاسر الكبير لمركزه ولرفاقه فزجوا في السجون ، هناك برز المجرم صدام حسين وعسكر الانقلاب الاسود وفرضوا الاحكام العرفية ، فقد أوغل البعثيون بالجريمة وذهبوا بعيدا في طمس معالم الثورة الخالدة 14 تموز 1958 . الانقلاب كان بمساندة ودعم القوميين العرب في مصر . اليوم تمتد جذور الاجرام البعثي بعد انهيار نظامهم من قبل القوات الامريكية عام 2003 ومجيء قوى مختلفة اتفقت في لندن وصلاح الدين وتم تشكيل حكومة عراقية بقيادة جي كارنر وبعد ذلك اعقبه الحاكم المدني " بول بريمر " من هنا بدأ الصراع واشتد اواره وتعددت الاحزاب وبرزت فصائل مسلحة انظم اليها كبار الضباط البعثيون الذين فقدوا الامتيازات والانواط والنياشين والوجاهة والمناصب العالية واصبح حزب البعث محظورا ، فأنخرط البعثيون ليضيفوا الى جرائمهم التي ارتكبوها في عام 1963 وفي 1968 على مدى اربعين عاما من الاضطهاد والوحشية فخرجت القاعدة والفصائل المسلحة والنقشبندية واخيرا " دواعش العراق " فكان البعثيون من ابرز قادتها فكان ابو بكر البغدادي احد الضباط الكبار واسمه الحقيقي " ابراهيم البدري " ابو مسلم التركماني " فاضل الحيالي ضابط سابق وهو من تلعفر ، ابو مهند السويداوي " عدنان لطيف السويداوي وهو ضابط سابق أي ان اغلب تنظيم داعش هم من ضباط الجيش السابق ، فعندما فقدوا كما اسلفت مناصبهم وامتيازاتهم انظموا تحت هذا التنظيم الارهابي وهذا يؤكد على ايمانهم بثقافة العنف والدماء والذبح وكلنا شاهد مشاهد قطع الرؤوس وعمليات التعذيب الذي كان يشرف عليها على حسن المجيد " علي كيمياوي " فهم ليسوا قادة بلاد وانما كانوا قادة موت واجرام ، فلو نقرأ ما قام به البعثيون بعد سقوط حزبهم على ايدي القوات الامريكية لوجدنا أن أغلب التنظيمات المسلحة والفصائل المقاومة هم من البعثيين فهم عبارة عن مجاميع تولت العمل الارهابي سواء البعثيون في سوريا والاردن وباقي الدول العربية وغيرها وهم من منتسبي الاجهزة القمعية في النظام ، فقد انظم البعثيون واغلبهم من الضباط والأجهزة الامنية مثل الجيش الاسلامي وجيش محمد وكتائب الفاروق وسرايا حطين وفرسان صدام ، بعض المجاميع تعمل بأمرة عزت الدوري كرمز لها . لم ينقطع عملهم بل مازالوا متواصلين في مواجهة الحكومة المركزية وحكومة الاقليم بدليل انظمامهم الى الدولة الاسلامية في العراق والشام " داعش " بقيادة المجرم ابو بكر البغدادي .فهذا الحزب هو امتداد لـ 8 شباط وحنقه لثورة تموز الخالدة ولقادتها وللحزب الشيوعي العراقي ولكل ماهو مدني وبعد مجيئه للسلطة ثانية عام 1968 في 17 -30 تموز واعدامه لمجموعة من التجار شنقا حتى الموت وفي ذات العام اقتحامه العسكري لأضراب عمال الزيوت النباتية في 5/ 11/ 1968بأستخدام الدبابات بأمرة صلاح عمر العلي وبعدها توالت تصفياته لقيادات حزبية من حزب البعث وغيرها من الاعمال الاجرامية . ففي عام 1980 اعلان الحرب على ايران التي دامت ثمانية اعوام واضرامه الكيمياوي على الشعب الكردي في حلبجة وقتله لسبعة الاف انسان بريء ثم دخوله للكويت عام 1990 وفي عام 1991 الانتفاضة الشعبانية ومقابرها الجماعية . هذا هو بعث العراق وفاشيته ودكتاتوريته التي عانى العراقيون اشد قساوة الظلم والاضطهاد



#اسماعيل_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاردن مرحلة المواجهة الجديدة
- بغداد بين الخطف والفصائل المسلحة
- العيارات النارية تعود مرة اخرى
- لماذا الفضائية البغدادية ؟
- سيدي حيدر العبادي ... ارجوك أن لا تتوقف
- بغداد وعمدتها الوسيم نعيم عبعوب
- مهدي الغراوي خيوط الحقيقة
- المرجعية تدعو لضغط النفقات لتجاوز الأزمة
- العراق بلد الترليونات المنهوبة
- العراق البلد الوحيد الذي يسرقه اهله ويدمره الارهاب
- الى السيدين ممثلي المرجعية العليا ، الشيخ مهدي الكربلائي وال ...
- منظمات المجتمع المدني بين التفكيك والمصالح المتعارضة
- متى يستوعب العراقيون اهمية المجتمع المدني ؟
- يهما أوجع ...الاحتلال الامريكي أم - داعش -
- ايهما أوجع ...الاحتلال الامريكي أم - داعش -
- متى يرعوي ساسة الكتل لأنقاذ البلاد والعباد ؟
- حملة تضامن مع المهجرين في العراق
- ايديولوجيات تغرق في الشمولية واسلمة الفكر والحجر والمدر
- لولا داعش لسقطت عروش
- مطابخ السياسيين تعمل بزيت اجساد العراقيين


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل جاسم - 8 شباط العراق ... ذاكرة سوداء