أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - و ان كان عصاميا لكنه ابتلي














المزيد.....

و ان كان عصاميا لكنه ابتلي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 18:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رايته مكبل اليدين معصوب العينين و كانه ارهابي، راكعا على ركبته يتضرع الى الخالق و يرافقه احد الاشخاص في المستشفى التي كنت ازورها لحالة طارئة، يعيد و يدعو و ينحب شاكيا حظه العاثر، تاملت فيه و دققت الامر،ايعقل ان يكون هو، نعم هذا هو، نعم هو، اثرت الى ان اسال مرافقه ما هذا يا اخي ما اسمه، ابتعد ليس لك شان في هذه الامور، اجابني المرافق، يا اخي فقط اسال ماذا حدث . انه مسجون و مريض نكشف عليه في المستشفى، هل تعرفه، قلت نعم ان كان هو، فلاساله ما حدث له و اسال عن صحته و احواله و ما يحتاجه، قال؛ ابتعد عن طريقي و الا . ابتعدت قليلا، و لكني سالت؛ الى اين تاخذوه بهذه الحال بعد اخراجه من المستشفى، الى مصيره المحتوم كما قال، قلت اعلم من وضعه انكم تاخذونه الى مكان ليس بجنة طبعا، و لكن اين يا اخي لازوره . قال؛ الى السجن في.... . قلت طيب و تركتهم لانه لم يتركني ان اتكلم معه مع الحاحي الزائد . في اليوم التالي اردت ان اعرف ما حدث لانه غثني المنظر و اعرف الشخص، كان عصاميا و لم اتوقع ان يصدر منه شيء مقرف، و تبادر الى ذهني في تلك اللحظة ربما حدث شيء بسبب اولاده او عائلته، و كان ظني و حدسي في محله . لانه لم يكن على ما يرام معهم لكونه عاش على قد حاله و لم يسرق و لم يساوم و لم يتنازل لاموال الدنيا كما عرفته، و كان في منصب بمقدوره ان يغير حياته في غضون اشهر .
عدت الى بيت و انا زائر في مدينة اخرى و دخلت في معمعمة التامل في حياة الناس و ما شاهدت و قارنت، على امل ان اعرف كل شيء غدا او في اي وقت اتمكن ان ارى المصاب الجليل .
بعد سؤال و جواب هنا و هناك فبعد يومين زرته في مكان توقيفه و هو ينتظر المحاكمة و هو مصاب بحالة من الذعر و الصدمة التي قصرت من عمره حتما و ربما لا يتمكن الخروج من المصيبة بسهولة .
قال : كان لي صديق محترم و ليس لديه احد سوى امه و اخ و اخت، من قومية اخرى وثقت به كثيرا و احترمته و تبادلنا الزيارات و هو اكثر من زارني و تبادلنا المواقف الجيدة للبعض من حسن الضيافة و الحسنات الكثيرة، و قمنا بسفرات الى مصايف كوردستان و اختلطنا كثيرا، و تقوت علاقاتنا العائلية، فلم اعلم بما يدور من ورائي الى ان اصبنا بما حصل من هذه المصيبة . زارهم ابني اخيرا و لم يعد، فسالت عنه بعد المدة المحددة لعودته و لكن الصديق قال عاد اليكم قبل يومين، تعجبت و حملت نفسي و زرته، فلم اجد في بيته الا هو و احد اصدقائه، فسالت عن اخته و اخيه، فقال في زيارة الائمة، و بعد السؤال و الجواب؛ قلت يا اخي ابني لم يعد و عند مخابرتي له لم يجبني في اكثر الاحيان و مغلق في احيان اخرى . قال؛ لا اعلم يا اخي . فلنصبر و ننتظر يعود هؤلاء و نسالهم عسى ان يعرفوا اكثر مني . انتظرت على هذا الحال ثلاثة ايام و عادوا اخيرا، لوحدهم فسالتهم عن ابني و قلت لم يعد اين هو يا اخوان . قالت الاخت؛ انه بخير. فعلمت انه حصل شيء ما لان الاخ قال عاد و الاخت تقول انه بخير . جلست و شهقت و زفرت طويلا، و من ثم قلت تكلمي يا اخت . قالت ان ابنكم صادق مع احد جيراننا و في الايام التي كان ضيفنا زاره يوميا و لم يعد من بيتهم الا ليلا، فعرفنا فيما بعد انه تزوج من ابنتهم . فاخذته الشيخة في اسبوع عسل دون موافقة احد و هي مرتبطة باحدى الميليشيات و العائلة منتمية . و هما الان في بيت الهناء ، فتعجبت للامر و كدت اجن و اخرج من جلدتي . كيف،من انا، الست اباه، اليس لي الحق في معرفة ما يحدث، ابني ليس بهذه الاخلاق لا يفعل شيئا دون علمي، فتبين انهم خدعوه و ورطوه بزواج ورقي اي متعة و ادخلوه في عصابتهم و لا يمكن ان اراه الا و هو في بحر الفوضى و انخدع هو كذلك ايضا . فلم اتحمل ما حصل لي، فلم اتمالك نفسي و تعصبت و تمسكت برقبة هذا الصديق الطاريء و لم اعلم بانه عنده مرض القلب، و بعد صياح و سب و شتم وقع امامي و مات بين يدي مخنوقا نتيجة لمرضه و اصابته . و لم اعلم بانه من التنظيم الفلاني الذي لا يمكن ان اتخلص من مسكته بسهولة، و ها انا كما تراني و تورط ابني بيد من اكرمتهم و استقبلتهم في منزلي معززين مكرمين، وبالمناسبة نحن من المذهب ذاته و ان اختلفنا قوميا و تورطت معهم انا ايضا . فقال هل من المعقول ان يحدث لي هذا و ابني لازال في نضاله العسكري و الجنسي مخدوعا، يتمتع و يرتب امره دون ان ياخذ برايي، و انا تورطت بهذا رغم تقرير الطبيب بانه مات اثر جلطة قلبية .
انه يرجوا فقط ان يعيدوه الى مدينته ان حكم عليه لا يريد ان يُسجن في الغربة . و قال؛ هذا حظي و قدري في الحياة و انت تقول ليس هناك قدر يا اخي . انا ذهني مشغول باولادي الاخرين و لم اعلمهم بتفاصيل الامر، ارجوا ان تزورهم عند عودتك و تهتم بهم قليلا لحين يتوضح الامر لي و ان ساعجني الله ان اخرج من المصيبة باقل خسائر . قلت هل من مساعدة اقدمها، قال شكرا خابرت اخي سياتي اليوم او غدا و المهم ان اتمكن من الخلاص من مصيبتي و فليصب الله ابني بشر المصيبة، ولو انا السبب لانني صادقت هذا البيت . رغم محافظتي على سمعتي و حياتي فابتليت اخيرا دون ارادتي .
قلت هذا حدث نتيجة لخطا من تسرعك في مصادقة من لا تعرف عنهم كثيرا و وثوقك بهم بعدج معرفتهم بين ليلة و ضحاها اولا، و من ثم كيف تسمح لابنك ان يزورهم لمدة طويلة ثانيا . و انت تعلم بحال العراق و ما فيه من الاحداث فكيف تسمح لابنك ان يزور منطقة و مدينة خطرة و فيه من الافكار والتنظيمات المختلفة التي لا يمكن الوثوق بها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجنا اعلاميا و ليس قصرا عثمانيا
- يحق للعراق و كوردستان التطبيع مع اسرائيل ؟
- للكورد الحق ان يرفض الاسلام جملة وتفصيلا ؟
- ما الاولوية لدى العبادي
- البغدادي و افلاطون
- روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد
- اين اتفاقية حركة التغيير و الاتحاد الوطني الكوردستاني من الد ...
- حول الطبقات الاجتماعية و تخلخل المجتمع العراقي
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- كيف يتعامل العبادي مع الحال
- كيف كان ماقبل السقوط و كيف اصبح مابعده
- ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود
- ليس تقاربا و انما توظيفا امريكيا للكورد
- اذا فشل العبادي سيحتاج العراق الى ثورة
- هل كل مؤمن ارهابي حقا ؟
- مثقفو ابواب السلطة الى اين ؟
- بالشفافية و كشفه للفساد سيدعمه الشعب
- هل سيكون دور المالكي في العراق كنصرالله في لبنان ؟
- هل ينجح العبادي في تنفيذ مهامه ؟
- من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - و ان كان عصاميا لكنه ابتلي