|
في هذا اللغو العظيم
عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 4644 - 2014 / 11 / 26 - 08:30
المحور:
الادب والفن
في هذا اللغو العظيم
بعضُ الأحداثِ ، التي تحدثُ لي ، تبدوغريبة . على سبيل المثال .. شجرة النارنجِ في حديقة البيت ، التي فقَدَتْ الذاكرة .. وأصبحتْ نارنجاتها فجأةً ، حلوة جداً . الشفاه التي لا تتورّم من البهجة . أنا .. حوتُ العنبر الضخم الجثة ، الذي يُريدُ أن يُعَلّمَ أسماكَ الزينة ، مباديء الأقتصاد السياسي . العصافير الملوّنة ، التي تتثائب في " الصفّ " ، من شدّة الملل . أستاذي العظيم ( جون مينارد كينز ) ، الذي تعلّمتُ منهُ كيف أحزنُ بـ " كفاءة " ، و كيفَ أحصَلُ على " فائدة " الأسى ، بينما كلب البحر .. يُلقي محاضراته على الساحل . زهرُ " الشبّوي " ، الذي يفوح ، في الدوام الرسميّ . الموظفّات الحكوميّات في الممرّات ، وهُنَّ يمْضَغنَ دائماً شيئاً ما ، كإناث الدببةِ الواقفاتِ على نهر " السلمون " . النساء الجميلات العَذْبات ، وهُنّ بلا رائحةٍ .. و بلا نكهة ، كـ " جُمّارٍ " عتيق ، في نخلٍ بائد . أجملُ طالبةٍ في العالم ، وهي تسألني بغَنَجٍ باذِخ .. أستــــــــــــــاذ .. ما هو " الشبّوي " ؟ ، و أستــــــاذ .. ما هو " الجُمّار " ؟ و .. عندما تذكّرْتُ إحدى قريباتي الأرستقراطيّات ، التي كانت تسكنُ في " شارع الأميرات " ، وهي تسألني في سبعينيّات القرن الفائت ، عن شكل البرغوث .. الذي يقفزُ ويعَضُّ ، ويعَضُّ ويقفِز . يومها عُدْتُ على الفور .. إلى بيتنا في " الكرخ " القديمة . وجلبتُ لها برغوثاً حيّاً ، يتمتعُ بكامل قواه العقلية . وعندما رآها ، ورأتهُ .. أخذَ يترنّحْ ، ولم يعُدْ يقفزُ مثل قلبي . أحتاجُ الآن إلى رصاصةٍ واحدةٍ ، نصف طائشة ، تجعلُ الخلاصَ مُمكناً ، من هذه الورطة .
***
لن تكونَ سعيداً .. إلاّ إذا كنتَ وحدَك . إلاّ إذا كانت حياتكَ ، مثل موتك .. تامّةً ، و مُطْلَقَةً ، و شاسِعةً ، كهذا الصمت .. كهذا الصمت . لن تكون سعيداً أبداً ، إلاّ إذا كنتَ وحيداً .. ليس معكَ أحدٌ ، حتّى أنت . ليس معكَ أحدٌ ، حتّى هيَ . هيَ .. النجمة الوحيدة في سماءِكَ الثامنة . لا خلاص لك .. حتّى إذا كنت وحدك .
***
في هذا اللغو العظيم .. سأحبّكِ كثيراً . ليس ضروريّاً أن تعرفي ذلك . الأشياءُ الجميلةُ تحدثُ ، ولا تحتاجُ إلى كلمات . إنّها تحدثُ فقط . أنا أحبّكِ لهذا السبب . لأنّكِ تحدثين لي ، وكأنّكِ لا تحدثين لي . وعندما يفترق الآخرون ، لأيّ سبب كان ، نحنُ لن نفترق . ليس هناك سببُ معيّنٌ لنفترِق ، وسنبقى معاً إلى الأبد . وستعيشين طويلاً .. أطولُ مما تبقى لي بكثير و لكنّكِ لن تعرفي أبداً .. إنّنا كنّاً دائماً معاً .. لأنّني لن أخبركِ بذلك . اليومُ هو الثلاثاء . الثلاثاء يومٌ جميل .. أشتاقُ اليكِ فيهِ كثيراً . وعندما سنلتقي يوم الخميس لن أقول لكِ ذلك . ليس ضرورياً أن تعرفي ذلك . لماذا يكونُ ضروريّاً أن تعرفي ، أنّ أشياء كثيرة لا معنى لها ، قد تحدثُ لكِ أيضاً ، عندما يحبّكِ رجلٌ ما .. كلّ هذا الحب .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سَخامٌ عابر .. و قصير الأجل
-
في هذه الغابة المقدسة
-
نادي باريس
-
ما تبقّى لك من الوقت
-
في نادي الليل
-
برج بابل
-
في مملكة الحزنِ .. وحيداً
-
ملاحظات أوليّة حول أزمة إعداد الموازنة العامة في العراق ( 20
...
-
عندما تذهب لتنام .. وأنت تبتسم
-
الرايخ الرابع
-
الصمت .. الآن
-
في الوقت المناسب
-
في الوقت غير المناسب
-
في هذا العالم الأبيض
-
هزائم شخصية
-
أمّي
-
أنا الذي .. يشتاقُ إليك
-
عندما تكتبُ .. ولا تكتُب
-
تراجع أسعار النفط : بين تأثير العوامل الجيوسياسية ، و مفعول
...
-
عودة الطائر إلى العش
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|