أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أنا والسبعين














المزيد.....

أنا والسبعين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 12:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنا والسبعين

أنا والسبعين ليس عنوان رواية ولا قصة قصيرة ولا حتى مذكرات شخصية , إنها نوع من الوجع المعرفي الذي يتحسسه الكاتب وهو يرى جوده يتأكل بفعل الزمن ,وجوده المنتج الحيوي الحضوري وإلا فهو متأكد تماما أن الزمن وحده كفيا بأن يجعله على خط الحضور الفعلي في الحياة بشقها المنتج الفاعل والمؤثر ولمدى قد يطول أو يقصر حسب قوة وفاعلية ما تركه وراءه .
في الوقت الذي أكملت فيه مصنفي السبعين بعنوان (صيرورة العقل , رؤى وأفكار في فلسفة العاقل والمعقول ) الذي أعده تتويجا لجهدي الفكري على مدى السنوات العشرين الأخيرة وخلاصة تامة ووافية لنظريتي الفلسفية المسماة الفلسفة الأفتراضية أو فلسفة ما بعد الفلسفة ,من حقي أن أعلن وبكل فخر أن هذا المفهوم والنظرية والخطوط العامة لفكرة تحرير العقل من هالة السلطنة والتسيد الفكري وجعله وما ينتج من فلسفة أكثر التصاقا بالإنسان المجرد , الإنسان القضية والإشكالية , الإنسان الذي ينبغي أن يعيش وجوده كما هو طبيعي من غير أن تتدخل سلطة الأخر عليه لتفرض حدود ما هو خارج الطبيعي , الإنسان السوي المتكامل مع الأخر ومع الطبيعة ومع كل الوجود في رحلة الدوان من الكينونة للكينونة .
وهنا أسجل للتاريخ وللفكر واحتراما للعرف الفكري أن هذه النظرية عراقية المنشأ منذ حرفها الأول لم تتداخل فيها عناصر غير ولا تنتمي إلا لتاريخ العراق ومنهجه الفكري المتجذر تأريخيا إنسانية في مرادها وبنائها وهدفها ,تحترم الإنسان وتحفظ له حقه أن يبقى ذلك الكائن الذي يدور في كل وجوده حول هدفية التغيير للأصلح مما يعني أنه مؤهلا بالقوة والطبيعة لقيادة الوجود بما يملك وبما يتكون من قوى خلاقة لازمة لذلك فليس غريبا أن يتحول من واقعه هذا الذي شهد منذ وجوده إشكالية الكيف والكون ليعود إلى محك نظرية أنك إنسان ملزم أن تنفعل لا أن تستكين للواقع والممكن عليك أن تبتكر تحلم تتخيل تبدع حتى لا يبقى لهذه التساؤلات معنى .
في السبعين أجد نفسي بعد غمار طويل من البحث والتأمل والتحليل والتفكيك والترميز والجمع والتفريق, وها أنا أعلنا وبكل فخر أن مسؤولية صياغة رؤية كونية جديدة تحتوي الزمن والزمن يتماشى معها وبها أصبح بالمقدور بل بالواجب أن نرتب أشياء وأشياء عقل وعقل لنضمن نجاح هذا الواجب الوجودي , ودون أن فرط بالقيم الدينية والأخلاقية والعلمية , لنعيد صياغة فهمنا ونعيد صياغة طرق الفهم وطرق صناعة الفعل العقلي بعيدا عن النمطية والقنونة والتنميط الكلاسيكي .
مع السبعين لا بد أن نترك شيء للغد مسؤوليتنا لا تتحدد هنا فقط ولا بحدود عالمنا المحدود , مسؤوليتنا أن نعيد الواقع لسكة الزمن ونحول مسارات الحركة الأجتماعية والعلمية والفكرية نحو مسارات الإبداع التي قادها الإنسان الأول حين أكتشف ثلاثة من أعظم التحولات الكبرى في الوجود , الحرف والنار والعجلة , لقد غير وجه العالم وهو يحلم ويتأمل ويتألم ويحلم ثم نهض ليكسر غلاف الحلم ويخرج الجوهر ,فصرنا بهذا التحول مدنيين وغزونا الفضاء , لكن لم نغزو عقلنا مرة أخرى بعد ذلك الإنجاز الأعظم .
مع السبعين دعوة لكل المفكرين والفلاسفة والمعرفيين والمثقفين كتاب أدباء شعراء أن يمارسوا دورهم نقدا وتمحيصا وتفكيكا وحوار وجدال من أجل أن نثبت لأنفسنا أولا أننا ما زلنا ذلك الكائن القادر في يوم من الإيام أن يدرك اللحظة الحرجة ويصل لها حينما لن يبقى حد فاصل بين الواقع والخيال وبين الخيال وحلمه , علينا أن لا نخشى المجازفة ولا نستجبن من أن نمضي بقوة بسلاح العقل خارج وجودنا لأن هناك وجودات وعوالم ونطاقات لن ينجح عقلنا المأسور بالفلسفة والعلم الكلاسيكي أن يبحر نحوها , كل هذا التطور والرقي وما زال عقلنا طفلا يمارس هواية الأكتشاف , نريد أن نأخذ العقل لمرحلة النضج والبلوغ وهو مراد خالقنا مراد الطبيعة مراد العلة التي نحن بسببها صرنا إنسان عاقل .
أخيرا في السبعين أتمنى أن لا يتكاسل الفكر العربي مرة أخرى ويحلجني ويقتص منه أنتقاما لفشله وأنتقاما لعجزه وأنتقاما لسلفيته المقيتة , وأتمنى خصوصا على العقل العراقي والفكر العراقي أن يبادر لأحتضان هذا التحول وهذا الفكر لأنه الأقرب روحيا ووجوديا له من دون كل الوجود لأنه معد خصيصا لقيادة التحولات الكبرى وهذا ليس زعما عنصريا ولا دعوة لخصيصة ولكن أرى من خلال دراستي أن العوامل الطبيعية التكوينية هي التي فرضت هذا الواقع بالأمس واليوم , أوجه تحيتي من الآن للخصوم قبل المؤيدين ,للرافضين قبل القابلين لأنهم وبسببهم يمكن للنظرية أن ترتقي , النقد إثراء وأضافة حقيقية لو مورس بالأصول العلمية ووفق سياقات ومنطق العلم المجرد .

كربلاء 28-11-2014



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمة الفكر في تحرير الإنسان
- التراث العراقي المنهوب أمريكيا
- الفكر وقضية المستقبل
- قصائد مجنونه لكنها نبيلة 1
- قصائد مجنونه لكنها نبيلة 2
- العقل الأفتراضي ومفهوم الوهم
- دور العقل وصناعة أزمة المعرفة
- وجع ورجع وحنين _قصة فصيرة
- زمن الفلسفة وفلسفة الزمن ح1
- العدالة والعدالة الاستثنائية ح2
- العدالة والعدالة الاستثنائية ح1
- العقل الإنساني وقضية الفكر
- من قضايا العقل والفلسفة , المعرفة والوهم
- دارون والنص الديني
- عنوان مرسل مجهول _ قصة قصيرة
- النرجس يزهر في الشتاء أيضا . قصة قصيرة
- فهم العلم 2
- فهم العلم
- فهم العلم 3
- النظر والتنظير العقلي


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - أنا والسبعين