عادل إمام وآثار الحكيم من منهماالمذنب؟

حافظ ألمان

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 17:32
المحور: الادب والفن
    

عندما يريد المرء أن يتكلم عن الفنان عادل إمام عليه أن ينتقي كلماته بعناية فائقة، فمن يتكلم عنه ليس شخصية عاديّة ،وانّما أسطورة فنيّة وتاريخاً حافلاً بإمتاعنا و إضحاكنا ، إنّه الزعيم ، ومهما تكلّمت وفصّلت فلن أستطيع أن أوفيه حقّه، فأنا بطبعي لا أجيد التعبير عن مشاعري.
و آثار الحكيم فنّانة لها بصمتها وحضورها ،لها سحرها وبريقها ،ولا تستحق منّا هي والزعيم الا كل الحب والتقدير ، لكن هذا لا يعني أن لا ننتقدهما ، لا بل من الواجب ومن باب الحب والحرص عليهما أن ننتقدهما عندما يخطئان .
اسمحوا لي أن أمسك الموضوع من أوله (هي كانت متعودة دايماً) عذراً،فقد أمسكت الموضوع من أول أوله .
في إحدى المقابلات التلفزيونية هاجمت الفنانة آثار الحكيم الزعيم عادل إمام حيث قالت عنه: (أنّه لا يحترم الفن ولا يحترم زميلاته)، وكلامها هذا جاء رداً على تصريح سابق للزيم قال فيه:(أنّه لا يسمح لزوجته وبناته بالعمل في السينما ).
الا يحق للزعيم أن يعبر عن رأيه بحرية وفي أي موضوع كان ؟
بالتأكيد ، ولكن للزعيم شعبيّة واسعة في كل العالم العربي ولا يوجد أحد في منطقتنا الّا ويعرفه ويشاهد اعماله الفنية،وكل كلمة ينطقها، لها وزنها وتأثيرها، وهذا ما يجب أن يمنع الزعيم من الإدلاء بتصريحات عشوائية وغيرمدروسة، وهو بتصريحه هذا أساء إلى الفن ومحبيه ،وبنفس الوقت قدّم خدمة مجانيّة لأولئك الذين يتربصون بالفن ويعملون على تشويه صورته وانهاء رسالته التنويريّة.الزعيم أساء إلى كل فنان حقيقي يحترم فنه وبالأخص للفنّانات ، فكلامه هذا يستشف منه بأنّه ينظر الى الفن نظرة دونيّة بعيدة عن الاخلاق ، وهذا ما دفعه الى إبعاد ابنته عن هذا الحقل ودفعها الى حقل أخر أكثر التزاماً وأخلاقاً، وفي نفس الوقت سمح لاثنين من أولاده الذكور بالعمل في السينما،وهو بذلك يكيل بمكيالين في نطاق اسرته الصغيرة و بنفس الوقت يطالب بتغير المجتمع وبالمساواة والعدالة بين أبنائه.ما هذا التناقض الغريب؟
كيف ستقبل فنانة تحترم فنها و تحترم نفسها أن تمثل معه وهي تعرف مسبقاً انّ نظرته اليّها نظرة لا اخلاقيّة ؟
أليس من المفترض بالزعيم أن يدافع عن وطنه وأهله وأن يكون ديمقراطيّا ويحترم حريّة الأخرين؟
والفنانة آثار الحكيم انتقدت الزعيم وعملت مثله بالضبط حين قالت:(أنّها ترفض أدوار الأغراء )علماً أنّها مثلتها وبالأخص مع الزعيم ،ونسيت أو تناست أنّ كلامها هذا أساء للكثير من الفنّانات الأحياءمنهم والأموات ، ولم تكتفي بذلك بل هاجمت المخرجة المبدعة إيناس الدغيدي التي قلّ نظريها في العالم العربي حيث قالت عنها:(أنّها تقدم في أفلامها مشاهد قائمة على الإثارة الجنسيّة بهدف الربح،وبأنّها تثير الفاحشة ،ولهاعذاب أليم في الدنيا والأخرة). ولوهلة كدت أن أنسى أنّني أستمع إلى فناّنة وليس إلى شخص أخر طالما تهدّدني وتوعدني، ولكن سرعان ما تذكرت أنّني أستمع إلى فنّانة ملتزمة .
من المؤكد أنّ أعداء الفن فرحوا بما سمعوه من الفنانة آثار وشكروها وكافؤها على الدور الجديد ،والذي لم يكن بمستوى أدوارها السابقة ، حيث بدى مبتذلاً ومتكلّفاً وغير مقنع حتى لنفسه .
ألم يكن أحرى بآثار الحكيم أن تقف مع المخرجة الخلّاقة إيناس الدغيدي وتناصرها أمام الحملة الشرسة الّتي تتعرض لها، وبنفس الوقت تقف مع نفسها و مع فنها .؟ كيف ستطالب المرأة بحقوقها وبمساواتها مع الرجل وعدوتها المرأة؟ وكيف سيحترم الرجل المرأة وهي لا تحترم نفسها ؟ أيعقل هذا الكلام ،أيعقل أن يهدم الفنّانون بيتهم بأيديهم ؟ كلام الزعيم وكلام الفنّانة آثار الحكيم لا يذكرني إلّا بكلام وزير الثقافة السابق علاء عبد العزيز حيث قال :( أنا لا أحب المثقفين) والزعيم والحكيم لا يحبان الفنّانين .
من سيبني المجتمع ويخرجه من ظلمته وجهله؟ إذا كان كلام الفنانين متدنيّاً لهذه الدرجة ، فلا عتب على غيرهم ، ولا يحق لنا أن نلوم منتقديهم بعد اليوم .
صدقوني، لا أعرف من المذنب الزعيم عادل إمام أم الفنّانة آثار الحكيم ، وسأترك الحكم لكم.

#حافظ_ألمان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل