أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - نمط الإنتاج الأنديزي : ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتاجه و لكل حسب حصته / 3 - الأخيرة















المزيد.....


نمط الإنتاج الأنديزي : ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتاجه و لكل حسب حصته / 3 - الأخيرة


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 18:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سادساً : البنية الإجتماعية للحضارة الأنديزية
إنقسم المجتمع الأنديزي إلى طبقتين فقط هما : الطبقة الحاكمة (تسميهم الأدبيات الغربية بالإستدلال الخاطئ : النبلاء) ، و طبقة عامة الشعب ؛ و لكل من هاتين الطبقتين هرميته . و لعدم وجود النقود ، و لسيادة الملكية الجماعية على الأرض و محاصيلها ( و هي المصدر الأساسي للثروة ) ، و لوجوب قيام كل فرد في المجتمع بأداء وظيفة أو عمل ما ، لذا فقد كانت الفروقات الطبقية بين كبار أفراد الطبقة الحاكمة و طبقة عامة الشعب لا تكاد تذكر ، و ليست حادة مثل تلك التي سادت في المجتمعات الأوربية المعاصرة لها بين العائلة الملكية و حاشيتها و النبلاء و رجال الدين المتعطلين و العالة على المجتمع بحكم إمتيازاتهم الإقتصادية-الإجتماعية ، من جهة ، و بين الأقنان و العامة المسحوقين من جهة أخرى ؛ كما لم تعرف الحضارة الأنديزية نظام الرق و العبودية بحكم سيادة ثقافة مبدأ كون الإنسان حراً بالولادة في نمط الإنتاج ألأنديزي، و أن قيمة كل إنسان هو ما يحسن عمله .
في أعلى قمة الهرم الإجتماعي للطبقة الحاكمة في إمبراطورية الإنكا ، كان موقع الملك المقدس "ساپا إنكا" (Sapa Inca)- الذي كان يعتبره شعبه الذي يبجله إبناً للشمس - المنحدر من رؤساء قبيلة الإنكا التي أسست مدينة كوزكو (Cuzco) العاصمة ؛ و زوجته ، و تسمى ألـ "كويا" (Coya) ، و أقاربهما . و مثل بقية أفراد شعبه ، فقد كان الملك ينام على الأرض ، و ليس على سرير ملكي فخم ؛ و لم تكن حكومته شمولية . و مثل عامة الناس ، كان الملك يسكن بيتاً بسيطاً ، مداخلة بلا أبواب ، و نوافذه بلا شبابيك . و من بعد العائلة المالكة ، يأتي منصب الكاهن الأعلى لإله الشمس "إنتي" ، و يسمى "فيلاك أومو" (Villac Umu) الذي يتصل مباشرة بالإله المذكور ؛ ثم جماعة "الإنكا" (Inca) ، و هم أحفاد بقية رجال القبيلة المؤسسة لمدينة كوزكو ، و الذين كانوا يتسنمون وظائف حكومية مهمة . كما طبق الإنكا نظاماً فريداً يسمح بموجبه لأفراد الطبقة العامة بالإرتقاء إلى طبقة الإنكا الحاكمة ، حيث يتم اختبار ذكاء كل اليافعين الذكور و الإناث بعمر 13 سنة من العامة ، و في حالة تفوقهم في الإختبار ، يُلحقون بمراكز للتدريب المهني (لم تعرف اهل الحضارة الأنديزية فن الكتابة ، في حين كانوا ضليعين بالحساب) . و بعد إجتيازهم لها ، يُرقَّون كأعضاء في طبقة الإنكا الحاكمة بموجب الموقع الإداري أو الفني و الكفاءة ؛ فالمهندسون و المعماريون و الصاغة و الحدادون - مثلاً - كانوا يعتبرون ضمن أفراد الطبقة الأرستقراطية الحاكمة . علماً بأن مفهوم "الطبقة الحاكمة" عند الإنكا قد ارتبط إرتباطاً وثيقاً بتميز الكفاية الوظيفية للفرد فنياً في أجهزة الدولة و أشغالها بالدرجة الأساس ، و ليس بموقعه الاقتصادي في علاقات الإنتاج . و أخيراً يأتي شيوخ العشائر المنضوية تحت الإمبراطورية ، و يسمون الكوراكاس (Curacas) ، حيث كانت العادة الجارية في إمبراطورية الإنكا هي الإستبقاء على شيوخ عشائر المناطق المحتلة في مواقعهم القيادية إذا ما ارتضوا بحكم الإمبراطور الجديد ، لتصبح صلتهم مباشرة به باعتبارهم حكاماً محليين تابعين له .
قسم الملك إمبراطوريته إلى أربعة أقاليم حسب الجهات الأربع ، يحكم كل إقليم منها أحد أقاربه . و كل إقليم ينقسم بدوره إلى أجزاء أصغر فأصغر ، يحكم كلاً منها مسؤول وفقاً للتراتبية التنازلية عشرياً ؛ حيث تتبع كل حاكم إقليمي عشرة مقاطعات ، سكان كل مقاطعة منها حوالي 10000 مزارع ، و لكل منها قائد محلي ؛ و هكذا نزولاً إلى 1000 مزارع ، فمائة مزارع ، فالوحدة الإدارية الأصغر المتمثلة بعشر مزارعين . و هذا يعني أن هناك 1331 مسؤولاً إدارياً عن كل 10000 شخص ، يتولون مسك السجلات بتعداد كل المواطنين و بمساحات الأرض و بالمحاصيل و المشاريع الحكومية و بغيرها من البيانات الإحصائية المهمة . و تتخذ هذه السجلات - و تدعى بالكويبو (Quepu)- هيأة خيوط ملونة تتدلى بعُقَد على نحو متواز مع بعضها من خيط أعلى طويل . و بالتنويع في نمط و لون الخيط ـ و في المسافات و العقد الفاصلة بينها ، فقد أمكن للإنكا تسجيل عدد السكان و أفراد الجيش و المحاصيل و غيرها من الموجودات في بقاع الإمبراطورية كافة . هذه البيانات كانت مهمة جداً للتخطيط الحكومي ، فهي توضح - مثلاً - أماكن وجود الوفرة في المحاصيل الزراعية و المنتجات الحيوانية ، و أماكن وجود النقص الحاد فيها . عندها ، يصبح بالإمكان سد النقض لدى الأماكن المتضررة بنقل المواد الغذائية إليها من المخازن العامة للأغذية . إذن ، فقد كان إنتاج جميع أفراد المجتمع مخصصاً لخدمة كل المجتمع ، و ليس لخدمة المصالح الأنانية لطبقة واحدة بعينها ، مثلما هو حاصل في النظام الرأسمالي .
و أذا ما وضعنا جانباً الطبقة الحاكمة لإمبراطورية الإنكا - و هي تطور بيروقراطي متأخر في الحضارة الأنديزية حصراً أملته متطلبات إدارة مختلف شؤون الإمبراطورية المترامية الأطراف و التي هيمنت على أراض مساحتها أكثر من 350000 ميل2 من قارة أمريكا الجنوبية ، و لم يدم هذا التطور - بفضل همَّة السفاحين الإسبان أبطال الإبادة الجماعية و أوبئتهم الفتاكة - سوى أقل من ثلاثمائة عام - فقد شكلت العشيرة (الأيلٌو : Ayllu) مع رئيسها ، الوحدة الإجتماعية الأساس للحضارة الأنديزية ، و هم عامة المجتمع . و تتألف العشيرة ، أو الأيلّو ، من مجموعة كبيرة أو صغيرة من العوائل التي تعمل مع بعضها تعاونياً في منطقتها كما لو كانت عائلة كبيرة واحدة ، حيث كان كل فرد في الحضارة الأنديزية يتبع عشيرة ما بعينها ، مثلما كان كل فرد يزاول عملاً ما في الزراعة أو الرعي أو الصيد أو النسيج أو التعدين أو في صنائع النقش و الفخار و الصياغة و النجارة و الحدادة و البناء و شق قنوات الري و غيرها و ذلك بإشراف حكومي مباشر دؤوب . و يلعب التنظيم أهمية قصوى في الإنتاج هنا ؛ فمثلما كانت الوحدات الإدارية مقسمة تنظيمياً ، كذلك كان العمل . حيث توضع تحت تصرف الأيلو قطعة أرض يراعى فيها أن محاصيلها تكفي لغذاء كل إفرادها . كما كانت كل الأراضي ملكية عامة ، و تنقسم إلى ثلاثة اقسام : قسم تخصص وارداته للحكومة لإعالة و إكساء و تجهيز موظفيها و جنودها ، و قسم للمعابد ، و قسم للأيلَو . و كان على أفراد الطبقة العامة من القادرين على العمل واجب الاشتغال في المشاريع الحكومية ذات النفع العام ، و في استزراع الأراضي المخصصة للعائلة الحاكمة و للمعابد ، و في أداء الخدمة العسكرية ؛ و ذلك على وجبات دورية وفق نظام دقيق لتسديد الضرائب بقوة العمل حصراً يدعى "المتئه" (Mit a) . و يمثل خضوع المواطن أو عدم خضوعه لهذا النظام الحد الفاصل بين مَنْ ينتمي منهم للطبقة الأرستقراطية و من ينتمي لعامة الشعب . و في مقابل أداء واجب المتئة ، يحصل الفرد من الحكومة على الغذاء و الملبس و الأدوية و أدوات الإنتاج . كما وجد هناك نظامان إجتماعيان رديفان للمتئة ضمن إطار التنظيم العمل الجماعي : "الأيني" (ayni) ، و "المنكا" (minka) . النظام الأول يشتمل على بذل عمل جماعي لمنفعة عائلة متضررة ما (بسبب مرض رب البيت ، مثلاً ) ؛ و الثاني تتكرس فيه قوة العمل الجماعي التطوعي لمنفعة أفراد الآيلو كلهم ، مثل كري قنوات الري ، أو بناء المدرجات الزراعية على سفوح الجبال . كل أشكال العمل الجماعي هذه هي تراث إجتماعي متأصل منذ أقدم الأزمان في الحضارة الأنديزية ، بلغ تأثيرة الذروة في إمبراطورية الإنكا .
و جرت عادة الأيلو على تزويج البنات و هنّ بعمر 16 سنة ، و الرجال عندما يبلغون العشرين . و كان الزواج إلزامياً ، إما بالتفاهم بين الحبيبين ، أو ، بعكسه ، تتدخل العشيرة لفرض الزواج على العزاب ممن تجاوزوا العشرين من العمر . و عندما تتكون عائلة جديدة من الزوج و الزوجة ، يضع رئيس الأيلو - في يوم عقد قرانهما - تحت تصرفهما قطعة من الأرض الزراعية - تسمى "توپو" (Tupu) - سبق و أن تم تجهيزها بالعمل الجماعي لهذا الغرض ، و إنتاجها يكفي لإعالتهما . و كلما إزداد عدد أفراد هذه العائلة ، كلما خصصت قطعة أرض إضافية لها للإستزراع . و باستثناء المقتنيات الشخصية البسيطة ، فلم تكن توجد الملكية الخاصة لدى عوائل الأيلو .
عاش أفراد العشيرة معاً في مجتمع ديمقراطي تتخذ القرارات المهمة فيه جماعياً . و كانوا يحفظون أجداث أجدادهم المحنطة في قبور فوق الأرض تتحول إلى مزارات ، للصلاة عليهم و إقامة الاحتفالات الدينية على ذكراهم . و كان كل شيء على وجه البسيطة مقدساً عندهم : الإنسان و الحيوان و النبات و الأنهار و الجبال و السهول و البحار ، و ليس مثل الرأسمالين ، مصدراً للإستغلال و للإغتناء على حساب هضم حقوق الغير ، و التمييز العنصري و الطبقي ضد الأخر ، و تدمير الطبيعة و الأجواء . كما كان العمل إلزامياً على كل مواطن حسب عمره و جنسه و موقعه الإجتماعي و بما يؤمن عدم إبقاء أرض بدون زراعة و لا وجود لبضاعة حيوية بدون إنتاج . فالأطفال فوق عمر الخمس سنوات كانوا يتولون مهمة المساعدة في رفع المياه بالجرادل الى الحقول حيث ينهمك الكبار باستنبات محاصيلهم الزراعية . و النساء فوق الخمسين من العمر ينسجن الأقمشة و يخيطن الملابس . حتى الأفراد المعاقين كانوا يُكلفون بأعمال يومية تلائم طاقاتهم ، مثل مضغ حبوب الذرة و بصقها في إناء ضخم لكي تتخمر لصناعة البيرة . و يتم تسجيل كل المهمات الفردية من قبل الموظفين بواسطة نظام التسجيل الخاص "الكويبو" المشار إليه آنفاً .
كان المبدأ الأهم في نمط الإنتاج الأنديزي هو توفير الحاجات الأساسية لكل أفراد الشعب في الوقت المناسب و بالكميات الكافية و ذلك بالتحسب لحماية البشر من المجاعة بسبب التقلبات الطبيعية و المناخية . نجح الأنديزيون في هذا بفضل جدهم و اجتهادهم و إيمانهم بضرورة التعاون الاشتراكي و التنظيم الحكومي المستنير لضمان البقاء و التطور ؛ و لهذا فقد أنتجوا إحدى أمجد الحضارات في تاريخ البشرية و التي خلقت الثروة بدون نقود . لقد عرفوا كيفية إنتاج المعادن النفيسة و صياغتها على نحو متفرد ، كما عرفوا كيفية نقل الرسائل الشفوية عبر 250 ميل يومياً ، و كيفية إقامة أعقد الطرق ( 16000 ميل من الطرق النيسمية المبلطة بالحصى ) و الجسور الجبلية المعلقة المصنوعة من الحبال الجبارة و الألواح الخشبية ( بقي بعضها صالحاً للإستعمال لخمسمائة سنة متواصلة ) ، و كيفية تشييد أعظم البنايات من أضخم الصخور المهندمة و المثبتة زاويّاً بدون أية تماليط أو مشدّات بينية ( العديد من هذه البنايات ما تزال قائمة بثبات حتى يومنا هذا ، و هي أية في فن الريازة بالأحجار الضخمة - زنة عدد منها تصل إلى 200 طن - و التي لا يمكن دس حتى الموسى بين حد صخرة و أخرى منها ) ، و بنوا أكبر شبكة لقنوات الري ، و صنعوا أجمل المنسوجات الصوفية في تاريخ البشرية ( و بضمنها الملابس الفائقة الرقة و الدقة و المصنوعة من شعر الخفافيش العملاقة حيث يمكن ضم رداء كامل منها وسط راحة اليد الواحدة ! ) . كل ذلك ، لأن مجتمعهم كان بحاجة للآلات و للأدوات المعدنية و للتواصل و للعمران و للغذاء و للأردية و الأغطية و للحبال . و لم يعرفوا العبودية و لا القنانة و لا النقود و لا الأسواق و لا البارود و البنادق و المدافع و القنابل - التي أبادت حضارتهم - لأنهم أدركوا أن مجتمعاتهم ليست بحاجة إليها ، البتة . فما حاجة الإنسان باستغلال أخيه الإنسان ؛ و ما حاجته بمعادل عام لثروة المجتمع ؛ و ما حاجته بالمبيدات البشرية ؟
سابعاً / موجز تاريخي بنمط الإنتاح الأنديزي
مرحلة ما قبل الإنكا
2500 ق م . بدأ الإنسان الأنديزي الزراعة في المنطقة بإنتاج محاصيل البطاطا و الذرة و القطن و غيرها و تأسيس القرى .
900 ق م . بدء تكون الحضارة "الـچـافينية" (Chavin) في مرتفعات الأنديز الشمالية .
850 ق م . الـچـافينيين يبنون مدينة و معبد "چـافين دي وانتار" (Chavin de Huantar) ، 160 ميلاً شمال ليما ، العاصمة الحالية للپيرو .
700 ق م . بدء حضارة الپاراكاس (Paracas) .
200 ق م . سقوط الحضارة الـچـافينية .
100 م . بدء نمو حضارة "النازكا" (Nazca) شمال البيرو المشهورة برسم الخطوط على أديم الصحراء و التي تعطي أشكال حيوانات ضخمة جداً عند النظر إليها من الجو ، و بمنسوجاتها الصوفية الخلابة (توجد قطعة نموذجية منها في متحف بروكلين) . و كذلك حضارة "الموتشة" (Moche) في الپيرو الشهيرة ببناء المعابد و الأهرامات و قنوات الري و بفنون النحت على الفخار المزجج و المصوغات الذهبية .
200 م سقوط حضارة "الپاراكاس" .
600 م . بدء الحضارة "الوارية" (Wari, Huari) على القسم الساحلي من الپيرو .
800 م . إنقراض حضارتي "النازكا" و "الموتشة" .
1000 م . نشوء العديد من الحضارات الجديدة في المنطقة ، بضمنها حضارة "الـچيمو" (Chimu) الشهيرة بتطوير زراعات المدرجات الجبلية (يصل عددها إلى 500 مدرج على سفح جبل عال واحد) ، و بإنشاء شبكة معقدة من طرق النقل . و ستعتمد حضارة الإنكا على هذين التطويرين المهمين .
1200 م . الـچيمو يبنون عاصمتهم "چـان چـان" (Chan Chan) المتطورة التخطيط العمراني في الپيرو ، 5 كم غرب مدينة تروجيلو الحالية .
إمبراطورية الإنكا
1200 م . قبيلة الإنكا ، بقيادة "مانكو كاپاك" ، تؤسس عاصمتها مدينة " كوزكو " (Cuzco) الواقعة على إرتفاع 3600 م فوق مستوى سطح البحر ، جنوب شرق الپيرو ، بتطوير مستوطنة قديمة تعود لحضارة الكلكة (Killke)(900- 1200 م) المشهورة ببناء الجدران الصخرية من الصخور العملاقة المجلوَّة و المتفردة التعشيق بدون ملاط . تخطيط المدينة الجديدة يأخذ شكل نمرة الپيوما (Puma) المقدسة عند الإنكا .
1200-1400 م . تتوسع حضارة الإنكا ضمن وادي كوزكو دون التمدد خارجياً .
1438 م . يصبح " پاچـاكوتي إنكا يوپانكوي " قائداً للإنكا ، فيبدأ بالهيمنة على القبائل المجاورة ، و بتوسيع نقاط السيطرة لإمبراطورية الإنكا ، و إعادة تنظيم الدولة لتصبح تاوانتينسويو (Tawantinsuyu) و تعني (الجهات الأربع معاً) ، و يبني مدينة ماتشو پكتشو (Machu Picchu) في مكان مقدس و محصن طبيعياً على قوس سحيق لوادي نهر أوروبامبا ، 80 كم شمال غرب كوزكو ، على إرتفاع 2430 م فوق مستوى البحر (فشل السفاحون الأسبان في الإهتداء إلى موقعها ، فبقيت دون نهب و تخريب ، لتصبح الآن إحدى عجائب العالم الحديث ، و لتقدم أعظم شاهد على عظمة حضارة الإنكا).
1471 م . يصبح "توپاك إنكا يوپانكوي" - و هو نجل پاچـاكوتي - إمبراطوراً ، فيوسع إمبراطوريته كثيراً .
1476 م . يدحر الإمبراطور "توپاك" إمبراطورية "تشوما" ، و يُلحق أراضيها بإمبراطوريته .
1493 م . يصبح هواينا كاباك - نجل توباك - إمبراطوراً ، لتصل إمبراطورية الإنكا إلى ذروتها .
سقوط إمبراطورية الإنكا
1525 م . يموت الإمبراطور هواينا كاباك - و معه الجزء الأكبر من السكان - في وباء الجدري الذي جلبه المحتلون الإسبان للقارة ، كما يستمر إنتشار الأوبئة الأوربية الفتاكة عدة سنين ، فيما يتناحر إبنا الإمبراطور المتوفي - "أتاهوالبا" و "هواسكار" على العرش في حرب أهلية إستمرت خمسة أعوام .
1532 م . يدحر "أتاهوالبا" شقيقه ، فيصبح هو الإمبراطور . في نفس العام ، تدخل القوات الإسبانية بيرو بقيادة السفاح فرانسسكو بيزارو الذي يأسر الإمبراطور "أتاهوالبا" في كمين ، فيسجنه كرهينة و يطالب شعبه بفدية فلكية (ملء غرفة كاملة من الذهب و ملء غرفتين من الفضة ) يتسلمها كاملة لقاء إطلاق سراحه .
1533 م . يعدم الإسبان الإمبراطور "أتاهوالبا" حتى بعد تسلمهم لفديته كاملة ، و يعينون "مانكو إنكا" بديلاً له .
1537 م . يهرب الإنكا "مانكو إنكا" من ليما عاصمة الإسبان في بيرو إلى فيلكابامبا ليؤسس هناك حكومة مستقلة عن المحتل الإسباني تتولى قيادة المقاومة الشعبية ضد المحتلين الإسبان .
1541 م . مقتل السفاح الإسباني : فرانسسكو بيزارو .
1572 م . يعدم الغزاة الإسبان آخر إمبراطور للإنكا ، "توباك أمارو" ، ليسدل الستار على إمبراطورية الإنكا .
ثامناً / الإستنتاجات
يقدم هذا النمط الفريد من الإنتاج الدليل التاريخي القاطع على صحة النظرية الماركسية بكون الرأسمالية و ما يسمى باقتصاد السوق و تفرعاته و النقود و تفرعاتها ما هي إلا نظم مصطنعة لتكريس خرافة أبدية أسوأ نظام للاستغلال عرفه تاريخ البشرية ؛ و أن لا خلاص من هذا النظام - الذي لا يقوم و لا يعتاش إلا على استغلال الإنسان للإنسان - إلا عبر إلغاء هذا الاستغلال مرة و إلى الأبد بتشريك وسائل الإنتاج . في نمط الإنتاج الأنديزي - الموصوف بعجالة في هذه السلسلة - لدينا الدليل العملي على صحة الحل الماركسي للمشكلة المستعصية تاريخياً و المتمثلة باستغلال الإنسان للإنسان ، و التي يندى لها جبين البشرية و تاريخها الأسود منذ خمسة آلاف سنة و تزيد . كل هذا ، رغم أن ماركس - الذي عرف نظام المشاعة البدائية و المشاعة الزراعية و نمط الإنتاج الآسيوي - لم تتهيأ له الفرصة للتعرف عن كثب على خصائص هذا النمط الاشتراكي الفريد من الإنتاج و ذلك بسبب التعتيم الإمبريالي طوال أربعة قرون على دقائق هذه التجربة الإنسانية الفريدة التي نمت و ترعرعت في العالم الجديد على الجانب الآخر من الكرة الأرضية. مع ذلك ، فقد استطاع هذا المفكر العملاق أن يصيغ لنا المفتاح الذهبي المؤدي لانعتاق كل البشر من قيودهم و لفتح أبواب الجنة لهم على هذه الأرض : تشريك وسائل الإنتاج أولاً و إتاحة و تقسيم العمل للجميع و التخطيط الاقتصادي ثانياً في ظل حكومة عمالية شعبية مستنيرة و قوية هدفها الأول و الأخير هو تحرير و خدمة الإنسان ، كل إنسان . بدون حكومة شعبية قوية لا يمكن بناء الإشتراكية . و من يدري ؟ فلعل شعوب قارة أمريكا الجنوبية - التي أتحفتنا بأنجح نمط إنتاج عرفته البشرية دام على الأقل لثلاثة آلاف سنة - ستقدم مجدداً للبشرية مركز الإشعاع الماركسي الذهبي القادم لانعتاق شعوب الأرض كافة من النير الإمبريالي .. كيف لا ، و قد تكفلت الشعوب الحرة الشجاعة في هذه القارة بإنجاب مجموعة من أعظم الثوار الذين عرفهم التاريخ الحديث ؟
تاسعاً / مراجع مختارة
Adams, Richard E.W. Ancient Civilizations of the New World. Boulder, CO: Westview Press, 1997.
Davies, Nigel. The Ancient Kingdoms of Peru. London and New York: Penguin Books, 1997.
Fagan, Brian M. Kingdoms of Gold, Kingdoms of Jade: The Americas before Columbus. London and New York: Thames and Hudson, 1991.
Katz, Friedrich. The Ancient American Civilizations. London: Phoenix Press, 1972.
Malpass, Michael A. Daily Life in the Inca Empire. Westport, CT: Greenwood Press, 1996.
Moseley, Michael E. The Incas and Their Ancestors: The Archaeology of Peru, revised ed. New York: Thames and Hudson, 2001.
Time-Life Books. Incas: Lords of Gold and Glory. Alexandria, VA: Time-Life Books, 1992.

تمت .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقيد عالم سبيط النيلي و اللغة الموحدة : المنهج و النتائج
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 3 - الأخيرة
- أم آسيا
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 2
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 5
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 4
- حكاية الكلب المثقف :- سربوت -
- قصة قدموس مثالاً للملحمة التاريخية / 1
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 3
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 2
- كارل ماركس و بيرتراند رَسْل / 1
- هيجل و رَسْل : الأسد يُعرف من فكيه
- عودة إلى خرافات يعقوب إبراهامي بشأن قوانين الديالكتيك / 2 و ...
- حكاية الطَّبْر و الهَبْر
- الفتى صالح و السبحة الكهرب
- عودة إلى خرافات يعقوب إبراهامي بشأن قوانين الديالكتيك /1
- الحمار و عبد الكريم
- قوانين الديالكتيك و ظواهر فيزياء علم الكم / 7 - الأخيرة
- قوانين الديالكتيك و ظواهر فيزياء علم الكم / 6
- قوانين الديالكتيك و تخريفات أبراهامي بصدد عدم وجود الصراع دا ...


المزيد.....




- تصريح صحفي بالندوة الصحفية لتقديم نتائج المؤتمر الوطني 14 لل ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي :كل الإدان ...
- الحكم الإيراني في ورطة من صنعه منذ ساعة واحدة
- ش??ي ئيسرائيل ب?س?ر ئ?ران و ناوچ?ي ??ژه??اتي ناو??است، د?ب? ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- الحقوق لا توهب ولكن تنتزع… لا لقانون طرد المستأجرين
- مداخلة النائب البرلماني الرفيق أحمد العبادي باسم فريق التقدم ...
- مداخلة النائبة البرلمانية الرفيقة نادية تهامي، باسم فريق الت ...
- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسين علوان حسين - نمط الإنتاج الأنديزي : ؛ الإشتراكية التوزيعية : من كل حسب إنتاجه و لكل حسب حصته / 3 - الأخيرة