أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حافظ ألمان - الإعجاز الأدبي و الأخلاقي في القرآن و السنة النبوية















المزيد.....

الإعجاز الأدبي و الأخلاقي في القرآن و السنة النبوية


حافظ ألمان

الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 18:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إخوة الإيمان، السلام عليكم، أرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (في رحاب الإسلام)، سنواصل اليوم ما كنّا قد بدأناه في الحلقة الماضية،حيث تحدثنا فيها عن الإعجاز العلمي في القرآن، واليوم سنتحدث عن الإعجاز الأدبي و الأخلاقي في القرآن والسنة النبوية، فتفضلوا إلى هذه الجلسة العرفانية لنسكر وننتشي بخمر الحب وخمر المعرفة.
أخوة الإيمان، الإسلام لم يكن مجرد دين فقط، بل كان ثورة حقيقية، فكرية وأخلاقية، ثورة لتحيق العدل والسلام، فالإسلام ومنذ أكثر من 1400سنة، أسَس أول دولة ديمقراطية في التاريخ، دولة تساوى فيها جميع الناس باختلاف عقائدهم وأجناسهم و ألوانهم، فقد احترم الإسلام الآخر المختلف، ولم يفرض عليه أي شيء بالقوة، فبقي كل على دينه يمارس شعائره وطقوسه بمنتهى الحرية والأمن والطمأنينة، وما كان لهذا الحب أن يسود لولا رحمة الله وكرمه وتوجيهه لعباده، قال سبحانه وتعالى:" قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون". (سورة التوبة،29).
وقال رسول الرحمة(ص) داعيا الى الحرية الدينية والتسامح: من بدل دينه فاقتلوه.
كما أنّ الإسلام وقف موقفا حازما من العنف، فنهى عنه، ودعا الى السلام، ولم تكن تحية الإسلام(السلام عليكم) مجرد تحية لفظية فقط، بل كانت تبعث الأمن والطمأنينة في قلب كل من يسمعها، قال سبحانه وتعالى داعيا الى السلام " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ اليكم وأنتم لا تظلمون".(سورة الأنفال،60 )
إخوة الإيمان، منذ أن تحمل الرسول الأكرم(ص) أعباء الرسالة،دعا الى دين الله بالكلمة الحسنة والموعظة والحجة العقلية،فحاور خصومه و جادلهم، فإن اهتدوا كان خيرا وإن لم يهتدوا فوض أمرهم الى الله.قال رسول الله(ص): بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبدالله وحده لاشريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم.
أمّا المرأة، فقد كان لها النصيب الأكبر من الرعاية و الإهتمام، فعظّم الإسلام من شأنها ورفع مكانتها ودحض كل الإدعاءات الكاذبة بحقها، فألبسها ثوب النقاء والطهارة، ونزع عنها ثوب النجاسة الذي ألصقته بها الأديان السابقة والأعراف والعادات البالية، قال سبحانه وتعالى مخاطبا رجاله المسلمين " وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحدكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمَموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم و أيديكم إنّ الله كان عفوا غفورا".( سورة المائدة،6).
كما أنّ الإسلام حرّم الإساءة للمرأة لفظا أو فعلا واعتبر ضربها من الكبائر، قال سبحانه وتعالى: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضكم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إنّ الله كان عليا كبيرا".( سورة النساء،34).
الإسلام لم يفرق بين رجل وإمرأة، فخاطب المرأة باعتبارها إنسانا عاقلا، يتمتع بالحكمة والبصيرة، فأوصى بمشاورتها والأخذ بنصائحها، فأعاد لها الإسلام إعتبارها بعد أن كانت الأديان السابقة وصمتها بأوصاف أقل ما يقال عنها أنّها لا إنسانية، وقد عبر علي بن أبي طالب(ع) في إحدى خطبه عن مكانة المرأة وحقوقها وعن نظرة الله والمسلمين لها :" معاشر الناس:إنّ النساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فأمَا نقصان إيمانهن، فقعودهن عن الصلاة و الصيام في أيام حيضهن، و أمَا نقصان حظوظهن، فمواريثهن على الأنصاف من مواريث الرجال، وأمَا نقصان عقولهن، فشهادة امرأتين كشهادة الرجل الواحد، فاتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر، ولا تطيعوهنّ في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر" .
إخوة الإيمان، لقد ضرب الإسلام مثلا يحتذى في قيادة الأمة، فلم يكن ولي الأمر يتصرف كحاكم مطلق الصلاحية، يتحكم برقاب الناس على هواه، بل كان يشاور الناس ويستمع إلى آرائهم ويأخذ بأكثرها صوابا وسدادا، فالإسلام أعطى للناس كامل الحق في مراقبة الحاكم ومساءلته وعزله إذا قصّر في واجبه، وخير مثال على ذلك الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق، فبعد أن اختاره الشعب حاكما عليه، ولدى وصوله الى البصرة قادما من دمشق، لم يشأ النزول في قصره، بل طلب الإجتماع بالناس في المسجد، فسأل عن أحوالهم واستمع الى مطالبهم ومشكلاتهم ووعد بحلها بأسرع وقت ممكن.
وفي خطبة مؤثرة، اختلطت فيها المشاعر الرقيقة بالمعاني العميقة، عبّر الحجاج عن سياسته وأهدافه : "أيّها الناس من أعياه داؤه فعندي دواءه،ومن استطال أجله فعلي أن أعجله، ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله، ومن طال ماضي عمره قصَرت عليه باقيه، إنَ للشيطان طيفا و إنَ للسلطان سيفا، فمن سقمت سريرته صحت عقوبته، ومن وضعه ذنبه رفعه صلبه، ومن لم تسعه العافية لم تضق عنه التهلكة، ومن سبقته بادرة فمه سبق بدنه بسفك دمه،إني أنذر ثم لا أنظر، و أحذر ثم لا أعذر، و اتوعد ثم لا أعفو، إنَما أفسدكم ضعف ولائكم، أمَا أنا فإن الحزم والعزم قد سلباني سوطي وأبدلاني به سيفي، فمقبضه في يدي، ونجاده في عنقي، وحده في عنق من عصاني، والله لآمر أحدكم أن يخرج من باب هذا المسجد وخرج من الباب الذي يليه لضربت عنقه".
إخوة الإيمان، إنَ كل ما يشهده الغرب الآن من تقدم وحضارة، ماهو إلا ترجمة عملية لتعاليم الإسلام،إلا انَ ذلك الغرب المدعي الأخلاق لم يعترف بفضل الإسلام عليه، وهوبذلك يعتبر بمثابة السارق، وكم نحن المسلمين نشعر بالجحود والنكران من أولئك اللصوص الكفرة، وبرغم المرارة التي تعتصر قلبي، فلن أتوجه اليهم بأي لفظ مشين، فالإسلام انتزع من قلبي كل حقد و ضغينة و غرس فيه الحب والسلام، ولن أقول فيهم إلا كما قال سبحانه وتعالى: " إنّ الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذقوا العذاب إنّ الله كان عزيزا حكيما".( سورة النساء،56).
وقال سبحانه أيضا:" إنّا اعتدنا للكافرين سلاسل و أغلالا وسعيرا". (سورة الإنسان،4)
إخوة الإيمان، مازال هناك الكثير من الإعجاز ولكن انتهى وقت البرنامج ، بأبي وأمي أنت يا رسول الله، سبحانك ربي ما أوسع رحمتك، إنّي كنت من الظالمين فاغفر لي وللمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته



#حافظ_ألمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسف زيدان في جلباب مصطفى محمود
- إله من ورق
- أنا إرهابي
- باسم يوسف والتقويم المصري الحديث
- باسم يوسف اللص الشريف
- المناضلة علياء المهدي
- يوسف زيدان في حضرة ابن رشد وابن تيميّة
- يوسف زيدان من عزازيل إلى ابن تيميّة
- عادل إمام وآثار الحكيم من منهماالمذنب؟
- توكل كرمان وجائزة نوبل للأزمان
- فيروز عندما بكت
- نوال السعداوي غاليليو العرب


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حافظ ألمان - الإعجاز الأدبي و الأخلاقي في القرآن و السنة النبوية