أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ ألمان - توكل كرمان وجائزة نوبل للأزمان














المزيد.....

توكل كرمان وجائزة نوبل للأزمان


حافظ ألمان

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 19:20
المحور: الادب والفن
    


لا أخفي عليكم بأنني كنت دائماً أشكك بجائزة نوبل وأعتبرها مسيّسة و غير حياديّة، إلاّ أنّ ذلك كلّه تلاشى وتبدّد عندما نالت الأديبة و الشاعرة والكاتبة والناقدة توكل كرمان هذه الجائزة في مجال الآداب.
كانت فرحتي لا توصف عندما سمعت الخبر، و كأنني أنا من أخذ الجائزة، فلتوكل كرمان حكاية طويلة معي تعود الى أيام طفولتي، فأول كتاب قرأته، خارج المنهاج المدرسي، كان رواية من إحدى رواياتها، ومنذ ذلك الحين وأنا مدمن قراءة أعمالها الأدبيّة .
كرمان تستحق الجائزة وعن جدارة، وكان من المفترض أن تنالها قبل عشر سنوات على أقل تقدير، فما قدمته للإنسانيّة لم يقدمه أديب سابق ولن يقدمه أديب لاحق، وخير دليل على ذلك، ترجمة جميع أعمالها الأدبيّة إلى كل لغات العالم المحكيّة والمنسيّة، وتحويل رواياتها إلى أفلام حققت وما زالت تحقق أعلى الإرادات، كما أنّ أشهر مطربي العالم يتسابقون للظفر بأشعارها ومن ثمّ غناءها، ومسرحياتها تجوب العالم حتى أصبح هناك مسرح يعرف باسمها، مسرح كرمان .
توكل كرمان عبقريّة عصرها، تأخذ قارئها إلى حيث تريد، تجذبه وتستولي على عقله وقلبه، بما تملكه من أسلوب في التعبير، وبما ترسمه من صور جميلة ملونة بألفاظها العذبة ، إنّها كالبحر يفيض بالحب، وكالشمس التي لا تختفي إلاّ لتظهر من جديد .
قد أكون متعاطفاً معها بعض الشيء، ولكن لي أسبابي ومبرراتي، فأنا تتلمذت على يديها وتعلمت الحب من كتبها، ولكن صدقوني انني لم أتشرف بعد بلقائها وهذا ما يكسب كلامي مصداقية أكثر.
لحظة لوسمحتم ، صديقي يقول لي :أنّ توكل ليست أديبة ولا شاعرة وبأنّها نالت جائزة نوبل للسلام .
وليكن يا صديقي، فهي تستحقها وتستحق أكثر منها ، فقد أفنت زهرة شبابها في المعتقلات والسجون ، لم تخرج من معتقل إلاّ لتعود اليه ثانية ، قارعت الإستعمار الأجنبي لبلادها، ولم تستسلم رغم ما قاسته من صنوف التعذيب، أصبحت رمزاً للنضال ورمزاً للعدالة والحريّة، وعندما خرج المستعمر من بلادها، بقيت تناضل ضد الإقطاع والبرجوازية، ونالها من الأذى الكثير، ولكنها لم تستسلم وظلت تناضل من أجل كرامة الإنسان وحقوقه وبالأخص حقوق المرأة ، حملت قضية الإنسان عقوداً طويلة على عاتقها، أتعبها ذلك دون شك، ولكنها لم تنحني ولم تبع مواقفها، وإذا أردتم أن تعرفوا المزيد عن كفاحها، فما عليكم سوى أن تقرؤوا كتابها (السيرة الذاتيّة لمناضلة عالميّة) .
منذ ذلك اليوم ،الذي كرّم فيه العالم توكل كبطلة للسلام، لم يعد للحرب مكان بيننا، فاليمن أصبح ينعم بالأمن والطمأنينة، وفي سوريا الناس ممسكين بأيديهم و يرقصون الدبكة، وفي العراق لم يعد هناك هجمات إنتحارية، وفي ليبيا و مصر ولبنان وفي كل أنحاء العالم لم يعد هناك سوى الحب والسلام .
وأخيراً استعادت جائزة نوبل سمعتها ووقارهها بعد أن اقترن إسمها بإسم هذه المناضلة الكبيرة .
لحظة لو سمحتم، صديقي يقول لي : كلاماَ غريباَ لا أريدكم أن تسمعوه ، كلاماَ أفسد عليّ فرحتي ، وأوقف سيل أفكاري ودفق مشاعري .
اعذروني، فلم أعد أستطيع كتابة المزيد، ولكن أعدكم بأني سأتابع الكتابة من حيث انتهيت، أين كنت؟ نعم تذكرت، توكل تستحق جائزة نوبل في الفيزياء، وإذا نسيت فتذكروا أنّ توكل كرمان نالت جائزة سيذكرها الزمان .



#حافظ_ألمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز عندما بكت
- نوال السعداوي غاليليو العرب


المزيد.....




- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ ألمان - توكل كرمان وجائزة نوبل للأزمان