أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق














المزيد.....

تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 15:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عرفته سارقا فاسدا لاخر حد، لم يحفظ اي شيء في جسدهو لم يستخدمه في طريق المعصية، فما و فرجا و يدا، استغل الفقير قبل الغني و المظلوم قبل الظالم، لم يدع احدا و لم يسبه و لا فكر او عقيدة يلتزم بها، كل ما في الامر انه من القراصنة و السلابة و النهابة الليليين، كان مشهورا بغاراته الليلية، الى ان عرفت به الحكومة السابقة او كانت تعرف به و غض الطرف عنه للضرورة السياسية، و من ثم لم تحتاجه بعد ان تمدد و تصرف خارج حدود ما سمح له بها . اختلى بنفسه و اختفى لمدة، و من ثم عاد و لم يجلس الا و علم العالم بانه عاد و عاد معه القلق، عاد و حذر الجميع منه . لم يمر فترة طويلة و سمع الجميع بانه اصدرت المحكمة قرارالقاء القبض عليه بتهم عديدة، و في حينه كان سهلا اصدار تلك القرارات بامر البعث، لم يعرف احد من تجرا و اشتكى ام كان المدعي العام هو المشتكي . عندما سمع بذلك او اخبروه فانه هرب و لم يعد، بعد مدة ليست بقليلة سمع اهل الحي بانه التحق بقوات الثورة الكوردستانية، و بعدما اشترطوا عليه الكثير قبلوا به عنصرا ليس منتميا بل منفذا لاوامر تحتاجه الثورة لتسيير امور الثورة، فارسلوه الى المدينة كثيرا لتنفيذ اوامر حزبية، و هو يعود و يدعي تحقيق الملقى على عاتقه سواء كان صادقا و اكاذبا في قوله، رغم الدروس التعبوية و التربية الا انه لم يتثقف الا ببطء شديد، لكنه كان جريئا شجاعا لم يتملص من اي واجب يلقى عليه مهما كان صعبا . فاشتهر بالمخلص و المدافع عن مصالح الامة، و لم يحمل القيم و المياديء الا يسيرا جدا بحيث لم يكن يتسم بثقافة ما و ليس له المام بمعرفة ما يهم الفكر والعقيدة و المنهج الحزبي او الايديولوجيا، فهو انسان عسكري شرير بكل معنى الكلمة، و الثورة تحتاج الى كل انواع المحتجين و المتمردين و المعارضين للحكومة الدكتاتورية .
لقد اهتمت به الثورة بعد نشاطاته التي اقنع بها القادة الكبار، و اصبح اليد اليمنى للمتنفذين في الحركة الثورية، و كم من هؤلاء اخذوا ادوارا بمجرد ولائهم للقائد الاوحد و اصبحوا الة لتخويف الاخرين و المخلب المستعمل في الصراع المتشدد الذي اتسمت به الثورة، رغم الاهتمام بالفكر والقراءة و الالتزام الفكري الفلسفي من قبل الكثيرين من النخبة الثورية، و ما تحتاجه الثورة من النخبة ايضا مثلما احتاجت الى مثل الاخ الشقي .
بعد عدة عمليات عسكرية ضد النظام البائد ارتفعت درجته الى امر مفرزة و هو يقود مجموعة من البيشمركة و منهم الكثيرون الملتزمون بالمبادي و الاسس و الضبط و الربط الحزبي، فهل يمكن موائمة امر هكذا مع منتمين محاربين مؤمنين بالفكر و العقيدة . اختلط الامر كثيرا، و حدث ما كان متوقعا من عدم ملائمة الشغب و التمرد الخالي الوفاض و الجهل مع الايمان الصادق المطلق بالمعارضة و الحزب كتجمع لتحرير البلاد و االهدف المقدس و هو النضال من اجل تحسين معيشة الفقراء قبل غيرهم و خاصة من قبل اصحاب التوجه اليساري، و اصبح الاخ الشقي قائدا في التنظيم اليساري لا يعلم من اليسارية الا اسمها . كما قلنا فان الثورة تستوعب النشط المؤدب الملتزم العقيدي المبدئي مع الفاشل المخرب الجاهل الفوضوي .
اشتهر هذا الاخ و من سمع بنشاطاته من بعيد و لم يعلم تاريخه الذاتي كان يدعي بنزاهته و ايمانه بالقضية و بعمق الفكر الذي يدعيه الحزب و ما تؤمن به الثورة . زاد شوكته و هيبته، و اصبح محل الاحترام والتقدير الجميع، و احتل مكانا مناسبا لعمره، و لكنه بقي هو هو لم يتقدم فكريا او عقيديا بذرة، و كان من يعرفه على اعتقاد لو تتركه حرا في القرى يفعل ما فعله في المدن، و يكرر المآسي التي طالت يداه في احداثها وما ارتكب من ما يشمئز له البدن في سماعه . عمٌر و كبر و احترمته الناس بطلا شجاعا وطنيا مدافعا عن تراب وطنه، و لكنه غير ذلك، و اخيرا مات و دفن مع نفسه كل خزعبلاته و افعاله و ما اقترفه من الخطايا و التي يمكن ان تساوي مع ما نفذ من الواجبات الحزبية الضرورية للثورة، و من يقدر على تقيمه و يصرح بما كان تحمله حياته من تلك التناقضات، انها الثورة الطويلة الامد و بما تحوي و انها هي الثورة التي تستوعب كل تلك التناقضات، و لو قارناه مع من استشهد و لم يتذكره احد و كان من المخلصين المبدئيين و الملتزمين ايمانا و فكرا و مطبقا و منفذا لكل ما يمت بالعقيدة والفكر والفلسفة الانسانية باجمل وجه .انهما شهيدان في طريق الثورة و لكن التاريخ كيف يسجل سيرتهما ؟ و كنت قد سمعت عن تباهي البعض بهذا و لم اسمع عن المستحق للتذكر اكثر من هذا شيئا، فقلت مع نفسي هكذا يُكتب التاريخ .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبتسم قبل حبل المشنقة !
- لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
- افرازات جذام فكر داعش
- يجب ان تكون كوردستان حَكَما و ليس خَصما لاحد
- من يملك استراتيجية واضحة يحرر كوردستان
- مرة اخرى ثقافة النخب و اهميتها
- فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي
- هل تستوعب تركيا منهج الحركة الكوردية ؟
- و ان كان عصاميا لكنه ابتلي
- سجنا اعلاميا و ليس قصرا عثمانيا
- يحق للعراق و كوردستان التطبيع مع اسرائيل ؟
- للكورد الحق ان يرفض الاسلام جملة وتفصيلا ؟
- ما الاولوية لدى العبادي
- البغدادي و افلاطون
- روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد
- اين اتفاقية حركة التغيير و الاتحاد الوطني الكوردستاني من الد ...
- حول الطبقات الاجتماعية و تخلخل المجتمع العراقي
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- كيف يتعامل العبادي مع الحال
- كيف كان ماقبل السقوط و كيف اصبح مابعده


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - تباهي بالشخص غير المستحق و تناسي المستحق