أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ ألمان - إله من ورق














المزيد.....

إله من ورق


حافظ ألمان

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 14:47
المحور: الادب والفن
    


كان يا ما كان في قديم الزمان رجلٌ حكيمٌ زاهدٌ في الدنيا، يقيم فروض الله ولا يعصي له أمراً، كان محباً للخير كريماً معطاءً ما قصده أحدٌ قط ورده خائباً، باختصار كان مؤمناً بربه أشد الإيمان، اسمه عبد الرحمن، وكان له صديقٌ اسمه عبد السلام يلازمه كظله يتعلم منه ويسأله عن كل ما أشكل عليه أمره، ولم يكن عبد الرحمن يبخل عليه بعلمه وخبرته في الحياة.
ومن إحدى إبداعات الخالق سبحانه وتعالى أن وهب صبياً لأبوين كانا منذ سنواتٍ عديدةٍ يتضرعان إليه لكي يرزقهما بمولود تقرّ به عينهما،. فرح الأبوان جداً بالصبيّ وأسموه سعد وبه سعدت أيامهم وانقلب حزنهم فرحاً، وابتهاجاً بقدوم سعد أقاموا الأفراح أياماً وليالٍ وهم يرون المستقبل يشعّ من عينيه، فشكرا الله داعين أن يحفظ لهم سعد.
كبر سعد وأصبح يافعاً وكان يقضي جلّ وقته في الحقل المجاور لبيته، يركض خلف الفراشات، يسابق الطيور، يسقط على العشب وينهض مجدداً ليتابع مرحه، كان يسرق كلّ ومضةٍ من عمر الزمن ليهنأ بها وليفرح في ذات الوقت والديه.
وفي إحدى المرّات أدرك سبحانه وتعالى، بعلمه وكشفه للمستقبل، أن سعد سيكون عاقاً لوالديه وسيسبب لهما المشاكل ويقلب حياتهما جحيماً، ففكر الله بطريقةٍ ينقذ من خلالها هذين الأبوين الطيبين من شرور ابنهم المستقبلية، فقررسبحانه وتعالى قتل سعد، وكلف بهذه المهمة عبده المؤمن عبد الرحمن.
وبينما كان سعد يلعب كالعادة في الحقل، كان عبد الرحمن وصديقه عبد السلام مختبئين خلف شجرة، وعندما اقترب سعد من مكانهما، أمسك عبد الرحمن به وأغلق فمه، ثم أخرج سيفه وغرزه في ظهره، طعنه عدة طعناتٍ وبعدها سقط سعد على العشب ليصبغه بلون دمه الأحمر القاني، وسرعان ما هربت الفراشات والطيور لتحلق عوضاً عنها غربان السماء.
استغرب عبد السلام من فعل عبد الرحمن وقال له : أتقتل طفلاً بريئاً وأنت المؤمن بالله؟ والله لا يفعل فعلك إلا كافرٌ. كيف ستلاقي ربك يوم القيامة بعد الذي اقترفته بحقّ هذا الطفل؟ فقال له عبد الرحمن : ربي أمرني وأنا نفذت أمره أم أنك تريدني أن أعصى أمر الله وأطيعك أنت؟ فقال له عبد السلام : ما الذي تقوله؟ أيعقل أنّ الله يطلب منك أن تقتل خلقه؟ فشرح عبد الرحمن كلّ شيء لصديقه، وعندها فهم عبد السلام ما لم يستطع استيعابه في بداية الأمر، فاعتذر من عبد الرحمن لتسرعه في الحكم عليه وطلب صفحه، إلا أن عبد الرحمن لم يسامحه أبداً، وافترق الصديقان، وسار كلٌّ منهما في اتجاه، وأصبح لهما أتباعٌ كثرٌ ومريدون.
أما أمّ سعد فقد ماتت بعد ثلاثة أيامٍ من موت سعد حزناً وكمداً، والأب هام على وجهه ولم يعد على لسانه سوى هاتان الجملتان:
"أيها الإله دعنا نحبّ لا لشيءٍ ولكن لكي نحبك"
"إلهٌ يحويه كتابٌ إلهٌ من ورق"
المسكين أبو سعد فقد عقله ولم يعد يدري مايقوله، فاتعظوا يا أولي الألباب لعلكم تعقلون.
توته توته خلصت الحدوتة حلوة ولا ملتوتة.



#حافظ_ألمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا إرهابي
- باسم يوسف والتقويم المصري الحديث
- باسم يوسف اللص الشريف
- المناضلة علياء المهدي
- يوسف زيدان في حضرة ابن رشد وابن تيميّة
- يوسف زيدان من عزازيل إلى ابن تيميّة
- عادل إمام وآثار الحكيم من منهماالمذنب؟
- توكل كرمان وجائزة نوبل للأزمان
- فيروز عندما بكت
- نوال السعداوي غاليليو العرب


المزيد.....




- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حافظ ألمان - إله من ورق