أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - القليل من الدعم اللوجستي فقط















المزيد.....



القليل من الدعم اللوجستي فقط


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


ما أن انسللتُ خارج جدار البناية المقرفة التي كنت أقيم فيها ، حتى سافر بصري عبر الشارعين العريضين أمامي لأرى مشهداً لم أكن أتوقعه ، أو هكذا خُيِّل لي . لعلها دائرتي التي بقيت أعمل فيها خمساً و عشرين عاماً متواصلاً ، تدرَّجت خلالها في السلم الوظيفي من معاون أمين مخزن ، إلى مدير مخازن أقدم . أتذكر أنني لم أغادرها إلا عندما قررت إحالة نفسي على التقاعد . و لكن ، هل كنت أنا التي قررت إحالة نفسها على التقاعد ؟ لست متأكدة تماماً ، فأنا أحب عملي الذي كرست زهرة عمري له . قد أكون أنا ؛ أم لعله كان شخصاً آخر ؟ ما بي ؟ رأسي يدور كمراوح الطائرة قبل الإقلاع ، و الإعصار يلف ذاكرتي . كيف صار حالي هكذا ؟ ما الذي حلَّ بي ؟ أشعر و كأنني قد خرجت للتو من سبات دام شهوراً . شهوراً ؟ أم يوماً و بعض يوم ؟ الحمد لله أنني قد غادرت أخيراً تلك البناية القديمة الكئيبة التي تغص بالرجال و النساء المرتدين للصدريات البيض و المبحلقين بشكٍ من خلال نظاراتهم المكبِّرة بكل الوجوه . دوران الرأس يقمعني من التركيز و تذكر تفاصيل الأحداث و الناس حولي . الناس ؟ و لكن أين هو زوجي و ولدي ماجد ؟ لماذا هما غائبان عني الآن ؟ نظرت إلى ساعتي : الثامنة و النصف صباحاً . ما الذي حصل لي ؟ أوه ، لقد نسيت ؛ لا بد أنهما الآن في طريقهما للدوام معاً في دائرتهما : مصرف الرافدين ؛ أم أنها دائرة أخرى ؟ ما للذكريات تتداخل و تتشابك و تشب و تنطفئ في عقلي ؟
جلست على الرصيف لأريح رأسي بعض الوقت . رفعتُ رأسي ، فشاهدت امرأة تتجه متمايلة نحوي . لعلها أم محمد - القائمة بإدارة مكتب مديرنا العام . ها هي تنتصب أمامي و قد رسمت على شفتيها المتورمتين إبتسامة عريضة خبيثة بان منها نابها العلوي الأيمن الأخضر المسود . أم أنها امرأة أخرى تشبهها ؟ ها هي تمد كفها نحوي بأصغر ورقة نقدية بين السبَّابة و الخنصر .
- خذي .
حدّقت بها بغضب و صرخت :
- ما هذا ؟
- خذي . إنها صَدَقة لك . ألستِ أنتِ المرأة الفقيرة التي أتصدَّق عليها هنا كل يوم ؟ ما بك ؟ هل انتابتك الوعكة الصحية مرة أخرى هذا الصباح ؟
تفاقم هجوم إعصار الدُوار . تمسكت بعتبة الرصيف الإسمنتي ، و أشحت بعينيَّ عنها . نظرت جانباً ، و رحت أرقب جسر الخط السريع . ما بال ذاك الجسر يتمايل أمام ناظري كالأنشوطة ؟ و لماذا تصطف على جذعه السيارات المتزاحمة كالنمل الذاهب الآيب ؟
- الحلو يريد تكسي ؟
سألها سائق تكسي بلحية من دون شارب على أسنان صفر و هو يقف إلى جانب أم محمد . إستدارت نحوه ، و سألته بدلال متماوج :
- على حسابك ؟
- الحلو يأمر .
- الدوام ينتهي في الساعة الثالثة من بعد الظهر .
- هل تريدين أن أنتظرك هنا ، أم في مكان آخر ؟ أنا حاضر ، أنتظرك حيثما تريدين .
- هنا !
- صار ! في الثالثة ، هنا ! أوكَي ؟
- أوكَيّات .
لعلها نفسها تلك الرقيعة التي أمضت سني خدمتها المبكرة تتقلب بأحضان المدير العام النتن في غرفته المقفلة عليهما طوال أغلب ساعات الدوام ، قبل أن تتحول إلى سمسارة له . و هي التي شاركته في سرقة المخزن رقم 3 ليلتئذ . هل يعقل أن هذه الساقطة ، ذات الشفاه الداعرة المتورمة ، و العطر الرخيص ، تتصدق علي أنا ؟ غير معقول .
- هيا خذي ربع الدينار هذا فأنا في عجلة من أمري . لقد تأخرت عن الدوام .
- لست بالمتسولة ؛ كما أنني لا آخذ المال الحرام . أغربي عن وجهي حالاً ، و إلا جعلتك فرجة للشارع .
قلبت شفتيها المتورِّمتين و هي تسحب يدها الممدودة ، ثم فتحت حقيبة يدها و دسَّت الورقة النقدية فيها . إستدارت ، و راحت تسرع بمشيتها المتمايلة كرقاص الساعة المهتز وسط محورين و هي تشق عرض الشارع شقاً كالمنشار بتجاهل متعال و غريب لمنبهات و زعيق كوابح السيارات المارّة .
عليَّ اللحاق بها . نعم ، بالتأكيد . علي أن أعرف ما الذي يجري حولي ، و أن أتحسب لعقابيله . لا بد أن تلك الحقيرة تنسج الأن في ذهنها خيوط مؤامرة جديدة ضدي . أنا أعرف طباع هذه المرأة التي يتنافذ إستغلال الغير إلى كل أفعالها و أفكارها تنافذ مياه البحر بأعماق كل شيء حوله . ها هي تدخل تلك البناية . يخيَّل لي أنني سبق و أن كنتُ هنا ، أو في مكان آخر مشابهاً له . نعم ، إنها دائرتي الكائنة في ساحة النهضة : المديرية العامة لمخازن وزارة التجارة ، أنها هي بكل تفاصيلها ؛ أو هكذا قدَّرت . شعرت بالتوجّس من دخول المكان . هناك متغيِّرات فيه : الأبواب تبدو جديدة ، و مرأب الشاحنات مسيَّج بثلاثة أطواق من الأسلاك الشائكة المُسمَّمة ذات المنظر المستفز . لعله مكان آخر غير ذاك الذي عملت فيه خمساً و عشرين سنة . قررت الرجوع ، لولا أنني سمعت صوتاً ذكورياً رخيماً يدعوني من داخل البناية إلى الدخول . بدت لي نبرات ذلك الصوت مألوفة بعض الشيء ، غير أن اسم صاحبها لم يحضرني . ما الذي حصل لي ؟ لا بد أن ذلك المنادي يعرفني حق المعرفة ، و إلا لما دعاني للدخول . جرَّني الصوت الرخيم إلى داخل المبنى . لن أخسر شيئاً إذا ما تبينت شخصيته ، و وجهت اليه بعض الأسئلة ، فلربما أستطيع أن أفهم منه ما يدور حولي .
ما أن إجتزت البوابة الخارجية للبناية حتى انتابني ذهول رهيب و أنا أدير رأسي متفحصة المكان بوجوم و رعب . هذه هي دائرتي نفسها ، و هذا هو فرّاش مكتبي أبو عبد الله يقف إحتراماً لي . لا بد أنه هو الذي ناداني . يبدو أنني أغوص في لجج الماضي السحيق .
- صباح الخير ، يا أبا عبد الله !
- صباح الأنوار . من ؟ مديرتي أم ماجد العزيزة ؟ يا ألف أهلاً و مرحباً بإطلالتك علينا في هذا الصباح المبارك . لقد مر عام منذ أن تقاعدت في ذلك اليوم المشؤوم .
- اليوم المشؤوم ؟
- ليتني ما شهدته . و لكن صدقيني يا سيدتي المحترمة : لقد ذهبت للمستشفى لزيارتك عدة مرات ، و لكنهم كانوا يتحججون في كل مرة بكون الزيارات ممنوعة عنك . كيف أنتِ الآن ؟ متى خرجتِ من مصحّة الأمراض النفسية ؟
مصحة الأمراض النفسية ؟ عمَّن يتكلم هذا الرجل ؟ أنا نزيلة مصحّة الأمراض النفسية ؟ غير معقول . ما هذا الكلام الفارغ ؟ أكاد أسقط على الأرض .
- تفضلي استريحي على هذا الكرسي .
جلست على الكرسي . إنحنيت و عصرت رأسي بين يَدَي . أحسست بستار غامق دوّار ينفرج عن نافذة كانت غائرة في تيهور عميق سحيق . فجأة ، تذكرت كل شيء .
- عيني ، أبو عبدالله ، هل تذكر ما الذي حصل لي في آخر يوم دوام لي هنا ؟
- لا حول و لا قوة إلا بالله . و هل ما حصل يمكن أن يُنسى ؟ يومها ، يا بنت الأصول ، سمعنا صراخ الموظفات في مكتب المدير العام ، فهرولنا إلى هناك ، فوجدناك جالسة على صدر أم محمد تخنقينها بيديك ، و هي تتلوى تحتكِ مُزرقّة الوجه و على آخر نَفَس . و لم نشلعك عنها إلا بطلعان الروح . الحمد لله أنها لم تمت تحت يديك ، لكنت إبتليت بموتها ، البعيدة .
- و ما الذي حصل بعدئذ ؟
- إستدعى المدير العام مفرزة طبية ، فحضرت لمكتبه ، و قام الطبيب بفحصك ، و قرر إحالتك لمصحة الأمراض النفسية للعلاج .
- متى كان ذلك ؟
- قبل حوالي سنة .
- و ما ذا حصل بعدئذ ؟
- سمعت أنك قد أصبت بفقدان الذاكرة .
***
- عيني أم ماجد ، هل تأكدت عندك الآن مصداقية كلامي ، و هل تم إدخال كل الأكياس ؟ سألني المدير العام عبر الهاتف .
- نعم . و سأجردها قبل إقفال باب المخزن لهذا اليوم .
- الحمد لله . بارك الله فيك .
جَرَدْتُ عدد الأكياس الداخلة بمساعدة أمينة المخزن : أم وهب . العدد كاملاً : ألف كيس حمّص . و لكن ما هذه الرائحة الغريبة المنبعثة منها ؟ داهمتني الشكوك . تناولت أنبوبة المجس الفولاذية ، و أدخلتها في أقرب كيس أمامي ، ثم أفرغت محتوياته على مكتب أم وهب .
- ما هذا يا أم و هب ؟
- بعرور غنم !
أسرعت بمغادرة المخزن ، و هرولت إلى مجمَّع مكتب المدير العام . إتجهت نحو باب عرفته ، فحاولت أم محمد منعي من الدخول . دفعتها بقوة جانباً ، و ولجت غرفته ، و هي تجرجرني متمسكة بي من الخلف . و جدته يحتضن إحدى موظفات مكتبه و هي عارية تماماً . تفاجئا باقتحامي عليهما خلوتهما ، فسارعا إلى لملمة وضعهما المخزي .
- كُفّي عن جرّي ، أيتها الساقطة ، و إلا مَسَحتُ الأرض بك !
- أيتها المجنونة : ألم أمنعك من دخول الغرفة ؟ كيف تجرؤين على دفعي و اقتحام باب غرفة السيد المدير العام المحترم بدون الإذن المسبق مني و منه ؟ ألا تستحين ؟ و ما هذه الألفاظ السوقية النابية التي بها تتفوهين في دائرة محترمة كدائرتنا ؟ هل جننت ؟
- أؤمر سمسارتك هذه بمغادرة الغرفة حالاً ، و إلا قلبت عليك عاليها سافلها .
- أخرسي ، يا سافلة . أدبسز ! من الواضح أن مساً من الجنون قد أصابك فعلاً . الأستاذة أم محمد و الست أميرة مكانهما هنا بأمري أنا ، و ما عليك أنت إلا السمع و الطاعة . قولي لي : ما سبب تهورك و اقتحامك مكتبي المحترم هذا مثل المجانين ، ها ؟
تجاهلت سؤاله ، و سألته :
- هل تعرف ما هي عبوة الألف كيس التي نفضت و أدخلت مخزن رقم 3 قبل قليل ؟
- نعم ، أنا عارف بكل شيء يحصل في هذه المديرية العامة .
- و ما هي ؟
- بعرور !
- و هل تعرف وصفها المثبت في سجلات الإستلام للمخزن ؟
- نعم .
- ما هو ؟
- حمّص . هاهاهاهااه .
- علام تضحك ؟ على سواد وجهك ؟
- بل على سواد وجهك أنت أيتها المتخلفة البلهاء المزعجة . بربك قولي لي : أين المشكلة ؟
- كيف لا توجد مشكلة و عبوات ألف كيس الحمّص قد انقلبن إلى بعرور ؟
- بسيطة . بعد شهرين سنسلمها إلى وكلاء التوزيع حسب الأصول .
- نوزّع البعرور على العوائل ضمن البطاقة التموينية للمواد الغذائية ؟
- بل نوزّع الحمّص .
- و لكنه بعرور .
- في محاضر التسلم و التسليم سيكون وصفه هو الحمّص ، و ليس البعرور . لماذا لا تشغِّلين مُخِّك أيتها المتخلفة ؟
- و تتسلم العوائل البعرور لتطبخه و تأكله في التشريب ، أليس كذلك ؟
- أبداً . بل سنبيعه سماداً حيوانياً للفلاحين .
- كيف ؟ و الحصّة التموينية ؟
- لا توجد فيها مادة الحمّص بتاتاً .
- عجيب .
- ألم تفهمي بعد أيتها المتخلفة ؟ سيكون محضر الإستلام و التسليم على الورق فقط . هل طخّت الآن ؟
- و لماذا كل هذا اللف و الدوران : تبدل الحمّص بالبعرور ، و من ثم تبيع البعرور للمزارعين ما دام المواطن لن يحصل لا على الحمّص و لا على البعرور أصلاً ؟
- و أين نخزن البعرور طوال شهرين حسب متطلبات موسم الاستزراع لمشتريه الإقطاعي ؟
- الله أكبر . تستغل مخازن الدولة المخصصة لحفظ المواد الغذائية في خزن المخلفات الحيوانية المليئة بالجراثيم و الطفيليات ، ألا تخاف ربك ؟
- هذه ليست بمشكلة . سنُعفِّر المخزن حال تسليم إرسالية البعرور لصاحبها في الموعد المضروب .
- إسمع : كل هذا التجاوز مرفوض رفضاً باتاً . لن أقبل بتمرير مثل هذه الجريمة في مخازني .
- أنت حرة . بإمكانك إحالة نفسك على التقاعد الآن ، فلم يعد لك مكان هنا .
- أنا مستعدة لتقديم طلب التقاعد الذي تلح عليه ، و لكن جرائمك لن تمر بدون عقاب . سأفضحك في الصحف و القنوات الفضائية .
- هاهاهاه . المجانين لا يسمعهم أحد . أريني عرض كتفيك ، حالاً .
- تطردني ؟
- و أطرد أباك و أمك معك ، ايتها المجنونة . يا أم محمد .
- نعم أستاذ .
- أخرجي هذه المجنونة من غرفتي على الفور ؛ إستلمي طلبها الإحالة على التقاعد ، ثم أحيليها فوراً لمستشفى الأمراض العصبية لبيان مدى سلامة قواها العقلية ، مفهوم ؟
- مفهوم ، أستاذ .
- و إياك و أن تسمحي لها بدخول مكتبي مرة أخرى ، مفهوم ؟
- مفهوم ، أستاذ .
- و بلِّغي رجال الحماية أن يكسروا رجليها إن حاولت إقتحام غرفتي المحترمة هذه مرة أخرى ، مفهوم ؟
- مفهوم ، سيادة المدير العام .
- إنتهت المقابلة .
***
- حضرة المدير العام ، أنا مضطرة لإبلاغ المفتش العام للوزارة حالاً .
- لماذا ، لا سمح الله ، يا أم ماجد العزيزة ؟ هل شبَّت النيران في أحد المخازن مرّة أخرى ؟
- بل حصل ما هو أسوأ .
- أسوأ . ما ذا تقولين ؟ إخزي الشيطان يا امرأة .
- هل أعطيت مفاتيح أبواب المخزن رقم 3 البارحة لشخص ما بعد الدوام ؟
- مخزن رقم 3 ؟ الآن عرفت ما تقصدين . إهدأي . الوضع تحت السيطرة التامة ، و لا توجد مشكلة أبداً .
- عجيب . كيف لا توجد مشكلة ؟ يا جناب المدير العام : إنها ألف كيس من الحمّص . و لقد وقَّعت على استلامها كاملة البارحة فقط قبل انتهاء الدوام ، و اليوم اختفت كلها . تعال و انظر بنفسك ؛ المخزن فارغ تماماً .
- لا داعي للقلق . إهدأي . الموضوع بسيط و عادي .
- عادي ؟ خمسون طناً من الحمّص تختفي من مخزن الإدخال بين العشية و ضحاها و تعتبر الموضوع عادي ؟
- كم الساعة عندك الآن ؟
- و ما علاقة هذا الموضوع بالوقت ؟
- في الساعة العاشرة و النصف تماماً ، سترين القاطرة و المقطور و هي تدخل المخزن رقم 3 محمَّلة بألف كيس جديد للتعويض ، و العمّال حاضرون للتفريغ الفوري . الموضوع بسيط و عادي ، و لا موجب للقلق أبداً .
- عجيب . و إذا جاءت الهيأة التفتيشية الآن و وجدت المخزن فارغاً ؟ ها ؟ ما الذي سيحصل لي ؟ ها ؟ سيودعونني السجن حالاً ، و ستتوحل سمعتي أمام الجميع و هم يشاهدون رجال الشرطة يلقون القبض علي و على أم وهب و يسوقوننا إلى سياراتهم السوداء المضللة بلا أدنى ذنب و لا جريرة . ألم تحذرنا أنت في الاجتماع الأخير بأن رجال الشرطة يعتبرون اغتصابهم للنزيلات المتهمات ليل نهار حقاً من حقوقهم الثابتة ؟ أهذا هو الجزاء لخمس و عشرين سنة من خدمتي الشريفة الناصعة البياض لهذه المؤسسة و التي لم يدخل طوالها فلس حرام وحد بجيبي ؟ أين سأولي وجهي أمام زوجي و ابني الوحيد و أهلي و عشيرتي ؟ ها ؟ هل تقبل أن تتعرض زوجتك أنت لمثل هذا البليّة ؟
- زوجتي ؟ عسى الله أن يسمع من فمك . و الله سيكون ذلك يوم المُنى و العيد السعيد . تالله سأدفع عشرة ملايين دينار لمن يخلصني منها الآن بأي شكل كان . الله يسمع من فمك . آمين يا رب العالمين . اللهم ، بجاه النبي و آل بيته الأطهار ، خُذْ أمانة زوجتي اليوم قبل البارحة كي أستطيع أن أجر أنفاسي بلا تنغيص و نكد .
- أهذا هو جزاء عشرتها معك لعشرين سنة ، أعطتك خلالها خمسة أولاد كالورود ؟ ألم تحفظ لك ظهرك فيما أنت تخونها كل يوم مع كتاكيت الموظفات اللائي جعلت مكتبك يغص بهن ؟ ألا تستحي يا رجل ؟ إنهن بعمر بناتك ، و هن شرفك ، و شرف الدائرة .
- و ماذا بوسعي إن أعمل مادامت إرادة الله الواحد القهار قد جبلتني ضعيفاً أمام الجميلات ؟ ها ؟ حاشا لي أن أعترض على مشيئة الله ، و مَنْ لا يُدلَي زنبيله ، ما من أحد يعبئ له .
- و كيف تخون الأمانة و أنت المدير العام ، فتفتح المخزن بعد أوقات الدوم باستخدام النسخة الثانية من المفاتيح و تفرّغ محتوياته بدون محاضر تسلم و تسليم ؟ ها ؟ يجب أن أبلّغ المفتش العام للوزارة بالسرقة ، الآن .
- هاهاهاهاها .
- علام تضحك ؟
- هاهاهاهااء . واضح أنك قد أمسيتي موظفة غير عصرية ، و لهذا فأنت غير واعية لحال الدنيا حواليك بسبب عقلك الصدئ هذا .
- غير عصرية ؟ و متى أصبحت الأمانة في أداء الواجب موضة قديمة ؟
- منذ احتلال الأمريكان للعراق قبل عشرة سنين . لقد مضت عشرة سنين طويلة منذ أن تغيرت الموضة و أنت ما زلتي متمسكة بملابسك القديمة البالية . لقد آن لك الأوان لتستفيقي من سباتك الطويل هذا ، و أن تبدِّلي لبوسك ، فالتاريخ لا يرحم المتخلفين . فتّحي عينيك . صيري مثلي و مثل كل بقية المسؤولين الكبار المؤمنين المحترمين الآخرين من أصحاب الدرجات الخاصة . ضعي الشهد على لسانك و تذوقي حلاوته اللذيذة ما دامت متاحة . إلى متى تبقين متخلفة و فقريّة ؟ ها ؟ إلى متى تبقين شريفة ؟ ها ؟
- حتى الموت . ألا تستحي من التلفظ بهذا الكلام العاهر أمامي بلا أدني احترام لكرامة الوظيفة العامة ؟ أوَ لستَ مديراً عاماً براتب و مخصصات شهرية ضخمة تزيد على العشرة ملايين دينار ، و قصر مجاني ، و خدم و حشم ، و خمسة سيارات حماية مضادة للرصاص ، و إيفادات للخارج على حساب أموال الدولة مرة أو مرتين كل شهر ؟ لماذا لا تحلل خبزتك ؟ ما حاجتك بالسحت الحرام و أنت لا يعوزك أي شيء ؟ ألا تخشى سخط الله عليك و تمرُّغ سمعتك و سمعة عائلتك بالوحل ؟
- الستر من الله . أنا ملتزم بالإستعانة بالكتمان في قضاء حاجاتي ، كما إنني قائم بواجباتي حسب الأصول و على أحسن ما يرام بمخافة الله . و في كل شهر أحصل على كتاب أو كتابي شكر و تكريم من معالي السيد الوزير شخصياً ، و إضبارتي الشخصية ملآى بمئات كتب الشكر و التقدير و التكريم . و ما توفيقي إلا بالله العلي العظيم .
- عجيب ! و هل أن الدولة تدفع لك ملايين الدنانير شهرياً راتباً و مخصصات ، و توجه لك كتب الشكر و التكريم لقاء قيامك باختلاس أموالها و الزنا بموظفاتها في مكتبك الرسمي هذا ؟
- إفهميني يا أم ماجد : هذا ليس اختلاساً ، بل استفادة مشروعة . ساعة زمان و الأكياس تعود للمخزن كاملة غير منقوصة ؛ و لا من شاف ، و لا من درى . لذا ، فلا داعي لإثارة الأقاويل الفارغة عليك و علينا . أهدأي ، أرجوك .
- إذا كانت أكياس الحمّص ستعود للمخزن كاملة اليوم ، فلماذا قمتَ بنقلها مساء البارحة منه من وراء ظهري ، أصلاً ، ها ؟ يجب إبلاغ المفتش العام حالاً .
- إهدأي أرجوك . يشهد الله أنني أحترمك كثيراً . و بالمناسبة : لا تعاودي تهديدي بالمفتش العام ، لأن هذه العملية تجري بإشرافه الشخصي ، و هي لحسابه .
- و هل يعلم المفتش العام أيضاً بتحويلك لمكتب المدير العام هذا إلى ماخور لك ؟
- يا أم ماجد ، لماذا كل هذا الغلط منك بحقي هذا الصباح و أنا مديرك العام خلافاً لقواعد السلوك الوظيفي ؟ ها ؟ أرجو أن تعلمي بأنني رجل أدفع أجر كل كتكوتة لديها من المواهب و الذوق و الفهم و الأهلية بما يدفعها للتفان و الحرص على أداء واجبها في رعاية حقوق مديرها العام عليها ، و الامتثال لتوجيهاته ، و العناية و الالتزام بذلك بكل جد و إخلاص و بلا تقصير أو تفريط ؛ و الله لا يضيع أجر المحسنين و المحسنات . آمين يا رب العالمين . أنت تعلمين أن العمل عبادة ، و هو ملح الحياة ؛ و عليه فأن طاعة المسؤولين واجبة . و لعلمك ، فإنني ، اعتباراً من الأسبوع القادم ، سأخفض عدد موظفات مكتبي من خمس وعشرين موظفة إلى أربع و عشرين فقط . و مثلما ترين ، فأنا رجل ديمقراطي ، أحترم رأيك ، و لا أتوانى عن العمل به طالما رأيت فيه مصلحة حقيقية للدائرة .
- لا بد أنها تلك المسكينة ابتهال ، التي عضّت إبهامك البارحة عندما مددت يدك إليها . أين سترمي بها ؟
- كلنا موظفون ؛ اليوم نشتغل في هذه الدائرة القريبة من مركز المدينة ، و بكرة في دائرة نائية غيرها ؛ و ذلك إلتزاماً منّا بمتطلبات ومقتضيات أداء الواجب حسب الضوابط و التعليمات و السياقات . و من لا تعجبه الوظيفة ، أو من كان غير قادر على الإيفاء بمتطلباتها كاملة و بدون تمرد على أوامر المسؤول الأعلى ، فبإمكانه الإستقالة أو طلب الإحالة على التقاعد ، و الله و الرسول و آل البيت معه . الموظفون مواطنون أحرار ، و نحن لا نجبر أحداً منهم على الدوام . الحق حق ، و لا موجب للزعل منه .
- كم أنت منافق . حرام عليك تنقلها من هنا بلا تقصير و لا ذنب . يا أخي ، إرحم ترملها . لم تنقضي بعد السنة على استشهاد زوجها في انفجار مفخخة الكرادة ؛ على الأقل احتراماً منك لذكرى زوجها المرحوم الذي كان صديقك . كما أن بإمكانك التقدم لخطبتها و الزواج منها على سنة الله و رسوله ما دمت تريدها .
- صدقيني يا أم ماجد العزيزة : لقد تنازلت عن ثوابتي كافة إرضاءً لها دونما أي فائدة . فبالضد من ثوابتي في التعامل مع غيرها - و كلهن تكفي كلمة واحدة مني لجعلهن يرتمين عند قدمي - فقد عرضت عليها أولاً زواج المتعة ، فرفضت . بعدها ، عرضت عليها زواج المسفار بمرافقتي في إيفاد تركيا ، و تمضية شهر العسل على سواحل البسفور ، فرفضت ذلك ، إبنة الفقر . و أخيراً ، فقد رضخت للأمر الواقع ، و عرضت عليها الزواج المدني بالمحكمة سراً لكيلا أُحرج أمام عائلتي ، فرفضت ؛ فما ذا أعمل ؟ ها ؟ أنت قولي لي .
- و لماذا يجب عليك أن تعمل أي شيء حيالها ؟ يا أخي أتركها و شأنها ما دامت غير راغبة بك . لماذا تحاصرها بين خيارين : إما زواجها منك بالسر ، أو النقل إلى مخازن نائية و المرمطة و هي أم أيتام ؟
- الذنب ليس ذنبي أبداً . أنا أعرف قواعد الحق و الدين و الأصول ، و لكن ما العمل إذا كانت هي امرأة فقرية جاحدة و ليست بنت نعمة و أصول ؟ هل تقبلين لموظفة تقول لمديرها العام المحترم : أنت رجل سرسري و حقير ؟ بربك ، هل أنا المدير العام المتقي رجل سرسري و حقير ؟ أعرض عليها الزواج ، فتقابلني بالسب و الشتم ، و أنا مديرها العام . الكل يعلم بأنني رجل طيب صائم مصلي و محترم عميق التقوى و الالتزام الديني ، و أعرف الأصول و أخاف الله . و لكن ما العمل إذا كانت هي امرأة جاحدة ، و لا تعرف أين تكمن مصلحتها ، و لا تحترم إرادة مديرها العام ؟
- من حقها الرفض ، فالزواج لا يمكن أن يكون إلا بالمراضاة بين الطرفين ، و ليس أبداً بإكراه الرجل للمرأة .
- لقد جربت كل وسيلة لإرضائها ، و لكنها بقيت مصرة على جحودها . تصوري أنها تريد مني ليس فقط أن أشهر زواجي بها أمام كل الناس و بموافقة زوجتي ، بل و كذلك أن أقلع عن ممارسة الحب و الغرام مع غيرها كشرط مسبق لقبول الزواج . هل يوجد إكراه أشد من هذا ؟ قولي بربك : كيف يجوز لها أن تشترط حرمان نفسي للأبد من التمتع بمفاتن كل بقية الموظفات الجميلات الراغبات ؟ هل يجوز لها أن تظلمني كل هذا الظلم ؟ و ما الضرر في نيلي القليل من الدعم اللوجستي من موظفاتي بنات الأصول ؟ و بأي حق تحرمني من إشباع حاجتي من استباحة الجمال بالرضا و المعاوضة ؟ ها ؟
- بحق رابطة الزواج المقدسة التي ستربطكما سوية . هل تقبل لزوجتك أن تخونك مع غيرك من الرجال مثلما تفعل أنت مع النساء ؟ لا فائدة من الكلام معك لأن دلالات الكلمات تشتغل عندك بالمقلوب . دعم لوجستي . حقير .
- ألم أقل لك أنك موظفة متخلفة و غير عصرية ؟ متى تصحين على حال الدنيا حواليك ؟ إنتهت المقابلة .
- كلا ، لم تنته بعد . سأذهب على التو لديوان الوزارة ، فأشتكيك عند الوزير شخصياً .
- هاهاهاهاهاااااااه . يا لك من موظفة مسكينة مضحكة و شديدة الحماقة و البلاهة . بأي شهر نحن الآن ؟
- تشرين الثاني .
- كل العمليات للأشهر العشرة الأولى من هذه السنة كانت لحساب معالي السيد الوزير المحترم ؛ و هذه هي العملية الأولى لحساب المفتش العام . و أنا على أتم الإستعداد للتنازل عن رزق عملية الشهر الأخير كاملاً لحسابك ؛ مالاً حلالاً تلالاً . إنني أصرح لك بكل هذه الأسرار لكي تعي ما يدور حولك ، باعتبارك مساعدتي ، و أنا بحاجة ماسة لتعاونك المخلص معي ، مثلما تفعل الأستاذة أم محمد و أغلب الكادر الوظيفي هنا . مجرد القليل من الدعم اللوجستي لمديرك العام ، ليس غير ، ما الضير في ذلك ؟
- و تعاونوا على البر و التقوى ، و لا تعاونوا على الإثم و العدوان .
- صدقيني : إن كل عملياتنا هي حلال تلال حسب أحكام الشريعة السمحاء .
- و أنا التي تصورت أن الشيخ الدجّال "المسطول الزعطوطي الونَان" قد مات من زمان . تلكم هي فتاوى فقهاء الإرهاب من أرباب السلب و النهب من الأميين في الشرع و الدين .
- أنت واهمة في هذا كل الوهم ، يا أم ماجد . المال العام هو مال مجهول المالك ، و لذا ، فهو ملك مشاع . لماذا لا تصيري ذكية مثل أم محمد الوردة ؟ ها ؟ لو كنت قد وظفت ذكاءك مثلها لأصبحت من زمان مديراً عاماً ، أو عضواً في البرلمان .
- قبَّحك الله يا حقير . أنا أصبح سمسارة حقيرة مثلها ؟ أما تكفيك تلك البعيدة التي أسقطت لك عشرات الموظفات ؟
- إحترمي نفسك ، و إلا أحلتك للتحقيق . العيش يُحب الخِفّة ؛ و الرزق من الله العلي القدير . قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .
- و ما يوسوس به الشيطان الرجيم لأحبابه و أربابه .
- إنتهت المقابلة .
***
- هاكِ الورقة ؛ أكتبي طلب الإحالة على التقاعد .
- هاتها .
أخذت الورقة البيضاء ، و حررت الطلب بسرعة ، و سلمتها إياه ، و أنا أقول :
- أريد كتاب براءة ذمتي من أموال الدولة كافة حالاً .
- سآخذ أولاً رأي السيد المدير العام المحترم .
رَزَمتِ الطلب في إضبارة ذهبية ، و توجهت بها إلى غرفة المدير العام . طرقت على الباب ثلاث مرات ، ثم انتظرت متسمِّعة . لم يردها الأمر بالدخول ، و لا انفرج الباب . عادت إلى مكتبها مبتسمة ، و قالت لي :
- سيادة المدير العام مشغول جداً الآن . لديه اجتماع مهم للغاية ، و لا تجوز مقاطعته . راجعي بكرة .
- إجتماع مهم للغاية ؟ مع تلك الساقطة أميرة ؟ تفو عليكم جميعاً .
فجأة هَجَمَت عليَّ أم محمد ، فمادت الأرض تحت قدمي ، و سقطتُ أرضاً ، و لم أعد أذكر ما يجري حولي .
***
- عيني ، أبو عبد الله ، هل ما زال المدير العام نفسه ؟
- كلا ، لقد أصبح عضواً في البرلمان .
- و هل ما تزال أم محمد تدير مكتب المدير العام ؟
- كلا ، لقد رُقَيت فجأة من درجة ملاحظ إلى درجة مستشار للدعم اللوجستي .
- و من هي هذه المرأة التي دخلت هنا قبل قليل ؟
- أم الشفاه المتورمة من الإبر ؟
- نعم !
- إنها المدير العام الجديد : خريجة مدرسة محو الأمية ، و تدعي أن لديها شهادة الماجستير في الشريعة من السعودية الشقيقة ، و الدكتوراه من الجارة المسلمة إيران .
- و لماذا تأتي للدائرة بدون رجال الحماية و السيارات فخمة ؟
- لكي تشتغل السيارات لحسابها بالأجرة على خط بغداد-بصرة ؛ و رجال الحماية هم السوَاق الذين يتناوبون ليل نهار .
- و من هو مسؤول مكتبها الآن ؟
- واحد زعطوط جلبته معها ؛ و هو شقيقها ؛ و ضجيعها عندما لا يوجد أحد غيره في الجوار .

البصرة ، 22 / 10 / 014



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس ، و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 5-5
- أقوى العلماء تأثيراً ماركس ، و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب ...
- ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 3- 5
- ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 2 - 5
- ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 1 - 5
- كيف حرر - الحوار المتمدن - المؤلف ؟
- العبقري آينشتاين يجيب : لماذا الإشتراكية ؟
- نمط الإنتاج الأنديزي : ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إن ...
- الفقيد عالم سبيط النيلي و اللغة الموحدة : المنهج و النتائج
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 3 - الأخيرة
- أم آسيا
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 2
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 5
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 4
- حكاية الكلب المثقف :- سربوت -
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 1
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 3
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 2
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 1
- هيجل و رَسْل : الأسد يُعرف من فكيه


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - القليل من الدعم اللوجستي فقط