أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 1-13















المزيد.....


عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 1-13


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 13:13
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أولاً / تمهيد

في الحوار المتمدن - العدد : 4666 - 2014 / 12 / 19 ، نشر الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم مقالة له بعنوان : ( من الماركسية الى النظرية النقدية ) كرَّسها للتهجّم المجّاني على الماركسية عبر توظيفه لمنطق تحكمي يتجاهل فيه أبسط المبادئ المعروفة عنها ، بغية الحط من قيمتها دون وجه حق ، و ذلك باتباعه أسلوب كيل التهم المفبركة جزافاً ضدّها ، بلا أدنى مراعاة منه للواجب الملقى على عاتق كل باحث علمي منصف و القاضي بضرورة توليه التحقق النقدي المسبق و الدقيق ليس فقط من صحة أقواله هو ، بل و كذلك من صحة أقوال كل من تسوّل له نفسه النقل عنهم باختياره ؛ ليدلل بذلك لقرّائه المحترمين على التزامه بشرف الكلمة ، و باحترامه للحقائق العارية التي تنطق بها كل نصوص مؤلفات ماركس و إنجلز ، و على تمسكه بالمنهج النقدي الحقيقي في البحث العلمي فكراً و ممارسة . و تتمثل جملة تخرّصاته ضد الماركسية بأقواله في ذلك المقال (سأضع نصوصه - المنقولة بالضبط كما هي بكل أخطائها الإملائية و النحوية و الطباعية - في إحدى عشرة مقولة متسلسلة) :

1. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : "سقوط الحتمية التاريخية . تقوم نظرية المعرفة الماركسية ,بحسب د . هشام عمر النور في كتابه : ( تجاوز الماركسية الى النظرية النقدية ) – ط 1 – 2012 – رؤية للنشر والتوزيع ,على فلسفة الهوية والتطابق Theory of truth correspondence , فالحقيقة تصور مطابق للواقع ,لذا فانها تستند على التقابل بين الذات والموضوع, فالتصور ينشا في الذات لكنه يجب ان يكون مطابقا للواقع , اي لموضوع ما . لذلك فان نظرية المعرفة الماركسية تقوم على منطق ثنائي يجعلها تتسم بالدوغمائية ,فالمعرفة اما ان تكون صائبة او خاطئة , ذاتية او موضوعية . وقد اختارت الماركسية لنفسها ان تكون دائما صائبة وموضوعية وكلانية مطلقة ." إنتهى .

2. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : "ان فلسفة الهوية في الماركسية سمتها التقابل بين الذات والموضوع , وهو تقابل تنتج عنه ذات عارفة وفاعلة في العالم , اي الذات المسيطرة ( الذات الغائية ) .ان فلسفة الهوية في الماركسية استندت الى العلم الطبيعي وجعلته المثال والنموذج لهذه المعرفة . واذ كنا نفسر سيادة العلم الطبيعي بدقة نتائجه وبداهتها ,فان هذه الدقة والبداهة ليست سوى معيار صحة الهوية وصحة اساسها الذي يقوم على التقابل بين الذات والموضوع ودليل على سيطرةالعلم الطبيعي على موضوعه , وافرز هذا الموقف مابات يعرف في الفلسفة بالعقل الغائي او الاداتي , والعقلانية الغائية او الاداتية , وهي عقلانية تحشد الطبيعة والبشر والمعرفة كوسائل وادوات لتحقيق غاياتها , وهو مايعبر تمام التعبير عن السيطرة . هكذا انتهت الماركسية الى كونها نظرية محافظة للسيطرة بدلا من ان تكون نظرية للتحرر . تتشابه نظرية المعرفةالماركسية مع النظريات القائمة على فلسفة الهوية والتقابل بين الذات والموضوع كفلسفة هيجل او كانط .. " إنتهى .

3. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " يؤكد د . هشام عمر النور ( ان انتصار العقل لم يؤدي الى عصر من الحرية وانما الى سيطرة القوى الاقتصادية والادارات المنظمة بيروقراطيا ) .وبهذا المعنى فان الاشتراكية كالراسمالية تماما لاتعني سوى نظاما للسيطرة في الاقتصاد والسياسة والقوة والاعلام وغيرها من المجالات .وهذا بسبب سيطرة العقل الغائي والعقلانية الغائية . " إنتهى .

4. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " ان الازمة في نظرية المعرفة الماركسية عالجتها النظرية النقدية والتي وصلت الى قمتها عند الفيلسوف هابرماس في تحول فلسفة الهوية الى فلسفة اللغة , حيث عالجها من ناحية انثروبولوجية اللغة ,حيث تحولت العلاقة بين الذات والموضوع الى العلاقة بين الذات والذوات الاخرى ( التذات ) Intersubjectivity ونتج عن ذلك العقل التواصلي والعقلانية التواصلية بدلا عن العقلانية الاداتية , وتم استبدال علاقة السيطرة بالاجماع الذي يقوم على المداولة والحوار والتواصل . واصبحت الحقيقة ليست التصور المطابق للواقع , وانما التصور الذي يقتنع بحججه المشاركون في الخطاب , وحل المنطق المتعدد بدلا من المنطق الثنائي .وصار للديمقراطية اساسا فلسفيا ومعرفيا . وهذا اول التحولات المعرفية والنظرية التي تستدعي تخطي الماركسية الى النظرية النقدية والتي تحافظ على افضل منجزات الماركسية ." إنتهى .

5. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " ان ثقافة النسق , وثقافة القطيع ,عند احزاب الاسلام السياسي وعند جميع الاحزاب الشمولية تقوم على فلسفة الهوية .ان ثقافة الانساق لاتقوم على العقلية التواصلية والحوار , بل على السلطة والمال , لهذا لاتكون احزاب الاسلام السياسي بقادرة على تطوير نفسها وفكرها ولا تقبل التعددية والحوار وحق الاختلاف وترفض الديمقراطية . وهنا يتطابق الفكر الماركسي مع الفكر الديني في مفهوم الحتمية ونهاية التاريخ القائم على مسار خطي متصاعد يفضي الى انعدام الطبقات في الماركسية واقامة المجتمع الشيوعي ,والى سيادة الحكم الالهي في فلسفة الاديان في نهاية التاريخ وتحقيق العدالة الاجتماعية في دولة المسيح والمهدي المنتظر لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين ." إنتهى .

6. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " لقد حاولت الماركسية توحيد قوانين الديالكتيك في الطبيعة كالفيزياء وفي العلوم الاجتماعية والانسانية , وتصورت ان تطور المجتمعات البشرية يسير بصورة دالة خطية مستقيمة الى الامام, وان هذا التطور سيفضي حتما الى انتصار الاشتراكية . لقد استخدمت الماركسيىة العلم دوما لاثبات صحتها ولتاكيد اسبقية المادة على الوعي , وتحددت بناء على ذلك بانها فلسفة مادية , وبالمقابل قام خصومها بنقد الفلسفة الماركسية بالاستناد الى النظرية النسبية ونظرية الكوانتوم .حيث تظهر هاتين النظريتين انه لا يوجد جوهر للمادة او هوية ثابتة لها ." إنتهى .

7. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " ان تحول نموذج الفلسفة من العلاقة بين الذات والموضوع الى العلاقة بين الذات والذات ,يفتح الفلسفة على عالم تعددي تواصلي حيث لم يعد هناك ذاتا خالصة ولا عقل خالص , سواء على نطاق الطبيعة او الانسان , وهذا مااثبتته النظرية النسبية ونظرية الكم .ان العقل التواصلي يتبع مجرى تطوره الخاص , وهذا يعني ان الصراع الطبقي لم يعد المحرك الاساس للتاريخ ." إنتهى .

8. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " ان المجتمعات مثل الافراد يخضع وعيها لعملية تطور معرفية اخلاقية . وان مستوياتها الراهنة من التعلم هي التي تنعكس في بنيتها الاساسية وقيمها . لذلك لايمكن ان يكون تطور المجتمع رهنا بتطور القوى المنتجة في صلتها بعلاقات الانتاج . اذ ان علاقات الانتاج تنتمي الى مجال اخر له مجرى تطوره الخاص الا وهو مجال الفعل التواصلي .ان الانتقال الى النظرية النقدية يفتح المادية التاريخية على مسارات جديدة في التعدد ." إنتهى .

9. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " ختما يؤكد د . هشام عمر النور على انه على اساس هذه التعددية والاختلاف انفتحت المادية التاريخية على التعدد وتحقق المشروع النظري للنظرية النقدية . وبسبب هذه التعددية تفكك ماكان يعرف في الماركسية بالتناقض الاقتصادي والذي يجمع بين القوى المنتجة وعلاقات الانتاج واصبح كل من عنصري التناقض هذين ينتمي الى مجال مختلف عن المجال الذي ينتمي اليه العنصر الاخر , فالاول ينتمي الى مجال العمل بينما الثاني ينتمي الى مجال التفاعل الاجتماعي . وكل منهما ينتمي الى عالم مختلف وعقلانية مختلفة ومنهج معرفي مختلف . وبذلك لم تعد العلاقة المكونة بينهما لما يعرف بالتناقض الاقتصادي هي العلاقة المحددة للبناء الاجتماعي وللصراع الطبقي كمحرك للتاريخ في حتميته وانما صار تطور كلا منهما في عالمه المختلف . يسهم في تاسيس مجال منطقي يسمح ببناء عدد من اشكال التنظيم الاجتماعي , احدها يعبر عن التحرر الانساني .وهذا يعني ان الصراع الطبقي لم يعد وحده المحرك للتاريخ وانما المجتمع كله ." إنتهى .

10. يقول الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم : " ان النظرية النقدية لاتتصف بالوضعية لانها لاترى في الانسان منتجا فقط يشتغل على العلم بالمعنى الحرفي للكلمة , وانما ترى فيه ماهواهم وهو قدرته على التواصل مع الاخرين . وبانفتاحها صارت المادية التاريخية عند هابر ماس نظرية للحداثة هي نفسها نظرية للتحرر .. فالمجتمعات القديمة لم يحدث فيها اي تمايز لاي نسق من الانساق لذلك فهي مجتمعات بسيطة .. بينما المجتمعات التقليدية حدث فيها تمايز لنسق السلطة ( الدولة ) ولذلك نجد ان المجتمع التقليدي ينتظم كله حول هذه السلطة , اما المجتمعات الحديثة فقد تمايز فيها كل من نسق السلطة ونسق الاقتصاد ( السوق ) عن عالم الحياة , ولذلك اصبحت العلاقات في هذه المجتمعات علاقات معقدة ومركبة , تحاول فيها قوى السيطرة تغليب منطق الانساق , منطق السلطة والسوق الذي هو منطق العقلانية الاداتية ,بينما تحاول قوى التحرر الانساني تغليب منطق عالم الحياة , منطق العقلانية التواصلية , منطق الاجماع والحرية والمساواة والعدالة والاخاء والديمقراطية وحقوق الانسان . " إنتهى .

11. و في معرض رده ، بتاريخ 19/12/2014 ، على إستفسار وارد إليه على الفَيْسبُك من الأستاذ الفاضل السيد عدنان طعمة المحترم حول ماهية تعريفه للنظرية النقدية ، و الذي بيَّن له فيه الأستاذ المذكور بكلام فصيح صريح صحيح أن هناك قوانين ثابتة ومتغيرة في المعرفة الماركسية ، و أن "النظرية النقدية" يفترض أن تدخل هنا ضمن المتغير المعرفي للمتحولات الماركسية ، يجيب عليه الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم بالقول : " لنظرية النقدية بدات مع سوسير فيكتابه (علم اللغة العالم ).كما طور افكار سوسير الفيلسوف جورج هربرت ميد وفي الثلارثينات من القرن الماضي ظهر كبار فلاسفة النظرية النقدية مع هور كهايمر وادورنو وماركيوز واخيرا هابرماس اهم فلاسفة النظرية النقدية . ولايمكنني شرح النظرية النقدية في هذه العجالة وماهو الفرق بين هؤلاء الفلاسفة ,لكن المهم ان الفيلسوف الالماني هابرماس استطاع نقد الفلاسفة هوركهايمر وادورنو ونقاط الضعف عندهما وكيف تجاوزهما الى انثروبولوجيا اللغة . " إنتهى .

بتاريخ 2014 / 12 / 20، و بالتسلسل : 26 ، كتبت أنا تعليقاً غاية في التواضع للسيد وليد يوسف عطو المحترم حرصت فيه على عدم استخدام أسلوب الطعن المباشر في الرد على أقواله ، بل استخدمت أسلوب طرح الأسئلة تحت عنوان "إلتماسات" ، كان الهدف من ورائها حثه على المراجعة النقدية للمصادر الأصلية الموثوقة عن الماركسية و النظرية النقدية لكي يكتشف بنفسه عدم صحة أقواله و أقوال من ينقل عنهم بصددها ، فأتيح له بذلك فرصة التراجع عنها في الوقت المناسب . قلت له :

"الأستاذ الفاضل السيد وليد يوسف عطو المحترم
تحية حارّة .
يرجى التفضل مشكوراً بإيراد مقولات ماركس المضبوطة التي تنص بالحرف الواحد على ما يلي :
1.الحتمية التاريخية
2. أن نظرية المعرفة تقوم على منطق ثنائي : اما ان تكون صائبة او خاطئة , ذاتية او موضوعية .
كما يرجى إيراد النص الذي يعود للعالم المتخصص في فيزياء الكم و النسبية و الذي يقول: -النظرية النسبية ونظرية الكوانتوم تظهران أنه لايوجد جوهر للمادة او هوية ثابتة لها .- (و أرجو أن لاتحيلني لهشام عمر النور أو غيره من غير المتخصص بالنظريتين أعلاه ).
و لما كنت قد تفضلت بالقول بأن النظرية النقدية تعود لدو سوسير . يرجى أيراد النص الذي يعود لدوسوسير بهذا الخصوص .
هذه أربعة إلتماسات للتحقيق النصي . .
أستاذي الفاضل :
معلوماتي المتواضعة أن المنهج و النظرية النقدية يعودان لماركس نفسه الذي طورها عن كانط و هيجل ، و الدليل على هذا هو أن أعظم مؤلفات ماركس تتضمن عناوينها مفردة -نقد كذا ...-
و هذا يعني أنه لا توجد ماركسية بدون النظرية النقدية ، فما هو الإكتشاف الجديد هنا ؟ هل هو شراء بضاعة ماركس بغية ضربه بها ؟
مع التقدير .

إنتهت إلتماساتي المتواضعة من السيد وليد يوسف عطو المحترم .

مرَّ يوم ، دون أن أستلم رداً ، فكررت المحاولة في اليوم التالي 2014 / 12 / 21 - بالقول في التسلسل 37 :
"تكرار طلب الإلتماسات
الأستاذ الفاضل السيد وليد يوسف عطو المحترم
تحية أخوية صادقة
في تعليقي ت 26 أعلاه ، قدمت لجنابكم الكريم التماسات أربعة ، و أنا واثق من أنكم لا بد أن تكونوا قد تأكدتم مسبقاً تمام التأكد من صحة أقوالكم أو أقوال غيركم ممن اليهم تشيرون في هذه المقالة كي أستفيد منكم . و أنا بانتظار نصوصكم الموثقة عن ماركس بصدد الحتمية التاريخية و عن أساطين النظرية النسبية و فيزياء الكم من أمثال آينشتاين و هايزنبرغ و ماكس بورن و دي بروغلي و شرودنغر و بوهر ، إلخ بصدد جوهر المادة و هويتها ، و عن دو سوسير بصدد النظرية النقدية .
و في حالة عدم عثوركم على أي شيء مما تنسبون لهؤلاء ( و هذه هي الحقيقة التي يعرفها كل مطلع على كتاباتهم ) ، يرجى تفضلكم بإفهامي كيف يمكنكم أن تنسبوا لهم أفكاراً لا تعود لهم ؟
أنا بانتظار ردكم الجميل بفائق التلهف .
و تفضلوا بقبول وافر تقديري و اعتزازي .
د . حسين علوان حسين " إنتهى .

في اليوم التالي ، 2014 / 12 / 22 ، بدلاً من مراجعته لمواقفه نقدياً و تصحيحها حسب أسس المنهج العلمي النقدي الذي يتطاول به على ماركس و أنجلز ، قرأت الرد الطرائقي الآتي الوارد من الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم :
التسلسل: 39 - توضيحات للاساتذة المعلقين الاجلاء
احب اولا ان اتقدم بالشكر الجزيل للاساتذة الذين قاموا بالتعليق على مقالتي وانا اعتبر ان التعليقات اغنت المقال كثيرا وزادت من محتواه وتعدد الرؤى . كما احب ان اشكر الاستاذ حسين علوان حسين على طرح اسئلته ولكثرة المداخلات ولخروج المقال من التداول اليومي ارتايت تقديم افكار عامة حول مضمون المقال .د . هشام عمر النور استعرض في كتابه فلاسفة مدرسة فرانكفورت وتطويرهم للنظرية النقدية وصولا الى الفيلسوف يورغن هابرماس والذي اتبع اثنولوجيا اللغة في دراسته النقدية وانتقد ضعف النظرية الماركسية في وضعيتها وعلمويتها وفي حتميتها ودمجها بين قوانين الطبيعة والقوانين الاجتماعية واعتبر ان مدرسة فرانكفورت قد تجاوزت الماركسية ولاهمية الموضوع قررت البدء بكتابة مقال اخر يتضمن هذه المحاور استكمالا للفائدة والسؤال هو هل ان النظرية النقدية كما عرضها هابرماس هي ماركسية جديدة ام انها تجاوزت الماركسية ؟مع خالص تقديري واحترامي لجميع السادة المشاركين في الحوار .
أنتهى .

بنفس اليوم : 2014 / 12 / 22 ، و بعنوان : "الكاتب مسؤول عما يكتب" ، كتبت له قائلاً :

"الأستاذ الفاضل السيد وليد يوسف عطو المحترم
تحية صادقة
أشكركم على توضيحكم في ت 39 ، و إن لم تتفضلوا علي بالإجابة على إستفساراتي المكررة . بودي التثبيت بأن دو سوسير لا علاقة له البتة بالنظرية النقدية ؛ و أن ماركس لم يقل أبداً بالحتمية التاريخية ؛ و أن هوية الحقيقة الماركسية هي نسبية على طول الخط ؛ و أن أبو النظرية النسبية (آينشتاين) كان إشتراكي الهوى (أنظر مقالتي في الحوار المتمدن : العبقري آينشتاين يجيب : لماذا الإشتراكية) ؛ و أن جوهر المادة توضحه حقول علم الفيزياء و ليس الماركسية ؛ و أن مدرسة فرانكفورت هي إحدى المدارس الماركسية التي تنطلق من أعمال ماركس و تستخدم نفس مصطلحاته ؛ و أن د . هشام عمر النور ليس فيلسوفاً بدليل عدم إكتشافه لأي نظرية فلسفية خاصة به ؛ و أن من يريد البحث في النظرية النقدية يدرس ليس ما كتبه الشارح لها ، بل يدرس أعمال أساطينها أنفسهم ؛ و أن ماركس لا يمكن تجاوزه أبداً .
أنتم تطرحون النظرية النقدية كنقض مباشر للماركسية ؛ فكيف يجوز لكم هذا ؟ و لماذا تكيلون التهم للماركسية قبل التحقق النصي من مصداقيتها ؟ هل ترضون أن يتحول البحث العلمي إلى إنشاء أو قصيدة هجاء ؟
إحترامي . "
أنتهى ردي .

بعد يومين ، جاءني رد السيد يوسف وليد عطو المحترم ينص على :

2014 / 12 / 24، التسلسل : 41 " الاستاذ حسين علوان المحترم
ردا على رسالتكم الاخيرة اقول ان سوسير تبنى فلسفة اللغة بدلا من فلسفة الهوية ولم اقل انه من مدرسة فرانكفورت او من اتباع النظرية النقدية واتفق معكم في هذا الامر .بالنسبة للفيلسوف د .هشام عمر النور فهو يشتغل في حقل الفلسفة ورئيس قسم الفلسفة في جامعة النيلين وكتابه يعتمد على 51 مصدر بالانجليزية والعربية بينهم سبع مؤلفات للفيلسوف الالماني يورغن هابرماس ومؤلف واحد لهابرماس مترجم الى العربية .وهشام عمر النور ليس فيلسوفا فقط بل مفكرا لانه مجدد في الفلسفة فهو لايتطابق حتى مع هابرماس في كل شيء .يقثول في ص215 بالنص ( ان النظرية النقدية التي اطرحها في محاولتي هذه لبيان الضرورة النظرية لتخطي الماركسية لاتنسجم ولاتتطابق مع ماانجزه هابرماس .فما صدر عني في هذه المحاولة لاينسجم مع فكرة ان اكون متطابقا تطابقا تاما مع احد ). انتهى الاقتباس .ويمكنك محاورتي وطرح وجهة نظرك بكل حرية وحيوية بدون كسر العظم ومحاولة وضعي في قفص الاتهام وفق العقلانية الاداتية .لذا لست مضطرا للرد على كل الاسئلة مع فائق تقديري لشخصكم الكريم ."
إنتهى .


و لقد تألمت أشد الألم من مقالة رسيلي في النص أعلاه : " ويمكنك محاورتي وطرح وجهة نظرك بكل حرية وحيوية بدون كسر العظم ومحاولة وضعي في قفص الاتهام وفق العقلانية الاداتية .لذا لست مضطرا للرد على كل الاسئلة مع فائق تقديري لشخصكم الكريم " . و مرد تألمي الشديد هذا حقيقة أن نص و فص مقالته إياها يقطعان بكون الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم يحرص أشد الحرص و عن سبق الإصرار و الترصد على نبش عظام جثة ماركس و إنجلز بأكاذيبه ، و ذلك في نفس الوقت الذي يحرص فيه على سلامة "عظامه" هو من الناقدين . ليس هذا فحسب ، بل و أن إحساسه بالمسؤولية عما يكتب يجعله حريصاً كل الحرص على عدم الإجابة عن أسئلتي التي حاولت فيها دفعه لتلمس الحقائق الناصعة بالرجوع إلى النصوص الأصلية لمن ينتقدهم جزافاً . إذن ، هذه النظرية النقدية الدونكيشوتية التي يشهرها الأستاذ وليد يوسف عطو المحترم ضد الماركسية لا تشتغل لديه - بقُدرة قادر متحكم بالنقد أداتياً عبر التخرّصات - إلا من جانب واحد و باتجاه واحد أحد ، فقط لا غير . فهو يمنح نفسه الحق في التخرّص نقدياً على ماركس و إنجلز و نبش عظامهما ظلماً و عدواناً بكل حرية و حيوية ؛ أما أنا ، فليس لي الحق في طلب إجابته على أسئلتي الموجهة إليه بغية دفعه لمراجعة المصادر الأصلية و اكتشاف الحقائق بنفسه بكل حرية و حيوية ، في ضوء كونه ليس "مضطراً" للرد عليها بكل حرية و حيوية ؛ كما و أنني ليس لي الحق في نقده و بما يؤثر على سلامة عظامه ، لكونه يرفض رفضاً باتاً تطبيق مبادئ النظرية النقدية على نفسه باعتبار أن منزلته أرفع منها . و هو يضع الماركسية بأكاذيبه في قفص الاتهام ، و لكنه يرفض أن يوضع هو في قفص الاتهام للإجابة على دواعي كذبه الصراح على الماركسية . مرحى ، مرحى لهذه النظرية النقدية الفاسدة الذي بها يتبجحون و يهتفون ؛ و للحرية الأحادية التي بها يتمشدقون ! رحم الله من قال : الحرية تعني وعي الضرورة . هذه هي بالضبط نفس الدوغماتية الأداتية التي يرمي السيد وليد يوسف عطو المحترم الماركسية و أنا بها . رمتني بدائها و انسلت ! و سأعود لهذا الموضوع بالتفصيل الدقيق لاحقاً .

بنفس اليوم : 2014 / 12 / 24 - التسلسل : 42 ، أجبت عليه بالقول : - حسناً تفعلون بدعوتي للمحاورة
الأستاذ الفاضل السيد وليد يوسف عطو المحترم
تحية حارّة و تهاني القلبية بعيد الميلاد المجيد و في الناس المسرة و على الأرض السلام .
يسعدني أن أستجيب لعرضكم في ت 41 المحاورة مع شخصكم الكريم بكل حرية و حيوية ؛ و لهذا فسأرد عليكم في مقال تفصيلي منفصل ، و ذلك بعد أعياد عيد الميلاد المجيد و رأس السنة ؛ مع فائق تقديري لشخصكم الكريم ." إنتهى .

و بعد يوم أيضاً ، تكرّم السيد وليد يوسف عطو المحترم بالقول : " يسعدني الكتابة حول الموضوع في مقال منفصل مع تقديري ." إنتهى .

و أنا سعيد بإسعاده بالكتابة حول الموضوع في مقالي المنفصِل المفصًّل هذا .

سأقسم ورقتي هذه إلى (13) حلقة متسلسلة ، و سأقيم الأدلة في كل حلقة منها ، بالنصوص الأصلية الموثقة - و ليس بالكلام المجاني - على خطل كل واحدة من مقولات السيد وليد يوسف عطو المحترم المسطرة أعلاه . كما سأثبت بالنصوص الأصلية - من بين أشياء أخرى - أن السيد وليد يوسف عطو المحترم و أستاذه لا يفهمان لا في الماركسية ، و لا في النظرية النقدية ، و لا في علم اللغة و التداول ، و لا في الحرية و الديمقراطية ووو التي يتهمون أنفسهم ظلماً بوعيها و المناداة بها ؛ بل و أنهما لا يعيان حتى مدلولات المصطلحات التي يستخدمانها . و بالتالي ، فهما غير مؤهلين بتاتاً لإصدار الأحكام القيمية بصدد هذه الموضوعات طراً .
و سيسعدني جداً أن يردَّ عليَّ السيد وليد يوسف عطو المحترم : " بكل حرية وحيوية ، و أن يكسر عظمي ، و أن يحاول وضعي في قفص الاتهام وفقاً للعقلانية الأداتية " الحريص جداً على رمي الآخرين بها عن جهل فاضح مطبق .

يتبع ، لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين علوان حسين - الأديب و الباحث الأكاديمي العراقي - في حوا ...
- القليل من الدعم اللوجستي فقط
- ماركس ، و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 5-5
- أقوى العلماء تأثيراً ماركس ، و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب ...
- ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 3- 5
- ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 2 - 5
- ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 1 - 5
- كيف حرر - الحوار المتمدن - المؤلف ؟
- العبقري آينشتاين يجيب : لماذا الإشتراكية ؟
- نمط الإنتاج الأنديزي : ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إن ...
- الفقيد عالم سبيط النيلي و اللغة الموحدة : المنهج و النتائج
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 3 - الأخيرة
- أم آسيا
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 2
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 5
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 4
- حكاية الكلب المثقف :- سربوت -
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 1
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 3
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 2


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 1-13