أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم العلم 3














المزيد.....

فهم العلم 3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 00:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد بلغ التوسع في إعادة الاعتبار للعقل بتوسع مساحة العلم المتاحة إلى إعادة ضم الكثير من النشاط الفكري الإنساني الذي أنتجه على مر العصور إلى قائمة العلم وأغرب من ذلك فإن بول فرايرابند دعا إلى إعادة الاعتبار للسحر والتنجيم والكهانة والأساطير التي عزم العقليون على محوها من الأرض, وربما كان هذا إشارة إلى عرض من أعراض أزمة العقل الغربي, وما عزمت عليه جماعة ما بعد الحداثة من فك الثوابت, وهدم ما تعارف عليه أهل الغرب من العقلانية وصرامة المنهج والتقنية التقليدية ليستوعب العلم كل ما يعقله الإنسان ويتعقله طالما ان لهذا النشاط علاقة بوجود الإنسان وعلاقته مع الكون الواسع حتى نثبت عدم فاعلية هذه العلاقة أو أنتفاء وجود النشاط الفكري ذاته وهذا بالفعل أمر في غاية العلمية لان الوقائع التاريخية المعاشة قد أشارت إلى موت الكثير من النشاط الفكري الإنساني الذي عجز هو من مجارات العقل أو إقناعه على اقل تقدير بقبوله,فمن الممكن ان نشير إلى موت الفوضوية والطوطمية تدريجيا بمرور الزمن واختفاء أثارهما عمليا على الصعيد الوجودي للإنسان.
ولا ينفي هذا أن للعلم عموما وللمعرفة منطقا تنظيميا, فالعلم يملك نظاما ما يتكون من ثلاثة عناصر على الأقل ضرورية للوجود أو لنقل لاستمرارية العلم بالعمل لا يمكنه تجاوزها أو ألإفلات من مدارها فهي إذن محددات وجودية ووجوبية:
1ـ عناصر نظرية (مفاهيم وأسس).
2ـ عناصر اجتماعية (مؤسسات علمية و سياسية علمية).
3ـ عناصر نفعية عملية (تقدم اقتصادي وتقني وتطور وارتقاء.).
وهي بمجملها عبارة عن عناصر ذاتية تتمثل بالمفاهيم العلمية والأسس العملية وهي المقدمة لكل علم فبدونها لا يمكن تصور وجودية العلم أصلا,وعنصر موضوعي يتمثل بالمؤسسة العلمية التي تهتم بالعلم وتهيء العنصر البشري وهو أهم ركن من العناصر الاجتماعية في المؤسسة العلمية وأخيرا ما يعرف حديثا بالبَنى التحتية للعلم وربط هذان العنصران بسياسة علمية واضحة تتبنى أهداف وغايات محددة وواضحة يتناول العنصر الثالث ويعتبر هو الغاية من كلية العلم وسر وجوده.
ومن وسائل فهم العلم وتاريخه الاعتماد على دراسة العلاقات بين هذه المكونات الثلاثة, فالعلم لا يلخص في مجرد النظريات والمعطيات والتجارب, لأن الأفكار ينتجها بشر ومؤسسات, ويأخذ بها علماء من البشر وتنتج غايات ومقاصد تتعلق بمصلحة الإنسان,فهي علاقة جدلية إذن بين العناصر الثلاثة علاقة جدلية تكاملية بالضرورة ولضرورات العلم تكوينيا.
هذا المنطق يقودنا إلى التعرف أكثر إلى النظرية السوسيولوجية والتي تعد هي الأكثر فهما واستيعابا لمعاني العلم لما لها من نظرة تقدمية ارتبطت بالفهم التفاعلي للفكر مع العقيدة فهم حداثي أوسع من كون العلم شخصية متفردة بل يساوي بين العلم والثقافة ,روية تتعلق بالحضارة كونها النشاط الأعظم والأكبر للإنسان وارتباط الحضارة بالعقيدة والفكر والوجود تلك مسلمات النظرية في تفسير العلم, فتعتمد على التحليل التاريخي للعلم, تحليلا قائما على علم الاجتماع أو علم النفس, ويرى أصحابه أنه إن كان العلم ثقافة مثل سائر الثقافات, وإذا كانت إرادة الصرامة في العلم والاهتمام بالموضوعية الذي يبديه العلماء أمرا مسلما به, فإنه مع ذلك يختفي وراءه بشعور أو بدونه مسلمات لا برهان عليها, وأيديولوجيات, وأهواء مضمرة, وممنوعات أيضا.
وإذا كانت جماعة العلماء جماعة إنسانية مثل غيرها من الجماعات بما لها من أهواء, واعتقادات, وسلطة, فإن تاريخ الوقائع العلمية, وما يكتنفها من عوامل سوسيولوجية إنما تصف لنا عملا إنسانيا ذا صلة بتاريخه وضغوطه الاجتماعية, ومرتبطا بالعقليات السائدة في المجتمع أو النخبة.
هنا نتلمس الحرية الواسعة للعلم التي منحته إياه النظرية الاجتماعية التاريخية ليشمل الكثير من المفاهيم الفكرية والنشاط الفكري ليكون علما منطويا تحت يافطته فاسحة المجال لان يلعب العلم دورا أكثر إنسانية بانطلاقه لمديات اشمل موسعا للنطاقية التي تحدثنا عنها سلفا محررا الإنسان من تلك الصرامة والقدسية في المنهج, بحيث يجب على كل أنواع البحث أن تحترم المعايير العلمية, ولو في حدودها الدنيا من الصرامة, مثل التماسك المنطقي الداخلي بين الأفكار, والتطابق بين النظرية والظواهر التي تحكمها مما يزيد تراكم المعرفة وتقدمها, بحيث تضاف معرفة جديدة إلى معارف قبلها باستمرار, فيكون تاريخ العلوم في تطور مستمر مخترقا الخيال لا الوهم فالأخير ليس من العلم لافتراق بالتكوين فالأول وجودي والثاني لا وجودي محض.كل ذلك لنصل بالأخر إلى نقد العلم أو ما يسمى بنقد الحقائق العلمية المتحصلة وفق المنهج العلمي فكل علم جدير به أن يراقب خطابه بنقده ومناقشته ومواجهته بالوقائع بالبرهنة على نتائجه, ووضع قاعدة لها موثوق بها مؤقتا على الأقل,وإن كانت هذه النتائج ذات صبغة احتمالية,ومع ذلك فالخطأ يكمن في قلب المنهج العلمي,وفي لب الروح العلمية من الصعب تفاديه دائما, ولهذا فإن وظيفة المنهج العلمي هي الكشف عن الأخطاء التي تعاني منها الحقائق العلمية, فالروح العلمية إن هي إلا مقاومة متواصلة للضلال, ولا يتقدم العلم إلا بالنقد والمعارضة, إذ إنه لا يقوم على أرض مضمونة دائما.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظر والتنظير العقلي
- الإنسان وقضية الحداثة
- حب في زمن العاصفة _ قصة قصيرة
- مدرسة الحسين وأفاق مشروع الحرية والعدل ح1
- مختارات فكرية
- النقد وظاهرة الأثراء والتنوع
- الأبيض يليق بالملاك _ قصة فصيرة
- الوجود الظاهر والموجود ظاهرة
- أبيض أسود
- التصنيف العقلي والديني ح2
- التصنيف العقلي والديني ح1
- العقل السوي وسلطان التعقل
- محاولة تناقض _ قصة قصيرة
- الرؤية الذاتية من الخارج
- المسير العربي بين النفق المظلم وأمل النجاة
- الخلاف والأختلاف في التقرير الرباني
- الرواية التاريخية وصياغة المشهد الحدوثي في تاريخ الإسلام وال ...
- الأنا والعولمة ح1
- الأنا والعولمة ح2
- الإنسان الحقيقة والإنسان الرمز


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - فهم العلم 3