أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود















المزيد.....

ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 13:58
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هناك من الطقوس الدينية المذهبية يسبب من الضررالنفسي و الجسدي الذي ان ذكرناها و تكلمنا عنها يندى لها الجبين ان قارنا هذه الافعال بما العالم فيه و ان تكلمنا من هذا المنطلق عن الحياة العصرية و التطورات الحاصلة و ما يسير عليه العالم من النواحي الاجتماعية و الثقافية . فهناك امور استغلت لاهداف خارج مضمون و ما تهدف اليه العملية التي تحدث، اي استغلال شعيرة و طقس لاهداف سياسية بحتة لا علاقة لها باي شكل كان بالدين و المذهب وحتى الطقس ذاته .هذا ان نظرنا اليها بشكل عام وليس ما تخص مذهب معين او بلد ما . اما ما موجود في العراق يمكن تقسيمه الى النوعين؛ الدروشة و الصوفية التي ارتبطت بها شعائر مقززة من ضرب السيوف و بلع الزجاج و ما الى ذلك من الذبح عند السنة، و اللطمية و الزنجيل و التطبير عند الشيعة، كما هناك بعض الشعائر المتشددة عند بعض الاديان الاخرى في الشرق الذي هو منبع الاديان و المذاهب و الطرق الدينية .
اذا عدنا الى العراق صاحب اكثر عدد من المراقد الدينية و المذهبين و مقدساتهماو الطقوس و التفاصيل المعقدة الذي يسير عليها، و ان عدنا الى الماضي القريب، فاننا عشنا مراحل مع هذه الطقوس وفق ما تعامل معه النظام السياسي من جهة و مستوى الثقافة و التنوير و الاهتامات العلمية و المعرفية لدى المجتمع من جهة اخرى، اضافة الى الوضع الاقتصادي العام و مستوى المعيشة الذي تمتع بها الشعب في كل مرحلة من تاريخه . الصراع القائم منذ بروز المذهبين اكد للجميع مدى التزام احدهما بما يؤمن ووفق تشدده من هذا الطقس او ذاك الذي يرفض و يؤمن بغيرها، الا اننا لا نبالغ ان قلنا بان اكثرية المذهب الشيعي ملتزم بالكثير من الطقوس الذي لا يمكن قياسها شدة و التزاما و عددا بالمذهب السني الذي يرتبط نسبة معينة منهم فقط بما يمكن ان تفرض عليهم من الطقوس و الشعائر الخاصة بهم .
لقد دخلت السياسة في هذه المرحلة بشكل خاص في هذه الطقوس لاعتبارات سياسية مصلحية لا صلة لها بصلب الشعيرة ذاتها او دوافعها . ما حدث من بروز لهذه الشعائر فيما بعد سقوط الدكتاتورية ليس بامر طبيعي و لكنه رد فعل قوي لما كان الناس تعيش فيه مكبوتة و ممنوعة من اداء ما تؤمن بها من جهة ومن ثم فسح المجال فجاة بحرية مطلقة لاداءها من جهة اخرى، و استغلالها لاهداف سياسية و اقتصادية من جهة ثالثة .
لو قيٌمنا ما يفرض نفسه خلال هذه الطقوس و كيف يتدخل السياسيين في مسيرتها، و شاهدنا كيف يتوجه الساسة الفاشلين اليها اكثر من غيرهم لكسب مكانة و بروز من اجل هدف سياسي معين فقط، اضافة الى الالتزام بها من اجل كسب الاصوات الانتخابية . الدليل الذي يمكن بحثه كما شاهدنا؛ ان المالكي و خلال فترة حكمه الثمان سنوات لم نشاهده بشكل مباشر و واضح في اداء الشعائرالخاصة بالعاشور و الاربعينية، بينما اليوم و بعد ابعاده عن السلطة التنفيذية شارك بشكل مباشر في ركضة الطويريج و هو يلطم على راسه، عسى و لعل يكسب عطف الزوار و الجمع الغفير من المؤدين لابعاد الشبهة الفساد عن فترة حكمه و لكسب عطف الناس .
ان تكلمنا بشكل اوضح و موضوعي، يجب ان نعلن ان الشعائر الحسينية اصبحت عملية تحدي من قبل المذهب الشيعي و يتدخل فيها حتى الدول الاقليمية لاسباب خاصة، و من اجل فرض شيعية البلد من جهة و بيان الاكثرية الشيعية و المبالغة في اظهار العدد خلال اداء هذه الشعائر كما يصفونه بالمليونية من جهة اخرى، و من ثمة ابراز ما موجود للعالم لكي يتخذونه نموذجا يحتذون به من اجل التاثير على دولهم من جهة ثالثة، هذا اضافة الى اتخاذها سياسة توسعية للفكر و الاعتقاد و كوسيلة للسيطرة على المنطقة وبيان ثقلهم من اجل التاثير على الاخرين و بيان القوة في التعامل مع ما يجري في العملية و المعادلات السياسية المتفاعلة مع بعضها في هذه المنطقة . لم يشهد العراق في تاريخه من الزخم القوي لاداء هذه الطقوس في تاريخه كما نراه اليوم، ليس لكون الحكومات العراقية المتعاقبة كانت محسوبة على السنة لحد سقوط الدكتاتورية، و انما لبروز الصراع المذهبي بعد الصراع القومي و اختفاء الصراع الطبقي شيئا ما عن الساحة ، اضافة الى وجود دولة داعمة لها و هدفه الهيمنة على المنطقة و لها تاثيراتها و تستغل ما موجود لمصلحتها السياسية عن طريق المذهب التي اتخذته مسندا في سياستها الداخلية ايضا .
هل من المعقول ان نعتقد بان هذه الطقوس والشعائر ستزول و تضمحل من تلقاء ذاتها، عندما نتامل ما يجري و الواقع الثقافي العام و ما عليه المجتمع من السمات اننا نتشائم بداية، الا اننا لو تعمقنا في تقييم المجتمع العراقي و معرفة تاريخه نتاكد بان قوة هذه الاهتمام الشعبي بهذه الشعائر مجرد فقاعات سياسية و من اجل مصالح مؤقتة ، اضافة الى كونها افرزات نفسية لمجتمع مكبوت يريد بطريقة واخرى التنفيس لما فيه . و انه يغوره في سبر هذه الشعائر سيستفاد من كافة الجوانب النفسية و الجسمية ايضا ، و كمذلك في تحقيق الغرائز التي تفرض نفسها على الشباب و هم في لهفة و لوعة لما هم فيه من الوضع النفسي الجسمي الغريزي و يجدون الف طريقة و طريقة من خلال هذه الطقوس الدينية المذهبية لما يمكن ان يعبرون به و ينفذون ما يهمهم، و لبيان وجودهم و تحقيق ذاتهم، كما هو المعروف ان الوضع الاجتماعي للشعب العراقي البعيد عن وسائل الراحة و الاستجمام التي يحتاجون اليه يدفع الناس الى الغوص اكثر في هذه المهمة و المبالغة فيها .
هناك توقعات شتى لما يمكن ان يصل اليه المجتمع العراقي من هذه الناحية، الا ان هناك عوامل عدة يمكن ان يخفف من حدة و قوة و زخم اداء هذه الطقوس و المراسيم و الشعائر التي تعوض عن النقص الموجود في نفسية الناس المغدورة و المظلومة في حياتها تلقائيا بمرور الوقت . ان تقدم العراق من الناحية الثقافية العامة و ارتفع المستوى الوعي العام ، و اتيحت للناس جميعا الوسائل الضرورية للراحة النفسية و الجسمية بشكل اوفر و اسهل من حصولهم عليها خلال هذه الطقوس، هذا ان ابعدنا عنها ايدي الخارجية المستغلة لها لمصالح سياسية عامة و ما يستفيدون منها لادراة الصراع في المنطقة نشهد تخفيف حدتها تدريجيا . و بالتقادم و التطورات المتلاحقة التي تفرض نفسها على الناس ان سارت الحياة العامة بشكل طبيعي و سلس، سوف يقل التلهف لمثل هذه الطقوس سنة بعد اخرى، و الخطا الكبير هو الامر بقطعها او منع الناس عنها بامر فوقي و اجباري كما فعل الدكتاتور السابق و منعها كليا، و على الرغم من ذلك استمرت الناس في ادائهم لها سرا في بيوتهم ايضا . ابعاد الطقوس عن السياسة ، ارتفاع مستوى الوعي، الابتعاد عن الخرافات، قراءة التاريخ بشكل واعي و واقعي، الاعتبار من الانظمة المتطورة و المجتمعات التقدمية، الاهتمام بالتربية و التعليم و ما يمكن ان يفيد في توضيح ما هو المضر و المفيد في هذه الطقوس و مضرة المبالغة بها قبل اي شيء اخر سيوضح الامر بشكل جلي للجميع .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس تقاربا و انما توظيفا امريكيا للكورد
- اذا فشل العبادي سيحتاج العراق الى ثورة
- هل كل مؤمن ارهابي حقا ؟
- مثقفو ابواب السلطة الى اين ؟
- بالشفافية و كشفه للفساد سيدعمه الشعب
- هل سيكون دور المالكي في العراق كنصرالله في لبنان ؟
- هل ينجح العبادي في تنفيذ مهامه ؟
- من يصعٌب مهمة الحكومة العراقية الجديدة ؟
- توظيف امريكا للكورد بعد الاسلام
- هل نصل الى مجتمع صحي بعد التغييرات المتتالية ؟
- ماهكذا تورد يا السيد معصوم الابل
- انسانية الكورد فوق كل شيء
- هل يمكن لروسيا ان تلعب دورا اكبر في اقليم كوردستان ؟
- امريكا تعيد سياسة بريطانيا السابقة في العراق
- مرحلة الرئاسات المتنفذة في المنطقة
- من حس بمآسي الكورد لن يكرههم
- يريدون عض الكورد به كالكلب
- من يؤمٌن حياة الناس في هذه المرحلة ؟
- تمسكن كثيرا و لم يتمكن اخيرا
- هل الايات القرانية حمالة الاوجه ؟


المزيد.....




- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق
- احتفاء وجدل في إسرائيل بعد الضربات الأميركية لإيران
- سجال بمجلس الأمن بعد الضربات الأميركية على إيران
- كيف ستقيّم إدارة ترامب نجاح ضرباتها على المواقع النووية الإي ...
- احتجاجات في طهران بعد ضربات أمريكية ضد مواقع نووية إيرانية
- خبراء روس: ضرب المنشآت النووية الإيرانية تجاوز للخطوط الحمرا ...
- إسرائيل تقطع الغاز عن الأردن ودعوات لمقاضاتها وإلغاء الاتفاق ...
- الجزيرة تبث صورا لدمار منشأة أصفهان النووية بعد الضربة الأمي ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود