أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي















المزيد.....

فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 18:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يشكك احد بان الثقافة والادب من اهم الاركان الاساسية في مسيرة اي بلد، و لا يمكن تهميشها مهما بلغت صعوبة الحياة العامة في البلد و كان النقص في الاولويات المعيشية الاخرى اكثر و لم يسمح الوضع على التراخي، و يوضع المهمة الثقافية في الخانة الخلفية ، فمن لا يتذكر البلدان التي كانت في وسط الحرب و الفوضى و لم تنس الثقافة و المثقفين، وكان صريح الاهتمام بهذا الجانب و ما ابدته من اهتمام في هذا القطاع الذي يدع اي بلد على حيويته و نشاطه و يدفع به الى ابداعات و يزيح امامع المعوقات ليقف على ارجله مقاوما مستندا على اهم مقومات الحياة قبل غيره، و هو الثقافة و المثقفين من الادباء وا لفنانين و الشعراء و الكتاب و الصحفيين ايضا، و ما يمكن ان ينتجوا ليبقوا البلد حيا صامدا مقاوما كافة انواع الابتذال و الكسل و الكساد الذي يمكن ان يصيب اي بلد يعيش حالة حرب و فوضى .
منذ سقوط الدكتاتورية، و كانت وزراة الثقافة العراقية مغبونة و هي صنفت و وزعت ضمن الحصص وفقا لقانون غير المعلن من المحاصصة السياسية المتبعة بين المكونات الثلاثة و التي كانت هذه من اكبر الاخطاء، و ربما يتعجب من يقرا هذا و يعتبرني غير واقعي لانني اعتبر وزارة الثقافة اهم من الوزاراة السيادية التي تتقاتل عليها كافة الكتل مهملين وزارة الثقافة و لم يهتموا بها كما نعلم . و ان من اعتلى كرسي هذه الوزارة كان محسوبا على احد المذهبين، لا بل شارك احدهم وزارة الدفاع مع هذه الوزراة، يا لخيبة العراق و مصيبته ان نظرنا اليه من هذا المنظور فقط، و ما يدلنا عليه هذا التوجه و النظر القائم لحد الان الى اهم وزارة من قبل العراق و سلطته المحاصصاتية و على العكس من كافة دول العالم .
كما هو حال الوزارات الاخرى اصاب هذه الوزراة فسادا ماليا و اداريا و زد على ذلك هنا حتى فسادا ثقافيا كبيرا ايضا، و ربما اكثر من غيرها و هنا الخسارة اكبر لان الفساد هنا ليس ماديا و اداريا فقط، و انما ثقافيا و ما يترتب على هذا النوع من الفساد من الافرازات السلبية على كافة نواحي الحياة لهذا البلد المغدور . كم من اناس تعلقوا بهذه الوزارة و مناصبها و لم تكن لهم اية صلة بالثقافة و المثقفين و انما اختيروا لكونهم منتمين الى حزب اسلام سياسي و رشحوا وفقا للمحاصصة الحزبية المذهبية الفئوية، وهم اصلا لم يؤمنوا بماهية الثقافة و لهم احزابهم و يؤمنوا بايديولوجية ان لم تكن معادية لمحتوى و فحوى الثقافة العامة للناس لم تهتم بها اصلا .
بمقارنة بسيطة بين الوضع الثقافي العام و نتاجات و اهتمامات وزارة الثقافة بالثقافة العامة للبلد في هذه المرحلة و ما يقع عل عاتق هذه الوزارة من مهام رئيسية، يجب ان تكون لها نتاجات مؤثرة على الجوانب الاخرى، فيمكن ان يتعجب المتابع و المقارن منها و يفتخروا بها . فهل من المعقول ان يعتلي المواقع الحساسة من هذه الوزارة اشخاص لا يعلمون من الثقافة الا التفاسير الدينية و الشعائر و الطقوس و ليس لديهم نتاج ثقافي او مقدرة تمت بصلة ولو بسيطة بمفهوم الثقافة، يا لبلد عجيب . اين التنسيق المطلوب بين وزراة الثقافة و الوزارات الاخرى لرفع الشان الثقافي و التعاون و الاهتمام بنتاجات المثقفين اينما كانوا . مثلا هل من المعقول ان تسكت وزارة الثقافة على اعتبار النحوت و التماثيل حراما و تمنع العمل بها، ولم ينبس وزير الثقافة في حينه بننت شفة لان الامر و التوجه صدر من وزارة اخرى .
بما ان الخلافات الكبيرة في الوزاراة التي تعتبر ثانوية بين المكونات ليست بكبيرة، و الاهم من ذلك ان الخلافات بين الاقليم و المركز لا تحوي في طياته ولو نسبة قليلة جدا مما يمس الثقافة و ما يتعلق بهذه الوزراة، بل جل خلافهم سياسي و مالي بعيدا عن الثقافة و المثقف . يكون بالمكان ان تؤدي وزارة الثقافة دورها البارز و واجبها الاهم في هذه المرحلة الحساسة جدا، و ربما كان الخلاف المذهبي القائم و من تسلم هذه الوزارة من مذهبين المتخالفين في العراق طوال المة السابقة قد اثر سلبيا على مسار الثقافة ، و عليه اصبحت الثقافة و المثقفين ضحية الخلافات الايديولوجية المذهبية و طمر كل شيء جراء الافرازات السلبية من تلك الخلافات .
اليوم، بعدما تسلم وزير كوردي هذه الوزارة و لا يحمل من الخلافات السابقة بشيء و له القدرة في الاصلاح، و لا اعلم امكانياته كثيرا و ان اعرفه من بعيد منذ عقدين تقريبا و المعرفة بشكل مبتسر، الا انني هنا يمكن ان اقول في رسالة مفتوحة له، ان الفرصة سانحة امامه ليؤدي دورا تاريخيا في اعادة مسار هذه الوزارة الى سكتها الصحيحة، و يمكنه ان يؤثر ايجابا على الوضع الثقافي العام للبلد، ان عمل وفق منهج ثقافي علمي و ببرنامج عمل غني و بامكانيات متوفرة و باشتراك الجهابذة من المثقفين العراقيين الذي يشهد لهم العالم و المنطقة ايضا، و الوزير له من التاريخ في هذا الوسط و الفرضة سانحة ليعمل بعيدا عن التعصب العرقي و المذهبي، و لتكن هذه الوزارة المؤثرة مبادرة الى العمل الجمعي بعيدا عن المحاصصة، و اول العمل هو اعادة الترتيب و التنظيم الاداري و الثقافي، و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بعيدا عن نهج عمل الوزارات الاخرى طارحاا المحاصصة عرض الحائط، وهذا ما يتطلب الاهتمام بالكبار وفق نتاجاتهم و عقلياتهم و مكانتهم و ما يحملون من الثقافات التي تشير اليه المنطقة و العالم .
انك تاتي بوكيل وزير لكون كورديا و اخر لكونه شيعيا او سنيا فقط لكونه ينتمي الى الحزب هذا او ذاك و لا يعرف الف باء الثقافة، انه الكارثة على الثقافة و العراق بشكل كامل .
اننا ننتظر من السيد الرواندوزي و رغم عدم تفاؤلنا كثيرا لاسباب اخرى، و بداية العمل الصحيح هو ماسسة المكان الذي فيه، ليتسنى له التقليل من نسبة الخطا، و العمل الجماعي في التقيم و الاقتراحات و اعادة النظر في التشكيلة الهيكلية لهذه الوزراة بشكل جذري بعيدا عما جرى سابقا لتكون سابقة للعمل الوزاري، و يجب ان تكون هي في الطليعة في الامور الثقافية المؤثرة على الحياة الثقافية و السياسية العامة للبلاد .
الخطة و البرامج و الاستراتيجيات المطلوبة خلال سنوات عمل الوزارة لدورة واحدة على الاقل ستوضح عمل اي وزارة و من على راسها . بداية العمل يجب ان يجٌد على اعادة تنظيم الهيكل الوظيفي و تقيم كفاةئات المسؤلين لاقسام الوزراة في كافة انحاء العراق، و العمل الجاد وفق التقيم الصحيح بتسكيل لجنة محايدة وان كانت من خارج الوزارة و ليس لهم اية مصلحة مع اية جهة، يكون افضل بكثير من اللجان الذاتية للوزارة التي تدخل في طيات عملهم المصالح و العلاقات و التاثيرات و المصالح المشتركة من كافة النواحي . الاهتمام بالاختصاصات الثقافية المتشعبة و بما فيها الاعلام كجزء هام سواء كان مربوكا بوزارة الثقافة ام لاء، و ان لم يكن ضمن اهتمامات وزارة الثقافة من قبل . او تشكيل هيئة خاصة في وزارة الثقافة لمتابعة و تقيم دور الاعلام من الناحية الثقافية العامة و دورهم في هذه المرحلة في البلد، هذا عدا الفروع الرئيسية الاخرى التابعة لوزراة الثقافة من الفن و الادب و الشعر حتى الاعلام . هل يسجل السيد الرواندزي تاريخا و مجدا له في هذه المرحلة العصيبة من الثقافة العراقية التي كان يشهد لها العالم جميعا من قبل .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستوعب تركيا منهج الحركة الكوردية ؟
- و ان كان عصاميا لكنه ابتلي
- سجنا اعلاميا و ليس قصرا عثمانيا
- يحق للعراق و كوردستان التطبيع مع اسرائيل ؟
- للكورد الحق ان يرفض الاسلام جملة وتفصيلا ؟
- ما الاولوية لدى العبادي
- البغدادي و افلاطون
- روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد
- اين اتفاقية حركة التغيير و الاتحاد الوطني الكوردستاني من الد ...
- حول الطبقات الاجتماعية و تخلخل المجتمع العراقي
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- كيف يتعامل العبادي مع الحال
- كيف كان ماقبل السقوط و كيف اصبح مابعده
- ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود
- ليس تقاربا و انما توظيفا امريكيا للكورد
- اذا فشل العبادي سيحتاج العراق الى ثورة
- هل كل مؤمن ارهابي حقا ؟
- مثقفو ابواب السلطة الى اين ؟
- بالشفافية و كشفه للفساد سيدعمه الشعب
- هل سيكون دور المالكي في العراق كنصرالله في لبنان ؟


المزيد.....




- خريطة مواقع قواعد أمريكا بالدول العربية بعد ما دعا له مستشار ...
- ترامب يعلن تنفيذ ضربات -دمرت- مواقع نووية إيرانية -بالكامل- ...
- ما هي ردود الفعل السياسية والاعلامية في إسرائيل
- ترامب يعلن ضرب 3 منشأت نووية في إيران
- كوليس الضربة الأمريكية
- إيران: استهداف منشآتنا النووية عمل وحشي مخالف للقوانين الدول ...
- لفهم مدى قوة الضربة الأمريكية بإيران.. مسؤول يكشف تفاصيل ما ...
- -حان دورنا-.. مستشار خامنئي يدعو معددا 3 وسائل للانتقام من ا ...
- أول تعليق من هيئة الرقابة النووية السعودية بشأن الضربة الأمر ...
- مصدر لـCNN: أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران سيعتمد على رد فعل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي