أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - المبتسم قبل حبل المشنقة !














المزيد.....

المبتسم قبل حبل المشنقة !


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4669 - 2014 / 12 / 22 - 12:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عندما اتامل يوميا الشاب الذي ابتسم وسلم و لوح بيديه لاصدقائه و امه و هو على منصة الاعدام و ينتظره حبل المشنقة، لم اجد ما يمكن ان اعبر به عن فكره و حالته و ما يدعه ان يبتسم اجمل و اغرب و اعمق و اندر ابتسامة .
لماذا لم يهتم الفنانون بهذا الحدث و لازال العالم مبهرا ومتحدثا و مناقشا و معجبا بابتسامة موناليزا و هو ليس الا لوحة رسمها فنان مبدع و لاي مكن ان يكون حقيقة ايضا، اي مشكوك في امرها، اليس من الاجدر بالرسامين والكتاب و النحاتين ان ينهلوا من تلك الابتسامة الضاحكة الباكية المفرحة المحزنة الحاضرة و المستقبلية المعبرة عن كل المعاني و القيم وا لمبدايء و الافكار و الاعتقادات النزيهة، لم اجد من الاهتمام بهذا الحدث و ترجمته الى التعابير و قراءة الاحساس ادبيا و فكريا و انسانيا، لماذا لم يستلهم المبدعون منها، لماذا لم تفرز تساؤلات، ام برزت اكثر مما اتوقع و اختفيت او غطتها يد الظلم و المتنفذ . فهل يتمكن البطريرك ان يخفي ما يبدر من ما يبدر من رعاياه، نعم اننا في زمان ينصع الخبيث و يعتم الملمع .
يتنافس اهل السياسة و المصالح على ابراز شيء تافه من اجل مصلحة سفيهة، سواء كانت حزبية ايديولوجية او شخصية تتطلب ذلك، و لم نجد من يهتم بحدث يمكن ان يكون سابقة و لم يحدث من قبل، بل كا ما شهدناه مثبل لهذا تقريبا هو القاء شعر غاضب قبل الرمي و التعبير باشكال و تحركات كثيرة، الا ان الابتاسمة بهذا الشكل و الضحك من العمق و كانه يذهب الى ما تمناه، لم نجده في التاريخ و لم يتحدث عن شيء مماثل قبل الان، ترى لماذا سكت الانسانيون عن هذا، لانه حدث لقوم منسون و ليس لهم مكانة و ثقل، ام لم يصادف احد من المتعمقين في الحياة و ما فيها رؤية هذا الحادث، ام لكل حدث ابعاده و يتعمال معه وفق ما يفرزه .
هل رايتهم احدا وصل لهذا القدر من الالتزام بمبادئه و قيمه و اهدافه ليبتسم و كيف الابستامة وهو بعيد عن حبل المشنقة بثواني، و اي ابتسامة انها خارجة بصيغة و طبيعة و لون و معبرة بشكل لا يمكن ان نجدها في اي مكان و زمان، انه التزام عفوي و ايمان قاطع بما يحمل، و كم كانت جميلة و مشرقة و هي تنشر عبق نسيم عطرها، فعبر القارات، و لكن يا للاسف اغلق المصلحيون انوفهم كي خوفا من ان يتزكموا. و لكن اسال الم يلهم هذا المبدعين ان يعبروا كل في مكانه بما استلهم و فهم و كسب من حادثة صغيرة التركيب كبيرة في المعاني و الدوافع .
لن اتمكن من المقارنة بين حدث انساني و معبر كهذا و ظواهر مفقعة تهتم بها كافة الجهات من الاعلام و السلطات وحتى المراكز الحثية و تهدف تكبيرها ليس لكونها كبيرة بل تتطلب عوامل خارجة عنها ذلك التكبير و الابهة . و لكن الم يفهم الجميع انها تعبر عن الحرية و الاستعباد و العدل و الظلم والحق و الاجحاف في الوقت ذاته، فهل شاهد احد بانه احدا يستقدم الى حبل المشنقة و هو يربت على كتف الجلاد مشفقا عليه، و يندف ملابسه لينظف ما وقع عليه و هو يعلم بانه هو من سينهي حياته، و ما فائدة ما كان امامه نظيفا ام بشعا في شكله، ان كان داخله ملوثا . لم ير احد هذه التفاصيل ام يغمضون عيونهم في امور لم تفدهم من الناحية المادية،الم تحركهم انسانيتهم و ضمائرهم كما يدعون، و لماذا لا يبالون ؟
هل يمكن ان نسال، اليس هذا محل اهتمام لاي كان يساريا او يمينيا مثقفا ام جاهلا كبيرا ام صغيرا، من كان و ما يحمل اية خلفية كانت، الم يفرض حدث نادر ملهم نفسه على الجميع. لماذا لم نجد مما يستحق من الاهتمام . يا نحاتو العالم الم يستحق تمثالا، الم يستحق الزيارة و التبرك، اليس باكثر قداسة ممن لم يكونوا غير قاتلين و مصاصي الدماء و اليوم هم مزار العديد من الناس . ايهما احق و ايهما اقدس و ايهما يستحق الخلود .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لست سعيدا بتحرير سنجار كالاخرين
- افرازات جذام فكر داعش
- يجب ان تكون كوردستان حَكَما و ليس خَصما لاحد
- من يملك استراتيجية واضحة يحرر كوردستان
- مرة اخرى ثقافة النخب و اهميتها
- فرصة سانحة لوزير الثقافة العراقي
- هل تستوعب تركيا منهج الحركة الكوردية ؟
- و ان كان عصاميا لكنه ابتلي
- سجنا اعلاميا و ليس قصرا عثمانيا
- يحق للعراق و كوردستان التطبيع مع اسرائيل ؟
- للكورد الحق ان يرفض الاسلام جملة وتفصيلا ؟
- ما الاولوية لدى العبادي
- البغدادي و افلاطون
- روسيا بعيدا عن تأييدها للأسد
- اين اتفاقية حركة التغيير و الاتحاد الوطني الكوردستاني من الد ...
- حول الطبقات الاجتماعية و تخلخل المجتمع العراقي
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- كيف يتعامل العبادي مع الحال
- كيف كان ماقبل السقوط و كيف اصبح مابعده
- ستضمحل الشعائر الدينية تلقائيا مع التغيير المنشود


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - المبتسم قبل حبل المشنقة !