حافظ ألمان
الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 23:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أبنائي:
أعرف مدى استغرابكم وشكّكم، وأنا أعذركم فلم يسبق من قبل أن كلّم الله البشر، وأنا أول من فعلها فلا وسائط ولا حدود بيننا.
أبنائي... لا أخفي عليكم أنّني لم أكن إلهاً قبل عدة سنوات، بل كنت عبداً لإله، إلهٍ لم أعرفه، وإنّما عُرّفت عليه. لم أحبّه فقد كان دائما بعيداً عني ومشغولاً بغيري، كنت أخافه فقط وأتقي غضبه فضاق بي الحال ولم أعد أطيق الاحتمال فطلقته وهجرته فاعتبرني عدوّاً له، وبات يتهدّدني و يتوعدني.
كان إلهاً لا يحويه مكان ولا زمان، وأنا في عدة سنوات تجاوزت المكان والزمان، صرت خصماً له، ندّاً له، صرت إلهاً، وهل يعادي الإله إلّا إلهاً مثله؟
أبنائي... ها أنا قد عرفتكم بذاتي فلكم أمني وسلامي، وعليكم طاعتي واستغفاري فمن آمن بي، أدخلته جنّتي، ومن أنكرني، أذقته عذابي ونقمتي.
هل صدقتم؟ فأنا أمازحكم، وهل تظنون أنّني سأجعل منكم آلهة؟ لا، لن أفعلها ولن أشكّ بنفسي.
سألني أبنائي: ما الروح؟
أبنائي... مثل الروح كمثل طائرة يقودها سائق (كابتن الطائرة)، الطائرة الجسد وسائقها النفس ووقودها الروح فإمّا أن يقودها سائقها بأمان وإمّا أن يدمرها.
وسألني أبنائي : وماذا لو حدث عطل فنّيّ في الطائرة وسقطت فما ذنب السائق وماذنب الركاب؟
أبنائي... إذا حدث ذلك فعلاً فذاك هو القدر، وصدقوني أنّ لا علم لي به.
هذا مثل ضربته لكم وهو ليس الحقيقة كلّها فتفكروا فإنّ الفكرة لا تموت.
وسألني أبنائي: هل هناك جنّة ونار؟
أبنائي...الجنّة والنار موجودتان فإذا اقترب أحدكم من النار ورمى نفسه فيها ستحرقه، والنار رمز لكلّ ما يضرّ النفس فاحذروا النار.
والجنّة رمز لكلّ ما يحقّق للإنسان سعادته فلكلّ جنّته وهو من يختارها، فكلوا واشربوا وغنّوا وارقصوا وافعلوا كلّ ما تحبّونه دون أن تمنعوا غيركم ممّا يحب، ولا تنسوا أن تعملوا كي تستطيعوا أن تفرحوا.
أبنائي... هذه الأرض أرضكم وملككم فإمّا أن تعمروها وإمّا أن تخربوها، والأمر لكم.
محبتي و سلامي
#حافظ_ألمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟