أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة














المزيد.....

مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4658 - 2014 / 12 / 10 - 10:32
المحور: الادب والفن
    



قررت الراقصة التي أفتى لها رجل ملتحي بأنها على خطى يمكن أن توصلها في يوم ما إلى مرتبة الجهاد والمجاهدة بشرط أن تزكي أموالها وتطهر جسدها يوميا بما يمكن أن يكون قد لحقه من دنس بعض الرجال لو أقرضت الله قليلا من المال ,فكان القرار أنها ستفتح حساب للرب في دفتر الديون التي تحتفظ به لبقية الزبائن الذين بذمتهم قروض لحين ميسرة ,سألت الرجل ومن يستلم مني القرض ,قال أنا أو رجل من أهل الذكر إن كنتم مؤمنين .
لا يهم إن زاد العدد واحد لكن من المؤكد أنه مختلف وقد يكون أهم من كل واحد في الدفتر ستكون معه على علاقة شرعية حقيقية فهي دائنة له ومدينة أيضا مما سيحل هذا الأختلاط يوما ما بمقاصة ستحتفظ هي بالوقت والحال ,بقيت هناك حيرة صغيرة لا تدرك معنى أن الله الغني الكبير يقترض من غانية وراقصة تبيع الجسد مقابل أن تنعم بقليل من المال فيه رائحة كريه أو عليه الكثير من نطف الرجال ,لكنها مؤمنة أيضا أن صاحبها الملتحي قد جاءها بما لا يمكن معه أن تتبنى أي شكوك أخرى , إن تقرضوا الله .... يعني أن هناك معاملات ربوية محللة بين العبد والرب من واحد إلى عشرة وقد تصل حسب قول الرجل إلى السبعمائة .
صار الأتفاق بين مدير أعمال الست الراقصة وبين الرجل ذو اللحية الحمراء كونه وكيلا عن الرب على بندين رئيسين هما أن تدفع لله النسبة التي أجمع عليها الفقهاء في فتاويهم المؤكدة وتسلم للطرف الثاني على أن يقوم الطرف ذاته بالشهادة لها عند رب العالمين بأنها متزكية وزكيه وقد خلصت من وزر الذنوب عندما تقرر أن تترك عملها ,ووقع شاهدين على العقد الطبال وصبييها الذي يحمل لها عدة الشغل وأحتفظ كل طرف بنسخه والحساب يجري أسبوعيا نهار الجمعة عندما يأت الرجل ليصلي بهم صلاة الجمعة .
مضت أشهر سعيدة جدا على السيدة وهي تحرز الكثير من المال والشهرة ولمع صيتها بعد أن تأكل نتيجة مزاحمة الفتيات الوافدات على المهنة والتي غالبا ما يمكن اعتبارهن من جيل أولادها , لكن هناك تحول حقيقي ومثمر وملفت للنظر أصابها ,جعلت البركات الربانية والرضا نوعا من أنواع التبرير بل جزمت بذلك في مرة أمام إحدى زميلاتها التي سخرت منها بضحكة مميزة لها صدى معروف في الأذن التي ترتاد محلات الرقص والمتعة ,تبين لاحقا أن هذه السدة الثانية كانت تبحث بجد عن الرجل ذو اللحية الحمراء حتى عثرت عليه بالمصادفة في دار زميلتها وهو يؤوم الصلاة .
لا يمكن للنساء أن يغلبهن إبليس لو كان في ما يفكرن به من مشروع ,طلبت حبة بنادول لشعورها بالصداع وهي تنظر لهذا المشهد الروحاني ولم تتهيأ له على أمل أن تحضر في الأسبوع القادم وهي جاهزة للصلاة , قامت مضيفتها لتحضر لها ما أرادت وطلبت تلفون الرجل على عجل ,لم يكن هناك من وسيلة للكتابة همس في أذنها أنه سينتظرها على ناصية أول الشارع بعد الخروج من هنا , وأـستمر بالحديث عن مناقب الطهارة والتزكية وفوائدها على الإنسان ليكمل المشهد ويقبض ما بذمة المرأة لله ويخرج كالعادة .
أنقطع الرجل للجمعة الثالثة عن أداء الصلاة بالرغم من أنه يبعث من يستلم القرض دوريا أقلق السيدة الراقصة وطلبت أن تلتقي بالرجل وجها لوجه, المال ليس أهم من صلاة الجمعة هكذا أخبرت الوافد لها منه وأكدت مرارا على ضرورة أن تلتقي به لأن هناك الكثير من الكلام لا بد أن تشرحه له شخصيا ,أوصت المبعوث أن يكثر بالدعاء لها فقدت تعثر العمل خلال الفترة الأخيرة وهذا ما ينقص من حصة الله من الغلة الأسبوعية ,لم تكتفي بذلك فقد أخذت تجول بذاكرتها المتعبة على ما ميز الفترة الأخيرة قد يكون حسدا أو عين أصابتها ولربما يكون هناك سحر في الموضوع .
لقد تعرضت في ما مضى لانتكاسات عديدة كان سببها السحر الذي ينتشر بين أواسط بنات المهنة الواحدة هذه ليست المرة الأولى ,كانت تعرف تماما من يستخدم ضدها هذا السلاح الخبيث أما الآن فليس هناك منافس حقيقي يمكن أن يسلك هذا الطريق , الكل تعمل والكل قد توسعت لها الأبواب ونحن في عز موسم الأصطياف , كل ذلك كان حديثها للطبال وزميلة الصبي ,أقترح عليها زينهم أن يذهب للرجل لعله يهتدي إلى جواب ,بادرت سريعا بالموافقة وأردفت لكننا لا نعرف العنوان الصحيح ,أخبرها أنه متأكد من أنه سيستدل عليه بكل سهوله .
إحساس عميق يدور في شقة السيدة الراقصة أن هناك يد خبيثة قد أفسدت ما كان من توافق وتوفيق أصابهم ببركة القرض لكن أمرا جلل قد حدث , لا بد أن الرجل ذي اللحية الحمراء لديه مفتاح فقد وعد والمؤمن ملزم بوعده أن يكلم الله في كل مرة تتوقف سفينتهم عند منعطف أو ترسو في ميناء في وقت هبوب العواصف , لذا طلبت منه أن ترافقه حيث دار الرجل كي تسترد جزء من القرض بدعوة منه قد يكون الرب قد نسي أو تناسى ما عليه من واجبت بموجب العقد , لم تكن المسافة بالبعيدة حتى وصلا للدار ,حوش كبير فيه غرف كبيرة بما يكمل لها من خدمات ,الطابق الأرض كان يسكن الرجل مع زوجاته الأربع سألت الأولاد عنه فطرقت الباب كانت هناك العلة التي تبحث عنها .
تعالى الصراخ داخل الغرفة ووصل الضجيج لكل من يسكن الدار طلب من السيدتين الصمت وإلا ,رضخ من في الغرفة وخرج الصبي وبقيت السيدتان والرجل يحاول أن يسيطر على الوضع بما عرف عنه من رزانه وقوة الحجة ,لم يثرها وجودها في عصمة الرجل ولكنت تساءلت ما مغزى غيابك عن الصلاة في شقتي وما مغزى أن الأمور تجري عكس ما اتفقنا ,تعجلت الثانية بالكلام وكأنها تفتي كل شيء هو ملك الله وبيد الله ما ذنب الرجل هو مأمور ليس إلا .... نظر لها نظرة رضا وقال لها يا مؤمنة هذا بلاء ليرى الله فيك الصبر والتصبر فمن يأخذ يعط وعلى الله كل الأمور تسير بمقدار , ولكن قاطعها لا لكن مع الله , أنت حرة ممكن لك أن تتوقفي عن إقراض الله وتبحثي عمن يقف لك سند ومدد ,أحست أنها تعجلت في الأمر وهبطت قبلت كلتا يديه وتبركت بثوبه المعطر برائحة الكندر والكزبرة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح2
- الف جني وجنية _ قصة مجنونة
- مشاكل التدخل الإنساني في هيكلية النص الديني
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح1
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح2
- عناوين كبرى وعناوين صغرى
- مفاهيم القيادة والعمل التنظيمي في فكر الرسالة
- العراق التأريخي وصناعة التمدن
- العبادي وواضعي العصي بالدواليب
- محاولات لكبح الجنون
- العقل والنتاج المعرفي
- نحن والربيع الأوربي , نسخ تجربة أم تقليد لظاهرة
- البصمة الأولى
- التحولات الكبرى في الصراع بين الأعراب والإسلام من محمد ص إلى ...
- الليبراليون المسلمون والموقف من النقد الديني ح2
- الليبراليون المسلمون والموقف من النقد الديني ح1
- أنا والسبعين


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة