أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل














المزيد.....

عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 13:45
المحور: المجتمع المدني
    


صباح يوم الجمعة من كل اسبوع أذهب(لسوق الطيور) الكائن في البصرة القديمة، حاملا معي مجموعة من اسماك الزينة لأبيعها لأصحاب المحال، فما أتقاضاه من راتب شهري لا يكفيني سوى لأسبوعين لا أكثر، الجمعة الماضية قصدت محل صديقي "عباس شعيّع"، نناديه بهذا الاسم تميزا له عن الاخرين الذين يحملون اسم عباس الشائع في البصرة، وانا في طريقي له أتصلت به واخذت اصف له الوان الاسماك واحجامها وفق مقاييسنا ومعاييرنا، فنحن العاملون في هذا المجال، نعتمد الكف و الاصبع والعقدة في الوصف، فنقول عنها "كفيات" ونقصد بان الاسماك بحجم الكف او اصبعيات ونقصد بطول " السبابة" هكذا جرى العرف، أما الصغيرة منها فنصفها معتمدين على عقد اصبع السبابة، فنقول عقدة او عقدتين .
وصفت لعباس الاسماك التي أحملها له وكانت بحجم الأصبع، فلقد طابقتها قبل خروجي من المنزل على أصبعي (السبابة)، فأبدى ارتياحه لأحجامها وسعرها، لكني بعدما وصلته وشاهد الاسماك انبني تأنيبا كبيرا، بعد ان طابق الاسماك على اصبعه ووجدها لا تصل ثلثيه ، كون اصبع صديقي عباس يقترب من ضعف طول أصبعي، وهنا وقعنا بمعضلة وان المشكلة صارت رغما عنا، وأن كلانا لم يكذب، وبعد صمت محيّر، بادر صديقي عباس ضاحكا بالقول قبلت الشراء بالسعر الذي اتفقنا عليه وسأضحي هذه المرة شريطة ان تذكر في المرة القادمة تفصيلا ادق وتحدد فيما أذا كانت الاسماك بطول أصبعك أم أصبعي، فالاختلاف بينهما كبيرا، كلامه وضحكته جعلتني أشعر بخجل كبير، وتمنيت أكون أنا المبادر بتخفيض السعر، حاولت استقطاع جزء من المبلغ لأعيده اليه لكن دون جدوى.
هذه الحادثة مرت بسلاسة ويسر ولم تترك اثرا على علاقتنا، فلم يفكر أيا منا بان المشكلة مفتعلة ويراد منها الحصول مكسب مادي، على العكس مما يفعله الكثيرون، فكثير من الباعة يدلس بضاعته، وكذا السياسيون يقفون طويلا عند أي معضلة مهما كانت بسيطة لينالوا من الخصوم، ولكسب منافع مادية وسياسية ضيقة تشعر الاخرين بالحيف والغبن، ما يفجر مثل هذه المشاكل بين حين واخر الانتقائية في تفسير القوانين والفقرات الدستورية بما يصب بمصلحتهم، فبعض العبارات في الدستور أو القوانين تقرأ بعدة قراءات، وبعضها مصيري، مثل تحديد الكتلة الاكبر وصلاحيات الاقاليم والتي تفجر المشاكل بين حين وآخر فمشكلة تحديد الكتلة الاكبر (القديمة الجديدة) اثيرت حولها زوبعة في تشكيل الحكومة عام 2010 وتم حسمها من قبل المحكمة الاتحادية، عادت المشكلة تتفجر بشكل أقوى عام 2014، بعضهم نظر لها من زاويتي وانا أنظر لأسماكي فيما نظر لها اخرون من زاوية صديقي عباس وكلا الطرفين له مبرراته، لكن أغلب السياسيين لا يضحون تضحية" عباس شعيع"، لذا لابد من صياغة واضحة لا تقبل اللبس او التشكيك لكل الفقرات التي تحتمل التأويل درءً للفتن، ليكون الدستور موحدا لنا وضامنا لحقوقنا باعتباره أعلى مرجعية قانونية في البلاد، اما انا فلن اعيد الخطأ ثانية وسأذكر في كل مرة بان الاسماك بحجم اصبعي او كفي انا او قد الجأ لقياس طولها بالسنتمترات كي لا اصطدم يوما بأحد، سيما ان البعض لا يحمل طيبة وخلق "عباس شعيّع".



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كصة بكصة
- اقرب نقطة دالة
- الاعيب السياسيين في سوق الخضار
- لناخبينا ذاكرة
- الصحة ومحرقتها العجوز
- مخ ولسان
- الرقم الابيض وايامه السود
- ماؤنا مالح كدمعنا
- بصرتنا لا تزرع الشوك
- فؤاد المهندس
- من البصرة الى اسطنبول
- السراق وبائع الملح
- لم يقطفوا سوى الثمار الجوفاء
- الواحد أكبر من الاربعة
- أحذروا.. الديناصور يبتلع البصرة
- خارج أسوار الحياة
- الكهرباء تدخل موسوعة غينس
- ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل