أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر حسن - التكفير واللعن اساس بلاء الامة الاسلامية














المزيد.....

التكفير واللعن اساس بلاء الامة الاسلامية


شاكر حسن
(Shaker Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 4674 - 2014 / 12 / 27 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ليس من المعقول والمنطق ولا من العدالة والانصاف ان تتحمل الغالبية العظمى من المسلمين ومن مختلف المذاهب والفرق الاسلامية , سواء اكانوا متدينين او غير متدينين , اقوال وافعال وتصرفات وفتاوى حفنة من شيوخ الحقد والكراهية من المتعصبين المعتوهين , الذين يكفرون ويحللون قتل الانسان لآخية الانسان لمجرد انه يختلف معه في الرأي والعقيدة , وحفنة اخرى من المتعصبين المعتوهين ومن نفس الطينة لدى الطرف الآخر تلعن وتشتم وتسئ الى ائمة ورموز الطائفة الاخرى ولنفس السبب .
ان الغالبية العظمى من ضحايا العنف الطائفي الاعمى هم من المدنيين الابرياء الذين ليس لهم ناقة ولا جمل لا في السياسة ولا في الاختلافات الدينية والمذهبية والتي اصبحت سائدة في المجتمعات العربية والاسلامية . ويوم بعد يوم يزداد مع الاسف الشديد اعداد القتلى الابرياء والمعاقين والمهجرين من ديارهم وتزداد معهم اعداد اليتامى والارامل بسبب العنف الطائفي الاعمى ولا من حل يلوح في الافق.
ان افضل طريقة يتبعها هؤلاء المتعصبين المعتوهين لخلق الاتباع والانصار بين الناس البسطاء والجهلة هو خلق الاعداء وتضخيم وتكبير الاختلافات بين المذاهب والاديان المختلفة بالاضافة الى تعميم تصرفات واقوال وافعال بعض الافراد على انها تمثل هذا المذهب او هذا الدين الذي يدعي هذا الشخص المعتوه ان هؤلاء الافراد تنتمي اليه .
اعتقد انه من الضروري عرض هؤلاء المتعصبين الجهلة من كلا الطرفين على اطباء اختصاصيين في الامراض العقلية والنفسية , وانني واثق كل الثقة بأن التشخيص حول حالة هؤلاء سيكون بلا شك خلل واضطراب عقلي ونفسي حاد ويجب عزلهم عن المجتمع والناس لآنهم يشكلون خطرا عليهم وعلى انفسهم . اما اذا اظهر التشخيص عكس ذلك لدى بعضهم , وهو احتمال ضعيف جدا , فيجب عرضهم امام المحاكم الدولية وفضحهم امام الرأي العام العالمي لينالوا جزائهم العادل بسبب الفتاوى التي يصدرونها والتي تحرض على العنف والكراهية والحقد ضد اتباع الديانات والمذاهب الاخرى وكل من يختلف معهم .
ان المثقف الحقيقي والذي يملك فكر حر انساني نبيل هو الذي ينتقد جماعته او طائفته قبل ان ينتقد الجماعات والطوائف الاخرى. فمن السهل ان انتقد وادين التعصب عند الطوائف الاخرى لأن ذلك لا يكلفني شيئا من الناحية الشخصية او النفسية، اما عندما يتعلق الامر بنقد طائفتي فانه يصبح الامر في غاية الصعوبة. فليس من الحكمة والاخلاق والشجاعة ان ندين التعصب لدى الطوائف الاخرى ونسكت عليه اذا ما جاء طرف جماعتنا.
ان الاختلاف بين البشر شيء طبيعي ومنطقي ومقبول وهو سنّة الحياة، وهو يغني الفكر والعقل والعلم وهو اساس الابداع والتقدم الحضاري ويعطي للحياة معنى وروعة وبهجة وجمالاً وهو بالاضافة الى ذلك كله رحمة للعالمين. فكما قال رسول الرحمة والانسانية محمد (ص) "اختلاف امتي رحمة " .
فالاختلاف شئ والتكفير واللعن والسب شئ آخر. فكل انسان يستطيع ان يبين وجهة نظره في رأي اوفكرة او عقيدة معينة بأسلوب علمي مؤدب دون الاساءة الى الاراء والافكار والعقائد الاخرى.
هناك قول رائع لآحد المفكرين ما مفاده : انني لا اتعلم اي شيء من الذين يوافقونني في الرأي.
اما التكفير واللعن والسب والاساءة الى ائمة ورموز الاديان والمذاهب الاخرى فهو قمة التخلف وغير مقبول اطلاقاً لا عقلياً ولا اخلاقياً ولا دينياً ولا يصدر الا من اناس جهلة معتوهين ليس لديهم ادنى شعور او احساس بالمسؤولية عما تلحقه هذه الافعال من كوارث ومآسٍ على البلاد والعباد.
فلا خير في دين أو مذهب لا يدعو إلى المحبة والأخوة والتسامح والمساواة بين البشر واحترام الأديان والمذاهب الأخرى. فقيمة الانسان الحقيقية هي بمقدار الانسانية التي يحملها في عقله وقلبه وضميره .
ان اجتماع المختلفين دينيا او او مذهبيا بين فترة واخرى ضروري ومهم جدا لآنهم بهذا اللقاء والاجتماع مع بعضهم البعض والمناقشة والحوار سيتأثر حتما بعضهم ببعض , وهذه طبيعة بشرية حيث ان الانسان بطبعة يؤثر ويتأثر بالاشخاص المحيطين به . وكم اتمنى ان ارى اجتماعا او مؤتمرا يعقد بين علماء الدين والوجهاء والمؤثرين بين فتره وأخرى من كلا المذهبين , اجتماعا يسوده الآلفة والمحبة والاحترام المتبادل والشعور بالمسؤلية تجاه وطنهم وشعبهم بل والانسانية جمعاء. ومن يبادر في هذه المسالة فله الاحترام والتقدير في الدنيا والاجر والثواب في الآخرة وسيخلد اسمه في التاريخ. ويصدر عن هذا الاجتماع او المؤتمر فتاوى واضحة وصريحة بعدم جواز تكفير او الاساءة الى اتباع المذاهب والطوائف الاخرى او الى رموزهم الدينية والمذهبية.



#شاكر_حسن (هاشتاغ)       Shaker__Hassan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل محاربة اسرائيل والدول الداعمة لها وقف على الشيعة ؟
- الدين ضمن حدود الاخلاق والاخوة الانسانية
- رحلة العذاب عبر مطار بغداد - رسالة الى السيد وزير النقل
- حول رسالة الازهر الى مراجع الشيعة في العراق
- كفى استهتارا بأرواح الناس ياساسة العراق !!!
- سعادة الانسان في اسعاد اخوته في الانسانية
- ماهي مصلحة العراق في اقامة علاقات مع دول معادية لشعبه ؟
- ماهي مصلحة الشيعة في معادات الدول الكبرى ؟
- ارع وانبل واشرف عبادة
- آن الآوان لأجراء استفتاء حول تشكيل فدرالية او دولة في الوسط ...
- الحرمان الجنسي وطرق علاجه في المجتمعات الاسلامية
- هل يمكن تقديم شيوخ فتاوى التكفير امام المحاكم الدولية ؟
- لقد آن الاوان لتشكيل حكومة الاغلبية السياسية
- ضرورة تخليد شهداء عروس الدجيل بعمل فني راق
- ماذا تعني تصريحات حيدر الملا بعد استشهاد علي اللامي ؟
- من المسؤول عن الدماء التي تجري في العراق الجديد ؟
- أين نحن من حكمة وتسامح المهاتما غاندي؟
- ماهي الجنة ؟ قصة قصيرة من السويد
- اما آن الاوان لأيقاف شيوخ فتاوى التكفير عند حدهم
- الموظف الحكومي واضطهاده المواطن


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر حسن - التكفير واللعن اساس بلاء الامة الاسلامية