عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 22:32
المحور:
الادب والفن
في هذا الليل ..
للنسيانِ أجنحة .
في هذ الليل ..
تتذكَّرُ أنّ اليوم الفائت لم يكن لك .
وتبداُ بالضحكِ على صُلحِكَ القصير مع العالَم ،
وعلى سلامِكَ الصعبِ مع الناس .
في هذا الليل ..
أحتاجُ اليك .
أنتَ تُجيدُ ترتيب تلك الهموم
التي كانت صديقكَ المُفضّل
، منذ السادسة من العُمر .
الهموم التي كانت .. تذهبُ معكَ إلى المدرسة .
الهموم التي كانت " الست حليمة "
تكتبها لكَ هناك ..
، على سبّورة الوقت ،
في مدرسة التعب القادم .
في هذا الليل ، أحتاجُ اليك ..
لكتابة " التراكم البدائيّ "
لكلّ هذا الحزن .
غداً ينتظرُ الطلاّب ، مُحاضرتي الصعبة
عن زيادة الطلبِ ، على تاريخِ كاملٍ من الأسى ،
رغم أنّ سعر اليومِ الواحدِ من الخيبة
باهظٌ جداً .
***
هذا العالَم ، ليس فقط ، عالَم الناس .
عالَم النمل ، والدبيب العظيم .
عالَم النحل العاملِ ، والنحلِ المُتناسِلِ ،
والملِكَةِ التي يُطاردها في السماوات ذَكَرٌ أبلهٌ
، لن يعودَ أبداً ،
إلى أرض العسل الموعود .
هذا العالَم .. الآن .. في هذه الغرفة
، حيثُ يحّقُ لنا .. انا وأنتِ .. الصمتَ إلى الأبد ،
ليس فقط عالَم البنادِق الصدئة .
والنفط الأسود الرخيص .
واليوم التالي ، للعودة إلى المدينة ،
التي أحرقتها القبائل ، في الليلة الأخيرة من الغزو .
هذا العالَم .. لي .. ولكِ .
نحنُ اللذانِ يعشقانِ ..
عزلتنا المُقدّسة .
نحنُ اللذان لايسكنان في الخليّة .
ولا يحتضنان بيوض السلالة .
ولا ينامانِ في خيمة الشيخ .
نحنُ اللذانِ ، حين يُقامُ علينا " الحَدّ " ،
سنميلُ برأسينا إلى السكّين
ونحلمُ بحقلٍ من البنفسجِ ،
الأخضرِ .. البعيد .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟