أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر حسن - الموظف الحكومي واضطهاده المواطن














المزيد.....

الموظف الحكومي واضطهاده المواطن


شاكر حسن
(Shaker Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 18:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسابق الدول المتقدمة المتحضرة في العالم فيما بينها وتتنافس لتقديم افضل الخدمات لمواطنيها وبأسرع وقت ممكن وبأقل مجهود ممكن وبأقل كلفة ممكنة ان لم تكن مجانية. حيث تنعقد هناك اجتماعات دورية، قد تكون اسبوعية او شهرية، يحضرها جميع موظفي الاقسام والشعب في كل دائرة، مهمة هذه الاجتماعات هي طرح الآراء والاقتراحات التي تخدم المراجع وتسهل اموره ومناقشتها بصورة تفصيلية ليتم بعد ذلك طرحها للتصويت من قبل الحاضرين والاخذ بها بعد ذلك من قبل الموظفين.

كذلك توجد في هذه الدوائر الحكومية في هذه الدول، التي تحترم نفسها وشعوبها، اماكن مخصصة للانتظار قد تكون صالة او غرفة مريحة ومكيفة ويوجد فيها بعض الصحف والمجلات واحيانا تحتوي على القهوة والشاي ومكان مخصص للاطفال يحتوي على بعض اللعب البسيطة لهم.
ويوجد عند مدخل كل دائرة حكومية جهاز بسيط يحصل منه المراجع على رقم خاص به يراجع به الموظف عند مجئ دوره، ويستقبل الموظف المراجع بكل احترام وتقدير وانسانية ويسهل اموره بأسرع وقت ممكن. وقد يحصل الموظف على بعض المعلومات التي تحتاجها المعاملة عن طريق الاتصال تلفونيا بالدوائر المعنية الاخرى.

الا ان العكس هوالصحيح في اغلب الدول العربية والاسلامية ومنها العراق. حيث ان المراجع لدوائر الدولة مهان معذب محتقر مسكين لا حول له ولا قوة، وقد يكون هذا المراجع انسان ضعيف الشخصية والارادة والمبدأ ويدفع رشوة لتمشية معاملته ضد رغبته وضد مبادئ دينه وعقيدته ، ولكنها تبرر اجتماعيا بمختلف الحجج الواهية، مما يولد له الاحباط والشعور بالذنب والخطيئة والتي تنعكس بالتالي على سلوكه وتصرفاته مع اسرته وبقية افراد المجتمع.

اما اذا اراد المراجع ان يكون مواطن صالح شريف يحب وطنه وشعبه ويعرف حقوقه وواجباته فالويل الويل له من هؤلاء الوحوش الكاسرة في بعض دوائر الدولة، حيث يعرقل الموظف معاملته لأذلاله ويجعله يكفر بكل القيم والمبادئ والساعة التي ولد فيها. واذا اراد هذا المواطن الشكوى لدى المسؤولين في الدائرة او وضع شكوى في صندوق الشكاوى، يكون المسؤول في الغالب مع الموظف ضد المراجع، لأن الموظف مدعوم غالبا من قبل الجهات العليا سياسية كانت ام عشائرية ام مناطقية.... الخ.

اما الاماكن المخصصة للمراجعين وطريقة واسلوب المراجعة فحدث ولا حرج، فهي في قمة التخلف وتفتقر الى ابسط الحقوق والمعاملة الانسانية. حيث نلاحظ في كل دائرة حكومية اكداس من البشر يدفع احدهم الاخر ويكون هذا المكان احيانا تحت الشمس الحارقة في الصيف والبرد القارص في الشتاء، وتوجد فتحة صغيرة من الشباك لتقديم المعاملة، والقوي وصاحب الواسطة هو الذي تمشي معاملته بيسر وسهولة، اما المواطن الضعيف والذي ليس لديه واسطة "يروح بالرجلين" كما يقول المثل. وبمرور الزمن تزداد الاوراق المطلوبة لكل معاملة للامعان في اذلال المراجع.

هناك ملاحظة مهمة تتعلق بسلوك وتصرفات بعض موظفي دوائر الدولة في العراق (وبقية الدول العربية والاسلامية) الا وهي تلذذ هؤلاء الموظفين بتعذيب واهانة المراجعين وبمختلف الطرق والاساليب غير الانسانية وغير الاخلاقية ومعاملتهم معاملة السيد للعبد وليس العكس، وهم بحاجة ماسة الى علاج نفسي وعقلي لأن لديهم خلل في العقل والضمير .

ويتحمل رئيس كل دائرة حكومية القسط الاكبر من المسؤولية في توفير الاجواء المناسبة لتقديم افضل الخدمات بأيسر واسهل الطرق للمراجعين وبكل احترام وتقدير وألا عليه الاستقالة لأفساح المجال لغيره ليقوم بالمهمة المطلوبة.

كما قلت في مقالي السابق (موظف خدمة مدنية، يعني موظف خادم للمواطن) ان الموظف هو خادم اجير للمراجع، يدفع راتبه من الضرائب التي يدفعها للدولة ومن الرسوم الكمركية ومن حصته من الموارد الطبيعية في الدولة، من بترول وغاز ومعادن. لذلك على الحكومة الاهتمام بالمراجعين ومعاملتهم كمواطنين وبشر والاطلاع على افضل الطرق والاساليب في الدول المتحضرة لتسهيل اجراءات معاملتهم، وان تعمل على تغيير ثقافة المواطن ورؤيته للوظيفة التي يحصل عليها وأسس حصوله على تلك الوظيفة. فالشخص الذي يرغب في الحصول على وظيفه معينة، وخاصة في الدوائر الخدمية، عليه ان يكون مؤهلاً ولديه الاستعداد والقابلية لخدمة المراجعين.

والسؤال المطروح هنا هو، كيف يرضى من لدية ذرة من الشرف والضمير والاخلاق والدين والانسانية ان يعامل اخاه في الوطن والانسانية بهكذا معاملة سيئة؟

مع خالص احترامي وتقديري لجميع الموظفين المخلصين الشرفاء، الذين يحبون وطنهم وشعبهم والانسانية جمعاء، وهم موجودون في كل مكان وزمان ولو انهم، مع الاسف الشديد، قلة قليلة وجوهرة نادرة.



#شاكر_حسن (هاشتاغ)       Shaker__Hassan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة الشريفة في العراق !
- الاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي
- الطغمة التي لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة
- رأي في اسباب ومعالجة مشكلة الطائفية
- رأي شخصي في اهم اسباب التخلف في العراق والعالم العربي
- لا تتحرر الشعوب العربية الا بالتدخل الخارجي


المزيد.....




- صور تكشف عن علاقة دافئة بين كارول سماحة وابنة زوجها الراحل
- إسرائيل تُعلن عن مشروع لبناء مستوطنات بالضفة الغربية.. وسموت ...
- تركي الفيصل لـCNN: نتنياهو إرهابي ويجب طرده من منصبه.. وهذا ...
- تقدّم روسي في أوكرانيا عشية قمة ألاسكا.. وبوتين يشيد بالجهود ...
- -يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف والربو وأمراض أخرى-.. دراسة تك ...
- وزير المالية الإسرائيلي يعلن أن العمل سيبدأ في مشروع استيطان ...
- محللان: مشروع -معاليه أدوميم- شهادة وفاة لفكرة الدولة الفلسط ...
- -رولز-رويس-: المستقبل للمفاعلات النووية المصغرة في تشغيل الذ ...
- مع سيطرة ترامب على شرطة المدينة.. احتجاجات غاضبة في واشنطن ا ...
- تونس .. شركة ناشئة تصنع أطرافا صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر حسن - الموظف الحكومي واضطهاده المواطن