أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حفلة شاي














المزيد.....

حفلة شاي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 21:02
المحور: الادب والفن
    


حفلة شاي
إبراهيم اليوسف
لما يزل الشاي الذي استطاع بعد حوالي خمسة آلاف سنة، ، أن يشكل، ومن عنوانه الآسيوي، نواة لغة عالمية، سرعان ما احتلت ترتيبها الثاني، بعد الماء،أحد أسس الحياة، كشراب لابد منه، في يوميات الناس، على اختلاف مللهم ونحلهم ولغاتهم، ماخلا حالات استثنائية، ويعقد مؤتمره المفتوح، على امتداد خريطة الكون منذ ساعات الصباح الأولى وحتى لحظات ما قبل الخلود للنوم، ضمن دورة متواصلة باتت مألوفة منذ بضعة قرون، في يوميات الشرق والغرب على حد سواء، بعد أن تسلل هذا الكائن العجيب حدود القارات، والثقافات، ليأخذ مكانه ليس في مطابخ العالم وحدها، وإنما في غرف جلوسهم، ونومهم، ومراكز أعمالهم، وأن يكون الأكثر حضوراً حتى في حدود اسم المكان المنافس له، وهو"المقهى"، من خلال سلاسته، وبساطته، ونأيه عن ارستقراطية منافسه، وسواه.

وبعيداً عن الغوص في تفاصيل مهد الشاي، الجنوب صيني، وخريطة توغله العملاقة، و سطوته على الواقعين في شباكه، لما يدخل من بهجة في النفوس، وما يؤديه من دور ساحر في شحذ الهمم، وتعديل الأمزجة، ناهيك عن سائر مزاياه، فقد استطاع، ولما يزل، أن يرتبط بأسماء الكثيرين من الأعلام والمشاهير، من رجال الفكر و الأدب والفن والسياسة، عبر التاريخ، بل غدا أحد مفردات عوالمهم، ناهيك عن أنه تجاوز مرحلة أن يغدو بمثابة العادة اليومية لهم، كما غيرهم من أسرى غواياته، ليكون أحد مفردات يومهم، وديمومتهم، يشعرهم بالراحة أنى حضر، وبالقلق والألم والتوتر إن غاب.


ويجد متابع الأدب والفن الحضور الرمزي، أو الواقعي، لإبريق الشاي وأكواب شربه، في الشعر، والقصة، والرواية، واللوحة، كما في المسرح والسينما، بل قد يكون الشاي-خارج تشيؤه- بطل نص إبداعي، أو لوحة، أو سواهما، فهو الأنيس، والرفيق، مادام أن إعداده في منتهى السهولة، يكسر به المبدع رتابة لحظته، ويقصي غمامات الكآبة، أنى استهدفته، ويغدو بمثابة أحد أهم الحوافز على خلق الإبداع، ليكون بذلك شريك كثيرين من الأدباء والفنانين والمفكرين في إنتاجهم، كما أنه قد يكون شريكاً في قرارات رجل السياسة، في خلوته، أو اجتماعه بأمثاله من صناع القرار.

ويعدُّ كتاب الشاي لمؤلفه أو كاكورا كاكوزو والذي ترجمه سامر أبو هواش، أول سفر شايوي من نوعه، يتجاوز خلاله مؤلفه حدود طقوس هذا المشروب الكارزمي، ومنشئه، وإمبراطوريته الكونية، ليطرح أسئلته حول تغلغل خطاب الشرق إلى الغرب، كإحدى وسائل التجسير بين هذين العالمين، رغم ما تظهر-عادة- من سدود هنا أوهناك- لاسيما أن هذه الرسالة تفتح الأبواب على مصراعاتها، في تعزيز لغة التفاهم، وتقبل الآخر، والترفع عن طرائق العنت، تجاهه، بل ونبذ العنف، وهو ما يؤسس لثقافة المحبة والسلام.
ثمة إمكان أمام المدون، لتناول عالم الشاي، من خلال منظوره الشخصي، حيث هناك ما هو عام، إلى جانب ما هو خاص، لرصد تفاصيل العلاقة الروحية معه من قبل أكثر مدمنيه، وسرد حكاياتهم معه، أو حتى تجاوز ذلك إلى ثقافة حكايات الشاي، وهي تروى في جلسات الأنس، لنشر ثقافة التسامح والحب، وردم أية هوة بين الناس.
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة كنفاني
- النص الفيسبوكي وسطوة المتلقي...!
- كي لاتحترق عاموداثانية..! حسن دريعي في ذكرى رحيله الأولى
- رياض الصالح الحسين إعادة اعتبار
- سعيد عقل : تداعيات ذاتية
- سعيدعقل هل كان متنبي عصره؟
- شخصية الطفل البطل
- النص الأزرق:
- كتاب الجيب في بروفايله الشخصي
- إدكارات الأب
- حسن دريعي يدحرج رذاذه..!
- مابعدالاغتراب
- حوار بينوسا نو مع: كيو جكرخوين:
- إيقاعات النص الفيسبوكي:
- النص الحداثي وثنائية الهمين الخاص والعام:
- الانشقاقات وفلسفتها الكسيحة
- طه حسين صوت استناري مدو في وجه الظلامية
- ساعة قامشلو
- إشارات لصباح الأب..
- خيانة المثقفين


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حفلة شاي