أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كتاب الجيب في بروفايله الشخصي















المزيد.....

كتاب الجيب في بروفايله الشخصي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 14:13
المحور: الادب والفن
    


كتاب الجيب في بروفايله الشخصي


إبراهيم اليوسف

باتت كتب الجيب تحتل جزءاً لا بأس به من مكتباتنا البيتية، بل وحتى العامة منها، في آن، في ما إذا كنا من متعاطي القراءة، أو مدمنيها، أو المواظبين عليها، خارج ما هو محفوظ في بطون الكتب المنهجية، أو الرسمية، نعود إليها، نستفيد منها، نلتقطها من الأرفف، بعدأن نختارما يناسبنا من عناوينها، أو بعد بعض من البحث عنها، نركنها جانباً إلى جانب الحاجات الشخصية التي نحملها فيما خرجنا من بيوتنا، كما البطاقة الشخصية، أو جواز السفر، أومحفظة النقود، أوالهاتف والكمبيوترالمحمولين، أو رزمة الأوراق الرسمية، أو النظارات، بالنسبة إلى مستخدميها، أومفاتيح البيت، أوالسيارة، أو المكتب، بل وربما كما علبة الدخان، بالنسبة للمدخن، أو علبة الدواء، ننكب على قراءتها، في أي وقت فراغ، خارج البيت، كما لحظات الفراغ في البيت، بل وتصبح هذه الكتب ضرورية عندما ننتقل من مكان إلى آخر، ليكون هذا الكتاب رفيق السفر.
ونظراً لأهمية هذه الكتب، فقد روي أنه موافقة الكتاب العادي كانت تتم عن طريق وزارة الإعلام، وأن الكتاب الديني والسياسي تحصر الموافقة عليه بما يسمى ب"القيادة القطرية"، وأن موافقة كتاب الجيب، حتى وإن صدر عن وزارة الثقافة، أو إحدى الصحف، تتم من خلال مكتب الرئيس شخصياً.
ولا يمكن تحديد تاريخ ولادة فكرة كتب الجيب، حيث نحن هنا أمام معلومات متناقضة، إذ هناك من يرجح أنها ولدت في القرن التاسع عشر، مقابل آخرين، وجدوا أنها كانت منتشرة في القرن الثامن عشر، بيد أن الانتشار الواسع لها، لم يتم إلا في ثلاثينيات القرن العشرين، وتم الإقبال عليها، من قبل جمهرات قرائها، في قارات العالم كلها، أنى وجد هناك إقبال على القراءة مادامت تتمتع بمزايا فريدة.
استطاعت كتب الجيب، أن تلفت الأنظار إليها، على نحو واسع، منذ أن لوحظ أنها تحقق انتشاراً غير طبيعي، بل وأنها تحقق-في المقابل- تأثيراً على قرائها، حيث كانت البداية مع الكتاب الأدبي، لاسيما السردية منها، رواية، وقصة، إلى جانب القليل من المجموعات الشعرية التي راحت تحافظ على بعض ارستقراطيتها، بل أن المؤسسة الدينية راحت تنتبه إلى هذه الظاهرة، فبدأت تنتقل من مرحلة الكراريس السريعة، إلى مرحلة كتاب الجيب، بل راحت توزعه-في الغالب- على نحو مجاني، وهي تحمل ألفباء الإيماء، أوما يتعلق بالعبادات وغيرها. وقد نشرت وكالات الأنباء، أن بعض منظمات حقوق الإنسان، أقدم مؤخراً على ألفباء حقوق العاملين، ضمن مجالات رصدها، لنشر أبجدية هذه الثقافة، وليدرك هؤلاء مالهم، وما عليهم، وفي هذا ما يدل على استشعار الانتباه بالدور الكبير والمؤثر الذي يمكن لهذه الكتب أن تقوم به.


المكتبة الجيبية:


لا بدمن معرفة أمر مهم، أن الكتاب الجيبي، هو مختلف عن الكتاب الكلاسيكي، من حيث علاقته بالمكان، إذ صحيح أن له مكتبته الخاصة، في أية مكتبة بيتية أومؤسسية، إلا أن الأرفف المخصصة له تكون صغيرة، قياساً إلى حجم الأرفف المخصصة للمجلدات، والمعاجم، والموسوعات، والكتب ذات الحجم الكبير، أو حتى المتوسط، إذ يصح فيها قولنا" الكتاب صغيرالحجم" أو" الكتاب الصغير" إلى جانب اسمه الحقيقي، الشائع، الغالب عليه:" كتاب الجيب". وهو من هنا كتاب يتخذ من المكتبة محطة، حيث أن إقامته فيها مؤقتة، مقابل إقامة الكتب الأخرى الدائمة في حاضناتها المكتبية، إذ أن الكتاب الجيبي قد يستعمل في حدود البيت، شأن الكتاب دائم الإقامة، أو أنه يرافق حامله خارج عنوان إقامته.

وإذا كانت المكتبة البيتية-أكثرثباتاً وديمومة وصموداً- أمام عوامل تبديدها، وزوالها، من حيث العمرالطبيعي للكتاب، في ظل الظروف المناخية، أوغيرها، أو حتى إمكان تعرضها للسطو الشرعي-عبرالاستعارة أوغيرها من الأساليب المشابهة التي سنفرد لها دراسة خاصة- فإن المكتبة الجيبية تكون في الغالب-سيارة- أو طيارة- بحسب التوصيف الشعبي، لأنها متحركة، غيرمستقرة، سهلة الحمل، بل إنها سهلة التلف، وذلك فإن الكتاب التقليدي يعتنى بورقه، وغلافه، وحبر طباعته، بل وبطريقة خرزه، بيد أننا نجد أن ورق الكتاب الجيبي غالباً ما يكون من النوع الهش، سريع التلف، بل ومطبوعاً بأنواع رديئة من الحبر، ناهيك عن أن أغلفتها نفسها تكون من الورق المقوى جزئياً، وأن جمع صفحاتها يكون بوساطة مادة الغراء، لذلك سرعان ما تتآكل أغلفة وأوراق هذا النوع من الكتاب، بفعل الاستخدام، حيث هناك من يرى أن كتاب الجيب، قصيرالعمر، بل أنه لايصلح للتداول، والقراءات المتكررة، حيث يرمى، ويغدو غير قابل للاستخدام.
عالم الحب:

وقد سجلت تلك الكتب التي تتناول حكايات الحب، عبر لغة السرد، على نحو خاص قائمة الأولوية، في مبيعات عالم الكتاب الجيبي، لاسيما في مرحلة ما قبل انتشار الكتاب الإلكتروني، إذ أن وسائل التقانة الجديدة، قد أوجدت بدائل لا تنتهي عن مثل هذه الحاجة إلى الكتب، عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي باتت تشكل تحدياً كبيراً، لما هو ورقي: صحيفة، وكراساً، ومجلة، وكتاباً، في آن، وإن كنا نجد حقيقة، أن لاشيء في هذا العالم الافتراضي يغني عن متعة قراءة الورقي.



العالم في جيبك:

كان من الممكن، أن يتم استبدال هذا العنوان الفرعي-أعلاه- العالم في جيبك، بعنوان آخر، هو"عباقرة، ومبدعون، عالميون في جيبك"، ورغم استفزازية هذا العنوان الفرعي الذي تم إقصاؤه، إلا أنه في الحقيقة واقعي جداً، إذ أن في إمكان هذا الكتاب، وفي ظل إتباع موشورمسرده الافتراضي أن نصل إلى واقع إمكان أن يجد أي علم معرفي، أو أثرعلمي، ثقافي، معرفي، إبداعي، فني، طريقه إلى جيوبنا عبرهذا الكتاب، وكأن هذا الكتاب، في وجهه الآخر"جوازسفر لأعلام وآثار" لكي يتم بوساطته اختراق حدود المكان، والزمان، وليكون بين أيدينا .
كتاب الجيب الإلكتروني:
هل من كتاب جيب إلكتروني؟،
إذا كان كتاب الجيب، قد وصل جيب قارئه، قبل وصول الكتاب الإلكتروني إلى جيبه عبرقرص مضغوط، أو"فلاش ميموري"، فإن فرصة احتذاء كتاب الجيب حذومنافسه الإلكتروني متوافرة، هي الأخرى، حيث أنه يكادلايشغل المزيد من الوقت، عبرقراءته إلكترونياً، بل لايشغل إلا القليل من الحجم، بحيث يمكن أن تكون، بفضل هذه التقانة، مكتبة جيبية إلكترونية، تكون في مجرد فلاش من سنتمترات قليلة.

كتاب الجيب
علامات فارقة:

بدهي، أن تسمية كتاب الجيب أتت من حيث أنه من الممكن أن يحمله القارىء معه في جيبه، ويكاد يكون الكتاب المكتبي المقروء خارج البيت، لذلك فهورفيق القارىء في حافلات النقل الداخلي، أوفي الميتروات، والسفن، والبواخر، والطائرات، بل وتمتلىء به صالات الفنادق، وأجنحتها، وغرفها، بل تجد كتب الجيب في صالوانات الحلاقين، وبعض المقاهي، ينهمك عليها قراؤها، لمدد طويلة، على ضوء المتاح من أوقاتهم، ولطالماكانت هذه الفصيلة من الكتب، بمثابة جسورإلى عوالم آرسين لوبين، و أجاثا كريستي.. ، ولعل الرواية البوليسية-حصراً- احتلت موقعها الخاص ضمن هذه المكتبة الجيبيبة.

ثمة أقيسة متعارف عليها-عالمياً- بالنسبة للكتاب، حيث نجدأن من مواصفات الكتاب كبيرالحجم أن يكون 24-17 سنتمتراً، نجد أن مقياس الكتاب الطويل جداً يكون حوالي 30-22 سنتمتراً، بينما أن مقياس الكتاب متوسط الحجم يكون حوالي 20-14 سنتمتراً، غيرأننا نجد أن كتاب الجيب يتراوح مقياسه حوالي 14-9 سنتمتراً.
أمافي مايتعلق بصفحات الكتاب، فإننا نجد أن الكتاب الكبير جداً يكون عدد صفحاته بضع مئات من الصفحات، بيدأن الكتاب ذي القياس الكبيرقديكون عدد صفحاته مابين 300-200 صفحة، وأن الكتاب المتوسط يكون حوالي المئة والعشرين صفحة أوأكثرأوأقل، لكن الكتاب الصغير يكون عدد صفحاته مابين ال60-90 صفحة، وهي جميعها أقيسة وأرقام تقريبية، قديتم الالتزام بها، من قبل مؤلف الكتاب، أوصاحب دارالنشر، أوقد لايتم الالتزام بها أيضاً
وبدهي، أن كتاب الجيب لايتحمل الموضوعات المتناولة على نحوعميق، لذلك، فإنك لن تجد في عالم هذه الكتب مايتعلق بالنظريات العلمية، أو الكشوف الكبرى، أوعوالم الرياضيات، وإن كان من الممكن أن نجد كتباً فيه بعض عجائب الطبيعة، أو الحيوان، أوالعالم، أوماهومسل، ممتع، أوحتى الكلمات المتقاطعة، أو بعض أسراراللغة، إذأن كتاب الجيد من شأنه ألا يتلكأ في التواصل مع متلقيه، بل أن يكون سهل المادة، لغة، ومعلومة، بحيث يحقق الكتاب تأثيراً جد كبيرعلى متلقيه.

وإنه لمن نافل القول، أن نبين-هنا- أن دورالنشر ذات الشأن والحضور في المشهد القرائي أوالثقافي، تتبارى،عادة، في أن تتوافرفي الكتب التي تطبعها، المواصفات الراقية، من حيث نوع الغلاف ، بل جلده، أو الورق المصقول، وحبرالطباعة، أو حتى الإخراج، والتقنية، والرسوم، واللوحات إلخ، وهي جميعها مايعيرها ناشركتاب الجيب، الذي يركز-عادة- على الحد الأدنى من كل هذه الأدوات.


ناشروكتاب الجيب:
غالباً، مايصدركتاب الجيب عن المؤسسات، ودورالنشر، وليس عن طريق الكتاب أنفسهم، بل ويستوي في عالم الموضوعات المتخيرة للنشر، ضمن كتب الجيب، ماهوقديم، إلى جانب ماهوجديد، بمعنى أن الكتب القديمة التي ألفت قبل قرون بعيدة، بل وبمختلف اللغات، حيث يلتقي ماهومترجم، بماهومكتوب باللغة الأم، وكأن من شأن هذا الكتاب هدم الحدود بين الثقافات، والتجسيربينها، وإن كنا-في المقابل- أمام فجوة، من الممكن أن يتم استغلالها، عبرنشرالكتاب الرديء، بل ونشر رؤى ومفاهيم محددة، في إطار الأجندات التي تعمل عليها هاتيك المؤسسات، لاسيما أن بعضاً من هذه المؤسسات تابع لجهات ممولة، لها استراتيجياتها الخاصة.
وليس بخاف علينا، أن بعض الصحف والمجلات، وعلى نطاق عالمي، باتت تنتبه إلى أهمية كتاب الجيب، ماحدا بها إلى أن تصدر بعض أعمال الكتاب، والعلماء، والمبدعين، عبر طبعات خاصة، مع دورياتها، وصحفها، على نحوشهري، أوربما فصلي، أو سنوي، طمعاً في مزيد من التفاعل، والتواصل مع المتلقين، وقد تفعل هذه المنابرالإعلامية ذلك، عندما تكون رسمية، حكومية، حيث تحاول نشر ما يخدم رؤى وثقافة معينة.
وقد يكون من دواعي تنطع بعض وسائل الإعلام للقيام بطباعة كتب الجيب، وفرة الوراق التالف، غير الصالح لاستخدامها من قبل الصحيفة أو الجريدة التي تنشرها، أو عبر خصيصة تدويل الورق، وهويتم من قبل بعض هذه المنابر وفق عمليات حسابية مدروسة، ويكون الهدف ثقافياً وتجارياً في الوقت ذاته.







الكتاب الأكثرشعبية:

صحيح، أن الكتاب الأكثرأصالة، وعراقة، وتأثيراً، هوالكتاب التقليدي، رغم انتشارالمكتبة الإلكترونية التي استعادت أمات الكتب الورقية، بل راحت تضيفها عليها كتبها، أيضاً، إلا أن الكتاب الجيبي هوالأكثرشعبية، إذ يقرأه أفراد الأسرة كلهم، صغيرها وكبيرها، بل إن المتحررمن أميته، أومتدني الثقافة، أومتوسطها، شأن الراسخ في الثقافة، جميعاً، يعدون من جملة قراء كتاب الجيب، لاسيما عندما تكون وسيلة نشرأعمال خاصة، غيرمكررة، طباعياًُ، ضمن إطارسلالات الكتاب التقليدي

ويدخل في إطارشعبية كتاب الجيب، أنه بالإضافة إلى خصائصه: صغرالحجم، إذ لايتجاوز حجمه سعة الكف، بل وخفة الوزن، ليصلح فيه قولنا، ولو من قبيل المداعبة أنه "من وزن الريشة"، ليكون سهل الحمل، ك" ميني كتاب" أو"ميني زوادة"، يتنقل بها القارىء من مكان إلى آخر، من دون أي معاناة.
ولعل ما يزيد من شعبية هذا الكتاب، هو أنه سهل التكلفة، طباعياً، نتيجة رخص الأدوات التي أعدَّ منها، وهو ما يجعله في المقابل رخيص السعر، بالإضافة إلى أن قلة تكلفته، تشجع دور النشر على طباعة أعداد كبيرة منه، بحيث تكاد تصل إلى كل مدينة، أو قرية، أو مؤسسة، أوحي، أو مكتبة، أو شارع، أو بيت، بل وإلى أي قارىء متابع. ومن هنا، فإن طالب المدرسة، أو العامل، أو الموظف، أو الجندي، يحصلون على هذا الكتاب، ناهيك عن أنه يقرأ بين أوساط النساء، كما يقرأ بين أوساط النساء، بل إن من مميزاته أن الطفل، أوالشاب، أو الكهل، أو العجز، يقدمون على قراءته، كل من أجل ضالته التي يبحث عنها بين غلافيه.
ومؤكد، أنه رغم التقاء الفئات العمرية-جميعها- بل وتوافرالجندر، في مثل هذا الكتاب، خارق الطبقات، والنخب، إلا أن فئة الشباب، هي الأكثر إقبالاً على التزود به، لاعتبارات عديدة، منها طبيعة سعره، وخفة وزنه، وسهولة استخدامه، بالإضافة إلى وجود حاجة عميقة من لدنه، خارج أوقات دراسته، أو عمله، لاسيما ما كان منه قصصي المضمون، أو روائييه، موزعاً على فصول، وعناوين، تمنحه إمكان التقاط الأنفاس، والاستراحة بين فصل وآخر.
هذه النقطة-تحديداً- جعلت ناشري كتاب الجيب ينتبهون إليها، إذ راحوا يتبارون، في اختيار الكتب الأكثر تحقيقاً لأسئلة هذه الفئة الاجتماعية، لذلك فإن هذه الكتب تنال صيتاً واسع بين الشباب، وكثيراً ما يتنافسون في اقتنائه، أوقد يتم تداوله في مابينهم، رغم هشاشة بعض الكتب التي تتطلب المزيد من العناية والرعاية والمحافظة عليه، بعكس الكتاب التقليدي الذي تراعى فيه الشروط الفنية التي تكفل مزيداً من صموده، أثناء تداوله من يد إلى أخرى، حيث يمكن أن يسجل كتاب في مكتبة رسمية ما، في ما إذا عدنا إلى سجل الاستعارة في المكتبة، أسماء المئات، بل ربما الآلاف ممن قرؤوه، عبرعقود.

كتاب الجيب انتبه
ممنوع المرور:
ولعل وسائل الرقابة، كانت تتوجه في كثير من البلدان الأشد رقابة على مثل هذه الكتب، لاسيما أنها، ونتيجة سهولة استخدامها، فإنه من الممكن أن تكون مكرسة لأهداف لا تتساوق مع رؤاها، كأن تكون فيه خطبة ممنوعة، أو ترويجاً لآراء ذات طابع متناف مع السائد، ولهذا، فإن مثل تلك المؤسسات، كانت تعود-غالباً- إلى التراث، لإعادة طباعة مايتعلق بالأدب والثقافة واللغة، والإبداع، والمعارف، لأعلام عاشوا في عصور سابقة، وكتبوا ما يخدم الراهن، أو أن تتوافر شروط النشر من قبل المؤلف الجديد في الكتاب، فقد تم استثمار هذا الوسيلة القرائية، من أجل كتب الفزازير، والأبراج، ورسائل الحب، وقيادة السيارات، أو كتب الترجمة السياحية" ترجمانك في جيبك" أو كتب فن الطبخ، والشعوذة والسحر، إلى جانب استخداماتها الأخرى أيضاً، حيث باتت حاضنة لكتب الأدعية، بل بدأنا نجد كتباً أصغر حجماً، يمكن أن نسميها بالكتب" الحجابية"أوالتميمية" التي يتم بيعها في المحطات، وداخل الحافلات، وفيها كتب الأدعية" كدعاء المسافر" أو غيرها..!
كما أنه، ومن جهة أخرى، نجد أن بعض المؤسسات، تستكتب مؤلفاً واحداً، لتبني فكرة محددة لها، في مجال ما، أو حتى مجموعة مؤلفين، للمشاركة في تأليف كتاب جيبي، تتبناه، وتوزعه، عبر قنواتها الرسمية، وأن الكاتب الجيبي ذو شعبية وجماهيرية واسعتين، لأن وصول كتاب أي مؤلف إلى جيب قارئه، يعني وصوله إلى قلبه وعقله أيضاً، وإن كنا نجد أن الكثيرين من الكتاب الرصينين يأبون أن تطبع كتبهم-في حياتهم- في طبعات جيبيية لأنهم يعتبرون ذلك انتقاصاً لمكانتهم، ونزلة كتبهم، حيث يعدون رونق الكتاب امتداداً لمضامينه، وعالمه، بحسب وجهات نظرهم.



كادر:

باتت دولة الإمارات العربية المتحدة، في موقع عاصمة كتب الجيب-حقاً- وذلك لأن هناك العديد من دورالنشروالمراكزالثقافية تعنى بمثل هذا الكتاب، ومن بينها" دارالرافد-هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة- إلخ... حيث أن الأولى منها تهتم بكتب المؤلفين المعاصرين، وتصدرفي كل شهر كتابين جيبيين، بيدأن الثانية باتت تتوجه إلى عيون التراث العربي القديم، ومن بينها أمات الكتب القديمة، كدواوين الشعراء القدامى، على مختلف عصورهم، بالإضافة مثلاً إلى أمات كتب السرد، كالأغاني، والكامل في اللغة والأدب و مقامات بديع الزمان الهمذاني وبخلاء الجاحظ وأذكياء ابن الجوزي وكليلة ودمنة وغيرها وغيرها، بحيث أننا أمام مسرد طويل من مثل هذه الكتب التي يعدُّ القارىء بأمس الحاجة إليها، وهي تتضمن موجزاً عن بطون تلك الكتب الشهيرة في تاريخ الأدب والثقافة العربيين، مطبوعة في حلل أنيقة وجذابة، وبأفخر أنواع الورق، والأغلفة..



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدكارات الأب
- حسن دريعي يدحرج رذاذه..!
- مابعدالاغتراب
- حوار بينوسا نو مع: كيو جكرخوين:
- إيقاعات النص الفيسبوكي:
- النص الحداثي وثنائية الهمين الخاص والعام:
- الانشقاقات وفلسفتها الكسيحة
- طه حسين صوت استناري مدو في وجه الظلامية
- ساعة قامشلو
- إشارات لصباح الأب..
- خيانة المثقفين
- الحنين إلى الاستبداد
- حين يكون كلاهما ذاكرة للآخر: الوطن والكاتب المفكرمنح الصلح ح ...
- يحدث في ماتسمى ب «النخبة الثقافية» للأسف:
- نصوص خارج الإيقاع
- آرين ميركان:
- جهاد أسعد محمد:
- رسالة منح الصلح
- عذراً لقد أخطأت يانوبل جائزة غيرمهمة ورفضها أكثرأهمية...!
- الفيلسوف أحمد البرقاوي يفكك مشكلة الأنا والذات في مواجهة ثقا ...


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كتاب الجيب في بروفايله الشخصي