أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - مسؤولونا ونظرية حجي شامل














المزيد.....

مسؤولونا ونظرية حجي شامل


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4661 - 2014 / 12 / 13 - 23:03
المحور: المجتمع المدني
    


تتيح كثير من مواقع النشر الالكترونية للقراء حرية إبداء آرائهم في ما تنشر، وهذه حالة إيجابية، وتمثل شكلاً من أشكال التواصل بين الكتاب وقرائهم، مثلما تكون نافذة نتعرف من خلالها على ثقافة المجتمع - باعتبار القراء جزء منه- ومدى استيعاب أفراده للأفكار المطروحة، المباشرة منها وغير المباشرة التي تقرأ بين السطور، فمقاصد الكتاب تتعدى ظاهر الكتابة لمعان باطنة تفهم من سياق الطرح والإشارات المبهمة أحياناً، متابعتي اليومية لكثير من تعليقات القراء جعلتني أكثر ثقة بهم وزادت من احترامي لهم، وجدت بعض التعليقات مكملة للنص، بل أن بعضها تتفوق على كاتبه لغة ورصانة، ما يؤكد أن طاقات إبداعية كبيرة لا تجد فرصتها، أو أنها لا تحبذ الظهور لأسباب كثيرة بعضها تتعلق بهؤلاء وأخرى بالأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد، لكن القارئ الجيد يبقى حافز إبداع للكاتب فالحق يحتاج لرجلين أحدهما ينطق به وآخر يفهمه، وأن الاعوجاج لا يمكن تقويمه الا بثنائية المطرقة والسندان ( الكاتب والقارئ المتفاعل).
أحاديث كثير حول هذا الموضوع تدور بيني وبين صديقي العزيز "مصطفى غازي" صاحب المكتبة الاهلية وسط البصرة، فنتطرق لما تبدعه أنامل الكتاب الكبار ومقالاتهم البارزة في الصحف، فمصطفى أدرى مني بشعاب مكة، فهو محاط بتلال من الصحف والمجلات والكتب، وكأنه يغرق ببحر الأحرف والكلمات، ونتناول بعض المقالات بالنقد والتحليل، فنحن قراء قبل ان نكون كتابا في الصحف.
في زيارتي الأخيرة له أنظم لحديثنا أحد أصدقائه، فهو معني بما نتحدث عنه كونه مدرساً للغة العربية وشاعرا، ما زاد الحديث عذوبة، فاللغة صارت حاضرة بشكل أقوى من أحاديث لقاءاتنا السابقة، ورغم أن المدرس كان يتحدث بإيجاز الا أن بلاغته كانت تغني عن حديث طويل، وما كان يجمعه بصديقي مصطفى هدوءه، وخلقه الرفيع" فالطيور على أشكالها تقع"، وحين تحدث عن مقالتين لي سبق أن قرأهما بشيء من النقد والتحليل صرت أنصت له بكل جوارحي- عينة محترمة للقراء- أبدى أعجابه بأحدهما فكرة وأسلوبا ، لكنه أختلف معي في أسلوب طرح موضوع الاخر، والذي كنت أخاطب فيه المسؤولين بعواطفي آملا منهم تفهم طلبي وتلبيه لتتحقق المصلحة العامة، تمنى المدرس لو أني أكثرت من الحجج و البراهين ومخاطبتهم بالعقل بدل العاطفة، فهذا الاسلوب أنجع وأكثر تأثيراً وقد يفضي لما أرتجيه من المقال.
قد لا يعرف المدرس ما يعرفه العاملون بالإعلامي – المقروء، المرئي، المسموع- ان تعاطي أكثر المسؤولين مع الإعلام سلبي، ولهم آذان تشبه كثيرا آذن "حجي شامل" رحمه الله، الذي لم تكن تهتز طبلة أذنه الا لما يريد، ويحتاج من يتحدث معه أن يصرخ في أذنه وبأعلى صوته ويكرر العبارة مرات ومرات، لكن أذنيه تسمع همسه بسيطة خافتة حين تتحدث عن زيادة في التقاعد، فيصيح من مكانه البعيد كم ومتى؟. حتى سمي سلوكه هذا ( بنظرية حجي شامل) أن لهذا السلوك تفسيراً علمياً منطقياً جداً، فالعقل الباطن للإنسان مرتبط بالسمع ويختزن الامنيات التي تشغل صاحبها، وﻷ-;---;--ن هاجس الحاج شامل رحمه الله التقاعد وزيادته، بمجرد سماعه هذه العبارة يحصل ربط لا إرادي وكأنه جرس تنبيه. ليس الحاج وحده من يعمل بهذه فنظريته صارت أعم وأشمل وشملت الكثيرين حتى أن مسؤولين كبار آمنوا وعملوا بها، فأكثر ما يعنيهم الإشادة بإنجازاتهم ولمعان صورهم على الصفحات الأولى للصحف لحسابات كثيرة من بينها ما يتعلق برصيد المسؤول للانتخابات القادمة ، وبالتالي فإن الكثير منهم لا ينفع معه لا طريقتي لكسب استعطافه ولا الطرق الأخرى، وحتى ما تحدث به المدرس جرب ولم يجد نفعا لسبب بسيط وهو لهم آذان وعيون تعمل بنظرية حجي شامل رحمه الله.



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية
- صبري الاعمى تاريخ وحكايات
- مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين
- عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل
- كصة بكصة
- اقرب نقطة دالة
- الاعيب السياسيين في سوق الخضار


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - مسؤولونا ونظرية حجي شامل