أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ ألمان - يوسف زيدان في جلباب مصطفى محمود














المزيد.....

يوسف زيدان في جلباب مصطفى محمود


حافظ ألمان

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


في ستينيات القرن الماضي عرض فيلم "يوسف زيدان في جلباب مصطفى محمود" وكي لا أطيل، سأقدم سردا سريعا لأهم أحداثه.
تدور أحداث هذا الفيلم حول شاب مكافح .. ذكي ووسيم. أجبرته ظروفه السيئة ـ وهو الحاصل على شهادة جامعية ـ على العمل كنادل في أحد البارات. كان فقيرا لدرجة مفرطة، فلم يكن يملك شيئا سوى غرفة مستأجرة، فيها كرسي وطاولة وسرير وصورة لكارل ماركس معلقة على الجدار والعديد من الكتب التي كان يلتهما بشراهة. اسم بطل هذا الفيلم : مصطفى محمود.
تسير أحداث الفيلم بشكل بطيء بين البار وغرفة مصطفى محمود إلى أن تحدث الصدفة العجيبة التي ستغير حياته وتنقله إلى عالم آخر ؛ فبينما كان مصطفى يقوم بعمله في البار يلفت إليه انتباه أحد الزبائن، الذي تبدو عليه علامات الثراء. يفتح الزبون حوارا معه وبعد ذلك يعرض عليه العمل معه. يفرح مصطفى ويشكر الزبون، ثم يسأله عن طبيعة عمله فيخبره الزبون بأنه صاحب شركة تنتج مشروب البيرة وأنه ينوي الإعلان لمنتج شركته، وقد اختاره ليقدم هذا الإعلان. يوافق مصطفى على الفور، وفي اليوم التالي يوقّع العقد كمعلن لبيرة "الفردوس". ومنذ ذلك اليوم يودع مصطفى حياة الفقر، فيشتري شقة وسيارة ويفتح حسابا في البنك ويدخل عالم الشهرة والنجومية. ويستمر عدة سنوات كمعلن لبيرة الفردوس، وخلال هذه السنوات يزداد الإقبال على المنتج ويكتسح السوق.
في أحد مشاهد الفيلم يظهر رجل ـ تبدو عليه علامات الخشوع والتقوى ـ مترأسا اجتماعا لشركته، فيخبر موظفيه بأن المنتج أصبح جاهزا ليدخل السوق وأنه لا يحتاج إلا إلى الإعلان عنه، ثم يطلب من موظفيه أن يرشحوا له اسما ليكون المعلن لمنتجات الشركة. فيصوت الأغلبية لصالح مصطفى محمود وهكذا تتم الموافقة عليه. وعلى الفور يتصل الحاج متولي صاحب الشركة بمصطفى محمود ويتفق معه على موعد. وفي أثناء اللقاء يسأل مصطفى عن نوع المنتج الذي سيروج له فيخبره الحاج بان شركته تنتج سجاجيد الصلاة والسبح والمسواك والحجاب والنقاب والجلباب وكل ما يلزم الرجل المسلم والمرأة المسلمة. يرفض مصطفى العرض مبررا ذلك بأنه لا يتماشى مع أفكاره ومبادئه. إلا أنّ الحاج متولي لم ييأس، فيغريه بمبلغ كبير من المال كان كفيلا بجعله يغير كل أفكاره. وفي اليوم التالي يوقّع مصطفى العقد كمعلن لمنتوجات "الإيمان " لصاحبها الحاج متولي. ومن ضمن بنود العقد بند يمنعه من الإعلان لأي منتج آخر غير منتجات الحاج متولي.
ظهر مصطفى في إعلانه الجديد على العديد من محطات التلفزة وفي الصحف والمجلات، مرتديا جلبابا وفي يده سبحة وعلى جبينه زبيبة ومصطحبا زوجته معه ليشتري لها من محلات الإيمان الحجاب والعباية. وفي غضون أشهر باتت منتجات الحاج متولي الاكثر رواجا والأكثر شعبية. وكنوع من الإعلان طلب الحاج متولي من مصطفى محمود أن يقيم مناطرة مع أحد شاربي الخمر، عرفت فيما بعد باسم "حوار مع صديقي شارب الخمر" وفيها بدا مصطفى خاشعا يعظ شارب الخمر بآيات من القرآن الكريم والسنة النبوية ويدعوه الى التوبة. وفي نهاية المناظرة تاب شارب الخمر وأصبح أحد زبائن الحاج متولي. كما أن مصطفى محمود تبرع بمبلغ من المال لبناء جامع ليكفر به عن الذنب الذي اقترفه حين قدم إعلانا للبيرة، وسمي هذا الجامع باسمه.
وبينما كان نجم مصطفى محمود في تألق مستمر، تعرض لحادث سير مات على أثره.
كانت وفاة مصطفى محمود ضربة موجعة للحاج متولي، فبدأ بالبحث عن بديل له. وفي إحدى المرات، وبينما كان الحاج متولي في أحد معارض الكتاب، لفت انتباهه شاب يقرأ كتابا في يده، وكاد الحاج أن لا يصدق ما رأى ؛ فلقد كان الشاب يشبه مصطفى محمود لدرجة كبيرة. اقترب الحاج من الشاب وعرفه بنفسه والشاب بدوره قدم نفسه له وكان اسمه يوسف زيدان. وفي أثناء الحديث الذي دار بينهما سأله الحاج متولي عن اسم الكتاب الذي كان يقرأه، فقال له زيدان : هكذا تكلم زارادشت لفريدريك نيتشه. ابتسم الحاج ودعاه إلى فنجان قهوة في الكافيه القريب من المعرض فلبى زيدان دعوته. وأثناء جلوسهما في الكافيه عرض عليه الحاج العمل معه كمعلن لمنتوجات شركته. في البداية رفض زيدان العرض، ولكن بعد أن أغراه الحاج بالمال والشهرة استرخى وسرح قليلا مع أفكاره ثم أعلن موافقته، وفي اليوم التالي وقّع العقد. وبعد فترة قصيرة ظهر زيدان في العديد من وسائل الإعلام ـ مرتديا الجلباب وفي يده سبحة وعلى جبينه زبيبة ـ معلنا لمنتوجات الإيمان. وفيما بعد افتتح الحاج متولي لشركته فروعا في العديد من الدول، وكان زيدان يظهر في وسائل إعلامها مروجا لمنتوجات الإيمان. وكان زبائن الحاج كل يوم في ازدياد وأرباحه وأرباح زيدان في ازدياد أيضا.
في المشهد الأخير من الفيلم، يظهر الحاج متولي ويوسف زيدان والسعادة بادية على وجهيهما، فينظر زيدان إلى الكاميرا مع ابتسامة لطيفة تظهر لمعان أسنانه ويقول: ومازال الإعلان مستمرا حتى الآن.
ملاحظة: أسماء الشخصيات الواردة في هذا الفيلم ليس لها أي علاقة بأسماء شخصيات موجودة في الواقع. الموضوع مجرد تشابه أسماء فقط، فاقتضى التنويه.



#حافظ_ألمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله من ورق
- أنا إرهابي
- باسم يوسف والتقويم المصري الحديث
- باسم يوسف اللص الشريف
- المناضلة علياء المهدي
- يوسف زيدان في حضرة ابن رشد وابن تيميّة
- يوسف زيدان من عزازيل إلى ابن تيميّة
- عادل إمام وآثار الحكيم من منهماالمذنب؟
- توكل كرمان وجائزة نوبل للأزمان
- فيروز عندما بكت
- نوال السعداوي غاليليو العرب


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ ألمان - يوسف زيدان في جلباب مصطفى محمود