أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر حسن - الطغمة التي لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة














المزيد.....

الطغمة التي لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة


شاكر حسن
(Shaker Hassan)


الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأول مرة في تأريخ العراق القديم والحديث تجري في العراق انتخابات شبه حرة ونزيهة باعتراف الامم المتحدة ودول العالم المتحضر. ولأول مرة في تأريخ العراق القديم والحديث يشكل برلمان وحكومة وطنية تمثل جميع اطياف ومكونات الشعب العراقي الرائعة والزاهية. ولأول مرة تشكل مئاة الاحزاب وتصدر مئاة الصحف والمجلات وتفتح عشرات القنوات التلفزيونيه والمحطات الاذاعية. الا ان اعداء العراق الجديد، اعداء الديمقراطية والمساواة لايروق لهم ذلك .

فالطغمة التي حكمت العراق منذ تأسيسه عام 1921 هي نفسها التي كانت تتمتع بكافة الامتيازات والمناصب العليا والمهمة خلال فترة الاحتلال العثماني . وبعد سقوط الدولة العثمانية وسيطرت الانكليز على العراق، سارعت هذه الطغمة الى تقديم الولاء والطاعة لهم وتسلموا اهم المناصب والمراكز المهمة مرة اخرى . وبعد اندلاع ثورة العشرين ضد الانكليز وتكبيدهم خسارة فادحة ، غادروا العراق وسلموا الحكم الى هذه الطغمة الانتهازية لتخدم مصالحهم. واستمروا في الحكم لغاية قيام ثورة 14تموز 1958 بقيادة الزعيم الوطني عبدالكريم قاسم والذي استمر في الحكم لغاية 1963 . وقد حاول عبد الكريم قاسم كسر المعادلة السابقة والعمل على تحقيق المساواة بين افراد الشعب العراقي، الا ان هذه الطغمة كانت له بالمرصاد وتم القضاء عليه بعمل جبان بعد ان عفا عنهم بعد محاولة اغتياله.

وعادت هذه الطغمة لحكم العراق مرة اخرى وبثوب جديد هو ثوب القومية العربية والوحدة العربية عن طريق حزب البعث، وبشعارات رنانه هي الوحدة والحرية والاشتراكية، ودخل العراق في عصر الظلام 40 عاما من قتل وتشريد وحروب واقصى انواع التمييز الطائفي والعنصري والمناطقي على يد هذه الطغمة . وتم تصفية خيرت ابناء العراق من علماء ومفكرين ووطنيين ومناضلين ومن مختلف المكونات والاتجاهات امثال الشهيدين الصدر الاول والثاني والشيخ عبدالعزيز البدري والمناضل سلام عادل وآلاف غيرهم . ونفس الطغمة هي التي قامت بتفجير مرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري(ع) في سامراء وخلق الفتنه الطائفية والتي راح ضحيتها عشرات الالوف. وهي نفسها التي قامت بتفجيرات الاربعاء الدامي والاحد الدامي وغيرهما من التفجيرات الدموية التي شهدها العراق الجديد .

وبعد سقوط الصنم وهروب القادة الميامين الى الجحور عند ظهور اول دبابة امريكية بعد ان ملأوا الدنيا صراخا ونباحا بانهم سيجعلوا بغداد مقبرة للغزاة، وتشكيل مجلس الحكم واجراء عدة انتخابات وتشكيل برلمان وحكومة وطنية يمثلان جميع اطياف الشعب العراقي الزاهية، عادت هذه الطغمة من جديد وبوجوه جديدة وبأسم مقاومة المحتل بقتل المدنيين الابرياء في الشوارع والاسواق والمساجد والحسينيات وضرب محطات الماء والكهرباء لافشال العملية السياسية ولزرع اليأس والاحباط
في نفوس الشعب العراقي، ومع الاسف نجحوا في ذلك الى درجة معينة .

أن هذه الطغمة لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة ولا تريد ان تتنازل عن الامتيازات الهائلة التي حصلت عليها سابقا وتنظر الى بقية افراد المجتمع نظرة استعلاء واستهزاء وتصفهم بشتى الاوصاف غير الانسانية وغير الاخلاقية كالعجم والهنود والعملاء والخونة والشروك والصفويين والشعوبين وغيرها من الاوصاف الغير لائقة. وانهم اشراف واصحاب عزة وكرامة وانهم عرب اقحاح وغيرهم اجانب اقحاح مرتزقة جاؤوا من ايران والهند لسرقة خيرات العراق والقضاء على عروبته وتأريخه وامجاده. وخير مثال على ما اقول المقالات التي نشرت بعد قمع الانتفاضة الشعبانية ضد النظام البعثي الصدامي عام 1991 في جريدة الثورة والشعارات التي كتبت على الدبابات في الوسط والجنوب (لاشيعة بعد اليوم) .

ان هذه الطغمة هي التي ساعدت عناصر القاعدة في الدخول الى العراق وهم الذين اعطوهم السكن و المأوى ووفروا لهم السلاح والعتاد وسهلوا لهم حرية التنقل ووفروا لهم كل ما يحتاجونه للقيام بأعمالهم الاجرامية ضد الشعب العراقي، حتى ان البعض منهم زوج ابنته او اخته بهم . فأغلب عناصر القاعدة غرباء ولا يعرفون عن جغرافية العراق اي شئ فدلوهم على الاماكن المهمة والحساسة لتخريب الاقتصاد وترهيب الناس .

خلاصة القول ان هذه الطغمة المصلحية والانتهازية تبدل ثوبها حسب المتغيرات والظروف وبأسماء احزاب ووجوه جديدة بين فترة واخرى لمحاولة ارجاع مجدها الغابر ولو على حساب خراب العراق وجثث الملايين من ابناء الشعب العراقي الصابر، وهي لا تحمل اية اخلاق او مبادئ وطنية او انسانية.

لقد خاب ظني عندما توقعت ان تعترف هذه الطغمة بعد سقوط آخر معاقلها والمتمثل بنظام البعث الصدامي عام 2003، بجرائمها بحق الشعب العراقي وشعوب دول الجوار وطلب العفو والصفح من هذه الشعوب ، ولكن يبدو ان ذلك كان سرابا .








#شاكر_حسن (هاشتاغ)       Shaker__Hassan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في اسباب ومعالجة مشكلة الطائفية
- رأي شخصي في اهم اسباب التخلف في العراق والعالم العربي
- لا تتحرر الشعوب العربية الا بالتدخل الخارجي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر حسن - الطغمة التي لاتؤمن بالديمقراطية ولا بالمساواة