أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إدكارات الأب














المزيد.....

إدكارات الأب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 01:11
المحور: الادب والفن
    







إدكارات الأب




إلى أبي في ذكراه
كاستذكارات ابن





إبراهيم اليوسف


لظهيرة لم تنتهِ في دمي
مائلة صفار كوفية الشمس
مرتبكة الخطى
والخريف
ليس لي غير أن أعود إلى وهن الباب
أقرع خشب الخشوع
بمهابة صوفيِّ
أقفُ على مقربة منه
وأدحرجُ تحيتي صوب تقويمك
أسمعُ الخطبة الأخيرة
أولِّيك الظَّهر
-يالعماي..!-
لأعود في انخطاف المبهوت
إلى أنفاس مرتمية على طاولة المستشفى
شرشف يتحرك في تؤدة البياض
لكم هي ناقصة
قبلة الجَّبين
وعينان تنطفآن على وجوم مرافقيك
في أزيز عويلهم الرَّصيفي
لم يكن ذلك بالحسبان
المشهد ثقيل على الحبر الإلكتروني
وعليَ
أستذكرك
أستعيدك
القامة
روعة الجبَّة
ورع اللِّحية
العَمامة
ذهب العباءة
حيرة الشال
العطر الرُّوحاني
كأنَّ اثنتي عشرة سنة لا تزال في لباسها
المتأهب
من شباكنا
سبَّحتك
المكتبة الأم
نحاس المبخرة
ساعة الجيب
بوصلة القبلة
درس الفقه الأول
مفاتيح"جزء عمّ"....
وديوان الشاعر الصوفيِّ
ريحانة الشرفة
التلَّة
مقبرة إبراهيمك الأول وابنتيك
وأسرار سرب العصافير
في أعلى نارنجتك
يومٌ كالبهتان
لا أفلح في حذفه
يوم باهظ الخسران
لم أقل لك فيه:أفِّ
كنت أطأطىء برأسي
وأتقلَّب في عرق إيماءاتك
-من قال لي أن أكون في كل هذا الضروع..!-
أهيء لدواء سأشتريه
لم أكن على علم بالوصية بين كتابي
أستسيغها في شراب الرُّمان
من يديك
ألثم قطن الفردوس فيهما
لا شيء يشوش عليَّ الصورة
وأنا أقف في مهبِّ ريحانك
ذلك الصباح الشاحب
ضمن ترسيمة جدولي العارم
متواليات ارتباكي
أرتِّب معك
لموعد المساء
كان موعداً أخيراً ولم أفكَّ طلاسمه
لم أفِّ بما طلبت
كنت تستدرج الدقائق صوبك
كالرُّوح العصية
و نثيث الكتاب الأصفر
بين يديك منذ سنوات طويلة
كأعمى قرأت كلَّ ذلك
لم تعنِّي على ذلك بجسر من لدنك
تعبره جساراتي
مبلَّلة بكهرباء أصابعك
أتذكَّر تفاصيل تلك الليلة
على ضوء البجكتور
يالي
يأبتاه
متوزِّعاً بين الغبار
وتكبيرات أصدقائك
ما أكثرهم
كان علي أن أدخل خلد الرهبة في قوقعة المعدن
أهادن على استعادة الظلِّ في هالة الإضاءة
أتحسَّس منكبيَّ
يالغيماتِ نصائحك الكثيرة
لامناص لاستعادة يخضورها
ألهثُ
من حمأة الوقت
كم غفلت عن صوتك في ماء تفاسيره
كم غفلت عن الأنقاض من حولك
ترتفع
كسنوات كسيحة
تركتها خطا الخليفة الكاذب
منارات
مطفأة الصوت
أذاناً متكسراً
وأيادٍ مبتهلة إلى لا جدوى كبد الزُّرقة
كأن لا أحد يستجيب للابتهال
كأن لا أحد يستنفر طيور أبابيل
كأن لا أحد يرتكب غبار الطريق هناك
ثمة لهاث أتركه أنى حللت
أجل، ثقيل حبر رسالتك
أفكّه
في غفلة من ضلالاتي
وغبار الأمكنة البعيدة
معلَّقة من عرجون جهاتها
في تؤدة الدم
أنى وضعت إصبعك
أنَّى استويت من أجل صلاة
أنَّى استويت من أجل أغنية
أنَّى استويت من أجل تراب
أنَّى استويت من أجل أبطال
تسمعهم على ضوء مصباحك
في نشرة أخبار وراديو قديم
سيرة البرزانيِّ
وعلبة تبغ
تحت رماد فتيل القداحة
وذهب الأوراق قرب جذع تلك الشجرة
ذاك الخريف البعيد...!
حيث لا عودة
إلا لهذا النحيب
لا عودة إلا للحلم..!
لا عودة إلا لحبر يديك
يسيل
يسيل
يسيل
كما أسطوانة من ضوء و نشيد

الشارقة
5-11-2014









#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن دريعي يدحرج رذاذه..!
- مابعدالاغتراب
- حوار بينوسا نو مع: كيو جكرخوين:
- إيقاعات النص الفيسبوكي:
- النص الحداثي وثنائية الهمين الخاص والعام:
- الانشقاقات وفلسفتها الكسيحة
- طه حسين صوت استناري مدو في وجه الظلامية
- ساعة قامشلو
- إشارات لصباح الأب..
- خيانة المثقفين
- الحنين إلى الاستبداد
- حين يكون كلاهما ذاكرة للآخر: الوطن والكاتب المفكرمنح الصلح ح ...
- يحدث في ماتسمى ب «النخبة الثقافية» للأسف:
- نصوص خارج الإيقاع
- آرين ميركان:
- جهاد أسعد محمد:
- رسالة منح الصلح
- عذراً لقد أخطأت يانوبل جائزة غيرمهمة ورفضها أكثرأهمية...!
- الفيلسوف أحمد البرقاوي يفكك مشكلة الأنا والذات في مواجهة ثقا ...
- ساعة مشعل التمو:


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إدكارات الأب