أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أحلام ليست وردية _ قصة قصيرة














المزيد.....

أحلام ليست وردية _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 08:51
المحور: الادب والفن
    



أخبرونا أن الحياة رحلة لكن لم يخبرني أحد ولو شخصيا من سيكون ربان هذه الرحلة لذا جلست قرب الدفة أنتظر القادم ,كان ذلك بداية اعترافاتي التي كتبتها في مذكرة ستقدم للإله أدموس حاكم الكوكب الجديد الذي حضر ليطهره من الكائنات الطفيلية التي قدمت في ظل حاكمها السابق مادمانوس ,شرحت جميع تفاصيل الرحلة وكيف تمكن البعض من التسرب من السفينة والهرب نحو كوكب أخر ونحن نأخذ الاستراحة في طريق غير محدد العوالم خاصة لسكان كوكبنا الفقير المسالم .
القوانين في هذا الكوكب تبيح للحاكم أن يمنح كل كائن مر أو يمر فيه مقدار من الزمنية التي تسمى في عالمنا السابق عمر ببدل يقدر بحسب ما يمنحه الطالب من عطاء وأيضا لديه القدرة بعكس ذلك دون أن يستخدم مثلما يجري سابقا عندنا القتل ,المنحة الزمنية للأفراد تتكون من سلسلة من المعادلات الرياضية القابلة للتعديل والترميز بموجب مفاتيح خاصة لا يحملها احد لكنها معروضة للجميع بأجهزة تشبه أجهزة الكمبيوتر التي أتذكر كانت من منجزات عصرنا قبل أن نباشر الرحلة , كما يمكنك أن تعرف المتبقي من حسابك وأيضا يمكنك أن تزيد الرصيد بالطريقة التي شرحتها .
مادمانوس سجل في الرقائق النانوية الممنوحة لي كما أتذكر لا بل ما هو مؤشر في سجلي الإليكتروني المربوط مع ذاكرتي البشرية بعض التغيرات الممكنة التي أما أن تكون مدخل لمنحي زمنية ممددة أو تمنحني فرصة التجاوز عن الخطأ البشري حينما يتم مقاصة بين مقدار الضرر وقيمته بما يعادل زمنية واحدة تتكرر أو تقابل في القيمة الرصيد, لذا عرفت الأنتظام الدقيق المبرمج في محاولة لإستكشاف ما بعد الزمنية المحددة سلفا من تطورات قد لا توفرها الفرصة الطبيعية ,أدموس عد ذلك خارج منطق قوانين الكوكب وسحب مني الرصيد لأجد نفسي في حالة سلبية من الزمنية, أي لا بعد أن أعود للخلف كي تتوافق مع القانون .
الحقيقة أن فكرة تجريب أمر استثنائي يعد مدهشا في عالم جامد جاف ألي خالي من كل حيوية خاصة وأنت محاط بالرقم والرمز الجامد الخالي من جماليات المشاعر السائدة في عالمنا القديم لذا لم أقدم أعتراضي كما هو منصوص في دستور الكوكب ,الجميل هنا أنك سترى جزء من حياتك عشتها وأنت خارج زمنيتك ,أي ستعيش عالم ما بعج موتك وأنت حي ,هذه المقاطعة بين الموت والحياة هي الجمالية الوحيدة التي سررت بها الآن بعد أن أمضيت الكثير من الزمنيات هنا كعقرب الساعة يسير دون توقف دون أن يسجل حركة خارج المرسوم .
تم إدخالي في دائرة المزامنة وهذا أسمها وتم سحب الزمنيات الزائدة نتيجة تصرف الحاكم السابق وبأمر من الحاكم الجديد وتم إعادتي بالضبط للفترة المستحقة لي وفق برنامج تعادل الزمن لأجد نفسي عائدا لنقطة عشتها بالتأكيد ,كل الملامح والتفصيلات أعرفها بدقة خرجت من المزامنة ليتم إدخالي في جهاز سلب الشحنة الحيوية التي تنهي الطاقة في ذاكرة التشغيل عندي, في الطريق صادفت الحاكم مادمانوس على جهاز تفريغ الطاقة وشرحت له بموجب سجل الذاكرة الباقي عندي من الزمنية المضافة ,قرر أن يدخلني بدل جهاز أستنفاذ الطاقة إلى جهاز التغذية البرمجية ليشاهد كل أحداث الزمن المضاف وكأنه يكتشف عبقرية الإنسان من جديد .
نجحت في أن أسيطر على دهشة الحاكم واللعب هذه المرة على غباء عالم الأليكترونيك النانوي محاولا أيضا أسترجاع جزء من بشريتي القديمة وطلبت منه أن يعيدني إلى فترة أبعد قليلا من هذه الفترة كونه قد كسب المستقبل وبقدرته الأن أن يتحكم بمصير الكوكب وبأدموس وتعديل مسارات الترميز ليبقى الحاكم الأبدي ,سر للفكرة وإن أعتبرها غباء طبيعي يصاحب عالم الرقم والرمز, منحني أسم جديد وأدخلني المزامنة ذاتها وطلب أن أختار المؤشر بنفسي ,أخترت الرمز المساوي +0000001 لا أعرف ماذا يعني ذلك لكن الحاكم أستجاب لأجد نفسي أكتب هذا الحلم متقدما على الزمن الحقيقي بواحد من المليون من الثانية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في معنى السياديني ح1
- في معنى السياديني ح2
- دنفش وصندوق جدتي وصورة الزعيم _ قصة قصيرة
- مشروع قرضة حسنه _ قصة قصيرة
- الرقص على جسد الشهوة _ قصة قصيرة
- إشكاليات الثقافة العراقية
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح1
- الإسلام وتأريخ المسلمين ح2
- الف جني وجنية _ قصة مجنونة
- مشاكل التدخل الإنساني في هيكلية النص الديني
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح1
- أوربا والعولمة وفرصة بناء عالم متجدد ح2
- عناوين كبرى وعناوين صغرى
- مفاهيم القيادة والعمل التنظيمي في فكر الرسالة
- العراق التأريخي وصناعة التمدن
- العبادي وواضعي العصي بالدواليب
- محاولات لكبح الجنون
- العقل والنتاج المعرفي
- نحن والربيع الأوربي , نسخ تجربة أم تقليد لظاهرة
- البصمة الأولى


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - أحلام ليست وردية _ قصة قصيرة