أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - 18 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثامنة عشرة بداع عجيل صايل














المزيد.....

18 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثامنة عشرة بداع عجيل صايل


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


18
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الثامنة عشرة
بداع عجيل صايل

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}

القاضي منير حداد
يقول المثل الدارج: "حدث العاقل بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له" ولا إنسان في الدنيا يصدق، ان مواطنا يعدم.. شنقا، حتى الموت؛ لأنه إصطاد أسماكا، في جزء من نهر الفرات مخصص لهم!
فمن هم؟
إنهم القتلة الذين صنعهم الطاغية المقبور صدام حسين، ليضيقوا على العراقيين، ارض الرافدين بما رحبت.. رجال يستقوون على الضعيف، ويستخذون أمام القوي.
وبداع عجيل صايل، من أهل الانبار.. أما وأبا وقبيلة وسكنا، ولد في العام 1962، وإستشهد بتاريخ 1992، وله من العمر 30 عاما، بموجب القرار، ذي الرقم 106 / 15.

سمك
والشهيد صايل، متزوج.. يعمل كاسبا، يحمل شهادة الدراسة الابتدائية، إعتقل لأنه يصطاد سمكا، في موضع من نهر الفرات، إتخذه صدام وجلاوزته مرفأ رفاه شخصي لهم.. يستجمون فيه.. ترفاً؛ بعد أن أغلقت ملاهي العالم أبوابها دونهم، محاصرين، ورؤوسهم مطلوبة دوليا؛ جراء سوء أعماله، التي فاقت التصور عدوانا على المسالمين، الى حد غزو دولة الكويت الشقيقة.
إستشهد شنقاً حتى الموت، من قبل جهاز الامن الخاص، المكلف بتأمين الحماية للديكتاتور من الهواء الطائر.. "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد؟ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟".

قراقوش
لا أدري هل خجل القاضي الذي نطق بالحكم، من تسبيبه!؟ أم أنه أقدم على الانتحار قضائيا، بقانون "قراقوش" يستعيره من قرون ظلم غابرة، ليطبقه، على زمن صدام حسين الفظيع، متجرعا كأس السم، لقتل ضميره، كقاضٍ؛ خشية من جبروت صدام، او طمعا بمغانمه.. المكرمات.
أدم الشهيد صايل، شنقا حتى الموت، إستجابة من المحكمة لدعوى تقدم بها جهاز الامن الخاص بحماية الطاغية، بعد إعتقاله في هاليز سجون "الجهاز".
رفعت الشكوى، وجيء به مخفورا معها مغلولا بالكلبجات، الى محكمة صورية، اريد بها لعبة "بيت ابو بيوت" التي يمارسها الصبيان، في الحواري، ولها قوانين تلتف على المنطق، مثل "دخول منطقة محظورة، تعرض سلامة الرئيس للخطر"!

هوس
هذا الجور، يدل على ان صداماً، لم يكن سني الهوى، قدر ما كان مهووسا بذاته، ولو على حساب، حياة أناس لم يداهموا كرسيه، لكنه قلق على وجوده بجبن يجعله يشعر بالأمان، كلما إستعرض قوته، بسجن وقتل المزيد من البشر..
شنق بداع عجيل صايل، لم ينه تداعيات القضية، فقد تسلمته عشيرته، وألزمت بالسرية، من دون ممارسة الاداءات المشرعة في تقاليدنا العراقية.. عراضة وبيارق للعشيرة والعشائر المتحالفة معها او المجاملة لها، تسير وراء الجنازة.
كل هذه التقاليد، وحقوق الموت الكريم، حجبت عن جثمان بداع؛ لأنه إصطاد من مياه محتكرة، في نهر الفرات، على صدام وجلاوزته.

بياض
أليس الامر مدعاة للسخرية، من شخص صدام وقدر العراقيين، في ذات الاوان!؟
لم يكن صايل جنوبيا شيعيا ولا شماليا كرديا، انما من أهالي الانبار.. المنطقة الغربية المحسوبة على صدام وصدام محسوب عليها، والتي أسماها.. بعد إنتفاضة آذار الشعبانية، بـ "المحافظة البيضاء".
بيضاء بقياساته، وبطش بأهلها، بدءا بمحمد مظلوم وليس انتهاء ببداع، فكيف بالجنوب والشمال وهما وفق توجسه المستريب، يعدان حمراوين وسوداوين وصفراوين، يقطران سما ضده! ماذا فعل بهما، طوال تسلطه على الرقاب، وكم جار عليهما، الى أن تهاوى عرشه المشيد بالجماجم والدم، في 9 نيسان 2003، الى جهنم وبئس المصير.. غير مأسوف عليه.
الرحمة للشهيد بداع عجيل صايل، الذي ترك عائلة من بعده، برعاية ربٍ كريم، ولسان حالهم يشكو الى البارئ، من ظلم الانسان لأخيه الانسان، إذا تمكن منه!



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 17 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة السابعة عشرة أسا ...
- 16 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة السادسة عشرة آمن ...
- 15 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة عشرة هاد ...
- 14 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الرابعة عشرة محم ...
- 13 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثالثة عشرة ستا ...
- 11 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الحادية عشرة محم ...
- 9 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة التاسعة بنت الهدى ...
- 5 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة مهدي الحك ...
- -دماء لن تجف2-
- -كلوا من رزق ربكم وأشكروا له بلدة طيبة ورب غفور- آية قرآنية ...
- رسالة الى العبادي في ذكرى اعدام الطاغية إنصفوا القاضي منير ح ...
- البعض يربا بنفسه عن إقتصاد سائب يفتح شهية المفسدين
- تصدعنا مكن الآخرين فلنتوحد في قائمة -المواطن- وراء عمار الحك ...
- فيك الخصام وانت الخصم والحكم لا يغير الله ما بالعراقيين حتى ...
- لماذا لم ارشح نفسي للإنتخابات
- لست ماسكا العصا من المنتصف أنا مع الحكيم
- صدام أعدمني
- وطنية موسمية لعلنا لا ندافع الاعن عشرة ايام
- اعدام قاتل بديوي لأنه مجرم وليس لأنه كردي ضابط طائش.. جبان ح ...
- التأخير والتشهير نصف ل -دولة القانون- وواحد تذره رمادا في ال ...


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - 18 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الثامنة عشرة بداع عجيل صايل