عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 17:09
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حقيقة الشيعة والسنة
لقد شكل خروج أهل الشام على بيعة الخليفة الرابع برغم استيفائها الشكل الشرعي أمام الله ورسوله وأولي الأمر منكم أول ظاهرة تحزب في الإسلام ,فكانت الشام ومن والاها الأسفين الذي شق عصى المسلمين , فصار أهل الشام وقادتهم حزب بمقابل حزب الله ورسوله في المدينة حتى استووا وقويت شكيمتهم وازداد بأسهم فتلبسوا بلباس اهل الجماعة وبقيت المدينة وباقي الامصار الإسلامية أهل البيعة والعهد , حتى تجرأ المؤرخون ليمنحوهم صفة أهل السنة والجماعة في عهود لاحقة ,بينما أهل السنة والبيعة والعهد هم الخليفة الرابع وسائر المسلمين إلى أن ظهرت الأحزاب الأربعة "المذاهب" .
تحزب الناس لعلمائها ونسوا معلمهم الأول وكتابهم المجيد وصاروا يقلدون أئمة المذاهب والبعض كان يعلم إنما يعص الله بذلك في قوله (ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) لكن الجاهلية عادت وأستحكمت بالعقول بتشجيع من المؤسسة السياسية الخلافة التي تعلم تماما أنها في شك تام في شرعيتها ودستوريتها والوقوف مع الإسلام الواحد يعني تعرية وتجريد سلطتهم من الغطاء الشرعي والتشريعي , هكذا اخذتها العزة بالإثم ساعد ذلك الصراع الثقافي الحامي الوطيس بين المعتزلة والاشاعرة وبين علماء الكلام والمنطق وبين أهل النص والنقل وغيرها من النزاعات التي نشأت كلها بتشجيع حقيقي من السلطة .
فصارت الناس تعرف بمذاهبها وضاع مصطلح أهل البيعة والعقد والحل والعهد والشورى وتبدلت المفاهيم وسيطر الأختلاف ليتوج ذلك بحركة ابو مسلم الخراساني حينما تزعم المطالبة بحق العلويبين في الحكم ليؤسس لمذهب خامس وحركة جديدة أسمها الشيعة , كل ما قبل ذلك من روايات باسم الشيعة والسنة مجرد أكاذيب تاريخية ومحاولات تزييف وكذب على الله ورسوله وأئمة المسلمين ولنا في تاريخ أئمة أهل البيت ورواياتهم الصحيحة ما يثبتهم أنهم أئمة المسلمين عامة ومن الهداة الذين لا تأخذهم بالله لومة لائم لم ولن يدعوا لحزب ولا لعصبية ولم ينطقوا بكلمة شيعتنا أبدا وهذا التاريخ الصحيح حكما بيننا وبين من يدع خلاف ذلك , الشيعة والسنة كذبة المؤرخ وألتفاف المنحرفين أعداء الله فكل المسلمين في ميزان الله واحد يختلفون بأعمالهم ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والصلاح والإصلاح. والله شاهد وخبير .
إن الحقيقة المرة التي لا يجرؤ أحد أن يجهر بها أن لا الشيعة ولا السنة هم مذاهب منفصلة عن واقع المجتمع الإسلامي بل هي مفاهيم تكرست نتيجة صراع لاحق وأخذت بعدا مذهبيا نتيجة إنقلاب حاكم الشام الأول ومؤسس دولة الطلقاء والخارجي الأول الذي مهد لكل هذا الصراع الدامي بين المسلمين , لقد عاش المسلمون الأوائل وحتى أنتهاء خلافة الخليفة الرابع كأمة فيها من يخطأ وفيها من يجتهد وفيها من يتفاضل بعلمه وعمله على غيره ولكنهم جميعا كان أمرهم ومرجعهم الله ورسوله , لم يدع أحدا منهم أنه مزكى ولم يصدح أحدا منهم بالفضيلة دون سواه كلهم خطاؤون وخير الخطاؤون التوابون .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟