|
قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 2
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 11:43
المحور:
الادب والفن
3. قربان البقرة الفريدة يشير نص الأسطورة عن لسان الكاهنة الناقلة لوحي إله الشمس " فويبس - أبوللو " في " دلفي " إلى " بقرة فريدة لم يُلبِسْها أحدٌ النَّير على عنقها ، و لم تجر المحراث يوماً ، و على خاصرتها بقعة تشبه نصف القمر " . و لهذه البقرة وظيفتان في حبكة القصة : أولاهما قيامها – باعتبارها الرسولة للإلهة أثينا – بإرشاد قدموس و رفاقه إلى المكان الذي يؤسس فيه مدينته طيبة ( و التي تبين إستعارة إسمها من إسم العاصمة المصرية القديمة " طيبة " مدى عمق التواشج الحضاري الفرعوني – الفينيقي تاريخياً ) ؛ و ثانيهما – مثلما تؤكد النسخ الأخرى للأسطورة – لكي تقدم نفسها أضحية لقدموس لينحرها بعدئذ تقرباً لإلهة الحكمة أثينا . هذا التوظيف للبقرة الحرة الفريدة بصفة معينة بالذات للإضطلاع بدور الدليل للبشر بأمر الآلهة ، و من ثم المنحورة كأضحية للآلهة توضح طقساً دينياً سومرياً إنتقل بعدئذ من السهل الرسوبي لوادي الرافدين ( و هو نفسه : جنات عدن تجري من تحتها الأنهار ) إلى الأقوام السامية و الهندوأوربية في تخيّر البقرة المتفردة و التي تُنحر تَقْدُمة للفداء . ففي أقدس الكتب الهندوسية " رٍگ ﭭ-;-يدا " ( Rig Veda) هناك عدة إشارات لقيام الهندوس بنحر البقرة لأغراض دينية . أما الطقس الديني الأشهر بهذا الصدد فهو قربان البقرة الحمراء عند العبرانيين للتكفير الجماعي عن آثامهم . هذا الطقس يستبطن عرف قتل الرسول الإلهي النصيح المتفرد البريء بغية افتداء آثام المجموعة البشرية ذات الصلة ، وهو العرف الديني الذي تتوِّجه المسيحية بتصويرها السيد المسيح بالقربان المخلص للبشر . و أصل هذا المعتقد مرتبط بالفكرة السومرية الأولية النابعة من حاجة الإنسان الطبيعية للقيام بشرب ماء الله و أكل رزق الله من النبات و الحيوان للبقاء على قيد الحياة و التي يتأسس عليها كل بنيان عبادة آلهة الخصب في العالم القديم ، بدءاً بالإلهة الأم - و هي أقدم المعبودات طراً – و التي سادت في مرحلة المشاعية البدائية – مروراً بالبقرة و الثور و المسحاة ، و إنتهاءً بالصليب و المنارة الرامزين لعبادة الفطر و العضو الذكري . و في العديد من الحضارات القديمة و المعاصرة ، فإن رمز أمِّنا الأرض يتزاوج شعبياً مع رمز البقرة بخصوبتها و وفرة دِرِّها و قوّتها و قدرتها على التحمّل و التكيَّف ، علاوة على جمالها و هدوئها الملائكي ، و ذلك منذ أقدم الأزمان . فهي المثال المتحرِّك بين ظهرانينا للحيوان الذي تتكرَّس فيه قوة الحياة بكرم للغير دون أن يسبب الأذى لأحد . و لذلك ، فهي أشرف بما لا يقاس من أولئك البشر - زمرة " هوتب " مثلاً - ممن كرسوا أدمغتهم لإلحاق أبشع الأذى بأبناء جلدتهم من البشر الآخرين منذ بدء التاريخ . و لنفس هذه الأسباب ، فقد كانت البقرة و ما تزال رمزاً مقدساً للخصب لدى العديد من الشعوب في ضوء كون عبادة آلهة انتاج القوت هي المصدر السومري الأول لكل الديانات قديمها و حديثها إنطلاقاً من مفهومهم بأن كل الماء و الغذاء إنما هو الرزق الربّاني المنزّل للبشر من السماء إلى الأرض . و في مجال الرزق ، فإن البقرة هي الرمز للثروة الشخصية لأنها توفر شتى الإحتياجات للبشر من اللحم و الحليب و الجلد و العظام و الروث ، علاوة على إمكانية إستخدامها للجرِّ في أعمال الحراثة و الحصاد . كما يرتبط رمز البقرة عند السومريين و البابليين بالحب و التكاثر و بالحكمة ؛ فإلهة الحب عشتار مثلاً كانت تعرف عندهم بكونها " بقرة سن " إله القمر ؛ كما إن الإلهة ننسون – أم گـلـگـامش و أبنة الإله آنو و الإلهة أوراس - كانت تسمى بـ " البقرة البرية العظيمة " الحامية ، وهي التي يطلب منها گـلـگـامش و أنكيدو الدعاء لهما بالتوفيق في حملتهما ضد خمبابا في أرض الحياة ( بلاد الشام ) عند إله الشمس أوتو ؛ و هو نفسه الإله اليوناني أبوللو ( الروماني : فويبس ) في إسطورة قدموس ذات التاريخ اللاحق بأبعد من خمسة عشر قرناً . أما المصريون القدماء ، فقد اتخذوا البقرة رمزاً للإلهة " حاثور " : أم المسرَّة ؛ و اعتبروها إلهة الإطعام لكل مخلوق باعتبارها التجسيد الأرضي لمجرَّة أرض اللبّانة ( أو التبّانة ) و التي تصوروها تجسيداً للبن المنسال من ضرع بقرة سماوية رؤوم حامية . كما جسَّد المصريون القدماء الإلهة " نوت " ببقرة على بطنها أربعة أنجم شعشاعة ترمز لجهات الأرض الأربع . و كذا الحال في الميثولوجيا الأسوجية التي تحكي بأن الأنهار الأربعة للقوة و التي غذَّت العمالقة حكام العالم الأول قد انبثقت من ضرع البقرة " أوذمبلا " . و البقرة حيوان مقدس في الميثولوجيا الفيدية - حيث تمثل عندهم الأرض و السماء معاً ؛ و كذلك في الديانة البوذية و الهندوسية ، و تمثل عندهم رمز القداسة و الصبر و السكينة . أما عند الشعوب السامية – و كلهم أقوام نشأت في صحارى شبه الجزيرة العربية القاحلة قبل هجرتها إلى شتى بقاع الهلال الخصيب و العالم القديم بعدئذ – فإن الثور ( العجل ) يصبح مشاركاً لها في القداسة أولاً ، ثم يزيحها تدريجياً كرمز للقوة و للفحولة و للقداسة و للخصب ؛ في حين تتحول البقرة إلى أضحية فداء لآثام البشر . و في هذا التحول من الأنثى للذكر إشارة إلى تحول المجتمع إلى المجتمع الذكوري بحت يقدِّس الفحولة سبباً للخصوبة ؛ مثلما يؤشر إلى تحويل المرأة إلى كبش الفداء لكل آثام الرجال . و من المعلوم أن الإنسان القديم كان يتملك الحيوان الحر الحلوب من خلال الإمساك به ، في حين أن التملك الشرعي للحيوان المملوك للغير يتطلب طبعاً الشراء أو الإيهاب . و بعد تملكه إياه ، يصبح بإمكانه إستخدامه لأغراض شتّى ، بضمنها مبادلته . و كلما كان الحيوان الحلوب المصطاد نادراً و مفيداً و في مقتبل العمر و غير متضرر ، كلما زادت قيمة نتاج الصيد . و بعكس هذا ، يؤشر وجود أثر للنير على جلد كتف الحيوان الداجن ملكيته للغير ، كما تؤشر الشيّة للعيب و تدني القيمة إقتصادياً و للدنس دينياً . و في هذا تشاكل مع القيمة أو المنزلة المجتمعية للعروس . فإذا كانت الفتاة شابّة حرّة و نادرة الجمال و غير ملموسة ( باكر ) و لا شيَّة فيها و مصدراً للغنى ، صارت مراداً غالي المهر . هنا الشيَّة و المس يؤشران للعيب المبطل للطقس ؛ مثلما يؤشر عقد الزواج المصاغ على أساس عقود المبايعة لصفقة " إمتلاك " الرجل للمرأة قديماً و حديثاً إلى شرط الإجتماع و المعاينة و الخلو من " العيب " المفروض عرفاً ، و إلا بَطُل العقد . و عليه ، فكلما كانت البقرة المضحى بها نادرة ، كلما كانت التقدمة للآلهة أعظم ، و الأجر و الثواب أدعم . هنا التقدُمة تفعل فعل الهبة للشيء الثمين تقرّباً من الإله المستفيد . و من المعيب نحر تَقْدُمةٍ غير ثمينةٍ للآلهة العظيمة . ليس هذا فحسب ، بل أن بعض الآلهة لا تتقبل إلا تقدمات معينة من نوع نادر تليق بمقامها الرفيع ( بالطبع حسب أذواق كهنتها ) ، و إلّا أصبحت الأضحية مجلبة للعار و الدنس و الشنار و ليست سبباً لدفع البلاء و الإسترضاء و التكفير عن الآثام و الطهارة . و لذلك ، فإن الحضارات التي عرف تاريخها تقديم الأضحيات البشرية ( و هم في الأغلب الأعم من الفتيات أو الأطفال و ليس الرجال ) ، إنما كانت تتخيّر خيرة شاباتها الباكرات لهذا الغرض . و كذا الحال بالنسبة للأبقار و الثيران المقدمة أضحيات للآلهة . فمثلاً ، تستوجب تعاليم التطهير و التكفير الجماعي لدى العبرانيين نحر عجلة حمراء تماماً ( "صفراء " في القرآن ) بلا حتى و لو شعرة واحدة سوداء أو بيضاء ، و بلا شيّة أو نقطة ، و لا تركيب سابق للنّير عليها ، و لا إستخدام سابق لها في الجر . بعدها ، يتم حرقها ، و استخدام رمادها المخلوط بالماء الصافي للتطهير و التكفير عن الذنوب الجماعية في طقس معقد مستعار من السومريين . و من المعلوم أن مثل هذه الأوصاف نادرة جداً في البقر ، و هو ما جعل الإله أبوللو يصطفي الأبقار الحمر لنفسه مثلما تبيّن الميثولوجيا الأغريقية ، لتصبح الندرة الإقتصادية منبعاً للقداسة الدينية . الفكرة هنا هي تكريس القيمة الأعلى للبكارة و للكمال و للشباب و للندرة لمحو الآثام الثقيلة للبشر . 4. الإتصال بالأرباب نعود الآن إلى وحي الإله أبوللو- فويبس في دلفي المذكور في الأسطورة . معلوم أن الإنسان الذي يقف عاجزاً إزاء تقلبات عناصر الطبيعة قد ربط قديماً بين نزول المطر من السماء و بين الآلهة التي تصور أنها تسكن السماء ، و التي إعتبر أن إنزالها للمطر على الأرض هو المسؤول عن خصب التربة عبر الإنبات ، و ذلك على غرار مسؤولية ماء الرجل عن حمل المرأة . و مثلما أن خطب ود المرأة يتطلب التواصل للتوسل و التضرّع ( من بين أشياء أخرى ) ، فكذلك هو الأمر مع خطب ود آلهة السماء . لقد كانت حاجة الإنسان القديم للتواصل مع الأرباب أمراً حيوياً جداً لإدامة الرزق و النيّات الطيبة للآلهة إزاءه . لذا فقد شُيّدت شتى المعابد لغرض التواصل مع الرب الكلي المعرفة و الكلي القدرة ؛ خصوصاً عند الفشل في مسعى ما ، أو لدى مواجهة مشكلة ما ، أو الأمل بتحقق أمنية ما . كان وحي الإله أبوللو في دلفي أحد أعرق و أشهر المعابد اليونانية للإتصال بالأرباب ، و الذي أضطر قدموس المحتار إلى اللجوء لنصحه عندما باءت رحلته للعثور على شقيقته أوروبا بالفشل التام . هنا الديالكتيك السلبي للفكر الديني يشتغل صاعداً نازلاً في التحكم بمصير الإنسان : يفشل قدموس في إيجاد شقيقته لأن الذي إختطفها هو رب الآلهة زِوِس الذي لا قدرة للبشر على تعقب حركاته ؛ و هو مضطر للجوء لاستشارة وحي الإله أبوللو- فويبس ( إله الشمس : الحقيقة ، العدل ) لمعرفة كيفية التصرف إزاء هذه المعضلة . في كلتا الحالتين فإن الخصام هو مع الآلهة ، و هي الخصم و الحكم ؛ و إن كانت الآلهة – في كل الأحوال - بريئة براءة الذئب من دم يوسف من وزر حماقات البشر لأن كل المشاكل إنّما هي بشرية المنشأ و ليست ربانية . المشكلة تكمن في البشر ، و ليس فيمن يعبدون . نأتي الآن إلى السؤال : لماذا وحي أبوللو في دلفي و ليس غيره ؟ في بلاد اليونان القديمة كان معبد الإله أبوللو في دلفي مركزاً متخصصاً بتنزيل و تبليغ الوحي الإلهي و الذي إكتسب الشهرة العريضة و الكثير من الإحترام ، الأمر الذي جعل العديد من الفلاسفة و المؤرخين و الأدباء الأغارقة - بدءاً بأفلاطون و أرسطو و أرستوفان ، و إنتهاءً بزينفون و هيرودوت و بلوتارك - يتطرقون إلى ذكره في أعمالهم . يقع هذا المعبد على سفح جبل برناسوس ، أسفل النبع القشتالي المذكور في الملحمة و الذي كانت مياهه تجري إليه قبل أن يغيّر سكان مدينة دلفي المعاصرة مسارها إليهم . و تتولى الإتصال بأبوللو و نقل وحيه للحجاج المستفتين فيه كاهنة مختارة تتمتع بامتياز التفرغ تماماً للمعبد لتكافأ على ذلك بالجرايات و الهدايا الثمينة و بالإعفاء من الضرائب و بتاج من الذهب . و إسمها اليوناني هو " بيثيا " المشتق من " البيثون " ، و هي الأفعى الخطرة التي قتلها هناك إله الشمس أبوللو ، و تَرَكَها فيه حتى تفسخت جثتها تماماً . و موضوع التفسخ للنبات و الحيوان حيوي لنمو أنواع الفطريات التي تسبب الهلوسة مثل فطر الأمانيت الطائر (Amaneta muscaria ) الواسع الإنتشار بلونه الأحمر المبقع بالأبيض ( و هو الأصل لرموز " الصليب " ؛ و " عيد الميلاد " الذي يتطابق مع فترة أول ظهوره ؛ و " بابا نويل " بملابسه ذات نفس الألوان ؛ و باتخاذ شجرة الصنوبر " شجرة لعيد الميلاد " لكون هذا الفطر غالباً ما ينبت تحتها ) . و تحكي الأسطورة اليونانية بأن كاهنة دلفي كانت تنطق بالوحي و هي في حالة من الهذيان بسبب الأبخرة المتصاعدة من شرخ في الصخرة التي يرتكز عليها مقعدها الثلاثي القوائم و الذي تجلس عليه يوماً واحداً بالشهر للنطق بوحي أبوللو . الواضح هنا هو تناولها لعقار خاص زاخر بـ " قوة الرب " مثير للهلوسة حسب الطقوس الشامانية فيخيل إليها أنها قد حلقت إلى جنات ملكوت الرب السماوية و قابلته هناك و استلمت الوحي منه . كل رُسُل الوحي هم من هذا النوع المهلوس من البشر ممن يمنح نفسه إحتكار إمتياز تلقي و تبليغ كلمة الرب لقومه . و لأن كلامها لم يكن مفهوماً للناس العاديين ؛ لذا ، فقد كان كهنة نفس المعبد هم الذين يتولون عنها ترجمة معانيه لطالب الوحي ؛ و يُسمّى أولئك الكهنة بالأنبياء ( prophē-;-tai " : π-;-ρ-;-ο-;-φ-;-ῆ-;-τ-;-α-;-ι-;- " ) ، و هو الأصل الذي إشتق منه الإنجليز مفردة النبي " prophet " في لغتهم . و لكن لماذا يأتي الوحي الإلهي عبر إتصال كاهنة أنثى بالإله ، و ليس كاهناً من الذكور ؟ السبب في هذا هو ربط الإنسان القديم بين الإتصال الجنسي بين الرجل و المرأة من ناحية ، و إمكانية إتصال أجمل و أقدس النساء بالأرباب عبر طقوس تشبه طقس العرس مثلما توضحه ملحمة گـلـگـامش في وصفها لطقس إتصال ننسون أم گـلـگـامش بالإله أوتو - شمش للدعاء بالتوفيق للحملة العسكرية لإبنها على بلاد الشام لجلب أخشاب الأرز . و لقد سبق و أن تطرقت إلى هذا الموضوع في كتابي " الصراع في ملحمة گلـگـامش " المنشور مسلسلاً في الحوار المتمدن . كما أشرت فيه إلى طبيعة التعويض التي حصلت عليه المرأة بعد استيلاء الرجل على المشاعة الأمومية في وادي الرافدين حسبما تصوره الأسطورة السومرية المعروفة بإسم " إنكي و ننخورساك " و العائدة للألف الثالث قبل الميلاد . و ملخصها هو أن الإله الذكر إنكي يقطع و يلتهم ثمانية أنواع من خيرات المحاصيل الزراعية العائدة للمشاعة الأمومية المزدهرة كجنة تجري من تحتها الأنهار ؛ فتسلط عليه الإلهة ننخورساك - سيدة المشاعة الأمومية - لعنتها ؛ ثم تتوارى عن الأنظار ؛ لتمرض ثمانية أعضاء من جسد الغاصب حتي يشارف على الهلاك . و هذا أصل الفكرة القديمة التي تربط بين المرض و الإثم . و بفضل ذكاء الثعلب ( طبقة الكهنة ) ، يتم إقناع ننخورساك بترك منفاها الإختياري ، و العودة لإشفاء أخيها و زوجها إنكي ، مقابل منحها إمتيازاً مفقوداً من النص بسبب إنخرامه . و هذا ما يحصل بالفعل من طرف ننخورساك الرؤوم عبر عودتها و إدخالها الإله في رحمها و إشفاء كل عضو مريض فيه . و أغلب الظن أن ذلك الإمتياز الذي أغراها بالعودة لم يكن غير توليها السلطة على المعبد ، علاوة على دورها التقليدي تاريخياً كطبيبة تعالج البشر من الأمراض . و لما كان الدين السومري قد طبع بميسمه كل أديان العالم القديم ، لذا فقد سادت الكاهنات العرّافات-الطبيبات على المعابد في الشرق الأوسط لخمسة عشر قرناً قبل أن تقصيها الأديان الإبراهيمية عنها ظلماً و عدواناً لصالح الرجل ، فتصبح الكهانة حكراً عليه ، لتتكرس بذلك السلطة السيادينية الذكورية . و لهذا لا نجد في هذه الديانات لا حاخامات و لا قسيسات و لا شيخات ؛ و بذا فقد خسر المؤمنون بهذه الأديان أفضليات حكمة أمِّنا المرأة بسبب شهوة الرجل للسلطة . و لحسن حظ قدموس أنه لم يحرم نفسه من هذه الحكمة عندما اختار الإستماع لنبوءة بالاس في دلفي ؛ علماً بأن الإسم " دلفي " مشتق من كلمة " دلفس " (delphys) (δ-;-ε-;-λ-;-φ-;-ύ-;-ς-;-) التي تعني : " الرحم " باللغة الأغريقية ، مما يعني أن المعبد كان مخصصاً لعبادة الإلهة الأم " گـايا " أولاً قبل إغتصابه من طرف أبوللو مثلما إغتصب أصله السومري إنكي أملاك مشاعة ننخورساك . يتبع ، لطفاً .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 5
-
كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 4
-
حكاية الكلب المثقف :- سربوت -
-
قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 1
-
كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 3
-
كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 2
-
كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 1
-
هيجل و رَسْل : الأسد يُعرف من فكيه
-
عودة إلى خرافات يعقوب إبراهامي بشأن قوانين الديالكتيك / 2 و
...
-
حكاية الطَّبْر و الهَبْر
-
الفتى صالح و السبحة الكهرب
-
عودة إلى خرافات يعقوب إبراهامي بشأن قوانين الديالكتيك /1
-
الحمار و عبد الكريم
-
قوانين الديالكتيك و ظواهر فيزياء علم الكم / 7 - الأخيرة
-
قوانين الديالكتيك و ظواهر فيزياء علم الكم / 6
-
قوانين الديالكتيك و تخريفات أبراهامي بصدد عدم وجود الصراع دا
...
-
قوانين الديالكتيك و تخريفات أبراهامي بصدد عدم وجود الصراع دا
...
-
ألحمار المناضل
-
طبيعة قوانين الديالكتيك و طريقة إستنباطها و فحصها و علاقتها
...
-
قصة البغل المتهوِّر
المزيد.....
-
فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي
...
-
التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار
...
-
ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
-
تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا
...
-
-أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو
...
-
بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ
...
-
خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ
...
-
في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
-
الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
-
مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا
...
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|