أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم العلم














المزيد.....

فهم العلم


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 22:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمكننا فهم العلم حسب الزاوية التي ينظر من خلالها إلى مفصلية العلم كونه نشاط إنساني مرتبط بوجود الإنسان كحدث وكحقيقة فاعلة ومنفعلة بالعلم,فلا يكفي ان يكون الإنسان موجودا حتى يكون عالما أو مستدل على الحقيقة العلمية فالوجود لا يعني بالضرورة ممارسة العلم أو الاشتغال به أو البحث عنه,وكذلك لا يعني بالمطلق وجودية الإنسان فاعلية العلم له أو تفاعله معه,وهذه القطعية هي التي من خلالها تباينت الرؤى واختلفت زوايا النظر الكاشفة لمعنى العلم.
فحسب النظرة الكلية للأشياء النظرة التي لا تترك كل المؤثرات الخارجية التي تلعب دورا في حياة الإنسان ابتداءً من المحصلات الوجودية وانتهاء بالغيبيات المدركة بالعقل وان لم يدركها العلم فهو لا ينكرها حقيقة ولا ينكر ان العقل كدليل للعلم إنما يعجز في كثير من الأحيان تفسيرها أو تجاوز وجودها فهو لا ينكر ولا يثبت بعض الغيبيات إلا انه يجعلها في دائرة الشك أو الافتراض وهو أول طريق العلم,فكثير من الفرضيات كانت بالأمس القريب تعد من الغيب إلا ان التاريخ كمجسد وشاهد لفاعلية العلم سجل تحولات كبرى في مسيرة الموجود الكوني على الأرض نقل من خلالها الغيب الضنى إلى حقيقة العلم ويتعامل اليوم معها على أنها حقائق وان كانت نسبية بمعنى أنها حقائق بهذا الوقت حتى يقوم الدليل بما ينهض على معاكستها كما ان التاريخ شهد على تنقل وسائل العلم وحسب الحاجات البحثية المحضة بين فروع العلم تنقل واع مستوعب للنجاحات التي أحرزتها تلك المفاهيم في علم ما وأصبح لزاما الاسترشاد بها لتكوين وسائل أكثر شمولية وأتساع في منحى أخر من مناحي العلم وقد يستعمل مفهوم في علم ما, ثم يهاجر إلى علم آخر أو علوم, مثل مفهوم الانتخاب والمنافسة اللذين انتقلا من البيولوجيا إلى الاقتصاد, وهكذا يتم التقدم العلمي بطريق آخر غير التراكم المعرفي المتصل, وإنما يتقدم بقطيعة وثورة يظهر إثرها نموذج جديد للعلم مباين لما قبله, فالعلم بهذا المنظار يصبح ذا صلة وثيقة بمنطق التاريخ, وبصيرورة الاجتماع البشري, وهذا لا يحط من قيمة العلم, بل يتيح له ذلك أن يتجاوز نفسه باستمرار, وهو سر ديناميكية العلم وحيويته, فالعلم بهذا يكمن تقدمه في مناقشة أخطائه وتفاديها دون توقف, وفي عدم الرضا الكلي عما نزعم أنه علمي يقيني قطعي, فالمناقشة الحرة والنظر النقدي من الوسائل الفعالة في تقدمه, وفي القرب من الحقيقة, فأخطاؤنا هي التي تعلمنا وتجاربنا الفاشلة هي في الحقيقة سر تقدم العلم إذا أريد لها ان تكون المحرك المحفز للإبداع والتطور فلا رجعية في العلم ولا قطعية بالظن ان العلم له حدود ,الزمن في منظور العلم وعاء يكبر حسب سعة العلم ذاته أي أصبح العلم هو معيار للزمن وليس العكس كما كان المكان محيط بالعلم ومحدد من حركته أصبح اليوم هو الأخر أسير العلم ومناط تحركه وأضحت خارج المكان بمفهوم المكان كجغرافية وليس المكان كوجود وهكذا انطلق العلم ليشيد مصطلح خاص به لكي يستوعبه حركة ويستوعبه كمفهوم يطلق عليه اليوم تسمية النطاقية وهو معنى تتداخل فيه عوامل الزمان والمكان والفعل فهو بالأكيد ليس التاريخ وان اشتمل على معنى منه ولا هو الوجود لاحتوائه كليا وإنما هو قدرة العلم على تجاوز المحدود بذاتية العلم وبموضوعية التعلم.
بالنتيجة هنا نجد أنفسنا عاجزين ان نحدد معنى خاص للعلم أو نشير بماهية معينة إليه نتيجة عجز الوسائل البشرية عن بلوغ ما هو علم عن ما هو غيره أو جمع العلوم كلها ووصفها كوحدة واحدة له ملامح عامة وسمات خاصة بل نجد ان كثيرا ما نُخرج بعض النشاط الفكري الإنساني من دائرة العلم لاعتبارات معينة كالتاريخ أو الأدب أو الفن من نطاقية العلم إلا أننا نعود لنرى تأثير هذه المفردات وتداخل أصولها مع تشعبات مسبقة صنفت على إنها من دائرة العلم فنعود لنلتقي مجددا بها في نفس الدائرة التي أخرجناها منها وليس من المؤكد وجود سمات مشتركة بين معارف مختلفة في موضوعاتها ومناهجها, مثل الفيزياء النظرية, والتاريخ, والأنتروبولوجيا (علم الأجناس), والبيولوجي, وعلم النفس, فهل نحن أمام علم واحد أو علوم?وأين يبدأ حد العلم وكيف ينتهي الوصف,هذه الإشكالية لم تبرز قديما عندما كان العلم في الحدود الدنيا من التأثير كموجود عقلي ولكن مع تمدد نطاقيته بتمدد العلوم خارج المكان والزمان والضرورة برزت حاجة ملحة لتحديد اطر عامة تضبط حدود النطاقية ولا تضبط حدود العلم بعد ان وضع العلم نفسه في أزمة التوصيف.
ونرى في زماننا أن الابستيمولوجيا الغربية تعالج النشاط العلمي الذي هو أرقى ما وصل إليه الإنسان من معارف, من زاويتين مختلفتين, أو إن شئت في اتجاهين متباينين:
اتجاه سمي بالاتجاه العقلي النقدي الذي يمثله تمثيلا قويا كارل بوبر(1902ـ1944م) الذي يتمسك بالنواة الصلبة للنشاط العلمي بعيدا عن أنواع الخطاب المجاور, مثل الأيديولوجية, والفلسفة, أو شبه العلم.أما الاتجاه الثاني فهو اتجاه سوسيولوجي وتاريخ للعلوم, يقوم على قراءة مختلفة تماما لقراءة الاتجاه الأول, لأنه يسمح بالأيديولوجي والمسلمات التي لا برهان عليها بأن تدخل في النظام المعرفي أو الجهاز العلمي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهم العلم 3
- النظر والتنظير العقلي
- الإنسان وقضية الحداثة
- حب في زمن العاصفة _ قصة قصيرة
- مدرسة الحسين وأفاق مشروع الحرية والعدل ح1
- مختارات فكرية
- النقد وظاهرة الأثراء والتنوع
- الأبيض يليق بالملاك _ قصة فصيرة
- الوجود الظاهر والموجود ظاهرة
- أبيض أسود
- التصنيف العقلي والديني ح2
- التصنيف العقلي والديني ح1
- العقل السوي وسلطان التعقل
- محاولة تناقض _ قصة قصيرة
- الرؤية الذاتية من الخارج
- المسير العربي بين النفق المظلم وأمل النجاة
- الخلاف والأختلاف في التقرير الرباني
- الرواية التاريخية وصياغة المشهد الحدوثي في تاريخ الإسلام وال ...
- الأنا والعولمة ح1
- الأنا والعولمة ح2


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم العلم