أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز














المزيد.....

ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4187 - 2013 / 8 / 17 - 09:41
المحور: المجتمع المدني
    


من بين أفراحي الشحيحة فرحة تخترق قلبي المثقل بالهموم بين الحين والآخر ، فرحة ممتزجة بالأمل تبدأ برنة خاطفة لهاتفي النقال ( ترميشه ) من عمو ناصر بياع الصحف لتنبأني بخروج احد مواضيعي إلى النور في أحدى صحف بصرتنا الحبيبة فينتابني هاجس غريب هاجس يلح علي بان القي بكل أعبائي وهمومي ومشاغلي جانبا واتخذ من ذلك الركن في ساحة أم البروم وجهة لي لالتقى رجلا أحبه الكثيرون لما يحمله من طيبة بصرية وابتسامة قل نظيرها رغم أن الدهر لم يبقي من أسنانه التي تهاوت مع تهاوي أيامنا الجميلة ألا واحدا من الأنياب وكأنه ما تبقى في زماننا من الخير ، ما يحمله عمو ناصر من الطيبة والعفوية الكثير فتضفي لجماله جمالا وكأنها هالة تحيط به ، وما يثير بداخلي الشعور الأكبر بالسعادة أني أصافح يده التي تباركت بملامستها لعمالقة الأدب البصري أمثال محمود عبدالوهاب والبريكان رحمهم الله واليوم تصافح ورؤساء تحرير صحف وأدباء ومثقفين كبار ، فأطيل مصافحتها عل عدوى هؤلاء تصلني للاحق بركبهم ولكن هيهات . أن عمو ناصر هو حلقة للوصل ما بين ماضي بصرتنا وحاضرها ففي ملامحه صورة لثمار النخيل المتدلية على جانبي شط العرب و ( البلم العشاري ) الذي كان يجوب مياهه مثيرا من حوله الأمواج مابين السفن الكبيرة التي تطلق صفاراتها الهادرة الشبيهة بأصوات القطارات المحملة بخيراتنا من ( الجراديغ ) ومكابس التمور لأرجاء الدنيا بمشارقها ومغاربها فتبعث في نفوسنا شعورا بالرضا والفخر بأننا نطعم الآخرين مما نزرع , ماضينا الجميل الذي سحقته الحروب وسحقت معها آمالنا والأحلام ولم يبقى في ذاكرتنا سوى صدى الذكرى ترن مدوية في عالم النسيان وتدون أجمل ما عشنا ، ومما دونته مذكراتنا صفحة ( لعمو ناصر) الذي طوى عقده الرابع في هذه المهنة وكل ما جناه دكه على رصيف لا تقيه برودة الشتاء ولا شمس صيف بصرتنا المحرقة لكنه من الرضا و كأنه يملك الدنيا وما فيها رغم انه كما نحن مثقل بالهموم ، ما لا يعرفه الكثيرون أن عمو ناصر ترك دراسته في المتوسطة مرغما لأسباب سياسية ، كونه احد الناشطين في اتحاد الطلبه آن ذاك ، تلك الكلمات كانت شقشقة مما كان يخفي ولم يستطع لحظتها كبت بعضا من تنهداته والحسرات الممزوجة بالألم فزادتني محبتا له وجعلتني أدرك بان فينا من لا يرجو ثمننا ولا يطلب تعويضا عن ظلم اضر به كثيرا وغير مجرى حياته ووأد طموحه مبكرا ، ولو مر البعض بحادثة اقل ظلما مما مر به لذكرها عشر مرات في اليوم الواحد أو أكثر أن لم يجعل منها أسطورة هو أهم إبطالها أن لم يكن الوحيد ، ولطرق كل الأبواب ليستبدل قضيته جاها ورصيدا ، ولعل هذا ما جعل عمو ناصر يخترق القلوب ويكون له هذا المقام بين الآلاف ممن أحبوه ومنهم أناس غاية بالرفعة .
ذات مرة وإنا انظر له وهو يجلس خلف ( البسطية ) والتي تقع في نهاية (الصبات ) الكونكريتيه التي تحمي المتواجدين خلفها من موت الإرهاب الأسود على كرسيه المتهالك في مكان تشطر نهاية الصبات الكونكريتية ظهره نصفين جزء محمي والآخر لا ، فان اقترب أكثر باتجاه المحمي ابتعد عن صحفه وصعب عليه بيعها ، المكان الوحيد الذي يستطيع أن يتمكن من كل ( البسطية ) هو أن يكون نصف ظهره محمي والآخر لا ، حينها ادركت بان القدر أراد لمن يتفحص هذا المنظر أن يعرف بان العمل ولقمة العيش الحلال هي جهاد وتستحق أن يضحي لها طالما أمتزجت بعرق جبينه وطالما أحب عمله الذي وهبه كل هذا الحب والشهرة فقلما التقي بشخص بصري لا يعرفه ويعشقه ، والحقيقة لو اني حصلت على نصف محبة الناس لعمو ناصر لرشحت نفسي للبرلمان .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لصوص الليل والنهار
- لنتعلم من الصبور
- جسر المقام نهاية حلم
- سهرة لا تنسى
- ملايين البصريين ينتظرون جواب الشرط من مجلس المحافظة
- مراعيهم ومزابلنا
- من يمسح دمعة البصريين
- انقذونا من ملائكة الرحمة
- مهندس في الصباح حمال في المساء
- في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات


المزيد.....




- لا أهلا ولا سهلا بالفاشية “ميلوني” صديقة الكيان الصهيوني وعد ...
- الخارجية الروسية: حرية التعبير في أوكرانيا تدهورت إلى مستوى ...
- الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا ...
- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - ناصر(أبو الجرايد) سياسي بامتياز